أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد اللطيف المنيّر - المعارضة السورية عجزت عن تحقيق شعاراتها الرنانة وتحويلها إلى فعل. أنا دائما أبحث عن التطبيق ليصبح بالنتيجة شعارا.















المزيد.....


المعارضة السورية عجزت عن تحقيق شعاراتها الرنانة وتحويلها إلى فعل. أنا دائما أبحث عن التطبيق ليصبح بالنتيجة شعارا.


عبد اللطيف المنيّر

الحوار المتمدن-العدد: 2103 - 2007 / 11 / 18 - 11:24
المحور: مقابلات و حوارات
    


حوار اجراه الرفيق يعقوب حداد مع المهندس عبد اللطيف المنيّرعلى موقع الحركة السورية القومية الإجتماعية.

من يجالس عبد اللطيف المنيَر يدرك تماماً أن سوريا ما تزال قوية بإمكانيات ابناءها. وأن مشروع البناء الذي ينادي به الجميع. هو في أيدي أبناء الوطن في المغتربات وليس في كتب ونظريات الغير. عرفناه بجملة واحدة يرددها باستمرار: معاً نبني سوريا. هو عبد اللطيف المنيَر، مهندس وناشط أميركي من أصل سوري، له تجربة عميقة في إطاردعاة التأسيس لثقافة الديمقراطية في سوريا. لبى رغبتنا في خوض جولة فكرية عن الوطن سوريا فكان هذا اللقاء.

السؤال الأول: الأستاذ عبد اللطيف المنيَر أهلاً وسهلاً بك. حبذا لو تعطينا لمحة عن شخصك الكريم؟
المراوغة ليست حرفتي، تستطيع أن تقول أنني دقيق، وباختصار شديد أنا شخص علمي وعملي.

لسؤال الثاني: أسمك يرتبط في الفترة الأخيرة بالمحور الثالث والذي كان له الحضور في معظم البلدان العربية فضلاً عن سوريا. فهلا أخبرتنا عن فكرته.
المحور الثالث هو تيار فكري يحاول جمع عقد الليبراليين العرب الذين تعرضوا لتغييب منهجي عن الساحة السياسية العربية لعقود في ظل سيطرة تياريين لا ثالث لهما: الاسلامي العقائدي والقومي الايديولوجي. كان للسيدة مرح البقاعي ولي شرف التأسيس لهذا التيار الذي انطلق على الأرض وبدأ يتفاعل في أكثر من دولة عربية ولن يتوقف بتوقف موقعه الكتروني !

السؤال الثالث: نعلم أنك من المؤمنيين بالفكر الليبرالي. كبف ترونها بنظركم؟ وأين هو المجتمع السوري منها ؟
سأبدأ بالشق الثاني من سؤالك، المجتمع السوري اصلا هو مجتمع ليبرالي بحت لآنه تعايش، وعلى مدى عصور خلت، وبشكل راق، مع باقي الأديان والأحزاب والإثنيات. ولا أبالغ أن المجتمع السوري يكاد يوازي في تسامحه الديني هؤلاء الشعوب الغربية، ومنهم المجتمع الأميركي. إذ انك لا تجد في سوريا، وعلى مدى التاريخ، خلافا دينيا أو عرقيا أو عقائديا حصل في هذا المجتمع، الجميع كان يمارس حياته على اختلاف اتجاهاته وانتمائانه بكل حرية واحترام للآخر، اذاً المجتمع السوري تأسس على قبول الآخر المختلف، وهذا ركن أساسي من أركان الليبرالية. وما نراه من عصبية دينية وفرقة سياسية في العقود الأخيرة إنما يرجع لمد الأسلمة السياسية ومرتكزاتها العقائدية الضيقة.

السؤال الرابع: يعرف عن سوريا أنها بلد متعدد الانتماءات الطائفية والأثنية. كيف يمكن الخروج بمجتمع موحد؟ وهل الفكر الليبرالي قادر على تقديم نموذج حقيقي للنهوض بمجتمع واحد؟
بالتأكيد. ولطالما ذكرت آنفا أن مجتمعنا هو أصلا مجتمع ليبرالي، فرغم هذا الموزاييك الموجود في سوريا لا تجد أن احد أركان هذا الموزاييك يحارب أو يقصي أو يهمش الآخر، إلا حالة واحدة اتسمت في تيار إسلاموي تبنى العنف الجسدي " سابقا "، واليوم يتبنى العنف الفكري الإقصائي. وخارج الأطر الضيقة لهكذا تيار، والتيارات السياسية الانفرادية المكافئة، أستطيع أن أجزم أن مجتمعنا هو مجتمع موحد أصلا.

