أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محمد سعيد الريحاني - حوار مع الباحث المغربي محمد سعيد الريحاني حول كتابه -الإسم المغربي وإرادة التفرد-، أول دراسة سيميائية للإسم الفردي العربي















المزيد.....

حوار مع الباحث المغربي محمد سعيد الريحاني حول كتابه -الإسم المغربي وإرادة التفرد-، أول دراسة سيميائية للإسم الفردي العربي


محمد سعيد الريحاني
أديب وباحث في دراسات الترجمة

(Mohamed Said Raihani)


الحوار المتمدن-العدد: 649 - 2003 / 11 / 11 - 01:58
المحور: مقابلات و حوارات
    


البحث عن الخصوصية في الإسم الفردي
أجرى الحوار : ذ. عبد الرؤوف الزكري
* أصدرتم مؤخرا أول عمل لكم تحت عنوان:" الاسم المغربي وإرادة التفرد "، وهو عنوان يبين اهتماما واحتفالية خاصتين بالجزئي: الاسم، في وقت تطفو فيه مناقشة وبحث الكل: حداثة، عولمة، قضايا محلية… لماذا اخترتم البحث في الجزئي عوض الاهتمام بالقضايا الكبرى؟
 
في تمييزه بين الفلسفة والعلم، لاحظ " نيتشه" أن روح الفلسفة في الكل وروح العلم في الجزء. أعتقد أن تخلي الإنسان عن النزعة الإنسانية، نزعة الثقافة العامة، سيفسح المجال واسعا أمام ثقافة جديدة: ثقافة التخصص والعلمية والوقوف عند الجزئي، أو التفصيل باستعارة معجم " رولان بارث".
 
 *لقد اخترتم الخوض في مجال رمزي بامتياز، هلا رصدتم أصول هذه الرمزية؟
 
أعتقد أن الاسم ظهر لأول مرة مع ظهور الملكية وتقسيم الأدوار ومع البدايات الأولى للتجزيء… وهذا الرأي يوافق ما كتبه مرة الميلودي شغموم:" الأسماء طريقة لترتيب العالم وتقسيمه"،  كما  يوافق  قوله تعالى  في سورة النجم: " إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وأبائكم". وربرتوا ر الأغنية  الإنسانية يزخر بالعديد  من  الأمثلة  في  الموضوع  كرائعة  بوب دايلن      BOB DYLAN "الإنسان هو  الذي  أعطى الأسماء   لكل   الحيوانات"
Man Gave Names To All The Animals…
وهكذا ارتبط الاسم منذ الأول بالملكية (امتلاك الأبناء…)، وممارسة السلطة (سلطة التسمية … )، توزيع الأدوار … إن إطلاق الأسماء على البشر والأشياء والأماكن هي أولى رموز السيطرة على هؤلاء جميعا…
 
إذن، السلطة تبدأ دائما بإطلاق أسماء جديدة على مسميات قديمة. أليس هناك من ضرورة أخرى لتسمية الأشياء غير الرغبة في السيطرة خصوصا إذا استحضرنا الكثير من المسميات لا نستطيع السيطرة عليها كأسماء الكوارث الطبيعية التي نكتفي بمعالجة أثارها؟
 
        لنأخذ فلسطين، فلنا فيها المثل الواضح، فإبادة الشعب الفلسطيني لم تكتف بالمذابح والاغتيالات و النفي و الاعتقال … بل رافقها دائما عملية ممنهجة لمسح الإسم العربي الذي يرمز للوجود العربي الفلسطيني و هكذا تغيرت القدس  الى Jerusalem ، والخليل الى Hebron  ، والضفة الغربية وقطاع غزة إلى يهودا والسامرة.. نفس الشيء حدث إبان الإكتشافات الكبرى لعصر النهضة الأروروبية، حيث كان المستكشفون الأوروبيون يطلقون الأسماء على الأراضي التي اكتشفوها: مكسيكو، تشيلي. . . يعطونها أسماء و كأنهم هم الذين أوجدوا تلك الأراضي من أمريكا اللاتينية. مع العلم أن حضارات المايا و الأزطيك و الأنكا لم تبلغها لا هولندا ولا البرتغال، و لا إسبانيا قبل عصر النهضة، بل هي حضارات سابقة للوجود الهولندي و الإسباني و البرتغالي ذاته . . .
 
 * الى أي حد تتجلى حاجة الثقافة المغربية الى دراسات اسمية،  دراسات أنتروبونيمية ؟
 
الثقافة المغربية حديثة العهد بهذا التوجه نحو الجزئي ، وهي لازالت تراكم التجارب و الدراسات و التاريخ وحده سيحدد الأصلح.
الحاجة الى دراسات أنثروبونيمية هي ضرورة ملحة. نحن نتحدث عن الموضوعية، عن الوضوح، عن تسمية الأشياء بمسمياتها . . . و مع ذلك ليست لدينا دراسات حول هذه المسميات و بالتالي ليس لنا وعي بأهمية الاسم في حياتنا اليومية و المهنية و الثقافية . . .
 
