أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - إرفعوا أيديكم عن العراق وشعبه















المزيد.....

إرفعوا أيديكم عن العراق وشعبه


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 649 - 2003 / 11 / 11 - 01:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تتفاقم الحالة الأمنية في ربوع العراق يوماً بعد يوم ،ويتصاعد نشاط القوى المعادية لشعبنا والمتمثلة بقوى الردة الصدامية المجرمة ،والتي تحاول إعادة عجلة التاريخ نحو الوراء ،وإعادة السلطة الصدامية التي قمعت شعبنا خلال قرابة الأربعة عقود من حكمهم البغيض ،الذي أذاق شعبنا من الويلات والمصائب التي تقشعر لها الأبدان ويجري هؤلاء القتلة أعداء شعبنا تنسيقاً مع القوى الظلامية من دعاة الإسلام والجهاد ونيل الجنة التي وعدوهم بها أسيادهم وراء الحدود ليقوموا بتنفيذ هذه الجرائم التفجيرية المروعة في مناطق بغداد المختلفة والعديد من المدن العراقية الأخرى ،وأخص بالذكر منها الفلوجة والرمادي وبعقوبة وتكريت وبيجي والموصل ،وكربلاء ،وغيرها من المدن الأخرى .
وتشهد الحدود العراقية مع إيران وسوريا تسلل مجاميع من هذه العناصر المجرمة كل يوم تحت سمع وبصر حكومتيهما لينفذوا تفجيرات انتحارية مستخدمين السيارات المفخخة لتنزل الأذى والتدمير والتخريب ببنية العراق التحتية وإنزال أقصى الخسائر البشرية في صفوف أبناء شعبنا ،ولا زال اليوم الأول من رمضان المبارك شاخصاً أمام أعيننا حيث فطر المجرمون على دماء 42 مواطناً شهيداً وأكثر من 300 جريح ، وكل هذه الجرائم تنفذ باسم الدين والجهاد !!! والدين بلا شك برئ منها ومنهم ولا يمكن للمسلم الحقيقي قبولها ،وهي بلا شك تشوه وجه الإسلام أبشع تشويه.
أن ترويع أبناء شعبنا بهذه الأعمال الإجرامية قد خلق وضعاً نفسياً صعبا لهم ،فقد أصبح همهم الأول في هذه الأيام هو تحقيق الأمن لهم ولأطفالهم ،ولا شك أن الحياة تصبح صعبة وقاسية إذا افتقد المواطنون أمنهم ،ولا سيما وأن المجرمون يهددون بتفجيراتهم حتى مدارس أبنائنا الأعزاء ،مما اضطر الكثير من العوائل إلى عدم إرسال أبنائهم وبناتهم إلى مدارسهم خوفاً على حياتهم .
إن على جيراننا الذين يغمضون عيونهم عن تسلل هؤلاء المجرمين ،أن يدركوا أن شعبنا سوف لن يغفر لكل من يساعد أو يدعم أو يسهل عبور الحدود لتنفيذ هذه الجرائم البشعة ،وسوف يعتبرهم مشاركين لهم في أعمالهم القذرة والجبانة هذه ، وسوف تنعكس تأثيراتها السلبية مستقبلاً ،وإلى أمد بعيد على العلاقة التي تربطهم بالعراق وشعبه .
ربما يفكر حكام إيران وسوريا أن هذه الجرائم يمكن أن تعجل بخروج قوات الإحتلال الأمريكية والبريطانية من العراق ،حيث يعتبرون أن وجودها يشكل خطراً على أمنهم ،وبقاء واستمرار أنظمة حكمهم التي عفا عليها الزمن ،لكن هذا لا يعدو أن يكون جهلاً خطيراً ،ويعبر عن قصر نظر سياسي كبير ،فالأعمال الإجرامية هذه لن تدع قوات الاحتلال تخرج من العراق مهزومة كما يتصورون ،وهي على العكس من ذلك ستطيل من أمد الاحتلال ،وستزيد من معانات الشعب العراقي الذي عانى ما لم يعانيه أي شعب آخر خلال النصف الثاني من القرن العشرين على أيدي تلك الزمرة الصدامية الفاشية المجرمة ،فقد كفاه معانات وترويع وتخريب ودمار .
إن على الجارين أن يدركا أن هذا السلوك غير الودي تجاه شعبنا سوف يرسم صورة قاتمة لهما في عيون أبناء شعبنا من جهة ،ومن جهة أخرى فإن الولايات المتحدة سوف لن تصبر طويلاً إذا ما تمادت قوى الظلام في أعمالها الإرهابية ،وإذا ما تمادت هاتان الدولتان في السماح بتسلل القتلة عبر حدودهما ،وقد ينقلب السحر على الساحر،وتمتد ساحات الحرب إلى بلدانهما ،وهذا ما لا نتمناه لنا ولهم ، فنحن نطمح بقيام علاقات وطيدة معهما في سائر المجالات بما يحقق العيش الرغيد والآمن لشعوبنا ، فقد كفانا حروباً وكفانا تسلحاً وتبديداً لثروات البلاد ،ولينصرف الجميع إلى توجيه جهودهم وثروات بلدانهم نحو رفع مستوى حياة شعوبهم وتحقيق حياة أفضل لهم في جو من الحرية والديمقراطية والسلام ..
وعلى الطرف العراق الداخلي نرى أن قوات الاحتلال والحاكم المدني بريمر ومجلس الحكم يتحملون جانباً كبيراً من المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع الأمنية في البلاد بعد أن اتخذ بريمر قراراً مستعجلاً غير مدروس ٍبحل الجيش العراقي وقوات الشرطة ،مما سبب فراغاً أمنياً كبيراً لا تستطيع قوات الاحتلال ملئه مهما أوتيت من قوة ، فجنودها غرباء عن هذه البلاد وشعبها ،وليس بإمكانها تحديد ومتابعة واعتقال أنصار النظام الصدامي والعناصر المتسللة عبر الحدود والذين يقوم أنصار النظام المقبور بإيوائهم،وتهيئة وسائل الجريمة لهم من سيارات ومتفجرات لكي ينشروا في البلاد الخراب والدمار،وقتل المواطنين الأبرياء .
إن الأوضاع الحالية الخطيرة هذه تتطلب وبشكل عاجل إعادة الجيش العراقي للخدمة بكافة مراتبه وضباطه من رتبة ملازم وحتى رتبة عقيد ،ودراسة أوضاع بقية الضباط الأعلى رتبة للتأكد من سلامة مواقفهم وعدم ارتباطهم بجرائم النظام الصدامي لكي يعادوا للخدمة ،وإحالة الآخرين للتقاعد مع ملاحقة المشاركين في جرائم النظام الصدامي وإحالتهم للمحاكم المختصة لينالوا العقاب الذي يستحقونه .
كما ينبغي إعادة أفراد قوات الشرطة وضباطها ذوي الرتب من ملازم وحتى مقدم واتخاذ نفس الإجراءات ضد العناصر التي ساهمت في جرائم النظام المقبور .
كما ندعو وبقوة مجلس الحكم إلى الضغط على الحاكم المدني بريمر لتحقيق هذه الأهداف ، كما ندعو مجلس الحكم إلى الإسراع بتشكيل قوات شعبية في كل منطقة من مناطق العراق ومنحها صلاحية ملاحقة العناصر البعثية المشكوك بقيامها بأعمال إرهابية وتسليمهم للسلطات المختصة كي يحالوا إلى المحاكم المختصة لمحاكمتهم وإنزال العقاب الصارم بمن تثبت إدانتهم ،وإن أبناء شعبنا قادرون بلا أدنى شك على القيام بهذه المهمة خير قيام كل في منطقة سكنه ،فهم قادرون على تشخيص وملاحقة ،وإلقاء القبض على هذه العناصر المجرمة بكل كفاءة ،وعلى مجلس الحكم أن يخصص رواتب مجزية لأفراد القوات الشعبية لكي يستطيعوا القيام بهذه المهمة بنجاح من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع الوطن .
وعلى قوات التحالف أن تعود إلى معسكراتها ،وتكون على استعداد دائم لتقديم المساعدة للقوات العراقية بمختلف تشكيلاتها ريثما يتم استتباب الأمن في البلاد.
كما أن عليها بما تملك من قوات محمولة أن توجه جهودها نحو مراقبة الحدود العراقية كافة ،وملاحقة المتسللين والقضاء عليهم قبل وصولهم إلى المدن العراقية .
وأخيراً أتوجه بهذا النداء إلى جيراننا العرب والإيرانيين أن يرفعوا أيدهم عن العراق وشعبه  ،وأن لا يزيدوا جراح العراقيين عمقاً ، ويكفوا عن التدخل في شؤون العراق إذا كانوا حريصين على علاقات الأخوة والجيرة ، والمصالح المشتركة لشعوبنا ،وهذا أضعف الإيمان بالنسبة لهم ، وأقل ما يقدمونه لشعبنا المظلوم . 
             



