أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - انطوني دانيال - الجيش الشعبي في سوريا















المزيد.....

الجيش الشعبي في سوريا


انطوني دانيال

الحوار المتمدن-العدد: 2103 - 2007 / 11 / 18 - 11:32
المحور: كتابات ساخرة
    


اتلقيت مهمة للالتحاق بدورة دفاع مدني في مقر الجيش الشعبي دخلت إلى الساحة الصغيرة لتستقبلني أعداد وحشود محشورة مع رائحة تبوغ فظيعة وهنا شرب شاي وهناك قهوة وفلافل وندوة وبطاطا وكولا .
لا تشعر بأنك في مركز عسكري سوى ما تراه من لباس للعناصر والضباط فقط ،
فلا احد مقيد بلبس السدارة أو التحية للرتبة الأعلى فلا احترام ولا انضباط . وانما تشعر فقط بانه مركز خدمي ، كافتيريا ،استراحة طريق هاي وي .
سلمت مهمتي وبعد لحظات طلب منا أن نتوجه إلى القاعتين اليتيمتين قاعة لحملة الشهادات وقاعة للبقية ،دخلت الى القاعة الصغيرة المحشورة بالمقاعد ولديها نافذتان ولوح كبير وبعض اللوحات التعليمية على الجدران مر عليها زمان بعيد حتى كادت تمحى الكتابات فلجئوا إلى تغليفها بالنايلون لحمايتها رغم أن كلفة النايلون أعلى من كلفتها ،أخذت مقعد جانبي بجوار النافذة ،جلست انظر إلى الخارج غير مبال بما ينطق به الرائد المكلف بالتدريب .
شد انتباهي المدرب بكلمات التعبئة ،الحروب ، بدأت أتابع ما يقول علمت أن الغاية من تدريبنا هو دعم أجهزة الدولة أثناء الحرب وفي حالات الطوارىء ويعتبر هذا العمل ذو أهمية كبرى في عمل أجهزة وعناصر الدفاع المدني .
إذا لماذا هذا الإهمال الكبير في إعداد وتجهيز وتدريب المتدربين المفرغين من دوائر ومؤسسات الدولة للخضوع لهذه الدورة ولمدة خمسة أيام في العام فقط ،فإذا حسبنا أن عدد المتدربين كل دورة مائتا متدرب أي كل عام عشرة آلاف موظف يتوقفون عن الإنتاج والأعمال ليخضعوا لهكذا دورة هزيلة غير مدروسة ،لا تعطى لها أية أهمية لا من المتدرب ولا من المدرب ،ما جعلني أقول هذا عدة أمور ، منها اعتذار المدرب لاهتمامه وتدريبنا بقوله ليس هناك من داع لهذه الدروس المكثفة فمن يرد أن يسمع فليسمع ومن لا يريد على كيفه سوف أعطي درسي وامضي ، لان سيادة اللواء قائد الجيش الشعبي ربما يأتي ويشرف على تدريبي . وإلا كنا خرجنا لنشرب الشاي والقهوة فالأهم من التدريب هو الندوة التي تحولت كما ذكرت لاستراحة طريق تجد فيها كل شيء وكلنا نعلم لماذا كل هذا الاهتمام بهذه الكافتيريا الصغيرة الهزيلة والتي هي أفضل من القاعتين والغرفتين المخصصتين لقيادة الدورات واحدة للذاتية وواحدة للعقيد مسؤول الدورات . مثل هذه الكافتريا مثل كل ندوات وكافتيريات ومطاعم مؤسسات الدولة فهي تحت تصرف المدير عفوا ليست هي بالذات الدرج فقط الخاص بالمدخول تحت تصرف المدير .
من جهة ثانية أيضا نجد نسبة غياب كبيرة تصل إلى ما فوق ال25% والتي يعتبر نسبة غياب غير مبررة أين أصحابها ربما في دورات أخرى أو في جيوب أخرى فهذه الجهة لديها تسعيرة خاصة ومحددة في حال لم يرغب احدهم الخضوع إلى الدورة ، علما أن برنامج الدورة ليس قسريا يأتي المتدرب في اليوم الأول حتى الواحدة يسلم مهمته في اليوم التالي من الثامنة والنصف صباحا حتى الواحدة بعد الظهر تسلية دون تدريب يذكر. اليوم الثالث من التاسعة إلا ربع حتى الثانية عشرة والنصف ،دون تدريب يذكر بل استعداد ليوم الرمي اليوم الرابع حيث يتقلوا المتدرب الى حقل الرمي بباصات النقل العام وعلى حسابه حقيقة لأول مرة المس ديمقراطية في جهاز من أجهزة الدولة . يأتي العقيد قائد الدورة ليخبر المتدربين