أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - عبد الرحمن قاسم - أين اليسار الفلسطيني من مشروع الدولة الديمقراطية الواحدة ؟!















المزيد.....

أين اليسار الفلسطيني من مشروع الدولة الديمقراطية الواحدة ؟!


عبد الرحمن قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2102 - 2007 / 11 / 17 - 10:32
المحور: ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين
    


وحش الحصار يطبق فكيه المخيفتين على غزة من كل جانب، فمع كل يوم وكل لحظة يأتي خبر نفاذ سلعة أو مادة معينة من الأسواق. منذ سيطرت حماس على غزة بالقوة العسكرية، نفذت جميع المواد اللازمة لعملية البناء كحجارة الطوب والإسمنت وحديد التسليح والبلاط، ومع نفاذ تلك المواد، تم إغلاق مئات الورش مثل البناء والطوبار والقصارة والبلاط، فازداد بذلك جيش العاطلين عن العمل في منطقة تعاني أصلاً من الفقر ومن ارتفاع معدلات البطالة إلى معدلات مخيفة.

ولم يقتصر الأمر عند حدود مواد البناء فحسب، بل نفذت كميات الألومنيوم والزجاج اللازمين لصناعة النوافذ، وتم إغلاق جميع ورش الألومنيوم والزجاج، وكما هو متوقع، ومع نفاذ كل مادة تصنيعية يزداد زحف غول البطالة ليأكل ويقضم بنهم المزيد والمزيد من أصحاب الحرف والمهن التي تعتمد كلية على توفر تلك المواد. أسلاك الكهرباء والكوابل بأنواعها نفذت من الأسواق فتعطلت صيانة المحركات الكهربائية. أما إذا احتجت في البيت إلى وصلة خفيفة أو فيشة كهربائية فما عليك سوى اللجوء للقطع القديمة والمنسية وأن تحاول استصلاح ما تريده منها، وقل مثل ذلك على أجهزة الكمبيوتر التي انتهت تجارتها وكذلك صيانتها لتنضم مئات بل آلاف الورش الفنية إلى جيوش البطالة.

الأخشاب هي الأخرى نفذت من مخازن التجار، وبالتالي توقفت صناعة النجارة وتم إغلاق ورش النجارين والفنيين ذات الصلة. أبواب الغرف غير متوفرة وكذلك أطقم السفرة وخزائن الملابس. أطقم النوم للعرسان نفذت هي الأخرى وبلغ سعر الطقم الصيني السيء 2000 دولار ( إن وجد ) بعد أن كان سعره 500 دولار فقط. قطع غيار السيارات نفذت من مخازن التجار، وإذا ما عثر السائق على قطعة غيار فإنه يبتاعها بأسعار لا تضاهيها سوى الأسعار في قصص ألف ليلة وليلة الخيالية. أسعار المحروقات ارتفعت هي الأخرى، ومع ارتفاع أسعار قطع الغيار والمحروقات، اضطر السائقون لرفع أجرة المواصلات الداخلية الأمر الذي مس بصورة موجعة بشريحة واسعة من طلبة وطالبات الجامعات وصغار الموظفين.

أما السجائر فقد ارتفع سعرها إلى نحو 25 شاقلاً للعلبة الواحدة بدلاً من 7 شواقل، فلجأ الكثير من الشبان إلى الدخان المفروم وطريقة اللف القديمة، ولكن المفاجأة أن أوراق اللف نفذت هي الأخرى فاستخدم بعضهم الغليون. معسل النارجيلة يأتي مهرباً بأسعار مخيفة فلجأ البعض الآخر إلى تعسيل بقايا الشاي ونشارة الخشب بطريقة بدائية، فيما لجأ البعض الآخر إلى تدخين أوراق الملوخية الجافة !

ولم تقف الأمور عند ما تم ذكره آنفاً، بل امتد ليشمل جميع المواد التي تعتبرها إسرائيل غير حيوية مثل حفاظات " البامبرز " للأطفال وقطن النساء وما شابه ذلك ليعود قطاع غزة 40 عاماً إلى الوراء باستخدام حفاظات القماش القديم. لا توجد بضاعة، هي العبارة الدارجة والأكثر استخداماً لدى الباعة والتجار، وبعد هذه العبارة يسمع الزبائن أسعاراً تفوق الخيال لما يطلبونه، فاحتكار السلع هو السمة الغالبة على تجارة غزة، أما حماس الحاكمة، فإنها تشارك بعض التجار في أموالهم وتنظم الاحتكارات مقابل مكوس باهظة تقطعها من ثمن الطحين والغاز والسولار والسجائر، وحتى العدس والفول والحمص أصابتها حمى ارتفاع الأسعار حتى بات الناس يتندرون ويجاهرون بالقول أن حكم إسرائيل كان أفضل من حكم العرب.

