أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الدين العارف - حين تضيق الديموقراطية يتنفس الرقص والغناء














المزيد.....

حين تضيق الديموقراطية يتنفس الرقص والغناء


جمال الدين العارف

الحوار المتمدن-العدد: 2102 - 2007 / 11 / 17 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشكل الغناء أحد أوجه التنفس الشعبي الواسع للامم التي تعرف ديموقراطية ممنوحة يتحكم فيها عن بعد بحبال لاسلكية حسبما يقتضيه المناخ السياسي الدولي فحين يفرض هذا المناخ ارخاء الحبل فان البلد تعمه الديموقراطية مثلما تعم الخيرات جميع الاسواق وحين يقتظي هذا المناخ شد الحبل فان الديموقراطية تختفي بقدرة ساحر هذا فيما يخص الجانب الاول من الديموقراطية العربية أما الجانب الآخر فانها ترتبط ارتباطا وثيقا بمزاج الحاكم فاذا كان هذا الاله الانسان مسرورا فان كل شيء بخير وتصبح عندها كل الحقوق الانسانية حاظرة بدون الحاجة الى قانون أو دستور واذا ما غضب لاسمح الله فان كل صدقاته الديموقراطية يتراجع عنها برمشة عين عند هذين المربطين حوصرت الديموقراطية العربية أما دساتيرها فالتذهب الى الجحيم فانها لا تختلف عن خرافات زعيم أنهكه المرض وأوشك على الرحيل وفي أوضاع كهذه تصبح كل مجالات الحياة مسيسة بمعنى أنها خاضعة للمراقبة وحيث أن البحث عن حق الانسان في الحياة مرتبط بفتح الفاه والخطو بحركة فان علاقته بالسياسة يكاد يكون ضروريا الى حد يشبه حركة المريض الميؤوس من العلاج الذي يتوجه تلقائيا بحرارة الى الله طالبا منه شفائه فلا مفر من السياسة وبما أن العديد من مجالات الحياة موبوءة بمخاطر سياسية فان الغناء الغير الملتزم الذي يدور حول البطن وما حوى يعتبر الوسيلة الوحيدة التي تنتشر في المجتمعات العربية وتلقى اقبالا كبيرا لكونها الاداة الوحيدة ربما التي لا تثير غضب الحاكم ولهذا السبب تمتاز بلداننا العربية بالكثير والكثير من القنوات الغنائية المتخصصة في الغناء الجنسي الذي يعتمد على الصورة أكثر من المضمون كما تنتشر الفرق الغنائية المتنوعة من طول البلد الى عرضه وتتهافت القنوات الرسمية للدولة وغيرها على استضافتها أكثر مما تستضيف ما هو مهم في المجالات الحيوية والهامة بحيث أصبحت برامج قنواتنا تكثر فيها البرامج الغنائية والسهرات الحميمة بشكل يفوق الفواصل في الكتابات الادبية حتى أن صحافيي هذه القنوات يمتلكون جرءة وابداعا لايتوفر لدى زملائهم في الصحافة الاخبارية الرسمية وحتى المستقلة تهربا من العقوبات القانونية طبعا التي تصدرها الانظمة لقمع رؤوس الشياطين هذه ولوعي أنظمتنا العربية بمسالة هز الارداف وتحريك المؤخرة في سهرات الرقص والغناء الذي يشبه في اصواته حركات وأصوات أفلام البورنو لاعتماده على تطريب الجسد بغرائزه الحيوانية الجنسية بدل تذوقه كفن طبيعي روحي بكلمات شعرية تشبه صورا التقطت من الحياة وجرى عليها ميكساج تقني رائع و لعلمها بمسالمة هذا النوع من الفن وأن آخر ما يمكن أن يشغل باله هو السياسية فقد اتجهت الى دعمه ورعايته بشكل ملفت للنظر لالهاء الشعوب به عن ما هو أهم كمصيرهم ومصير بلدانهم وثرواتها وسعت كذلك الى استغلاله لينتشر بقوة في اوساط المراهقين والشباب لوقف المد الاسلامي المتطرف الذي يستقطب بدوره هذه الفئات العمرية التي لاتملك خاصية التفكير والتمييز السليم مثلما يحدث لدى كبار السن المستقلين عن كل المؤثرات التي بامكانها أن تتحكم في توجهاتهم الفكرية ولهذا فان هذه الانظمة تحدث مشاريع مرتبطة بهذا الغناء الجنسي الساقط مثل استوديوهات ستار أكاديمي والاموال الطائلة التي تنفق فيه بعيدا عن مراقبة الشعوب لمصير ضرائبها التي تدفعها على راس كل شهر وحيث أن الديموقراطية آخر ما يمكن أن تنعم به الشعوب العربية فان هذه الانظمة تسعى جاهدة الى خلق مغني لكل يوم ومئات الطبالين والغياطين والراقصين يوميا بالاضافة الى الاكثار من سهرات ما تحت الحزام على قنواتها للتنفيس على هذه الشعوب العربية المسكينة فلايمكن قهرها بالديكتاتورية وحرمانها من الرقص والغناء فان ثقافة الجسد في هذا الفن العريق في الخبث والسفالة بريئة من السياسة برائة الذئب من قميص بن يعقوب وبالتالي فهي احقر صدقة يمكن أن تجود به أنظمة كهذه مسؤولة عن تخلف شعوبها وهدر ثرواتها . ألا تبا للسياسة والسياسيين وكل كلمة تبدأ بحرف السين .




#جمال_الدين_العارف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقلاب الادوار في برنامج بلاحدود مصطفى الرميد يتقمص دور الصح ...
- اليازغي وزير مهنته -بدون - في حكومة عباس الفاسي
- المقاطعون للانتخابات المغربية يحصلون على الاغلبية والمنهزمون ...
- تحت ظغط البرلمان الهولندي وزيرة الهجرة تعد بالنظر في سحب جنس ...
- عيد الميلاد عند الهولنديين
- قيمة المواطن المغربي لدى حكومته من خلال الرهينتين المختطفين ...
- القانون معلق الى حين تحسين وضعية رجال الامن
- الارهاب والاحترام المفقود
- البرقع والنقاب في أوروبا اهانة للمرأة واتهام للاسلام
- مخلوقات فوق العادة


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الدين العارف - حين تضيق الديموقراطية يتنفس الرقص والغناء