أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - اغراق سفينة الهوتمايل














المزيد.....

اغراق سفينة الهوتمايل


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2102 - 2007 / 11 / 17 - 08:04
المحور: الادب والفن
    



لم يكد يمض على إنشاء علبة بريد الكتروني على الهوتمايل ،في اسم "رونالد حسين" اسم مستعار ، سوى شهر ، وأربعة أيام وساعتين، حتى صار من الصعب استقبال رسائل جديدة ، ومع ذلك ، ظل حسين يرتاد مقهى الانترنيت المجاور لمسكنه مرة كل أسبوع ، يستفسر تارة ،من اجل البحث في بيانات مؤسسات عالمية مختصة في البحث والتطوير والإنشاء ، وأخرى لشركات متعددة الجنسيات ، وسيطة للشغل او الزواج بدول الخليج العربي تارة أخرى. وكان جذلانا على الدوام بهذا التواصل الرائع والدائم مع الحروف والرموز ، كلما استجابت على الفور لنقراته المتوترة ، وظل سعيدا على هذا الحال لفترة ، لكن صباح هذا اليوم ، عاتبته زميلة له بالجامعة عتابا قويا ومدللا، قالتا في غنج : قل لي ،
لم تعد تعجبك رسائلنا على الهوت ... حسنا ، لن نفتحه ثانية..؟ فهم حسين أن في الأمر تجاهل ما ، لكن، كيف ، ولماذا؟؟
يتلقى حسين رسائل احتجاج من طلبته بمعدل احتجاج كل يوم، يعاتب فيها اصحابها حسين بإغلاق بريده الالكتروني الذي نشره بشباك إعلانات الجامعة قبل أسابيع ،ولان الأمر شكل عائقا في وجه استفساراتهم ومشاكلهم ، ولأنه لا ضلع له في العملية ، فقد نقل المهدي علوي الرغيزي،وهو اسمه الحقيقي، استغرابه والمشكلة ، الى صديق معلوماتي ،وفور اطلاع هذا الأخير على علبة بريده الالكتروني الخاصة ، صعق: يا لطيف...
هل أنت مشهور الى هذا الحد ؟ وأضاف بنبرة قلق :1056 ميساجا ... يا للهول؟
أسبل حسين عينيه في ذهول، وقال بإعجاب خجول:ألف وست وخمسون ميساجا .. واستطرد..بينهم رسالة نورة طبعا...لكن .. لم هذا الاحتجاج، مادام البريد يصل ؟؟
إغراق بريد حسين كان شبيها بذلك "الذي تلجأ إليه الدول عندما تمرّ بظروف اقتصادية غير مواتية مثل حالات الكساد أو الأزمات الاقتصادية، مثلما فعلت دول جنوب شرق آسيا خلال العامين الأخيرين حيث طرحت منتجاتها بأسعار منخفضة لتنشيط صادراتها وزيادة إيراداتها بشكل يساعدها على مواجهة أزمتها المالية"
ولان حسين حديث العهد بتقنيات الاتصال والتواصل، فهو بالكاد يراسل صديقته ، وطالبة تثير فضوله باسم مستعار ،و يحتاج عقب كل ولوج الى مساعدة ، وكلما أضاف الى القائمة صديقا جديدا ، ينتابه شعور بالمجد والروعة . فقبل يومين ، دون بريد احد طلبته المميزين بنجاح ،وحذف أيميل زميلة توفيت في الطريق الى الجامعة ،كما سارع الى تلبية دعوة للتسجيل في احد المنتديات العربية التي وافق على الانضمام الى عضويتها دونما تردد، إضافة الى تسجيله طوعيا في جمعية للدفاع عن قضايا مصيرية ، لا يعرف مقرها ، وأخرى خارج الوطن، لكن ، إغراق علبته بطوفان من الرسائل ، والدعوات ،ووصول عنوانه الى مناطق شاسعة من العالم بهذه السرعة ، وكيف استطاع حسين الوصول الى قلب هؤلاء الناس جميعا ، وفي ظرف وجيز ؟ هكذا تساءل
إنها الانترنيت، وهي على كل شيء قديرة ، وهكذا اقنع نفسه .
شرع منصف يسرد عليه رسائل المحبة ، واحدة واحدة ..فلان ابن فلان من العراق ، هل تعرفه ؟ فيجيب حسين ... لالالالا....
مجموعة من زملاء الدراسة في بوركينا فاسو ....هل ماتزال صلتك وثيقة بهم...لالالالا...
شركة ...لإنتاج مرهم تمديد...هل راسلتها...لالالا
وأخرى تروج لمنتوج تضييق مهب...
لحظة ، لقد فزت بمليون دولار ، وتابع في نبرة تحد " لكن...هل تلعب مسابقات لوطو في غيابنا..؟
- لا ذا ، ولا ذاك صديقي..
فكر حسين مليا ، كانت زميلته الجديدة ، وعدته بإرسال بطاقة مودة ،سال في تحرج : وددت لو ميزت لي رسالة من نورة...؟
لحظة ، قال منصف وأضاف في ثقة :علينا تنظيف الحقول أولا. وحذف الإرساليات المجهولة ، ثم البحث عن نورة ثانيا..اطمئن ..على الأرجح بعد دقائق
مرت لحظات عصيبة ،وحسين يرقب بعينين زائغتين ، أنامل منصف، وهي تنتقل بنزقية فوق المفتاح محدثة صوتا أشبه آلة كاتبة عتيقة ،وفيما هو يعد الثواني والدقائق ، فاجأه منشط مقهى الانترنيت قائلا: حفظ نقراتك قليلا ...
حذف منصف من بريد حسين على الهوتمايل ، حوالي 200 رسالة قادمة من مجهول ،أما الزمن الذي استغرقته العملية ، حوالي ساعة ونصف ،من غير أن يعثر على ميساج نورة .
لقد كان حريصا على تمحيص كل رسالة ،مع ذكر المرسل وعنوان الرسالة وموضوعها ، وسط كم هائل من الرسائل الزاحفة من قارات العالم الست. حتى انه أطنب في شرح تفاصيل قصة محام من بوركينا فاصو يملك وثائق ومستندات قانونية لثروة ضائعة ، ويريد اقتسامها مع حسين ، شريطة دفع أتعاب القضية ، والمتمثلة في 700دولار فقط، حتى يسهل الحصول على نصيبه الثروة.
تودد حسين صديقه أن يؤجل الأمر الى حين العثور على خطاب نورة ، ثم مناقشة تفاصيل الثروة البوركينابية فيما بعد .
في الأسبوع الموالي ، نجح منصف في حذف كل الرسائل ، ولم يستثن سوى رسالة ترحيب من الهوتمايل ، وبطاقة تعارف يطلع حسين بموجبها على عنوانه الجديد،كما نجح في إقناع صديقته في الجامعة بملابسات الحدث ، فيما قررت زميلته إعادة الإرسال، إذا ما أتيحت الفرصة ، وفي الأثناء ذاتها ، وفيما هو ينضد حقول العلبة ، تلقى إشعارا بوصول بريد الكتروني جديد ، استأذن حسين قائلا:
- نورة جات...قد تكون هي...ربما...
- لحظة... البريد القادم من ...شركة ....تعرض خدماتها ..
- عنواني مثبت عندها...
- نعم ...
- شركة تدعى.. تدعى...وهي تتخصص في تضييق المهبل ، وتمديد الأعضاء التناس....
- في البرلمان ..
- لا، لا، لا...على سرير النوم.
عزيز باكوش