أبو منير سياسي ومفكر قديم، يبتسم قائلاً: أتعرف يا عبد ما هو أجمل شيء في هذا الحصار ؟ ثم يكمل قائلاً: الحصار يثبت أكذوبة شعار " الإسلام هو الحل " الذي أتى بالإخوان المسلمين إلى السلطة. ليرونا الآن كيف يكون الإسلام حلاً للحصار ؟ بالإكثار من الصلاة والدعاء ؟ ثم ماذا ؟ لتراقب الآن جميع الشعوب العربية ما ينتظرها من مصير إذا وصل الإخوان إلى السلطة. حصار، جوع، دمار، بطالة، فقر .. ساعتها لن يكون الإسلام حلاً أو يحزنون، ذلك أن حل المشكلات السياسية يكون بإفراز قيادة سياسية قادرة على قراءة الوضع الدولي والإقليمي وموازنة رغبات القوى العظمى مع رغبات وحاجات الشعب، وقادرة على دمج قوى الشعب ضمن الحركة العامة للشعوب الناهضة والمنتجة. لا الإخوان المسلمون هم الحل، ولا النظام الرسمي القائم المرتهن بحلول المعازل العنصرية تحت مسمى الدولة هو الحل.

الدولة العلمانية الديمقراطية هي الحل الحقيقي، ويجب خوض النضال السلمي وكفاح الكلمة والمسيرة والتظاهرة والاعتصام والإضراب لكي يصبح هذا الخيار مطروحاً. أما سلطة عفنة فاسدة تقوم بتقديم خدمات أمنية تحت سلطة الاحتلال ووصايته مقابل رواتب وامتيازات فهي خيانة للشعب وأهدافه بالتحرر والكرامة الإنسانية. لا يمكن أن تكون السلطة تحت الاحتلال سلطة وطنية بأي شكل، ولا يمكن للسلطة التي تساعد المشروع الصهيوني في خنق الفلسطينيين في معازل فقيرة دون موارد أن تكون سلطة وطنية.

ينبغي على اليسار الفلسطيني الآن أن يبلور جبهة يسارية ديمقراطية علمانية تتبنى خيار الدولة الواحدة في مواجهة كل من مشروع الحصار العدمي للقوى الإسلامية ومشروع المعازل العنصرية تحت يافطة الدولة. بإمكان فصائل اليسار الخمسة لو شكلت مثل الجبهة المشار إليها أن تبلور خطاً سياسياً ثالثاً يحفظ هويتها لصالح المشروع الإنساني في فلسطين التاريخية. ماذا تنتظر تلك الفصائل ؟ هل تنتظر مثلاً أن يسفر مؤتمر أنابولس عن قيام دولة وطنية مستقلة في حدود عام 67 ؟ المستوطنات والطرق الالتفافية والجدار دمرت مثل هذا الاحتمال إلى الأبد. هل ينتظر اليسار أن ينجح المشروع الإسلامي في تحرير فلسطين بالكفاح المسلح ؟ جميعنا يعرف أن هذا الاحتمال غير وارد بالمطلق، فلماذا إذن تترك الساحة السياسية لمشروعين أثبتا فشلهما وعقمهما تاريخياً، ألم يحن الوقت لطرح البديل الديمقراطي العلماني، على الأقل لكي يصبح هذا الخيار متبلوراً كهوية سياسية ؟!

في القصائد التالية يوجه محمود درويش حديثه إلى الجيش الإسرائيلي والإسرائيليين عامة، محاولاً إعادة تعريف الهوية السياسية لتصبح أكثر إنسانية، كما يمكن فهم أن درويش مؤيد بشدة لحل الدولة الديمقراطية:

[ إلى قاتل: ] لو تأملت وجه الضحية
وفكرت، كنت تذكرت أماك في غرفة
الغاز، كنت تحررت من حكمة البندقية
وغيرت رأيك: ما هكذا تستعاد الهوية !

[ إلى حارس: ] سأعلمك الانتظار
على باب موتي المؤجل
تمهل، تمهل
لعلك تسأم مني
وترفع ظلك عني
وتدخل ليلك حراً
بلا شبحي !

[ إلى حارسٍ آخر: ] سأعلمك الانتظار
على باب مقهى
فتسمع دقات قلبك أبطأ، أسرع
قد تعرف القشعريرة مثلي
تمهل،
لعلك مثلي تصفر لحناً يهاجر
أندلسي الأسى، فارسي المدار
فيوجعك الياسمين، وترحل

[ إلى حارس ثالث: ] سأعلمك الانتظار
على مقعد حجري، فقد
نتبادل أسماءنا. قد ترى
شبهاً طارئاً بيننا:
لك أم
ولي والدة
ولنا مطرٌ واحدٌ
ولنا قمرٌ واحدٌ
وغيابٌ قصيرٌ عن المائدة

انتهى



#عبد_الرحمن_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تسقط حكومة حماس ؟؟؟
- احذروا حل الدولتين !!


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- -دولتان أم دولة واحدة؟- - مناظرة بين إيلان بابه وأوري أفنيري / رجاء زعبي عمري
- رد عادل سمارة ومسعد عربيد على مداخلة سلامة كيلة حول الدولة ا ... / عادل سمارة ومسعد عربيد
- الدولة الديمقراطية العلمانية والحل الاشتراكي - مناقشة الصديق ... / سلامة كيلة
- مناقشة نقدية في حل -الدولة الديمقراطية العلمانية- / عادل سمارة ومسعد عربيد
- ماركس وحده لا يكفي لكنه ضروري - تعقيب على رد الصديقين عادل و ... / سلامة كيلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - عبد الرحمن قاسم - أين اليسار الفلسطيني من مشروع الدولة الديمقراطية الواحدة ؟!