أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - عن الخيانة والشماتة ، وما حول ذلك !















المزيد.....

عن الخيانة والشماتة ، وما حول ذلك !


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 647 - 2003 / 11 / 9 - 06:20
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الخيانة رائحتها كريهة !
هكذا تقول الحياة ، سواء مست الخيانة وطنا أو أنسانا أو حزبا أو موقفا. وكل الشرائع والأديان السماوية ، واللوائح الدنيوية تنبذ الخيانة. وليس بإنسان سويّ ، ذاك الذي لم يحاول تربية أبناءه على نبذ وكره الخيانة. وليس من فكر سويّ ذاك الذي يحبذ الخيانة. كتب التاريخ حفظت لنا العشرات من القصص ، من تراث مختلف الشعوب ، عن هذا الموضوع ، وكيف ان الخائن لا يحظى باحترام الناس وحتى من تواطأ في العمل معهم ، فكيف بمن هو في موقع المعارض للديكتاتورية ، وتواطأ وعمل ضد مصالح ومستقبل شعبه العراقي لصالح الأجهزة المخابراتية للنظام الدموي المقبور؟
ان تأريخ مسيرة اكثر من ربع قرن يقودنا الى حجم معاناة الحركة الوطنية العراقية ، في صراعها المرير مع النظام الديكتاتوري البوليسي المقبور ، وعلى اكثر من جانب ، ومنها العمل من اجل صيانة سلامة  تنظيماتها وأسرارها من نشاط أجهزة النظام المخابراتية ، التي لا  تعد ولا  تحصى ، وتتمتع بإمكانيات فنية عالية ومادية كبيرة . حيث اتبع النظام المقبور في محاربة تنظيمات القوى الوطنية  أساليبا تعسفية غير أخلاقية متنوعة ، بدءا بحملات الإسقاط السياسي المعروفة ، والتي اتبعت فيها أخس أساليب الإكراه والابتزاز وقطع الأرزاق ، ومرورا بشراء الذمم باتباع مختلف الوسائل والطرق .
في  الأيام الأخيرة ، تناقلت أوساط عراقية ، هنا وهناك ، أخبارا عن اكتشاف وثائق بين ملفات أجهزة النظام المقبور التي عثر عليها في مباني دوائر مخابرات النظام البغيض ، بينت وكشفت نجاح أجهزة مخابرات النظام القمعي  في شراء وتجنيد هذا الاسم أو ذاك من العراقيين ، وتبين ان بين الأسماء بعضا من أعضاء وكوادر عاملين في أحزاب عراقية وطنية معروفة بنضالها الوطني . وأصدرت بعض القوى السياسية بيانات إيضاحية حول هذا الأمر بالذات ، ونشرت حول الموضوع مقالات مهمة ، عقلانية وموضوعية ، بقلم سياسيين عراقيين تدعو الى التعامل الصارم مع العناصر التي خانت أحزابها وعملت لصالح أجهزة النظام الديكتاتوري . واعتقد ان انكشاف وافتضاح أمر هذه الأسماء ، وبالنسبة لاي عراقي تضرر من النظام الديكتاتوري وأجهزته القمعية ، سيكون دافعا للسرور لكشف أورام خبيثة كانت كامنة في جسد الحركة الوطنية وأحزابها السياسية ليتم أزالتها ومعالجتها بمحاسبتها بما تستحق جزاء خيانتها.
وبعيدا عن بعض التفاصيل والأسماء المتناقلة ، وما يقال عن الأساليب ، التي لم تعد خافية ، والتي استطاع النظام الديكتاتوري بموجبها شراء ذمم بعض الأشخاص ، فاننا نأمل ان كل خائن لشعبه سينال جزاءه العادل والمناسب جراء خيانته وجريمته . ونأمل من القوى العراقية السياسية المعنية بالامر مباشرة معالجة هذا الأمر بحزم وأمانة ، وهو بالتأكيد ليس بالأمر الهين ابدا ، ولا يمكن التقليل من شأنه ، ويجب التوقف عنده ودراسته بشكل علمي وجاد . والمطلوب من الحركة الوطنية العراقية الطامحة لبناء عراق جديد ، التعامل مع هذا الموضوع الشائك بثقة  عالية ، وبشفافية عالية مع جماهيرها ومنتسبي أحزابها ، وتفضح الأسماء  المتورطة وتكشف حجم الجرائم السياسية التي ارتكبت ، وتنزل العقاب بهم وفق القوانين ، وليس بالتشهير بهم وبعوائلهم ، كما  يحاول ان يفعل البعض وفقا لحسابات مريضة. ففي معالجة هذا الامر من قبل القوى السياسية العراقية بحكمة ووفق القانون ، يجب ان يكون في البال انها بذلك ستقدم درسا تربويا للأجيال القادمة تحثها فيه على فهم معاني الإخلاص والمسؤولية والشجاعة والثقة والشفافية .