السؤال الخامس: هل للدين دور إيجابي في المجتمع؟كيف يمكن للدين أن يكون له هذا الدور ( إن وجد) في المجتمع برأيكم؟
إذا عدنا الى جوهر الأديان السماوية، إن كانت مسيحية أو إسلامية وبما فيها اليهودية، هي بالأساس ترتكز على كلمة مؤسسة هي (أخلاق)، والمجتمع دائما بحاجة الى هذا الوعي لتقويم نفسه بنفسه من خلال الدين، أما أن تجنح فئة من المتأسلمين الى التطرف والعنف واتخاذ الدين وسيلة لغايات شخصية ومآرب سياسية تسلطية، فهنا مكمن الخطر حيث الدين حينها يكون قد رفع معول الهدم لهذا المجتمع، وما كان الدين يوما هادماَ للمجتمعات، بل هو على العكس يوجه الأفراد لما هو افضل من خلال تعامل الفرد مع ربه أولا، ومع نفسه ثانيا، ومع الآخرثالثا. وكما قال الرسول الكريم محمد: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". وهذا يكفي، فيما لو رجعنا الى اصل الدين، أن يكون الدين ناهضا بمجتمعات معاصرة ومنفتحة وقويمة.

السؤال السادس: ما هي القومية في نظركم؟ وماذا يمكن أن نطلق على العروبة ضمن الفكر الذي تنتمون إليه؟ وهل الأنتماء القومي يشكل خطر على أي مجتمع؟
القومية في المعنى العام هي التأصيل والحفاظ على الإنتماء، وهذا ليس عيبا، والعروبة أيضا انتماء، ولا يشكل هذا الانتماء اي خطورة على المجتمع طالما يحافظ ويحترم انتمائات واتجاهات الآخرين. ففي اميركا مثلا تجد جميع أنواع وألوان القوميات من كل جهات الأرض، والكل يمارس الطقوس الثقافية لقوميته في مظلة القومية الأميركية الجامعة، والكل سواسية تحت مظلة الدستور والقانون اللذان ضمنا الحرية، وأقرا المسؤولية للجميع، وعلى الجميع.

السؤال السابع: الفكر السوري القومي الاجتماعي يطرح فكرة القومية على أساس انها تفاعل اجتماعي بحت وليست انتماء سلالي أو عرقي.بل هي تفاعل الشعب مع الشعب والشعب مع الأرض. فهل يمكن أن يشكل هذا الاتجاه تحديد واقعي لمفهوم الأنتماء لدى الأنسان السوري ( برأيكم الخاص) ؟
حتى نقترب من الدقة، أرى أن كلمة تفاعل جاءت من الكيمياء عندما تضع عنصرين مختلفين قد ينتج عنهما تفاعل ايجابي او سلبي، والأخير قد يولد أحيانا انفجارا! فإذا كان الفكر القومي السوري الإجتماعي يتفاعل ايجابا مع المجتمع، وهو ليس انتماء سلالي أو عرقي، فأنت تكون بذلك تناقض نص السؤال! كيف لي أن أجيب على هذا السؤال وانتم وضعتم في تسمية حزبكم ثلاث اصطفافات للمجتمع كما سميناه انفا الموزاييك! أول اصطاف، القومية، والثاني السوري، وآخرها الاجتماعي، وكل هذا لا يقوم على انتماء سلالي أو عرقي أو إيديولوجي؟ هل أستطيع أن اسألك ببساطة اين يقع أخواننا الأكراد من هذا الفكر ومن هذه التسمية لحزبكم، ومعهم الأرمن والشركس .........ألخ؟. أنا افضل أن تسقطوا كلمة القومية حتى يكون هذا الفكر هو تفاعل ايجابي أوسع وأكثر إنتاجا لحالة موحّدة وليس مفرقة.

