أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - وهم الإنتماءات الكبيرة














المزيد.....

وهم الإنتماءات الكبيرة


هفال زاخويي

الحوار المتمدن-العدد: 2102 - 2007 / 11 / 17 - 10:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد تربينا على مفاهيم مضطربة وعبر اساليب تمويهية مارستها العقول المؤدلجة انطلاقاً من نظريات عقيمة ومفاهيم ذهنية لا وجود لها على أرض الواقع ...شوهتنا هذه النظريات وشوهت أفكارنا ورؤانا وعكرت صفو حياتنا واتخمتنا معاناة ودمرت بلداننا الى ان وصلت الحال بالكثير منا لننسلخ من ذواتنا ونصهر فردانيتنا بل وننكر وجودنا من أجل مفاهيم عقيمة .

الانسان الفرد محور الكون ... وسعادة الانسان الفرد هي الهدف الأسمى لدى عقلاء الأرض وتلك السعادة لا تتحقق الا بشرط حرية الفرد واحترام فردانيته ... ما حدث لنا وعبر تاريخنا المشوه والمعوق كان كارثياً ولا زال كارثياً ... فما زرعته فينا العقائد الدينية والنظريات القومية فيما يخص الانتماء حطمت فينا نزعة حب الحياة وجعلتنا نتلذذ بالبكاء والعويل ... احبطتنا من خلال الأحلام الكبيرة الزائفة والتي لم تتجاوز رغم كبرها وعظمتها الهشة حدود التفكير في التوحد ... نعم التوحد من خلال التضحية بالانسان الفرد الكائن الحقيقي الموجود على الأرض من أجل "الأمة " المفهوم الذهني الهلامي .

هل جاءت الأديان لمجرد أن يضحي الإنسان من أجلها أم تكون هي وسيلة في خدمة الانسان الفرد واسعاده وترفيهه ...؟! هل ظهرت "الأمم...!" ليكون الانسان الفرد خادماً لها ومضحياً من أجلها أم تكون هي الوسيلة التي توفر للانسان كل متطلبات العيش الكريم...؟!

مشكلة الانتماء في بلدنا العراق تمتاز بالتماهي والضياع بين مفردات ذهنية مضحكة للغاية ... فقادتنا وبخاصة المؤدلجين منهم وبشتى توجهاتهم مستعدون للمجادلة قرناً كاملاً من أجل تثبيت فقرة في دساتيرنا ومناهجنا التربوية تؤكد " اننا جزء من الأمتين العربية والإسلامية ... والكرد يواجهونهم بالرد اننا جزء من الأمة الكردية ... ننتمي الى الوطن العربي الكبير ... ننتمي الى الأمة الكردية الكبيرة ...ننتمي الى الأمة الاسلامية العظيمة ...ننتمي الى المذهب الشيعي ... ننتمي الى المذهب السني ... أية عاطفة مدمرة هذه التي ابتلينا بها ...؟! لنقرأ العكس ...ماذا قدمت الأمة الاسلامية لبلدنا وماذا قدمت الأمة العربية وماذا قدمت الأمة الكردية وماذا قدم المذهب الشيعي وماذا قدم المذهب السني ... ؟ طبعاً عندما أذكر الأمة والمذهب والدين فأنا أقصد ذلك المفهوم الذهني أو الوجود الهلامي في اللاوعي واللاشعور ... من يجيبني ماذا استفدنا من هذه الانتماءات الكبيرة ...؟ لكن دون تنظير عقيم ودون مزايدات ودون ضجيج ودون اطلاق التهم الجاهزة ، وبعيداً عن العواطف الجياشة.

عندما أريد دخول دولة اسلامية هل سيرحبون بي انا العراقي ويقولون لي تفضل يا ابن هذه الأمة العظيمة أم سيطلبون مني جواز سفر بلدي...؟ وهل عندما اريد دخول مصر العروبة مثلاً سيرحبون بي لانني انتمي الى الأمة العربية أم سيهينونني بالانتظار لساعات كون جوازي عراقي ...؟ وهل عندما ادخل دولة الخلافة الاسلامية جمهورية ايران الاسلامية سيرحبون بي لانني الشيعي المنتمي الى المذهب ام سيطلبون جواز سفري العراقي ...؟ وهل عندما احج بيت الله في مملكة المسلمين "السعودية" سيرحبون بي ويستقبلونني بالأحضان أم سيطلبون مني جواز سفر بلدي.
وهل عندما تكون هناك في جنوب شرق الاناضول دولة كردية سيرحبون بي ويستقبلونني بالزغاريد لانني كردي ام سيطلبون جواز سفري ...؟ !

هو ذا الانتماء الوطني ... التعامل مع جواز السفر ... علينا ان نوضح ونحدد انتماءاتنا ... علينا ان ننتمي لبلدنا ولأمتنا العراقية كواقع حال حيث حقوق المواطنة والمواطنية " حقوق وواجبات ومسؤوليات" ... ويبقى الانتماء الكبير الهلامي للأمة " دينية او قومية كانت" انتماءاً عاطفياً ذهنياً ضميرياً ولكن ان نغلب ذلك الانتماء على انتمائنا الوطني فهذا ما سيجعلنا نعيش في دوامة العنف ودوامة الفقر ودوامة العبودية أبد الدهر ... لقد انتهى عصر الشعار القاتم "نموت وتحيا الأمة " وفي النهاية علينا أن لاننسى بأن الأمة أيضاً مختزلة دائما في ذات الزعيم الأوحد وبذلك فحقيقة الشعار تكون" نموت ليحيا الزعيم" ... وعبر تاريخ الشعوب والبلدان لم يقدم أحد التضحية لهذه المفاهيم بقدر ما قدمه العراقي المسكين وكل التضحيات ذهبت هباءاً منثوراً.



#هفال_زاخويي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نريد - أنقرة- صديقة تبتسم في وجه بغداد الجريحة...لا أن تضغط ...
- الكوليرا ...تنظيم إرهابي جديد !
- نحن صُنَاع الطغيان ومانحو الشرعية له...! لكنها دعوة الى اللا ...
- عبدتك حباً فيك ، لا خوفاً من نارك ، ولا طمعاً في جنتك -
- المصالحة الوطنية ... أم تقاسم المصالح والإمتيازات...؟!
- -الطبقة الجديدة- مدفنة المباديء ... والشعارات سيد الموقف
- لكي نؤسس لصحافة رائدة ،علينا ان نقول : لا لوعاظ السلاطين
- المجالس الثقافية وثقافة المجالس خواتم ذهبية في ايدي الساسة.. ...
- - الطبقة الجديدة - ومستقبل البلد
- ثقافة التهم الجاهزة
- سيادة رئيس اقليم كردستان شكراً لكم ... لكن مواطنيك يتطلعون ل ...
- العراق الجديد : دولة ب -78 - وزيراً


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - وهم الإنتماءات الكبيرة