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل قطع دابر القتلة المجرمين
- من شهداء الحزب الشيوعي الشهيد إبراهيم محمد علي الديزئي
- أمريكا والمأزق العراقي الراهن
- القوات التركية لن تساعد في حل المشكلة الأمنية
- مطلوب من مجلس الحكم مصارحة الشعب
- رسالة مفتوحة لوزير التربية - إعادة تنظيم الإدارات المدرسية ض ...
- حضانة الأطفال في الأسر المطلقة
- في ذكرى الحرب العراقية الإيرانية حرب أمريكية نفذها بالنيابة ...
- من أجل إعادة بناء البنية الاجتماعية العراقية
- القذافي و صدام حسين - إن الدكتاتوريين على أشكالهم يقعوا
- دروس وعبر من أحداث الجمعة الدامية وسبل التصدي للعصابات المجر ...
- أي جامعة عربية نريد ؟
- رسالة استنكار وغضب إلى أشقائنا العرب!!
- بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل فنانة الشعب زينب
- الشعب العراقي يطلب صدام حياً
- أضواء على أحداث كركوك
- من أجل إحداث تغيير شامل للمناهج والكتب الدراسية - الحلقة الس ...
- لماذا لا يعاد تشغيل قناة العراق الفضائية ؟
- في ذكرى ثورة 30 حزيران 1920 - ثورة العشرين
- متابعة للدراسة النقدية للدكتور سيار الجميل لكتاب ( العراق وع ...


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - إرفعوا أيديكم عن العراق وشعبه