أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف هريمة - أنا وقلم التمرد!!!














المزيد.....

أنا وقلم التمرد!!!


يوسف هريمة

الحوار المتمدن-العدد: 2106 - 2007 / 11 / 21 - 07:13
المحور: الادب والفن
    


لا زالت ذكراها ترقص رقصات تحدي على مسرح واقع مظلم، ربما حرمها وغيرها طعم الحياة الكريمة. وما زالت كلماتها تتمايل أمام خيالي، وهي تريد أن تخفي حزنا بحجاب القسوة على الآخر، وبغلظة طفت على سطح البراءة، لتحوِّله إلى شبح ينطق بحجم أزمة نفسية، حوتها العبارات واشتملت عليها الكلمات. ما ساورني شك منذ اللحظة الأولى أن لغة القساوة، هي لغة مصطنعة بلسان الألم. كنت متأكدا أن قسوتها عليَّ ستتحول يوما إلى رحمة تنتشلني من أرض الفراغ الروحي الذي ملكني يوما، وما زال يملكني حين تعجز روحي عن التواصل معي، فتفارقني مصعرة خدها لإنسان عشق الحرية، وتاه في بيدائها عله يجد دليلا يصحبه إلى جنتها.
ترى ما هذه الرقصات غير المنسجمة مع إيقاعاتها؟
ما هذا الألم الممزوج بلغة التحدي؟
هل هي تجربتي أقرأها وألمسها مجسدة في من مددت إليها يدي، لنصعد سويا إلى ذلك المعراج؟
هل يمكن للقلم أن يتحول إلى عصا تجلد صاحبها وتهوي به في مكان سحيق؟
آه ثم آه. أسئلة تتتابع وأجوبة مفقودة تفقدني معها صبري على مشاق الطريق الطويل، الذي ابتديته طفلا متمردا بين شوارع الفقر والحرمان، وأنهيته عاطلا بين شوارع الفقر والحرمان على أرصفة الكرامة الضائعة والحرية السليبة. استمعت إليها وصنعت من نفسي مسجِّلة تلتقط كل نفساتها، وترقب كل قول من أقوالها، عسى أن أستوعب سرا لم أكشفه قد ذاق المنية بين جوانحي، وعسى أن تجود علي بملامسته ومعانقته من خلال قصيدة حياتها.
حرقٌ لعنٌ سخطٌ ... ما هذا؟ أهي كلمات متمردة خرجت من فيهٍ لم يستسغ عمقها بعد؟
لا لا أعتقد !!!. هكذا ظللت مصلوبا عن الحركة أمام تمثال البراءة، وهو ينهار من فوقي ومن تحت أرجلي، ولا أملك له حولا ولا قوة. وهكذا وقفت على عتبة هذه الكلمات مترجيا أن تبوح لي بسرها، لأن سرها مفتاح سأكشف من خلاله حقيقتي، وألامس بَعد الهجر حينا من الدهر بعدا من أبعاد إنسانيتي.
انفتحت عيناي على حقيقة التاريخ والنفس حين تنطق بمنطق الحرق، أي تصفية الجسد بنار لا تبقي من الجثة شيئا ولا تذر. وتذكرت قصص الغابرين حين كانت النار مثواهم الأخير، حرقا لأجسادهم وخوفا من انبعاث جديد. فوجدت أن المنطق هو رغبة نفس تستهويها كلما عجزت عن التواصل مع الآخر، وكلما انسدت في الأفق معالم التفاعل معه. وواصلت الرحلة صبرا على مشاق الطريق، وأنا أتيه في بيداء لغة صديقتي، أملا أن أقرأ في عينيها ذلك الوجوم، فانقشع ضوء آخر يُلوِّح ولو على استحياء من عمق التاريخ، وهو يحدثني عن منطق اللعن بمفهومه الثقافي، ليجيبني أن الثقافة المزورة تصنع وَهْمَ إنسان لا يكاد يبين، يطرد من خالفه، يحمل سيفا على من سالمه، ويستقوي بلغة الضعف على محروم التقاه على مأدبة الفقر وقاسمه.
لم أيأس عن المسير في أرض فلاة، فتاريخي قد غمرته نشوة التحدي، لأصل إلى تفكيك منطق السخط، فإذا بفلق صبح مبين يردم الهوة السحيقة، ليخبرني بأن السخط منطق المتمرد على الواقع المادي، حين تضيق سبل الحياة الكريمة، وتستأسد قلة ذات اليد معلنة نصرها الخبيث والجبان على كل محروم.
انفكت الرموز وتوالت الأجوبة تباعا تسألني وتستعطفني أن ألتمس عذرا لصديقتي. فقساوتها وَهْمٌ صنعته ثقافة مزورة بأيادي الغدر، وغلظتها فلتات لسان من قاموس الكهنوت، وتمردها رد فعل طبيعي على جريمة الحرمان. لم أجد بُداًّ أن أستجيب أمام ضغط الكلمات وشفاعة العبارات التي عزفت على أوتار قلبي، وهي تدرك أن أوتاره قد أرهفها الزمان وعمق الواقع. ما كان لي الحق بعد هذا الكشف العظيم والاعتراف الدامغ أن أدير لها ظهر المجن، ولو داست جمرا على كرامتي على حين غفلة منها.
هي مجرد ذكرى !!! نعم هي مجرد ذكرى !!!
بلغوها إذا وطأتم حماها أو وقفتم باكين على أطلالها، أن لغتها باحت لي بسرها. فلست أنا أو غيري من جرَّعتها كأس الحرمان، ولست أنا أو غيري من سلبت حريتها بين أوراق صفراء وأعدمتها على مشنقة التاريخ.
هي مجرد ذكرى !!! نعم هي مجرد ذكرى !!!
بلغوها إذا بلغتم حماها أن القلم ما خرب البيوت وما ينبغي له. أن فظاظة القلب ما أنشأت إنسانا ولا بَنَتْ حضارة وأنَّى لها ذلك. وأن المعراج بيتي آواني بعد أن لم أكن شيئا أذكر، كساني بعد أن عراني الواقع المرير، صنعني بعد أن ضربت ذات اليمين وذات الشمال بحثا عن ذاتي.
صبرا صديقتي !!!
مهما طال الليل فلا بد للصبح أن ينجلي



#يوسف_هريمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُحِبُّكِ لَكِنْ أَخَاف؟!!!
- نحو تأسيس مفهوم الكهنوت
- قلمي ومعركة الاستبداد
- دمعة على أعتاب جسد: الجزء الأول
- دمعة على أعتاب جسد: الجزء الثاني
- محراب الحرية
- في محراب وردة...!!!
- وَهْمُ سُورٍ...؟
- أنا ومستنقع العربان...!!!
- بلاد الوهم...!!!
- القرآن وأزمة التأصيل: حوار صحفي...
- الباحث يوسف هريمة التديّن إذا اصطبغ بالفكر الشمولي انتهى.. آ ...
- عين على منهج إبراهيم ابن نبي في قراءة القرآن*
- القرآن ومنطق الإقصاء
- إبراهيم النبي وأزمة الثقافة الروائية
- إبراهيم النبي وأزمة الثقافة الروائية
- الشفاعة المحمدية والامتداد العقدي المسيحي
- الفكر الإسلامي وأزمة البنيات المُؤَسِّسَة
- حفظ الدين وقصور نظرية مقاصد الشريعة
- ثقافة الاحتكار واختراق منتدى المعراج


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف هريمة - أنا وقلم التمرد!!!