أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - توفيق أبو شومر - لماذا يخسر العربُ الحروب ؟!














المزيد.....

لماذا يخسر العربُ الحروب ؟!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2103 - 2007 / 11 / 18 - 11:56
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


سؤال يجيبُ عنه الكاتب نورفل أتيكاين في مجلة ميدل إيست كوارترلي
وهو سؤال ينبغي أن نجيب عليه بصراحة ووضوح بدون أن نحاكم الكاتب بسبب عرقه وثقافته ودينه لنخرج بنتائج تستحق البحث والدراسة .
أثارني بحث الكاتب لا لأن كاتبه ليس عربيا ، ولكن لأن كاتبه خاض التجربة العربية ، فهو يكتب عن العرب كخبير بهم ، قضى سنوات طويلة في تأسيس وتدريب بعض الجيوش العربية ،وهو يحمل رتبة الكولونيل ، وقد درس مجموعة من المعارك والحروب العربية ، فهو يشير إلى حرب اليمن 1960 ودخول سوريا إلى لبنان عام 1970 ، ثم الحرب العراقية الإيرانية 1980 .
وأعترف بأنني ترجمتُ المقال ترجمة ليست حرفية ، وحاولتُ أن أُلخصه تلخيصا مضغوطا لهدف لفت النظر إلى المقال نفسه لمن يرغبون في متابعته ودراسته وتحليلة والاستفادة مما جاء فيه من استنتاجات
وهو يشير إلى فشل كل الجيوش العربية في وقف غزو العراق للكويت ، ومن ثَم فشل العرب في التصدي للجيش الإسرائيلي .
ونورفل أتيكاين يُرجعُ أسباب خسارة العرب في حروبهم إلى عوامل ثقافية واجتماعية وعقائدية وتكنيكية .
وهو يضع إصبعه على نظام التعليم في العالم العربي ويعتبره تعليما حشويا هدفه النهائي الحصول على [ مكانة اجتماعية] فقط !
كما أن هناك تقليدا في كثير من الجيوش العربية ، وهي أن الضباط يعاملون الجنود كخدمٍ وهو يحكي قصة طريفة :
" فقد رافق الكاتب وفدا من المختصين للتنقيب عن النفط في بلد عربي ، وهاجت عاصفة رملية فأمر الضابط المسؤول جنوده وجعلهم يصنعون دائرة حول الوفد الزائر لمنع الرمل .. وهو يستنتج بأن الجيش العربي لا يعدو عن كونه "جدارا لمنع العواصف الرملية عن رؤوس القادة " !
ويذكر بأن الضباط في الموقع العسكري المعزول في الصحراء يركبون سياراتهم الخصوصية ويغادرون ، ويمرون بالجنود الماشين في الصحراء دون أن يقفوا لهم ليركبوا . وهم لا يوفرون لهم وسيلة مواصلات !
وهو يشير إلى عيبٍ آخر يتمثل في الانفراد بالقرار ، فالقرارات يضعها المستوى الأعلى فقط ولا يُشرك فيها المستوى الأدنى .
وهو أيضا يذكر سببا آخر من أسباب خسارة العرب للحروب ، وهذا السبب جوهري يتمثل في أن " السياسة تكون أعلى رتبة من المهنية والتخصص "
وإذا فشل القادة الذين يتخذون القرارات الفردية في مهماتهم فإنهم دائما يلومون الآلات والمعدات الأمريكية والإنجليزية والفرنسية .
ونورفل أتيكاين يؤشر إلى سبب جوهري آخر مسؤول عن فشل العرب في حروبهم يعود إلى غياب التنسيق بين القطاعات العسكرية ، وهو يقول بأن التنسيق بين المشاة وسلاح الجو مثلا أمرا أساسيا لكسب المعارك ، وفي كثير من الجيوش العربية ، فإن صيغة الفردية تغلب على التنسيق الجماعي .
ويذكر الكاتب عاملا آخر أيضا ، وهو بروز العرقية والإثنية في الجيش العربي ، وهذا بالتأكيد يؤثر سلبا على آداء الجنود الذين يتصرفون من منطلق العرقية والإثنية .
وهناك عاملٌ آخر يذكره الكاتب في بحثه الطويل وهو أن كل القوانين مُسخَّرةٌ لخدمة السلطة الحاكمة ، فالجيش العربي له رأسان : رأسٌ مخصصٌ للأعداء ، أما الرأس الثاني فهو موجَّهٌ للعاصمة خوفا من استيلاء المنافسين عليها . فحجم الجيش المخصص للقمع الداخلي يعادل حجم الجيش المخصص لمواجهة الأعداء في الخارج . ويؤكد الكاتب وجهة نظره تلك في مثال واحد وهو أن تدريب الجيوش العربية بالذخيرة الحية أمر عسير نظرا لخوف المسؤولين من الجيش ، لذلك فهذا التدريب يخضع لمجموعة كبيرة من الأوامر والقرارات !وما يزال العرب يخشون الجيش أكثر من أي شيء آخر !
ويضيف الكاتب عاملا آخر من عوامل خسارة العرب للحروب ، وهو أن العرب ما يزالون يعتبرون المعلومات عن الجيش أمرا خطيرا وسريا ! فظلت أوامر الدخول في الحرب أوامر سرية تفاجيء الجنود بادعاء أن هناك جواسيس يسربون المعلومات !
ويضيف الكاتب عاملا آخر إلى منظومة العوامل السابقة يتمثل في التقصير في حماية الجنود أثناء التدريب ، كما أن الضباط الكبار لا يولون أهمية لمشاكل الجنود الشخصية .
ويختم الكاتب بحثه بذكر سبب آخر وهو أن مسؤولي الجيوش العربية لا يشجعون الكغاءات الفردية
وأخيرا
فقد أغفلت في مقالي ذكر بعض الأمثلة والنماذج التي أوردها الكاتب من واقع الحروب العربية، حتى لا أُتَّهم بأنني أتبنى وجهة نظر الكاتب ، أو أنني ذكرتُ بلدا وأغفلتُ ذكر بلد آخر ، فبإمكان القاريء أن يعود للبحث المنشور في المجلة بلغته الأصلية.وما أورده الكاتب من أمثلة هي أمثلة حقيقية ودقيقة ينبغي أن تُؤخذ في الاعتبار عند الدراسة الواعية للجيوش العربية .



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحالة غزة إلى التقاعُد !
- المخزون الاستراتيجي الإسرائيلي من الأسرى الفلسطينيين !
- من يُحصي جرائم إسرائيل في حق الثقافة ؟!
- هل يتمخض مؤتمر الخريفة فيلد ... (ورقة ) !
- رواية شيفرة دافنشي ... بين الحقيقة والخيال !
- ما أكثر كُتَّاب المقالات ، وما أقل أثرهم !!
- تركيا وفلسطين وأمريكا وقوانين العنصريات !
- ميكافيللي هو مؤسس نظرية الفوضى الخلاّقة !!
- كيف ينهض العرب من كبوتهم ؟!
- مصانع صقل (الشائعات)!
- عولمة ... شهر رمضان !!
- العرب والألعاب الأولمبية !!
- جماهيرية غزة العظمى!
- جماهيرية غزة العظمى !
- مجالس [ نتف الريش] !
- البحث عن غريب في رواية ( أزمنة بيضاء) لغريب عسقلاني
- مخاطر احتكار الإعلام
- إقصاء الشاعر معين بسيسو عن غزة !
- اللغز!!
- اللغز !


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - توفيق أبو شومر - لماذا يخسر العربُ الحروب ؟!