الرفيق يعقوب حداد :
من حيث الترتيب هي السوري أولاً والقومية ثانياً والاجتماعية ثالثاً.ونحن نقصد الانسان الذي يحيا على الأرض السورية وليس المقصود به سلالة السوريين أو ما شابه ذلك. المسألة هي مسألة تفاعل كما ذكرنا لك. ولأن سوريا أرض شهدت تمازج عظيم للحضارات فإنه سيكون تفاعل إيجابي بالنظر إلى القيم السورية الحضارية.وسأعطيك مثالين: الأول من سورية وهي مسألة الأرمن، فمن المعروف أنه عبارة عن شعب هاجر نتيجة الاضطهاد إلى سوريا في بدايات القرن الماضي. وهم سكنوا سوريا وتعلموا لغتها وعملوا بها اي ومن حيث المنطق الاجتماعي الأرمن تفاعلوا مع الأرض السورية، وعبر المجرى الزمني فإن الأرمن أصبحوا جزء من سوريا، ومصالحهم مرتبطة بمصلحة سوريا، أي أنهم من أبناء سوريا بالنسبة لنا، وهذا ما قصدناه بالتفاعل وما قصدناه برفضنا لمفهوم السلالة. المثال الثاني هو حضرتك: فأنت ذكرت انك مهندس وناشط أميركي من أصل سوري وهذا أمر طبيعي كونك تعيش في أميركا ومن المؤكد ان هناك روابط مادية ونفسية تجمعك بالوطن الأميركي، وعبر مجرى زمني معين وفي حال كنت متزوج ولديك أطفال فإن أولادك سيكون الانتماء لديهم لأميركا أقوى من الإنتماء لسوريا، وهو أيضاً أمر طبيعي، أما احفادك اللذين من حيث المنطق يقيمون في أميركا فهم سوف ينتمون لأميركا فقط، أي أنهم أميركيون.وهذا هو مبدأ التفاعل الاجتماعي الذي نسميه القومية الاجتماعية. فالمسألة ليست مسألة سلالة او عرق كما ترى. وعليه فالاكراد والأرمن والشركس هم جزء من الشعب السوري تفاعلوا ويتفاعلوا إلى يومنا هذا.

الأستاذ عبد اللطيف المنير :
جوابك أخي الكريم مفيد ومقنع، وأرجو أن لا يفهم سؤالي لكم باتجاة خاطىء، ودعني اوضح أكثر، أنا شخصيا ابتعد عن عنواين الفرز العرقي لكي لا تفهم خطأ من قبل العامة، والذين لديهم تراكمات مغلوطة على بعض المصطلحات والعبارات، وأن لا يكون حزبكم وأي تيارآخر، هدف للتشويش من أحزاب تريد أن تنفرد في الساحة السياسية!، وحتى اوضح أكثر، كلمة قومية، تفهم لدى هؤلاء العامة، انها فرز عرقي بامتياز، وكلمة علمانية تعني رفض الدين، وكما تلاحظ، أن تكوين حزب البعث العربي الأشتراكي، يحوي هذا الفرز وهذا المفهوم العلماني، لاسيما أنه وعلى مدى عقود، فشل في ادارة الدولة اقتصادياَ واجتماعياَ وحتى سياسياَ، ومن هنا أنا مع كل تيار وحزب يحمل مفهوما يبتعد عن هذه الألفاظ والتي قد يساء فهما، وأرجو أن لا يكون سؤالي هو هجوم ، واينما هو لتأسيس مجتمع موحد مبني على التعددية وليس على مفهوم الفرز ويكون حالة مغايرة عن المألوف . هذا من جهة، ومن جهة آخرى اتمنى أن تخصصوا في موقعكم الموقر، مركزا للحوار، وأن تكون هذه الفكرة موضوع نقاش بنًاء يهدف الى تصحيح مفاهيم مغلوطة بأذهان الشعب، ويشارك بها نخب مختلفة تمثل تيارات وأحزاب، حتى تكون الصورة واضحة ولعدم الإلتباس، وشكرا لك وعلى هذا الايضاح ولجهودكم.

