أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد مجدلاني - في الذكر الثالثة لرحيله: ابو عمار وحلم الدولة المستقلة















المزيد.....

في الذكر الثالثة لرحيله: ابو عمار وحلم الدولة المستقلة


احمد مجدلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2102 - 2007 / 11 / 17 - 10:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


مرت قبل أيام قليلة الذكرى الثالثة لرحيل قائد الشعب الفلسطيني في التاريخ الفلسطيني المعاصر، مخلفا ورائه إرثا تاريخيا كبيرا، لا يسجل له ولفلسطين فحسب وإنما لحركات التحرر الوطني العالمية التي كان واحدا من ابرز قادتها وأخر رموزها.
لقد دفن الفلسطينيون في المقاطعة برام الله زعميهم الذي لم يعرفوا غيره طيلة العقود الأربعة الماضية ، فلقد كان الرئيس أبو عمار شخصية مثيرة للجدل والنقاش ، إلا انه بحق ويسجل له ، أنة أبو الوطنية الفلسطينية الجديدة وهو الذي استطاع بدأب ومثابرة كان يحسد عليهما إعادة أحياء الهوية والشخصية الوطنية الفلسطينية بعد نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948 وخسارته لأرضه وقيادته السياسية ، وبالتالي هويته الوطنية المميزة ، وتقاسم تمثيلة أو اندماجه وتذويب شخصيته البلدان العربية المجاورة .
لقد حمل عرفات قضية شعبه وحقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ، ووعى مبكرا ووضع في المقدمة منها استقلالية قراره الوطني كعامل مميز لهويته الوطنية المستقلة وليس كعامل انعزالي عن محيطه العربي والقومي وبعده الأممي ، ومن هنا كانت قراءته المبكرة أيضا لعوامل الجغرافيا وتأثيراتها على القرار السياسي فحاول ونجح أحيانا كثيرة واخفق أحيانا أخرى في الحفاظ على قراراه الوطني المستقل رغم هيمنة الجغرافيا السياسية ليصنع في التاريخ الفلسطيني مسيرة تميزت دوما وأبدا إنها تمتلك الرؤية نحو الهدف وهو الحرية والاستقلال وبناء الدولة المستقلة .
برحيل الزعيم والقائد المميز الذي عرفه الفلسطينيون أينما كانوا ولم يعرفوا غيره منذ غياب قيادة الحاج أمين الحسيني ، تكون قد طويت صفحة من تاريخ الشعب الفلسطيني الحديث وفتحت صفحة جديدة ، لكن ومهما كانت وأيا يكن من يتولى قيادة دفة القيادة فإنه لن يستطع محو أثار أو تجاوز المرحلة السابقة التي أسس لها ياسر عرفات ، فبصمات ياسر عرفات على القضية الفلسطينية وعلى المكاسب التي حققها خلال العقود الأربعة الماضية، وتحديدا منذ انتزاع الاعتراف والعربي الدولي بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب العربي الفلسطيني لا يمكن أن تمحى ، كما هو الحال في إنجازه الكبير في إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية على الأرض الفلسطينية لأول مرة في التاريخ الحديث كمقدمة لإقامة الدولة المستقلة .
هذه الإنجازات السياسية الهامة كانت نتاج إصرار وثبات ومتابعة ، كانت وليدة سياسة واقعية سجلت لهذا الرجل والتي ربطت وباستمرار بين التكتيك والهدف النهائي للحركة السياسية وهي الدولة المستقلة ، فلم يكن يريد الثورة من اجل الثورة ، ولا من اجل أن يسجل التاريخ بطولات له ولشعبه، بل من اجل تحقيق هدف الحرية والاستقلال والدولة المستقلة . ورغم الانتقادات الشديدة لواقعيته السياسية وأحيانا كثيرة لبراغماتيته غير المفهومة أحيانا أخرى، فإنه لم يقع في الإفراط او التفريط بحقوق شعبه ، وكان له ما كان في قمة كامب ديفيد الثانية صيف عام 2000م . حيث قال لا في زمن لا يستطيع أن يقول احد لا للقوة المهيمنة والمتفردة في قيادة العالم ، مع علمه المسبق أيضا لثمن هذه اللا لكنه قالها حتى لا يقع في خانة التفريط ويدخل التاريخ من أبوابها كمفرط او متنازل عن حقوق شعبه، واثر أن يدخله من بوابة من سلم الأمانة لغيره من رفاق الدرب، والقضية باقية وحية وملك لهم وللأجيال القادمة.
لم يتخل ياسر عرفات عن حلمه بإقامة الدولة المستقلة ، حتى في مماته فقد شيع في فرنسا بمراسم مخصصة لرؤساء الدول ، وشيعه قادة العالم العربي والمجتمع الدولي في القاهرة كرئيس دولة له من المهابة والاحترام والتقدير ممل لا يقل عن مهابته وتقديره كزعيم لحركات التحرر الوطني في العالم وكحامل لراية الثورة العالمية التي تسلمها من كاسترو عام 1975 م.
