أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الظاهر - سياحات خيالية (5) / ليزا وسعاد















المزيد.....

سياحات خيالية (5) / ليزا وسعاد


عدنان الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2108 - 2007 / 11 / 23 - 08:57
المحور: الادب والفن
    


ما علاقة سعادالعراقية ب ( ليزا ) البريطانية ؟
ذلكم حديث ذو شجون . كلتاهما ممرضتان ، وكانت لي معهما قصص وبعض الغصص . حين يغادر الطعم الحلو لسانك ينقلب مرّاً .
شاءت الصدف أن أكون في المملكة المتحدة ( بريطانيا ) لأجراء بعض الأبحاث العلمية في مجال الكيمياء غير العضوية في جامعتي ويلز في مدينة كاردف وجامعة شفيلد في مدينة شفيلد . إستأجرت في مدينة شفيلد غرفة كبيرة واسعة ( شديدة البرودة شتاءً ) في بيت جميل قديم واسع جيد التأثيث تقع خلفه حديقة شاسعة ملأى بالأشجار والورود صيفاً . ( ليزا ) هي صاحبة الدار ... شابة إنجليزية شقراء مطلقة . طلبت الطلاق من زوجها بعد زواجهما بسنوات قليلة . قالت لي إنه بخيل ولئيم وغيور يغار عليها حتى من أصدقائه ويعاتبها عتاباً ثقيلاً إذا ما لبت دعوة أحدهم للرقص العام المشترك في بعض المناسبات أو الأعياد ، رأس السنة والكرسمس . قالت إنه أجبرها على قبول عمل كممرضة خدمات في المستشفى الهائل الذي يعمل فيه ميكانيكياً . بعد إنتهاء عمله في المستشفى يركب سيارته ال ( فورد ) الصغيرة القديمة تاركاً زوجه تأتي بعده بواسطة الحافلات العمومية . هكذا إدعت وقد تكون صادقة كما قد تكون كاذبة أو مبالغة في بعض ما قالت [[ إنَّ كيدهن َّ عظيم / من سورة يوسف ]] . كان راتبها الأسبوعي متواضعاً جداً ، لذا فإنها مضطرة لتأجير إحدى غرف دارها الذي إبتاعته بما أتاها من مال كسبته من زوجها بالطلاق . خرجت بدار من الصفقة في حين خسر الزوج داره القديمة إذ أُجبر على بيعها والتنازل عن نصف ثمنها إلى مطلقته حسب القوانين البريطانية السائدة . المهم ، شرعت ببناء حياتها من جديد تتمتع بكامل حرياتها التي تحلم بها أية مطلقة شابة في عالم اليوم . ظلت رغم فشل تجربة زواجها الأولى تسعى لزواجٍ ثانٍ ، لرجل يشاركها في دفع الفواتير الشهرية التي تقصم الظهر : ضرائب ، ماء ، كهرباء ، تلفون ، غاز ، تصليحات روتينية ، تأمين وبنزين سيارتها الصغيرة ، ثم ملابسها وأحذيتها وما تدفع ثمناً لمشروبات بارات ومقاهي أمسيات نهاية الأسبوع مع صديقاتها وزملاء العمل في المستشفى.
يئست من الشباب الإنجليز فجنحت لتجريب الأجانب . رأت في بعضهم حرارة لم تالفها في بني جلدتها . حرارة العواطف وعدم التحفظ في كيل المديح والإطراء لها والإعراب عن موجات حب جارف وكرم الصرف عليها في المطاعم الجيدة التي لم تجربها قبلاً . تمكنت فيها عادة إرتياد المطاعم الراقية وبالطبع على حساب أصدقائها الأجانب . ثم تعلمت عادات سيئة منها مطالبة أصدقائها الأجانب بهدايا بعينها لمناسبة أو بدون مناسبة ، ولا سيما العطور الثمينة والساعات الراقية [ أوميكا ... رولكس ] . ما كانت تخجل أو تتحرج من ذلك . حين تلام كان جوابها جاهزاً : أطلب هدايا ثمينة مقابل جسدي الثمين ! هكذا بكل وقاحة وصراحة . مَن كان أصدقاؤها الأجانب ؟ قالت : كان الأول فيهم بعد طلاقها طالب دكتوراه جامعي هندي . والآخر طبيب باكستاني متدرب . الثالث طالب هندسة من أمريكا اللاتينية . أما الأخير فكان رئيس أطباء إستشاري بريطاني التجنس هندي الأصل مترمل كبير السن . قالت إنها ظلت تحلم أن يتزوجها ثم يموت سريعاً ليترك لها داره العامرة وثروته الكبيرة التي جمعها قرشاً قرشاً ولفترة طويلة . خيب العجوز ظنها ... لم يمت وظل يتصل بها تلفونياً بين فترة وأخرى يعرض عليها قضاء أماسي بعض أيام نهاية الأسبوع ( الويك أند / السبت والأحد ) في بارات المدينة . توافق ولكن ، تشترط عليه أن يأخذها أولا إلى أحد المطاعم الراقية ثم إلى البارات وليس إلى بار واحد . ما كان أمامه إلا الموافقة ... رجل متقاعد كبير وحيد وثري لا مَن يؤانس وحدته ولا مَن يزوره في بيته الكبير ولا مَن يسال عنه . وحيد متوحد بما يملك في بلد الحريات المفتوحة . سألتها مرةً : هل كان بينكما من جنس ؟ لم تغضب من سؤالي ... ضحكت حتى القرقعة ثم قالت : لا ، إنه غير قادر ، يخجل من هذا الأمر . وأنتِ ؟ سألتها ، ألا تشتهينه حتى من باب العطف أو رد الجميل ؟ قالت لا تسألْ أسئلة سخيفة ، هذا شأن خاص جداً . لم أفهم قصدها. قالت لي مرة ً إن َّ سيارتها هدية من أحد أصدقائها ! يدفع الأصدقاء لها من جيوبهم وهي ترد الجميل من جسدها الفتي الناصع البياض . لا حياء في العلم ! تبحث عن الزواج من خلال الدخول في علاقات متداخلة منوعة مع العديد من الأصدقاء . قالت هذا هو الطريق الوحيد لإلتقاط الزوج المناسب . ثم تسألني : وكيف تتزوج البنات عندكم في الشرق ؟ ليس من جواب جاهز معقول عندي فأقول لها لا أدري ، كل بنت تتزوج عن طريق أهلها في غالب الأحوال . تقول إنكم تظلمون بناتكم ... فاُضطر إلى الهروب بإقفال باب النقاش ودعوتها لإرتياد بعض البارات المجاورة . توافق لكنها تشترط أن نرتاد باراً بعينه يقع في ضواحي مدينة شفيلد فأوافق . اللعينة تعرف إنه بار بيرة ونبيذ وغيرهما ومطعم في عين الوقت يقدم أفضل أنواع لحوم البقر المشوية . إنها تعرف جيداً كافة بارات ومطاعم المدينة وضواحيها البعيدة .
تعلمت إرستقراطية الحياة لا مما تكسب من عملها المتواضع في المستشفى ولكن ، عن طريق الأصدقاء الذين ينفقون عليها بسخاء . غدت بمرور الزمن تتعالى على راكبي الحافلات العمومية ولا تقربها أصلاً . فإذا تعطلت سيارتها لا تركب كبقية الناس أحد هذا الباصات ، إنما تستدعي سيارة تاكسي لتقضي بها حاجاتها . تستنكف حتى من زيارة صالونات الحلاقة النسائية . كانت تستدعي تلفونياً إحدى الحلاقات فتأتيها بكامل معدات الحلاقة النسائية إلى بيتها لقص وتسريح أو تجديد صبغة شعرها وهو أشقر أصلاً . عجيب أمر السيدة ( ليزا ) ، الشابة المطلقة الشقراء التي غدت مع الزمن خبيرة في تصريف أمور الرجال مهما تنوعت وتعددت ، إعتدلت أو شذت . فلسفتها وقانونها الرأسمالي الجبار هو : أنفقوا عليَّ بسخاء تجدوا في جسدي ما يسركم !! عرض وطلب . بيع وشراء . مقايضة . هل ستتزوج حقاً إمرأة مثل ( ليزا ) هذه ؟ يا للعجب !! تزوجت ... تزوجت بالفعل ... تزوجت أخيراً من طبيب إنجليزي بعمرها بالضبط وأنجبت منه طفلاً . تحيا قوانين الرأسمالية والعولمة .
ما الذي يجمع ( سعاد ) ب ( ليزا ) ؟ لا شئ سوى أنَّ كلتيهما ممرضتان . لا أعرف كيف تزوجت الأولى لكني أعرف كيف تزوجت الثانية .
قالت إنه طبيب شاب مستجد في مهنة الطب ، جاء مستشفاهم من مدينة أخرى . ولما كان الطبيب الجديد غريباً في مدينة شفيلد فإن َّ الممرضة