السؤال الثامن: نبقى في الفكر السوري القومي الاجتماعي؟ فمنذ العام 1932م طرح انطون سعاده فكرة فصل الدين عن الدولة ووضعها ضمن برنامجه الإصلاحي. في إحدى مقالتك ذكرت فصل الدين عن الدولة وتحدثت عن زواية التسول المالي. شعرنا في تلك المقالة أن هناك تحدي وإحراج لبعض الرموز الدينية السياسية. هل كان طرحك حول الدورة المالية للمؤسسات الدينية. إحراجاً أم اقتراحاً؟
الموضوع بساطة شديدة أن هذه الرموز لم توضح برامجها الإقتصادية، وأخفت عمدا بياناتها المالية،! أنت تعرف أن كل مؤسسة غير ربحية أو منظمة أو حتى حزب، بنهاية كل سنة يتم الكشف عن ميزانيتها السنوية، يوضٌح فيها حجم الأموال الواردة، وأين صرفت وكم بقي في رصيدها؟ فإذا كانت هذه الرموز والتي تحتل مكانا لها في المعارضة، اخفت الجانب المهم من نشاطها ألا وهو المالي، فكيف لها أن تكون ذات مصداقية وتستلم زمام وأمور الدولة.! أنا لم يكن طرحي إحراجا ولا اقتراحا، بل كان مجرد تساؤلا لا أكثر لمن يطالبون بالشفافية والنزاهة، فكان أولى لهم أن يبدأو بأنفسهم!.

السؤال التاسع: سأبقى في نفس المقالة لو سمحت لي أستاذ عبد اللطيف. فقد لفت نظري مصطلح الاقتصاد المجتمعي. حبذا لو توضح لنا أكثر عن المعنى لهذا المصطلح؟ وهل يمكن القول أنه قريب من العدالة الإجتماعية في مفهومها الاقتصادي؟
طبعا، هذا المفهوم مرتبط بنظام مالي تتبعه معظم الدول، وهو نظام الضرائب المحكوم بألية ومراقبة شديدة، ويعتبر من المصادر الأساسية لمداخيل كل دولة، وهو أن تأخذ الدولة من الغني لبناء الدولة والمدارس والمرافق وأيضا لتعطي منه الفقير، وهذا يسمى في الغرب نظام ضرائب، وتستطيع أن تسمية التكافل الاجتماعي الذي يحقق العدالة الإجتماعية.

السؤال العاشر: نعلم أنك تختلف مع أطياف كثيرة في المعارضة السورية. ما سبب الخلافات؟ وأين يكمن اختلاف وجهات النظر؟
المعارضة عجزت عن تحقيق شعاراتها الرنانة وتحويلها إلى فعل. أنا دائما أبحث عن التطبيق ليصبح بالنتيجة شعارا، وليس العكس! هذا ناهيك على أن بعض من المعارضة يتمتع بمرض شوفيني مزمن لم يستطع الخروج من نافذة "الآنا" ليكون عمل جماعي وليس متفردا بشخص أو فرد! بالإضافة الى عدم القدرة على تحقيق التحديث المؤسسي لبعض أطياف المعارضة. وأظن أنه سبب كافي للخلاف.

السؤال الحادي عشر: برأيك أليس حل الاشكاليات داخل المعارضة السورية أفضل لو أنه حل ضمن القنوات المؤسساتية بدل نشر المقالات والفضائح والتي يمارسها البعض؟
وأين هي القنوات المؤسساتية؟ أو كأنك تقول يجب أن ينتسب الشخص الى حزب البعث العربي الإشتراكي حتى يناقش أخطائهم، أو يجب أن يدخل الجبهة التقدمية حتى ينتقد الدولة!.

السؤال الثاني عشر: لنتحدث بصراحة أكثر. حضرتك تختلف مع جبهة الخلاص والتي أصبحت متعددة الألوان من حيث التوجهات الفكرية والإيديولوجية. كيف تقيم عملها وتطورها إلى الأن؟ وألا يمكن العمل على تصحيح الاخطاء مؤسساتياً بدل القطيعه؟
منذ عامين رتبنا مع مجموعات سورية في كندا للقاء في مدينة مونتريال، وقتها حضر المؤتمر مندوبين من جماعة الإخوان المسلمين كونهم ينتمون الى مجموعة كندا، حيث يقيمون هناك، وقد خاطبنا وقتها جماعة الإخوان المسلمين، وعلى لسان المؤسس والمتحدث الرسمي للمحور الثالث الأستاذة مرح البقاعي، بالقول تماما كما جاء في البيان التأسيسي للمحور:
نحن دعاة المحور الثالث نرى في وثيقة (المشروع السياسي لسوريا المستقبل) التي أطلقها الإخوان المسلمون مؤخرا، ما يشير إلى اجتهاد للجماعة في اتجاه التحول المدني التعددي الديمقراطي اللاعنفي؛ اجتهاد نتطلع إليه بشغف وترقب بليغين. ونحن نستلهم مقال الشيخ مصطفى السباعي المرشد العام الأول لجماعة الإخوان المسلمين وصاحب الخطاب الليبرالي الإسلامي الأول الذي أقر بالآلية الديمقراطية وصادق على دستور لم ينص على أن دين الدولة هو الإسلام رغم طابعه الإسلامي، وذلك في مداخلة خلال جلسة للجماعة في تاريخ 27 كانون الأول للعام 1949 إذ أفاد: " إننا نريد لوطننا نظاما شعبيا ديمقراطيا يقوم على إرادة الشعب، وتتمثل فيه إرادة الشعب".

