أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يونس زكور - الجذور الفكرية للإرهاب المفاهيم و طرق المعالجة(3)















المزيد.....

الجذور الفكرية للإرهاب المفاهيم و طرق المعالجة(3)


يونس زكور

الحوار المتمدن-العدد: 2102 - 2007 / 11 / 17 - 10:19
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ثانيا:مـــــــــا الدي يحرك الإرهــــــــــــــــاب؟
متابعة لنفس النهج و وفاءا بذات العهد التي قطعناه على أنفسنا في أول جزء من هذه الدراسة المواكبة و الموازية للمؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب المنعقد اليوم بتونس [الخميس 15 نونبر2007 ]و التي فحواها تقديم و صفة تحليلية للظاهرة،ترتكز على المقوم العلمي في الطرح و الملاحظة و الإفتراض و البرهان للإستفهامات التي رسمناها آنفا و إعتبرناها مربط الفرس و بيت القصيد و معطى لا يجب تجاوزه أو حتى غض الطرف عنه، من بينها الإستفهام حول محركات الإرهاب هذا الإستفهام الذي لا محالة سيجتهد فيه المجتهدون من أولائك المؤتمرين المجتمعين في تونس فكل سيبتغي و يرتمي بسلطان أو بدونه ،في أحضان الإجابة التي ترضي قناعاته و لا تتناقض مع مصالحه و تدفع الشبهة عن أهله، مؤدى القول و تمامه هو أن إجابات أصحابنا من المأتمرين عن ذات السؤال لن تخلوا و لن تنجوا ، لا من أيديولوجيا، و لا من يوتوبيا ،إن إستعرنا مفاهيم كارل مانهاييم،فبعيدا عن هاته و تلك و إلتزاما ببنود ذات العهد، نقترح التعمق في طرح السؤال ... من الدي يــــــــــــــحرك الإرهاب؟ هل يمكن الحديث عن أصول فكرية له؟ معنى ذالك، هل هو إبن فكر أم أبو جهل؟ بصياغة أخرى، هل الإرهاب وليد تكتيك أم إبن نفس أمارة بالسوء؟ أيضا، هل توجد أية صلة قرابة او نسب بين الإرهاب و منهجية الدولة السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية؟ تختزن هذه الأسئلة مجمل المطارحات السوسيولوجيةو السيكولوجيةو غيرها التي حاول أصحابها تقديم برديغمات مفسرة و موضحة و مجيبة عن فحوى إستشكال محرك الإرهاب...

