أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاخر السلطان - مبدعون كويتيون.. ومجزرة معرض الكتاب














المزيد.....

مبدعون كويتيون.. ومجزرة معرض الكتاب


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 2101 - 2007 / 11 / 16 - 12:18
المحور: الادب والفن
    



عدم سماح المجلس البلدي في الكويت لطائفة البهرة الإسماعيليين ببناء مسجد لهم، أو رفض تنفيذ مطالب المسيحيين من خلال طلب الكنيسة الإنجيلية الوطنية إضافة بعض المباني داخل أحد المستشفيات (المستشفى الأمريكاني)، قضيتان تعكسان تجليات المسلسل الظلامي الهادف إلى تهميش مطالب الآخر المختلف، من خلال توظيف تفسير غير متسامح للعقيدة في هذا المجال، ومحاربة مطالب غير المسلمين، أو غير المحسوبين على طائفة من طوائف المسلمين، والتضييق على ممارسة الشعائر الدينية في الكويت. ولن تنتهي حلقات هذا المسلسل إلا بتلاشي قناعة الأصولية الدينية المتطرفة وأنصار الإسلام السياسي ومن لف لفهم وأيدهم في المراكز الرسمية الكويتية، بأنها وصية على الحرية، وأن أغلالها يجب تتحكم بما يجب أن يتم التعبير عنه أو يتم نشره، وأن الإرهاب الفكري هو ديدنها لتثبيت رؤاها الظلامية.
ولا يمكن لهؤلاء أن يعتبروا ويتعلموا من الأحداث التي تجرى حولنا في العالم، رغم كم الأمثلة الهائل الذي يشير إلى أن التسامح الديني وغير الديني أصبح أحد أسس الحياة في الوقت الراهن، ولولاه لما استطاع الأصوليون المتطرفون أن يحصلوا على موقع قدم في غير ديارهم. وما حدث فى بلدة بونسانو فينتو التابعة لمحافظة بادرنا في إيطاليا قبل أسابع قليلة، يدل على تطور التسامح بين بنى البشر، ما يفتقده الأصوليون المسلمون في علاقتهم مع الآخرين. ففى تلك البلدة قرر رئيس أبرشيتها الأب الدو دانيللي فتح أبواب كنيسة "سانتا ماريا اسونتا" للمسلمين لأداء صلاتهم وخاصة يوم الجمعة، وذلك لعدم وجود مسجد بالبلدة البالغ عدد سكانها 11 الف و400 وعدد الأسر المسلمة حوالى 232 أسرة، معظمهم من شمال أفريقيا ومن شرق أوروبا. وفى حواره مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا" اليومية قال دانيللي: ليس من العدل بأن نتحدث عن الحوار بين الأديان ثم نغلق جميع الأبواب فى كل الوجوه.
هل تستطيع القوى الأصولية في الكويت أن تمارس ما يشبه أو يقترب من ذلك السلوك، ليس مع غير المسلم فحسب، بل قبل ذلك مع المسلمين والمواطنين الكويتيين. فماكينة الرؤى الدينية الظلامية، وفتاواها، وأغلالها، ساهمت في قتل الحرية على أرض الواقع أثناء معرض الكتاب الذي يفتتح هذا الأسبوع. فقد أوردت صحف كويتية ان قطاع الصحافة والمطبوعات في وزارة الإعلام الكويتية، الذي يهيمن عليه الفكر الأصولي المتزمت، منع نحو 310 كتب ما بين روايات وكتب سياسية ودينية، فيما أجاز 500 كتاب من 810 تقدمت بها دور النشر. ويعتبر هذا التشدد الرقابي المتعجرف بمثابة مجزرة، وهو سلوك يتماشى مع مبادئ الأصولية الدينية المتشددة، حيث يحقق لها أمانيها في السيطرة على مجريات أمور التعبير، ويدفع بوصايتها لمزيد من العجرفة على قضايا حرية البحث والنشر والفكر في المجتمع.