ومن جانب اخر، وبسذاجة سياسية شديدة ، ظهر هناك من وجد في هذا الأمر فرصة ذهبية ، ليصفي حساباته الشخصية مع الحركة الوطنية العراقية ، وليغطي على إفلاسه الفكري والشخصي ، وليتحرك ويسود مقالات شامتة بدوافع مشبوهة ولكن واضحة الأهداف . والهدف الأساسي لهذه الأقلام المشبوهة التقليل من قيمة نضالات القوى الوطنية العراقية وما قدمته من تضحيات. فراح بعض هذه الاسماء مبتهجا يشمت وبصوت عال بالأحزاب الوطنية ، فاضحا نفسه وضحالة مستوى تفكيره و وعيه ، وعاكسا جهلة بحركة المجتمع وظواهره ، متناسيا ان الأحزاب السياسية لا تستورد اعضاها وكوادرها من الفضاء الخارجي . وان كل حزب ما هو أساسا إلا مؤسسة اجتماعية تحمل إفرازات محيطها . والمجتمع العراقي  ملئ بظواهر متعددة ، فمثلما يأتي من رحم هذا المجتمع أناس أشداء ، رجال ونساء ، وينتمون إلي هذا الحزب أو ذاك ، ويتفانون في خدمة أفكارهم ووطنهم ، ويواجهون العدو ببسالة ويثبتون على مواقفهم ، ويعتلون أعواد المشانق ويدخلون السجون ويتشردون في المنافي ، ويواجهون الموت والتعذيب والقهر ببطولة نادرة ولا يستسلمون لكل أساليب العسف والاغراءات  ، يأتي الى هذه الاحزاب ومن ذات المجتمع نماذج لا تمتلك قوى المواصلة ، وتنهار بسهولة أمام عصي الجلاد أو ممارساته الإرهابية ، أو تضعف أمام اغراءاته. وهكذا ، وبحكم ارتباط الأحزاب العراقية الوطنية بحركة مجتمعها الحي ، الذي يحمل في طياته مختلف الشرائح والطبقات والنماذج البشرية ، فلا عجب ان يظهر الى جانب المناضلين الإبطال ، والناس العصاميين ، الزاهدين ، أناس يحملون بعضا من أمراض مجتمعهم . وعليه ليس مستغربا ان يكتشف الحزب الفلاني يوما ان من بين أعضاءه وكوادره ثمة من سولت  له نفسه اختلاس أموال الحزب ، أو من اغتنى على حساب نشاطه الحزبي ، وحول نشاطه الحزبي الى وسيلة للاتجار ليس بالوطن وحده ، بل وبالمبادئ ... الخ . وبين هؤلاء الطارئين على النضال والعمل السياسي ، نشطت الاجهزة المخابراتية للنظام الديكتاتوري المقبور وأعداء الشعب العراقي ، وباستخدامها اساليب متنوعة من الابتزاز والاغراءات نجحت في  شراء أعضاء بسطاء وكوادر ، بل وحتى قادة ، وجندتهم للعمل ضد مصالح شعبهم . وبعد هذا ، فان الإنسان المجرب ، والواعي لما حوله لا يمكن ان تفاجاه مثل هذه الأخبار ، التي تنقل عن هذا الحزب أو ذاك ، في إطار اكتشاف خونة ومتواطئين مع العدو . صحيح جدا ، ان الأمر بشكل عام  مستهجن ومنبوذ وكريه ، إلا انه في المحصلة امرا عادي في اطار حركة المجتمع وظواهره وأمراضه ، ولكن العبرة ليس في اكتشاف الخائن ومعاقبته فقط ، بل  وفي اجتثاث الظروف  في هذه المؤسسة السياسية أو تلك ، والتي ساعدت فرد ما على الضعف والخيانة ، وبالتالي تنظيف حقل العمل السياسي العراقي من الطفيليات ومجرى التطور والبناء من الأشنات العفنة. ويبقى لنا القول ان أسوأ أنواع الخيانة ، هو نزع المرء لجلده ورجم تاريخه واهله وناسه ودون ان يدري فبالتالي هو يرجم حتى نفسه. فهذا الصنف من الجهلة يظل  عاجزا للابد عن شم  غيوم العفن المتصاعد من أقواله ومواقفه واعماله ، والمفارقه انه يظل في نشاطه أعلى ضجيجا وصوتا من غيره ، وكأنه وبدوافع كامنه  يدرأ  عن نفسه شيئا لا يدريه سواه وعلماء النفس  .

  8 تشرين  الثاني 2003
سماوة القطب  



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحويل العرس إلى مآتم ، وما بعده !
- أفكار في العمل السياسي في العراق
- على هامش بدء العام الدراسي الجديد أليس بالإمكان ان يكون لنا ...
- الورقة العراقية - تجهز على زعيمة حزب الوسط في فنلندا
- إلى الشهيدة رضية السعداوي
- صفحة الطريق أربع أعوام مجيدة من العمل المثابر
- كريم كطافة في ليالي ابن زوال
- أفلام وثائقية للفنلندي ميكو فالتاساري عن العراق
- كتاب الانهيار للفنان احمد النعمان : مساهمة في البحث عن عالم ...
- في فنلندا تظاهرة في هلسنكي تضامنا مع شعب كردستان
- " تسو ـ تفو " يا أستاذ عوعو !
- حروف ونقاط … كرة القدم !
- لو كانت أجاثا كريستي على قيد الحياة !!
- الامتحانات
- الى الوراء … در!
- قطار الموت


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - عن الخيانة والشماتة ، وما حول ذلك !