( ليزا ) تطوعت لمساعدته في الكثير من الأمور . كانت تدعوه ، خلافاً للمألوف ، للمشاركة في تجمعات الممرضات والممرضين لتمضية أمسيات عطل نهاية الأسبوع في العديد من بارات المدينة . وأحياناً يجتمع الشمل في بعض المطاعم للإحتفال بعيد ميلاد إحدى الزميلات أو أحد زملاء المهنة . ثم بهجة إحتفالات أعياد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية الشديدة التلون الكثيرة الأنس والرقص والشرب والطرب . ثم إنه جاء المدينة الجديدة بدون سيارة ... فكانت تضع سيارتها تحت تصرفه ، للتسوق أو زيارة الأماكن الخضراء الممرعة في الضواحي . ثم تدرجت الأمور فصارت تقترح عليه الذهاب سويةً إلى المسارح ودور السينما والمتاحف والمعارض الدائمة والمتنقلة خاصة ً تلك التي تقام في الأجواء الدافئة المشمسة في الهواء الطلق على مساحات واسعة من بعض الحقول الممتدة خارج المدينة ويطلق عليها الإنجليز إسم
} Car Boot {
كانت تحب هذه المناسبات لأنها كانت مغرمة بجمع بعض التحف القديمة والأثريات المعدنية أو الخشبية وتماثيلَ يتوارثها الإنجليز أباً عن جد ويحتفظون بها . هكذا طوّرت بذكاء وصبر وتخطيط ذكي علاقاتها مع الطبيب الجديد الغريب حتى إقتنعت أو شعرت أن الظروف قد وصلت نقطة النضوج القصوى من كلا الجانبين فقدمت له عرضاً مغرياً كان هو بأمس الحاجة إليه : أن يقيم لديها في بيتها كمستأجر وقد شغرت للتو الغرفة العليا التي كانت مؤجرةً لرجل آخر . ممرضة عازبة في مستشفاه توثقت علاقته بها تملك بيتاً واسعاً ( زاره مراتٍ عدة في مناسبات منوعة ) مجهزاً بغرفة إستقبال جيدة التأثيث تطل على الشارع الفرعي . وفيه غرفة طعام ومطبخ يطلان على حديقة الدار الخلفية الكثيرة الزهور الجيدة التشجير . ثم ، وهذا أمر آخر هام ، في البيت ، كما هو شان كل البيوت تقريبا ً ، في البيت ماكنة لغسيل وتجفيف الملابس وكانت تشغِّلها كل مساء تقريباً . كانت ( ليزا ) عاشقة لنظافة جسدها وملابسها وترتيب شؤون بيتها إلى حد الهوس المَرضي . ماذا يريد الطبيب الغريب العازب أكثر من ذلك ؟ نقل حقيبة ملابسه الوحيدة وبعض كتب الطب إلى بيتها وشغل الغرفة العليا الفارغة في بادئ الأمر وحسب الإتفاق . ما كان لديها المزيد من الصبر فإستعجلت أمورها مع المستأجر الجديد . حملت الممرضة السيدة ( ليزا ) منه مباشرة ً بعد الشهر الأول من إنتقاله إلى بيتها . ترك غرفته العليا الباردة صيفاً وشتاءً ليقاسم ( ليزا ) غرفة نومها المقابلة للشارع والشمس الواقعة في الطابق الأول . تم الزواج سريعاً بعد تمهيد طويل . وقع الغشيم في حبال وحبائل الصيادة الماهرة التي تعرف كيف تحرك الرجال من مفاتيح حاجاتهم الطبيعية . أنجبت بعد أقل من ثمانية أشهر طفلاً منه فتمت سعادتها . كانت فرحة والدتها غامرة . كانت المرأة كاثوليكية متعصبة متدينة لا
تفارق الكنيسة وكانت تحث وتحض إبنتها
( ليزا ) دون هوادة على الزواج والإنجاب وتقول لها دوماً (( المرأة دون زوج وزواج تصبح بمرور الوقت بغيّا )) . فهل كانت ( ليزا ) قبل زواجها الثاني بغياً ؟



#عدنان_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور غابت وذابت في الشموس
- يا طالباني ويا هاشمي ...
- سياحات خيالية (4) / سعاد في بغداد
- سياحات خيالية (3) / أميرة وسعاد
- سياحات خيالية (2) / الممرضة سعاد
- سياحات خيالية (1)
- قصص ألمانية سوريالية (6)
- قصص ألمانية سوريالية (5)
- ورابعهم المتنبي (1)
- قصص ألمانية سوريالية (4)
- قصص ألمانية سوريالية (3)
- قصص ألمانية سوريالية / (2)
- قصص ألمانية سوريالية (1)
- المتنبي والأرمن / شكر للسيدة سهيلة بورزق
- من تأريخ الحلة النقابي والسياسي / الجزء الثاني
- من تأريخ الحلة النقابي والسياسي / الجزء الأول
- المتنبي وفاتحة والطبيبة أسماء
- رسايل تلفونية بين المتنبي وحنان عمّان
- المتنبي يزور الخيمة سراً
- المتنبي والمتصوف هرون بن عبد العزيز الأوراجي


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الظاهر - سياحات خيالية (5) / ليزا وسعاد