حتى لا ندخل بعيدا الى هناك في رحلة عبر الزمن لتتبع قصة و تاريخ الإرهاب من اجل وضع اليد على محركه، يمكن الإنكفاء و الإكتفاء بإشارات ملخصةو مقتضبة فحواها أن الإرهاب قديم قدم البشر و الحديث حداثة الغرابة و الإغتراب الذي عاشه المجتمع البشري فيما بعد الحربين العالميتين، فقد كان وسيلة الدولة الثورية الحديثة في تصفية خصوم الثورة في سبيل إستثباب الأمن الإجتماعي تحت قيادة جديدة إستنادا إلى شعار مايعرف بالشرعية الثورية كمقدمة و تمهيد لإحلال الشرعية الدستورية البرلمانيةو القانونية،و كان ايضا وسيلة الأفراد و الجماعات الخارجة من السلطة لرد تعسف الأخيرة أو لسعي نحو حيازتها ،مؤدي هده الإشارة الأولى ان إرهاب اليوم و الأمس لا يفهم و لن يفهم دون الأخد في الإعتبار القوى الفكرية و الأيديولوجيةو قوى اخرى تحرك هذه الظاهرة و تقرر دورها و مكانها و فحواها...
ومن جهة أخرى فإن كان للإرهاب فكر يصدر عنه و فق نهج يتخذ من الأساليب ما يناسبه ، و كان لكل فكر تخطيط يمثل منهج أصحابه فإن القول بجهل الإرهابي يعد لونا من ألوان التضليل الإعلامي ،فالعمل الإرهابي ليس فعلا جاهلا و إن كان يستخدم بعض الجهلة، في تنفيد الأعمال الإرهابية..و إذا كان الإرهاب و ليد فكر فهدا الفكر لا يقتصر فقط على الأفراد و الجماعات بل تعب الدولة/الحكومة دورا أيضا في صناعته و ممارسته..و قد اشارت عدة تقارير صادرة عن اللجنة الخاصة بالإرهاب التابعة للأمم المتحدة إلى أن سياسات الترهيب التي تمارسها بعض الدول ضد شعوب بأكملهاو الهجمات المسلحة لدول على دول اخرى هي من العوامل المسببة للإرهاب..هذا بالإضافة إلى أن دور الدولة قد لا يقف فقط عند الممارسات القمعية التي تتولد عنها أعمال الإرهاب، بل إنها قد تشجع بصورة مباشرة بعض الجماعات الراديكالية بهدف القضاء على بعض التيارات التي لا ترغب في ظهورها....بالإضافة إلى هذا الدور المحتمل للدولة في تحريك الإرهاب هناك عوامل أخرى سياسية و إقتصادية و إجتماعية و حتى الثقافية تقف وراء الإرهاب و تحركه بدرجات و إن كانت متفاوتة،..نذكر على سبيل المثال لا الحصر، إفتقاد الشباب للتربية السياسيةالسليمةو ضربهم بعرض الحائط لورقة المشاركة السياسية الواعية و المشروعة كنتيجة حتمية لعدم قناعتهم بجدوى صوتهم في إحقاق التغيير، يعزى هدا إلى عدة اسباب بدون الدخول في تفاصيلها المريرة على مستوى إنبناءات السلطة في الدول العربية، نكتفي فقط بالإشارة إلى ضعف التأطير الحزبي. أيضا تكون فجوة كبيرة بين طموحات اللأفراد و مستوى القدرة على إشباعها عن طريق العمل السياسي المشروع،ناهيك عن أزمة الهوية التي طفت إلى السطح في بلداننا العربية مند غير قليل من الدهر و كذا غياب القدوة السلوكية و الفراغ السياسي لعدد كبير من الشباب الشيء الدي يجعلهم عرضة لتجار القنابل البشرية من سماسرة الإرهاب، الذين يستغلون تلكم الفراغات النفسية و الإجتماعية لتقديم بديل يحسس بالأمن و الإنتماء،و الهوية من خلال رفع شعارات الإحتجاج و رفض لكل النظم القائمة...يزيد الطين بلة الحالة الإقتصادية و الإجتماعية المزرية التي تتخبط فيها بعض الدول مما يؤدي إلى تكون بؤر العنف في بعض المناطق العشوائية البعيدة عن أجهزة الدولة السياسية و الأمنية و الإجتماعية/الخدماتية مكونة بذالك أحزمة للفقر و القنابل الموقوتة التي تهدد بالإنفجار في أي لحظة...و لعل ما يولد و يزيد من وطأة و شدة الإحساس بالظلم و اللا مساوات شساعة الفوارق الإجتماعية بين فئات تعيش البدخ و فئات تعيش الفقر المقطع، الولى في زاهية فيلات و مباني فاخرة و الثانية موؤدة في احياء صفيح و بناءات عشوائية....
أما إسهام العامل الثقافي في تحريك الإرهاب فيمكن إقتضابه في تلك القيم الواردة من الآخر و المستحدثة على المجتمع الأمر الدي يعتبره البعض تهديدا للهوية الثقافية و إنتهاك لعرضها فيحمل سيفه منطلقا لمحاربتها، مرددا بئسا للقوم الكافرين....
عند هذه المقولة نعلن الوقوف عند هدا الحد من التحليل الدي ركزنا معظمه على العوامل المحركة للإرهاب في العالم العربي، و الذي نعد بزيادته تعميقه في دراسات أخرى..
أما فيما يخص الإستفهام الثالث المتعلق بطرق القضاء على الإرهاب و الدي وعدنا بتقديم توضيح له فسوف نؤجل ذات التوضيح نظرا لضيق الوقت إلى حين إنتهاء مؤتمر تونس و الدي جاءت هده الدراسة مواكبة و موازية له، لنقدم بعد ذالك قراءة في أهم ما خلص إليه مرفقة بتوصيات و بطرق أخرى نظنها ذات جدوى في رسم و تعبيد طريق و مسار حقيقي للقضاء على الإرهاب...
باحث في العلوم السياسية
إيطاليا



#يونس_زكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجذور الفكرية للإرهاب المفاهيم و طرق المعالجة(2)
- الجدور الفكرية للإرهاب المفاهيم و طرق المعالجة(1)
- الجماعات والقوى الضاغطة ماهيتها وحدود وظيفتها في الحقل السيا ...
- الإرهاب و الإجرام المنظم، أية علاقة؟
- النظام السياسي المغربي دراسة في الاختصاصات و الوظائف
- طبيعة النظام السياسي المغربي مقاربة علي ضوء نظام التمثيلية ف ...
- الإرهاب والجريمة السياسية : وقفة توضيحية
- الإسلام في ميزان الحداثة والحداثيين الجزء 2
- الإسلام في ميزان الحداثة والحداثيين الجزء 1
- حق تقرير المصير
- حقوق الإنسان : وقفة تحليلية
- مفهوم التطرف وعلاقته بالإرهاب
- الرأي العام: وقفة تأصيلية
- الإرهاب وإشكالية تحديد المفهوم
- العنف والإرهاب أية علاقة ؟


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يونس زكور - الجذور الفكرية للإرهاب المفاهيم و طرق المعالجة(3)