وحسب مصادر نقلت عنها صحيفة القبس الكويتية، فقد تم منع 9000 عنوان كتاب في معارض الكتاب في الكويت حتى الآن، مضيفة ان الكتب الممنوعة تظل ممنوعة حتى وان زالت أسباب المنع، وذلك لعدم وجود متابعة من قبل الإدارة المختصة في قطاع الصحافة والمطبوعات، فقد يكون الكتاب ممنوعا من سبعينات القرن الماضي ويتحدث عن الفكر الشيوعي فيمنع تحت مبرر حمله "افكارا هدامة" مع العلم ان بعض هذه الكتب قد زالت أسباب منعها ولم تتم معالجة الأمر، وبقيت حتى الآن على قائمة الممنوع. وحسب نفس المصادر فإن قطاع الصحافة والمطبوعات أخذ اتجاها تشدديا رقابيا منذ عام 2001، لأن إدارة رقابة الكتب بدأت في الدخول على خط لعبة الصراع بين التيارات السياسية والدينية الموجودة في الكويت. كما أكدت المصادر ازدياد حدة الرقابة في الكويت منذ منتصف عام 2006 الى يومنا هذا، حيث تم عرض 2300 كتاب متنوع على لجنة رقابة الكتب، تم منع 915 منها فيما أجيز 1350 كتابا.
في مقابل ذلك، قررت مجموعة من الشباب الكويتي، الواعي والحريص على سمعة البلد وعلى مستقبله، وعلى مواجهة المد الظلامي الأصولي، تحت اسم "مبدعون كويتيون"، تنظيم اعتصام ضد مجزرة الرقابة يوم السبت المقبل، وأصدرت بيانا في هذا الصدد جاء فيه أن الساحة الثقافية الكويتية شهدت أحداثاً مؤلمة تتنافى وأبسط أشكال الحرية عبر مصادرة مجموعة من الكتب والإصدارات الكويتية والعربية إضافة إلى عدد من الأعمال الفنية والمصنفات السمعية والبصرية، مؤكدة أن المواد التي تتم مصادرتها لن تكون الأخيرة، ومشيرة بأن قوائم الممنوع وغير المصرح بتداوله طويلة وخاضعة لمزاجية الرقيب ولانتقائية فجة عبر هيمنة رجال الدين قد تصل لمنع حتى الكتاب الديني المختلف عن توجهات احد أعضاء اللجنة الرقابية. وشددت المجموعة على أن تهميش الحريات ومصادرة الحق في الاختيار إنما هو نظام يقصي ويمنع ويلغي ويصادر حقوق الآخرين ورغباتهم وهذا يتنافى مع معنى الحريـــة التي يكفلها دستورنا (دستور الكويت).
فاستمرار الرقابة على حرية التعبير والنشر ليس سوى تحد لدستور الكويت ولنظامه الديموقراطي، باعتبار أن تلك الحرية تقع تحت خانة الأفكار، وبالتالي لا يوجد في جدال الديموقراطية ما يمكن أن نسميه "خطوطا حمراء" فكرية، إذ الأفكار هي منجز بشري نسبي وليست مسلمات أو ثوابت، وهي بالتالي قابلة للنقاش والتداول وللقبول والرفض، وأي استخدام لثقافة المنع والإقصاء والجبر تجاهها هو نسف لأسس الديموقراطية وتحد لدستور البلاد. فالديموقراطية تستند إلى الأفكار النسبية ما تفرز الأصلح وفق رؤية تعددية، فيما الاستبداد المستند إلى الثوابت (الدينية والاجتماعية) يفرز الأقوى الذي يرفض النقاش، باعتبار أن ما يتضمنه خطابه هو مسلمات، ما يعني أن إقصاء المختلف بالنسبة للأصولية الدينية المتطرفة وأنصار الإسلام السياسي، القائم على الثوابت والمسلمات، هو رهان لتثبيت أفكارهم في المجتمع، وسلاح لطرد غيرهم.

كاتب كويتي



#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأشاعرة والأخلاق: النص يغلب العقل
- في العلاقة بين الدين والأخلاق
- من هو المثقف الديني..؟.
- في دلالات إقالة قائد الحرس الثوري الإيراني
- هل الديموقراطية العربية تعرقل التنمية؟
- الفقه.. والحرية والحداثة
- القانون المعيب لعمل المرأة.. كيف نغيّره؟
- بين المقدس.. وفهم المقدس
- مفاهيم دينية لا تتوافق مع الديموقراطية
- الدين.. والحداثة
- هل انتهت معركة المرأة؟
- الحجاب الإسلامي.. وفساد المجتمع
- الحجاب الإسلامي.. من عرضيات الدين
- الدبلوماسية تؤتي أكلها بين طهران وواشنطن
- من أجل دين يرفض الوصاية على العقل
- حول انفتاح الديمقراطيين على طهران ودمشق
- الدين ضحية لصراع -الهوية- السني الشيعي
- تاريخ الدين بين تقديسه ومقاطعته
- تأشيرة نجاد تزيد عزلة ايران
- عصر البدعة.. لا التبعية والتقليد


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاخر السلطان - مبدعون كويتيون.. ومجزرة معرض الكتاب