 *ما هي علاقة الموضوعية بالدراسات الانتروبونيمية ؟
 
 التحليل الموضوعي له أدوات عمل إذا شغلت كانت فعاليته أقوى، وهذه الأدوات أربعة:
- أولا، تقديم الحقائق / الأحداث
- ثانيا، تحديد الزمن / التاريخ
-  ثالثا، تحديد الأسماء ( أسماء الشخوص ، أسماء الأمكنة... )
-  رابعا، الإحصائيات.
 
* هل تعتقدون أن الاسم مكون ضروري للخطاب الموضوعي؟
 
ليس ضروريا، لكنه خطير للغاية، و أن استعمال الاسم في الحياة الإنسانية ليس مجانيا، بل وظيفيا، ولذلك لا مجال للحديث عن إطلاقيات في الموضوع، السياق هو الذي يحدد وظيفة الاسم: جرأة، نميمة … .
 
 
* ما هي العلاقة التي تقيمونها بين الاسم و الشخصية؟
 
الاسم هو الصورة الأولى للشخصية، من خلالها نحدد علاقتنا مع حاملها و من خلالها أيضا يتربى الفرد و يتطابق مع هويته أو على الأقل يقترب منها و يستأنس بها. الاسم هو شخصيتنا، حياتنا، بدون اسم من نكون؟
 
* هل هناك فرع معرفي خاص بدراسة الأسماء؟
 
نعم: L’onomastique  و هي دراسة الاسم العلم وتتفرع الى فرعين L’anthroponymie  و هي دراسة أسماء البشر، La toponymie و هي دراسة أسمـاء الأمكنـة . . .
 
* ما هي منظورات الأنتروبونيميا؟ ما هي زوايا النظر الممكنة في البحوث الأنتروبونيمية؟
 
نعم هناك مناهج ومقاربات تختلف حسب مشارب الباحث و مرجعياته. فالباحث الفلكي سيتناول دراسته الاسمية من منظور Numerologique ، و رجل القانون من منظور قانوني أو حقوقي، والباحث في علم النفس من منظور نفسي، والباحث في الديموغرافيا من منظور إحصائي والباحث في السوسيولوجيا من منظور سوسيولوجي … .
 
 * كل دراسة مهما توخت العملية، هي دراسة قصدية/غائية. ما هي رهانات الدراسات الاسمية ؟
 
أعتقد أن الدراسات الأنتروبونيمية تتقصد رصد تطور الوعي الثقافي و الاجتماعي  والسياسي و الاقتصادي لمجموعة لغوية معينة من خلال دراسة الاسم، كما تسمح بتتبع طموح هذه المجموعة اللغوية خلال مرحلة أو مراحل محددة من حياتنا.
 
 *كيف ينطبق هذا، أقصد رصد الوعي الثقافي و غيره لمجموعة لغوية من خلال أسمائها، على التحول الاجتماعي الموازي له؟
 
صاحب الاستقلال السياسي للمغرب انفتاح على الذات بعدما كان هذا الانفتاح مؤجلا نظرا لوجود خطر خارجي يستأثر كل الاهتمام و يتمثل في وجود الاستعمار.
هذا الانفتاح على الذات فسح المجال للتعددية السياسية و اختلاف المرجعيات الثقافية … و قد عكس الاسم الفردي هذا التحول بانفتاحه على معاجم اسمية مشرقية خاصة بعد سفريات الطلبة الى الجامعات المشرقية و تدفق السياح و الأفلام العربية على المغرب.
و في السبعينات تلاحظ غيتة خياط في كتابها:
قاموس الأسماء العربية/Le livre des prenoms du monde  Arabe
أن اليهود المغاربة كانوا يتسمون بأسماء مغربية من قبيل: ميمون، أفريحة، سعدة، يمنا… لكنهم بعد حرب الأيام الست  و حرب أكتوبر 1967 أصبحت أسمائهم أكثر أجنبية تمييزا عن باقي المغاربة: جوناتان، جوانا، مايكل…
أما ابتداء من أواخر الثمانينيات، و مع موضة الأفلام المكسيكية، بدأ الغزو الغربي للمعجم الإسمية المغربية،  تحديدا على مستوى الإناث. و هكذا دخلت مكاتب الحالة المدنية المغربية أسماء مثل: صوفيا، كامليا ، ماريا، ليندا، صونيا، نادين، ديانا… و هي الأسماء التي سحبت مؤخرا. أما ابتداء من أواخر التسعينات، في بلاد المهجر خصوصا، فلقد التحق المغاربة الذكور بالموجة لحمل أسماء غربية. فقد قرأت على صفحات جريدة العلم (11 غشت 2001 ) مقالا يقول فيه كاتبه أن المغاربة في أرض المهجر يتعرضون للمضايقة و التهميش و الإقصاء بل حتى الاعتداء لمجرد كونهم يحملون أسماء مغربية، وأن هناك موجة لتغيير المغاربة لأسمائهم عند مصالح القنصليات المغربية بالخارج بناء على الاسم المغربي المحمول و الاسم الغربي المطلوب مثل: مصطفى “Estephane” ، فريد “Alfred” … رغبة في الاندماج الاجتماعي تماما كما فعل الأفرو ـ أمريكان في الولايات المتحدة و اليهود إبان العهد النازي….
 