ماالذي حصل بعد هذه الكلمة؟ اثناء المؤتمر لم تعترف الجماعة بالمحور الثالث!، ورفضوه قلبا وقالبا!، وتم تعطيل اللقاء. بعدها واثناء هذا اللقاء، قلت حرفيا لهم "نحن مددنا يدنا لكم مصافحين فهل ستمدون يدكم الينا" ؟ وكنت اقصد من هذا الكلام أننا اعترفنا بكم ومن خلآل النص أعلاه، فلماذا الحرب علينا؟! أما عن الأداء فمازالت الجبهة بحاجة الى بناء مؤسسي سليم وأن لا يكون مرتبط بشخصين فقط هما: خدام والبيانوني. ماأقصده آنفا وضحت فيه أسباب الخلاف، ولكن نحن نتطلع ومازلنا الى المصالحة الوطنية، تجمعنا لبناء الوطن سوريا.

السؤال الثالث عشر: أنت مطلع على معظم اطياف المعارضة السورية.كيف تقييم عملها؟ وهل من تيارات أو أحزاب تراها في الطريق الصحيح؟
بعض من أطياف المعارضة مازالت في طور الحضانة، وطور الشعارات والتنظير السياسي بفعل ماضوي أكل عليه الدهر وشرب. هناك تعاون ومشاورات مع البعض الآخر يحاول ايجاد صيغ تفاهمية على الساحة السياسية، واعادة ترتيب البيت السياسي السوري بفهوم حديث يتماشى مع متطلبات المرحلة القادمة، وحاجة الشعب السوري، ونأمل وندعو للجميع أن يكونوا في الطريق الصحيح.

السؤال الرابع عشر : كيف تقييم وضع النظام السوري؟ برأيك هل النظام السوري قابل للإصلاح أم أن التغيير بات خيار متفق عليه؟
أيضا سأبدأ بالشق الثاني لسؤالك، فأنا لا أتفق معك على فكرة التغيير، ولا أراه خيارا متفق عليه! الا من طرفين أو ثلاث على الاكثر، أما الباقي فإنهم يميلون الى الإصلاح. هناك استحقاقات في المنطقة، وأظن أن النظام السوري يدرك تماما أهيمتها وسيتجاوز عقباتها، وأعتقد حسب المستجدات في المنطقة، أنه سيبادر بفتح حوارات مع المعارضة السلمية.

السؤال الخامس عشر: ذكرت في إحدى مقابلاتك أنه لا يوجد سياسة راشدة بدون نهج اقتصادي قويم، و إلى يومنا هذا والمواطن السوري يعاني من ازمة اقتصادية في حياته اليومية وبنفس الوقت فإن تفاعله مع تحركات المعارضة السورية ليس بالدرجة المطلوبة. هل هو الخوف ؟
سؤالك به جرئة وواقعية، اتمنى أن تكون بنفس الجرأة على نشر الجواب. فمن كثرة الشعارات وعلى مدى ثلاثين عاما وأكثر، اصبح لدى المواطن السوري مناعة وحصانة ضد هذه الشعارات التي لم تر النور، ولم تكن حراكا فعليا على الساحة العملية، وأيضا المعارضة عزفت على نفس الوتر، فلم يعد مزمار الحي يطرب، ولا خمرة الساقي تنعش القلب!. فالمعارضة لديها معوقات منها مع أطياف المعارضة نفسها، ومنها مع الشعب السوري، اذ انها فشلت في ا ثبات مصداقيتها معه، ومنهم من اخفى بياناته المالية كونهم المؤسسة الفعلية المنظمة، فبدلا من الشفافية، تم طرد أحد كوادرهم مجرد سؤاله عن اين تصرف أموال جماعته! وبعضهم الآخر له ماض سياسي غير مشرف، ومنهم من يستقوي بالخارج، ومنهم من ليس لدية اي برنامج سياسي أو اقتصادي، ومنهم المنتفعين ... الخ، لم يأت بعد من يحمل حفنة قمح ليزرعها خيرا في أرض سوريا، ليكون بديلا وليبدد الخوف من مصير عراق آخر أو غزة ثانية.