لقد خدم ياسر عرفات قضية شعبه حتى في مماته كما خدمها وأفنى حياته في سبيلها في حياته ، فالتشييع المهيب والمشاركة الدولية والعربية بجنازته في القاهرة كانت بالقدر الذي كرمته كقائد ورئيس للشعب الفلسطيني أن كرمت الشعب الفلسطيني أيضا، وأكدت مجددا على أن قضيته رغم كل محاولات الحصار والتهميش ما زالت حية وباقية ومطروحة على الأجندة الإقليمية والدولية.
نعم لقد دفن عرفات في المقاطعة التي دافع عنها وصمد فيها دفاعا عن قراره الوطني المستقل ، دفن عرفات في الأرض التي أحب أن يعيش فيها ويموت من اجلها ويدفن فيها ، وبوفاته تكون قد طويت صفحة من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال التام . إلا أن هذه الصفحة والمرحلة الجديدة التي فتحت بعد غيابه لن تكون بمنأى عن تأثيره وبصماته الواضحة عليها .
فمها قيل ويقال الآن بان عهدا جديدا قد فتح وان هناك آفاق لمرحلة من السلام سوف تتحقق باعتباره كان العقبة ، فإن الذهاب في مجاراة هذه الأوهام ليس ظلما للرجل في قبره بقدر ما هو مجافاة للحقيقة والواقع ووقوع في فخ الكذبة الكبرى التي روج لها شارون ومن بدعم مكشوف من الرئيس بوش ، وتحول الرجل في عهديهما من حامل لجائزة نوبل للسلام على إرهابي وعدو للسلام العالمي .
إن نظرية العقبة في طريق السلام التي روجت لها كلا من إدارة بوش القديمة الجديدة وحكومة شارون آنذاك، بقدر ما هي كذبة كبيرة ،كانت مكشوفة في حياة ياسر عرفات فإنها كأكذوبة معرضة للفضح أكثر وأكثر في غيابه ، فلم يكن ياسر عرفات غير ذا صلة بالنسبة لبوش وشارون لشخصه بل للمواقف التي جسدها في قمة كامب ديفيد الثانية وبعدها ، ولم يكن إرهابيا إلا بقدر رفضه التنازل عن حقوق شعبه ومقدساته . لقد (رحل السبب) الذي كان بوش وشارون يتذرعون به لعدم الوفاء بالتزاماتهم اتجاه الشعب الفلسطيني ، وسيكتشف العالم كما كنا نرى في حياته انه كان الذريعة وليس السبب ، فالسبب بالأساس هو محاولة فرض حل تصفوي لقضية الشعب الفلسطيني هذا الحل كان مرفوضا من قبل عرفات لذلك كان غير ذا صلة ، والآن ما الذي تغير هل الذريعة أم السبب ؟ ، وإذا كان كذلك فلماذا تماطل إدارة الرئيس بوش بموعد إقامة الدولة الفلسطينية وهي كما وعد لرئس بوش بنهاية عام 2008 ، ولماذا لا تتخذ إجراءات أكثر جدية لإعطاء فرصة حقيقية مع دعوتها لمؤتمر انابولس لصنع السلام وإقامة الدولة الفلسطينية قبل رحيلها من البيت الأبيض ، علما إننا لم ندخل العام الأخير من عمر هذه الإدارة ولم يتبق لها الكثير من الوقت لتبديده.
لقد رحل ياسر عرفات الذي كان السبب بنظرهم وصار بالا مكان التعامل مع قيادة فلسطينية قديمة جديدة في آن معا ومعروفة لديهم جيدا فهل ستزول الذريعة أيضا ؟
إن مجاراة إدارة بوش لحكومة أولمرت وتغطيتها على التهرب من استحقاقات السلام وتحميل المرحلة السابقة مسؤولية الجمود السياسي هي بالقدر الذي يحمل ظلما للرئيس للراحل ، تحمل مجافاة للحقيقة التي يعرفها الجميع بمن فيهم أولمرت وبوش ، فعرفات لم يكن المشكلة بل موقف عرفات رغم واقعيته وبرغماتيته.
إن الوفاء للراحل هو التمسك بما اعتبره أساسا ونبراسا لنضاله ولحركته السياسية هدف الحرية والاستقلال والعودة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس ، واستقلالية القرار الوطني الفلسطيني كشرط لازم لها، والواقعية السياسية بأبعادها وحدودها المعروفة كأداة للتحرك والعمل، إن الوفاء الحق للرجل الراحل هو بتحقيق حلمه حلم الدولة المستقلة ذلك الحلم الذي راوده في حياته وودعه في مماته .



#احمد_مجدلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام يحقق الامن وليس العكس
- جولة رايس الثالثة وردم الفجوة التفاوضية
- الانتفاضة في عامها الثامن
- اجتماع الخريف الدولي وصراع الارادات
- دروس انتصار بلعين
- معركة اعدة بناء مخيم نهر البارد
- حركة حماس والنموذج الاسلامي
- لقاء اريحا انطلاقة العملية السياسية
- تقرير التقصير
- مخاطر جدية على المشروع الوطني الفلسطيني
- تعزيز ثقافة التمكين للمرأة الفلسطينية
- قمة الحد الادنى
- الانتخابات البلدية خطوة أولى نحو دمقرطة المجتمع الفلسطيني
- محددات المبادرة السياسية الاوروبية
- مسؤليات سد فراغ الغياب المؤقت للرئيس
- ثقافة التهميش والاقصاء
- خيارالانتخابات المبكرة الاسرائيلية
- مابعد الانتخابات الامريكية
- اربع سنوات على الانتفاضة دروس وعبر 2-2
- اربع سنوات على الانتفاضة دروس وعبر1-2


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد مجدلاني - في الذكر الثالثة لرحيله: ابو عمار وحلم الدولة المستقلة