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحميل جار....
- الدبلجة الى العربية ثقافة وتوجه حداثي وليس اجهزة متطورة وآلي ...
- الزجال محمد بركات يطلق ديوانه الاول - الطائر والحمامة-
- سكانير في الشارع العام
- التلفزيون المغربي ليس وطنيا بما يكفي.
- المؤرخ والباحث المغربي محمد العلوي الباهي في إصدار جديد
- عياد أبلال، يقارب سوسيولوجيا معضلة الهجرة السرية/ المغرب نمو ...
- الدكتور جمال بوطيب يلج سوق النساء أو اسرار الجثةالتي تعشق قا ...
- عن الجريدة المغربية التي تقرا من الخلف
- خوفا من القرصنة والفوطوكوبي ، يكتب نيني عموده طوييييلا ، ومط ...
- عن الجريدة المغربية التي تقرا من الخلف1
- -غزيل الريح- للزجال المغربي محمد اجنياح.
- الشاعر المغربي أحمد القاطي يصنع الحدث
- صبايا العرب ،النصف الأعلى إقرأ ،والجزء الأسفل روتانا2
- الأسلاك العارية لا تخجل من نفسها
- التلفزيون المغربي يستحوذ على صفقة ب5 ملايين دولار
- صبايا العرب الجزء الاعلى إقرأ والجزء الاسفل روتانا1
- الاسلاك العارية لاتخجل من نفسها
- الى روح ابي ادريس
- عن الفكاهة الرمضانية التي نستحق


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - اغراق سفينة الهوتمايل