السؤال السادس عشر: علمنا منذ حوالي العام أنك تقدمت ببرنامج يتعلق بتطوير شبكات الطرق في سورية. هل لك أن تعطينا صورة مختصرة عن هذا المشروع؟
هذا المشروع تمت دراسته على اساس اهمية الطرق في سوريا، من ناحيتين هامتين، اولهما تحقيق مداخيل مرور وعبور الشاحنات ، وثانيا: المتعارف عليه أن الطرق بشكل عام هي لسير المركبات عليها، ولكن الأهم بالطرق أنها تشكل وعاء لإستقبال مياه الأمطار والاستفادة منها واعادتها الى الانهار والبحيرات المجاورة، والذي يحصل في الشرق الاوسط وللأسف انهم لا يستفدون من هذه الميزة وتهدر مياه الأمطار لتصب في المياة المالحة أي " الصرف الصحي". وفيما لو تمت الاستفادة من هذه الامطار لأغنت حاجة سوريا من المياة. هذا المشروع تمت دراسته في عام 2005، وتطور هذا المشروع ليكون مشروعا شاملا اقتصاديا يشمل اكثر مرافق الحياة حيوية، ويبدأ من الطرق اضافة إلى ماذكرته آنفا، أنه يهيء لمناخ استثماري دولي وعربي، حيث أنك لا تستطيع جلب المستثمرين قبل أن توفر لهم البيئة الصالحة للإستثمار ومنها التنقل والاتصالات، وينتهي هذا المشروع الى وضع نظام ضرائب عادل وميسر. وقد ربطت السياسة بالاقتصاد، اذا أن السياسي االناجح هو من يوفر سبل العيش وحاجة الشعب اليومية ومنها الى رفاهيتة، هذا بشكل مختصر عن المشروع.

السؤال ما قبل الأخير: استاذ عبد اللطيف أنت وعدد لا بأس به من ابناء الجالية السورية يحملون أكثر من مشروع نهضوي لسوريا؟ لماذا لا يتم اسقاط هذه الأعمال مؤسساتياً؟ أليس من الأنجح أن يتم تبني أفكاركم ضمن برنامج عمل متكامل لبناء سورية الحديثة؟؟
لا اريد أن استبق الاحداث قبل نضوجها، ولكن نحن الآن بصدد حوارات مستمرة مع اطياف من السوريين معظمهم شباب متعلم لديه الرغبة الواعدة، ووجدت تفهما عميقا منهم للعمل المؤسسي الجاد لما فيه خير سوريا والسوريين.

السؤال الأخير : استمتعنا جداً بلقاءك أستاذ عبد اللطيف والفائدة لم تكن محدودة.أمنيتنا بأن يستفيد الوطن من خبراتك وخبرات أمثالك.. شكراً لك لأعطاءنا هذا الوقت.والكلمة الاخير لك :
اتمنى على الجميع وانا معهم على العمل الجمعي المتعدد وعدم رفض الآخر، والتوجة نحو هدف واحد وهو بناء سوريا الغد. وشكرا لك..... على اتاحة الفرصة لي، والتحدث معكم بحرية.



#عبد_اللطيف_المنيّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير في سوريا بين الخداع البصري والمشروع البديل
- الذات الرئاسية : حسني مبارك نموذجاَ
- بين فكيّ الترسانتين: المائية والنووية
- بيت المال- والتسّول السياسي
- -صح النوم- ياعرب !
- تعديل الدستور أم إعادة كتابته؟
- موت أمّة وفرار يقظة
- الأموال العربية هل تُستثمر سياسيا؟
- بلقيس.. والمسافة من المرأة اليوم
- إعلان دمشق وخطوطه الحمراء
- أسئلة الإنتخابات الأميركية وغياب ال -لا - النقدية
- مناضلو الجبهة: الإخوان كارامازوف
- لو كان ديكارت..!
- الجزام السياسي
- ستة أشهر في قبضة الجبهة
- لعبة الوقت.. رقصة الحرب
- أبطال خارج التاريخ
- الاقتصاد السوري بين الانكماش والعافية


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد اللطيف المنيّر - المعارضة السورية عجزت عن تحقيق شعاراتها الرنانة وتحويلها إلى فعل. أنا دائما أبحث عن التطبيق ليصبح بالنتيجة شعارا.