أن هناك غدا تدريب على الرمي في حقل الرمي خارج المدينة وما هم مخصص لنقلكم شاحنات قاطرة مقطورة من مكتب الدور أي نفس الشاحنات المخصصة لنقل الأغنام تخيلوا ذلك ،بامكاننا إحضار باصات نقل من النقل الداخلي لتقلكم ولكن يتوجب على كل شخص خمس وعشرون ليرة سورية لا غير فما رأيكم حقيقة لم أر مثل هذه الديمقراطية في حياتي إما أن تساق كالغنم أو أن تركب كالبشر لا أظن أحدا يمتلك الخيار ، طبعا الباصات أجاب الجميع بسخرية وذلك بعد عدة نقاشات ساخرة أليس لدى الجيش باصات للنقل ، هل نحن اغنام ، هل هناك دول تستخدم الشاحنات لنقل ابناءها ؟ يجيب العقيد الدورات تتبع للمحافظ والمحافظ هو مسؤول عنها ويمولها بالمواد والقرطاسية وغيرها وليس لديه إمكانية سوى شاحنات مقدمة بدون مقابل على حساب أصحابها المدنيين من مكتب الدور للشاحنات . رغم أننا رفعنا كتب منذ عام 1995 ولم يرسلوا لنا سوى الشاحنات / صرت أفكر في نفسي كيف تدبرو أنفسهم في الماضي ومنهم من له صحة زائدة ومتقدم في العمر يصل البعض إلى عمر اثنان وخمسون عاما كيف كانوا يصعدون وينزلون من الشاحنات ...يا للهول ../
عجبا المحافظ لا يملك إمكانية تحريك باصين كل يوم لدورات خدمية مجانية ولكنه في مجالات أخرى تراه يملك إمكانيات أعظم . ولكن يوصف هذا المحافظ من أذكى الأذكياء فهو لا يسبب لنفسه مشقات وتساؤلات ومسائلات فهو معروف بأنه لا يتخذ أي قرار بل يترك لغيره أن يتخذ ويوقع ويعمل وذلك كي يهرب من المسائلات والأخطاء ،ولذلك هو أكثر محافظ حافظ على منصبه في اللاذقية رغم سوء إدارته وأخطائها الكثيرة ولكن لا يرد احد خائبا من أفراد الشعب فتراه يحكم لمتخاصمين كل على حدة وكل لصالحه فمن يصب أول ،ومن يثبت آخرا ينل . وفي فترة مسؤوليته لم تتقدم المحافظة ولم تتطور قيد أنملة بل عم فيها الفساد والتخلف وتعاظمت مخالفات البناء وتأخر المخطط التنظيمي وتحسين الطرقات وتوسيعها وتزفيتها وتعاظم احتلال الأرصفة والشوارع والمواقف وظهرت اللاذقية كأقذر مدينة دونما اهتمام بالنظافة العامة وبالسياحة ودونما ترشيد لاستهلاك المياه والطاقة الكهربائية . ووووووووووما إلى هنالك من مشاكل كبيرة وصغيرة . كان موقفه حيادي متفرج .
ما علينا دعونا نعود إلى يوم التدريب على الرمي، كل متدرب عليه أن يرمي خمسة طلقات ويدفع الخمس وعشرون ليرة ويعود بالباص معزز مكرم وكل ذلك خلال ثلاثة ساعات وفي اليوم الخامس والأخير يستلم المتدرب وغير المتدرب ممن لم يحضر مهماتهم جاهزة ودون درجات ليلتحقوا بوظائفهم في اليوم التالي ...حيث أن هذه الأيام الخمسة شكلت نزهة جميلة للجميع تعرفنا على بعضنا البعض ومازحنا بعضنا البعض واحتسينا الشاي والقهوة وتنفسنا رائحة الفلافل وكان الطقس جميلا بديعا ... ليعيدنا إلى ذكريات الطفولة....
أرجوكم أغلقوا هذا المركز وكفاكم هدرا للمال العام ..الجميع ينهش جسدك الطاهر يا وطني ورغم ذلك ما زلت يا وطني تقف على أقدامك تحتضن أبنائك . الرب يحميك ويرعاك يا وطني.
.....آآآآآآآآه يا وطـــــني ...ألــف آآآآآآآه .....

اللاذقية في 14 /11/2007



#انطوني_دانيال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انما الامم الاخلاق
- قصة مدينتي
- الديمقراطية الجزء الثالث
- الحياة والموت في نظر الحكومة السورية
- جراميز الاجهزة الامنية
- الديمقراطية -الجزء الثاني
- تلميذ
- الديمقراطية
- الليبرالية خيار ام حالة في سورية


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - انطوني دانيال - الجيش الشعبي في سوريا