 * نقرأ في عنوان الكتاب " الاسم المغربي " ، التركيز إذن منصب على الإسم المغربي دون المشرقي. هل هذا انسياق مع نزعة ثقافية مغربية تهدف للتمايز عن الثقافة العربية المشرقية؟
 
أود أن أؤكد أن البحث عن الثقافة العربية هو عموما بحث فقط في " المشترك" بين الثقافات العربية، وهذا البحث في المشترك الثقافي العربي، هو في الآن ذاته تهميش للمختلف فيه بين الثقافات العربية : أي تهميش للخصوصية، للمحلية، للتنوع، هذا من جهة، ومن جهة أخرى هناك مركزية المشرق العربي  و ثقافته كمصدر للحقيقة بالنسبة لباقي الثقافات العربية الأخرى، خاصة المغاربية، وهذه الهيمنة هي التي أدت بالمفكرين و المثقفين المغاربة لاحقا الى تبني إيديولوجية ثقافية مغربية ترفض ديلية الحضور الثقافي المغربي و هامشيته و تناضل من أجل فرض الثقافة المغربية كمكون أساسي و مختلف في نفس الوقت للثقافة العربية. و قد أطر فكريا هذه الأيديولوجية الدكتور محمد عابد الجابري خلال فثرة السبعينات مؤسسا طرحه على التمايزالتاريخي  بينالمدرسة الفكرية المشرقية والمدرسة الفكرية المغربية وأن هدا التمايز بين المدرستين وصل حد  القطيعة الإبستمولوجية.
 ولقد شهد قراء مجلة اليوم  السابع خلال  الثمانينيات حوارا عاصفا على  حلقات  بين  المفكر المغربي  الجابري و المفكر المصري حسن حنفي، ممثل المشرق الروحاني المغرب العقلاني … إن الاهتمام بالثقافة المغربية ليس من باب التفوق على نظيرتها المشرقية و لكن من باب عدم التواطؤ لكبت الخصوصية والمحلية و الاختلاف الثقافي، وأنا شخصيا لما أنصت لبرنامج إذاعي مغربي أو أقرأ مقالة مغربية حول الأسماء لا أسمع أو أقرأ الواقع المغربي بل متخيل المحدثين: فالضيف الإذاعي أو الكاتب ، رغم مغربيته، فهو حين يتحدث عن الإسم المغربي فهو يضعه في كفة واحدة مع الإسم العماني و الاسم الصومالي بحجة أن الإسم المغربي هو اسم عربي أولا وأخيرا، ومن هنا جاءت فكرة الكتاب:
 
البحث عن الخصوصية في الإسم المغربي.
 
 * عود على بدء. لماذا الجزئي كاستراتيجية في التحليل؟ و ما هو دوركم كمثقف؟
 
أعتقد أن وظيفة المثقف هي مساءلة المألوف ، هذا اليومي المهمش.  دور المثقف هو التحليل المتخصص الجزئيات والعادات و المؤسسات … أما التحريض و تشكيل المواقف السياسية للغير فتلك مهمة الواعظين و الدعاة “Propagandists”  الذين يمتلكون الحقيقة و هذا هو الفرق بين الثقافة و غير الثقافة،  بين دور المثقف و دور غيره.

 



#محمد_سعيد_الريحاني (هاشتاغ)       Mohamed_Said_Raihani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة صدور مجموعته القصصية» في انتظار الصباح « ،الكاتب محم ...
- نحو أغنية عربية تعددية
- الموقف من الوجود في الأغنية العربية
- التعبير الغنائي : من استظهار النص إلى التوحد به
- المبدع الحر والمشروع الغدوي
- الأغنية العربية المؤجلة
- الإحتلال الأنغلو- أمريكي للعراق: النفط أولا
- على هامش تفجيرات الدار البيضاء المغربية: من ثقافة الحياة الى ...


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محمد سعيد الريحاني - حوار مع الباحث المغربي محمد سعيد الريحاني حول كتابه -الإسم المغربي وإرادة التفرد-، أول دراسة سيميائية للإسم الفردي العربي