أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد المسيح القبطى - انه صديقى














المزيد.....

انه صديقى


عبد المسيح القبطى

الحوار المتمدن-العدد: 2098 - 2007 / 11 / 13 - 09:01
المحور: الادب والفن
    


لقد قرأة هذه القصة منذ فترة طويلة..و مع ذلك لم تبرح أحداثها مخيلتى.. فاردت أن تشاركنى قارئى العزيز معرفة أحداثها..
إنها قصة حقيقية.. وقعت أحداثها في بلدة زراعية صغيرة في أوكلاهوما ، عاش بها صبي صغير وفقير، في العاشرة من عمره وإسمه آندي ..
وكان عليه يوميا أن يجتاز طريقا سريعا خطراً كي يمر على كنيسة يسلم بها على يسوع ويؤدي فيها صلاته الصباحية قبل أن يتوجه للمدرسة..
وفي الكنيسة كان يلتقي دائما بالكاهن ثومسن والذي كان يحبه كثيراً ويراقبه بإهتمام .. حتى إنه اقنعه بأن يعبر الطريق السريع معه كي لايتعرض اندي لأخطار السيارات.
وكان عندما يصل اندي الى الكنيسة، فان الكاهن كان يتركه وحده كي يؤدي صلواته بهدوء، ولكن في يوم من الأيام أحب الكاهن ان يختبئ قريبا من اندي دون أن يعرف، ويحاول سماع ما يقوله هذا الفتى..
وكان اندي يقول ليسوع ...
أنت تعلم بان امتحان الرياضيات كان سيئا جدا، ولكني رفضت الغش فيه مع أن زميلي كان يلح عليّ بذلك .. كما ان أبي يعاني هذه السنة في زراعته وليس لدينا الأن اكل كثير، ولكني أكلت بعض الخبز والماء وانا اشكرك جدا على ذلك.. ولكني وجدت قطاً قريبا مني وكنت أشعر بانه جائع فقمت باطعامه جزءاً من خبزي .. هذا مضحك اليس كذلك؟ .. عموما أنا لم اكن جائعا جدا.
أنظر يا يسوع .. هذا هو الزوج الأخير من الأحذية لدي .. وربما ساضطر للمشي حافيا الى المدرسة قريبا لأن حذائي مهترئ .. ولكن لابأس فعلى الأقل انا اذهب الى المدرسة لأن أصدقائي تركوها كي يعاونوا أهلهم في الزراعة في هذا الموسم القاسي .. أرجوك يسوع أن تساعدهم كي يعودوا للمدرسة .. أه شيء أخر .. انت تعرف بان أبي قد ضربني مرة أخرى وهذا شيء مؤلم ولكن لابأس لان الألم سوف يزول بعد فترة .. على الأقل فانا أملك أباً .. هل تريد أن ترى كدماتي؟ .. أووو هذه دماء هنا أيضا .. أنا أعتقد بإنك كنت تعرف بوجود الدم .. أرجوك يسوع لا تغضب على أبي .. فهو فقط متعب وقلق جداً من أجل توفير الطعام لنا ومن أجل دراستي أيضا..
على فكرة يسوع .. أظن إنني وقعت في الحب .. هناك هذه الفتاة الجميلة أنيتا التي معي في الصف .. هل تظن باني سوف أعجبها؟ .. على العموم .. على الأقل فاني أعرف باني أعجبك أنت دائما .. وليس علي أن اصبح شخصاً مختلفا كي تحبني أنت .. فانت صديقي المفضل .. أه هل تعرف؟ .. عيد ميلادك سيكون الأسبوع القادم .. الا تشعر بالابتهاج؟ .. انا مبتهج جدا .. انتظر حتى ترى هديتي لك .. ولكنها ستكون مفاجأة ... اووو لقد نسيت .. علي أن اذهب الأن.
فخرج اندي قاصدا الكاهن ثومسن وعبرا الشارع سوية.
لقد كان هذا الكاهن معجباً كثيرا بالطفل اندي الذي كان يثابر في الحضور يومياً كي يصلي ويتحدث الى يسوع، وكان الكاهن يذكره أمام الشعب في كل يوم أحد كمثال جميل على الإيمان والنقاء ووجهة النظر الإيجابية التي يتمتع بها، على الرغم من ظروفة الصعبة جداً وفقره المدقع.
وقبل يوم واحد من عيد الميلاد مرض الكاهن ثومسن وأدخل المستشفى، فحل محله كاهن أخر كان قليل الصبر على الأطفال، وفي ذلك اليوم سمع الكاهن الجديد صوتا فذهب ورأى اندي وهو يصلي ويتحدث ليسوع كعادته، فسأله غاضبا ماذا تفعل هنا يا صبي؟ فاخبره اندي بكل قصته مع الكاهن ثومسن، فما كان من الكاهن الجديد الا أن صرخ بوجه اندي وسحبه بعنوة وأخرجه خارج الكنيسة كي يتفرغ هو للتحضير لقداس العيد. وسبّب هذا حزنا كبيرا لاندي لانه كان قد أحضر اليوم هديته لعيد ميلاد صديقه يسوع والتي لم يتمكن من إيصالها بسبب الكاهن الجديد هذا.
وأثناء عبوره لوحده الطريق كان هو مشغولاً في لفلفة هديته لحمايتها من الأمطار فباغتته شاحنة كبيرة وصدمته فقتلته في الحال.. وتجمع حوله الكثير من الناس وهو غارق بدماءه.
فجأة .. ظهر رجل بثياب بيضاء يركض مسرعاً باتجاه الصبي فحمله على ذراعيه وهو ينوح ويبكي عليه، والتقط هدية اندي البسيطة ووضعها قرب قلبه، فسأله الناس هناك: هل تعرف الفتى؟ فاجاب وهو يبكي: هذا هو صديقي المفضل.. وهنا نهض حاملا جثة الفتى ومضى بها بعيداً.
وبعد أيام عاد الكاهن ثومسن الى كنيسته ليتفاجأ بالخبر المفجع، فتوجه الى بيت أهل اندي كي يعزيهم ويسألهم عن هذا الشخص الغريب ذي الثياب البيضاء.. فأجاب الآب بان هذا الشخص لم يقل لهم شيئا ولكنه جلس حزينا ووحيدً يندب إبننا وكأنه يعرفه منذ زمن بعيد !!
وحصل أمر غريب بحضوره .. فقد ساد سلام غامر هذه الأرجاء .. وقام هو برفع شعر إبني عن وجهه وقبله هامسا في أذنيه ببعض الكلمات .. فسأل الكاهن: ماذا قال؟ .. فاجاب الوالد: قال شكرا على الهدية .. ساراك قريبا .. لإنك ستكون معي ..
وأكمل الوالد .. لقد بكيت وبكيت ولكن شعورا رائعاً كان في داخلي فدموعي كانت دموع فرح، ولكني لم أستطع تفسير الأمر .. وعندما غادر ذلك الرجل .. أحسست بسلام داخلي عجيب وبشعور حب عميق .. أنا لا أستطيع تفسير الفرح الذي كان في قلبي .. أنا أعلم بان إبني هو في السماء .. ولكن إخبرني يا سيادة الكاهن .. من كان هذا الشخص الذي تكلم معه إبني يومياً في كنيستك؟
فأجهش الكاهن بالبكاء وهو يقول: .. إبنك كان يتكلم مع.. يسوع....



#عبد_المسيح_القبطى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة التكلم بألسنة فى العصر الحديث


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد المسيح القبطى - انه صديقى