أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - قراءة متأنية لمشهد معقد














المزيد.....

قراءة متأنية لمشهد معقد


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2101 - 2007 / 11 / 16 - 11:37
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا يختلف اثنان على امتداد الأرض الفلسطينية في قطاع غزة، والضفة الغربية، أن ما جرى في ساحة الكتيبة ظهر يوم الاثنين الموافق 12/11/2007 م، هو تطور نوعي خطير في إيقاع العلاقات الفلسطينية الداخلية، حيث قامت القوى والمجموعات المسلحة لحركة حماس بإطلاق الرصاص الحي على حشود هائلة من الجماهير الفلسطينية، احتشدت في قلب مدينة غزة، آتية من كل أنحاء القطاع، لإحياء الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات.
قد يقول البعض:
أن الاقتتال الفلسطيني لم يعد خطا أحمر منذ فترة طويلة، وأن ما تسميه حركة حماس بالحسم العسكري – الانقلاب المسلح ضد الشرعية – جاء أصلاً بعد فصول من الاقتتال الداخلي الفلسطيني، وأن هذا الاقتتال كان يتجدد بعد التوصل إلى اتفاقات معلنة لا تصمد طويلاً، وكان آخرها الاقتتال الذي جرى بعد التوقيع على اتفاق مكة برعاية المملكة العربية السعودية، وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. فأين هو الجديد في ساحة الكتيبة؟
ونرد على ذلك:
بأن موجات الاقتتال الداخلي في الشهور السابقة، كانت تتم تحت غطاء الإدعاء من الطرفين بأن المجموعات المسلحة لهذا الطرف هي المبادرة بالهجوم ضد العناصر المسلحة للطرف الآخر! وكان ذلك يتم في أغلب الأحيان تحت جنح الظلام، وفي جو من الالتباسات التي تجعل دعاوى أي طرف ليست قابلة للإثبات بأي شكل من الأشكال! ولكن التطور المأساوي الذي جرى في ساحة الكتيبة، أنه جرى في وضح النهار، وأمام أعين الجميع بما في ذلك عدسات المصورين وشاشات الفضائيات وبشهادة شعب كامل مشارك في المشهد أو مراقب له، وفي حالة واقعية معروفة وهي أنه لا أحد يحمل السلاح، ويتجول به سوى مجموعات حماس دون سواها، سواء تحت مسمى القوة التنفيذية أو غيرها من المسميات الأخرى، وذلك باعتراف حركة حماس نفسها التي أعلنت سيطرتها المطلقة على الأوضاع في قطاع غزة، بل وأعلنت أكثر من مرة أن الوضع الأمني مثالي جداً، وراسخ جداً، ومتوفر إلى أقصى الحدود!
وفوق كل ذلك:
فإن الضحايا الذين سقطوا شهداء أو جرحى ليس فيهم أحد من عناصر حماس، وليس فيها أحد من عناصر مسلحة لحركة فتح أو غيرها من الفصائل، بل هم مدنيون، عزل، وجزء من الاحتفال السلمي، الذي كان قد بدأت حشوده تصل وتتجمع في المكان قبل حدوث الكارثة بساعات طويلة، وأن جميع الطرق والمداخل المؤدية إلى المكان كانت مراقبة بعناصر ودوريات مسلحة من حماس، بل إن الحواجز الأمنية انتشرت بالعشرات على طول الطرق المؤدية من رفح إلى الساحة ومن بيت حانون إلى الساحة! وأنه حتى لو افترضنا أن بعض العناصر المسلحة لحماس قد تعرضوا إلى إطلاق الرصاص – وهي رواية ضعيفة ليس هناك دليل واحد عليها، فما ذنب هذا الحشد السلمي الكثيف جداً حتى يتلقى ردة فعل دموية وعشوائية ودون حدود أو قيود؟
الخلاصة:
أن هذا التطور النوعي الخطير، يمكن أن يقرأ من زوايا متعددة:
أولها: أن دعوات الحوار لم يعد لها أي مكان، سواء صدرت من بعض قيادات حماس نفسها، أو من فصائل ومجموعات سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أخرى، حيث لاحظنا في الفترة الأخيرة كثرة المبادرات، فجاء هذا المشهد المأساوي لكي يقطع الطريق نهائيا، ولكي يغلق الأبواب بالكامل، ولكي يضيف تفاعلات أكثر سلبية واستقصاءً للانقسام المأساوي الفلسطيني.
الزاوية الثانية:أن ما جرى أمام أعين الجميع هو بعيد كل البعد عن العفوية، أو الصدفة، أو ردة الفعل الطارئة، فلو كان ما جرى حالة انفعالية لرأينا بعض النذر أو الشرر في الأيام السابقة، أو ربما في بدايات الحشد والاحتفال! أما بعد الإعلان رسميا عن انتهاء الاحتفال، وبداية الحركة من الحشد لمغادرة الساحة، فهذا يعني أن الحدث جرى كقرار نهائي من الذين أرادوه، وكأنه إيصال رسالة بأن دعاة الحوار لا يملكون القدرة لتحويله إلى فعل حقيقي، وأن الأمور تتجه إلى الأسوأ وليس إلى الأفضل.
أما الزاوية الثالثة: فهي أن الأمور في بؤر أخرى في المنطقة تتجه أيضاً إلى التعقيد، فهناك مواقف خطيرة واستفزازية تهدد حوارات التوافق على الاستحقاق الرئاسي بالانهيار، وهناك في العراق نوع الاستفزاز بالنسبة لنسق الأمر الواقع بحيث أن الجهود التصالحية تتراجع إلى الخلف كثيراً، وفي ساحتنا الفلسطينية جاء هذا التوجه الأكثر عنفا بعد أن أصبح الموعد يقترب أكثر وأكثر من مؤتمر " أنا بوليس" والرئيس أبو مازن يحقق نجاحات كبيرة على صعيد صلاته بالأطراف المشاركة في المؤتمر عربية وإسلامية ودولية، وإذا بقي الموقف على حاله، فإن خطوة حماس الاستباقية التي جرت في حزيران الماضي، قد تكون جاءت بنتائج عكسية، أي بدلا من إحراج الرئيس فغنها تحولت إلى التخفيف عنه، وإعفائه من قيود الشراكة مع حماس، وجعل الطريق إلى "أنابوليس" سالكة أكثر، فجاءت أحداث ساحة الكتيبة الدامية لكي ترمي بحجر جديد في البحيرة الهادئة، محاولة أن تعيد خلط الأوراق من جديد!
من المؤسف جداً:
أن دماء الأبرياء سالت، وجراحهم امتلأت بالألم، ولكن السلوك الإقليمي والدولي لم ينظر إلى الحدث المفجع الأليم سوى بمزيد من العزلة لحماس، وتركها في الخلف ، واعتبارها " جيب" معزول – كما يقول العسكريون، يمكن تركه لفترة حتى يتم التفرغ له! ولو صحت هذه التقديرات، فإن حركة حماس تكون قد سببت جراحا إضافية لجماهير قطاع غزة دون أن تستفيد من شيء من هذه الجراح سوى مزيد من العزلة والاتهام، وهذا معناه أن إمكانية المصالحة الوطنية تتراجع إلى الخلف ليحل محلها بدائل أخرى،
ترى من يدفع ثمن هذه البدائل؟



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوفاء للرجل الوفاء للهدف
- المفتاح بيد من ؟
- ياسر عرفات اتساع المدى وإيقاع التفاصيل
- أنا بولس اشارات قويه للنجاح
- قطاع غزة وفك الارتباط الاسرائيلي
- مؤتمر الخريف عوامل النجاح والفشل
- محمد الاشقر !
- الهروب من الأستحقاق !
- المرأة العربية سجال كبير ونتائج قليلة !!!
- قطاع غزة وسيكلوجيا المكان الضيق !!
- عبقريه التنازل للوطن !!
- العيد هو المصالحة
- سنة الله وسنة البشر
- المواطنة كلمه السر للمجتمعات الافضل
- الحالة الفلسطينية ومأزق المثقفين ؟
- محاوله لتاويل التفاصيل !!
- المرأةالفلسطينية حضور بالمنفى ومشاركه في الوطن
- استلاب النخب مخطط متعمد ام تحصيل حاصل
- هو حبيبي فلتبتعد كل النساء
- الامل وليس الجراح


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - قراءة متأنية لمشهد معقد