أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعد الحسني - بناء الذكاء الخلقي- الفضائل الجوهرية السبعة















المزيد.....


بناء الذكاء الخلقي- الفضائل الجوهرية السبعة


سعد الحسني

الحوار المتمدن-العدد: 2096 - 2007 / 11 / 11 - 11:26
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


مقدمــــــة
ابذر فكرة تحصد عملا. ابذر عملا تحصد عادة. ابذر عادة تحصد شخصية. ابذر شخصية تحصد مصيرا.

تشارلس ريد

هناك أزمة واضحة وملحة في مجتمع اليوم ، أزمة تنطوي على احب ما نملك وهم أطفالنا. فكل واحد يتفق بان هناك مشكلة ، فصناع القانون والأطباء ورجال الدين واصحاب الأعمال والتربويون وأولياء الأمور والناس بصورة عامة كلهم أعلنوا على حد سواء عن قلقهم. وينبغي علينا جميعا إن نقلق ، وفي كل يوم تضيف الأخبار جملة إلى الماسي المروعة والإحصائيات حول الأطفال الأمريكان وقد تركونا نرتعش قلقين بشكل عميق وباحثين عن إجابات.
إن قلقنا بشكل كبير هو من عنف الشباب وهذا وحده ينبغي أن يؤكد الإعلان القومي لحالة الطوارئ فرغم إن البيانات القاسية حول جرائم وعنف الشباب قد أشارت إلى انخفاض قليل إلا إن هناك سبب قليل للارتياح. فتذكر الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إن لدى الولايات المتحدة أعلى معدلات جرائم الشباب والانتحار من بين الأمم الست والعشرين الأغنى في العالم. في الواقع إن أطفالنا هم الأكثر احتمالا على ارتكاب الجرائم بمعدل عشر مرات اكثر من أقرانهم في كندا . وربما الأكثر إزعاجا هو إن مجرمينا اخذين في الصغر اكثر فاكثر. وبينما أنا اكتب عملي هذا قامت طفلة بعمر السادسة هذا الأسبوع وعن قصد بخنق شقيقها البالغ ثلاث سنوات وبمساعدة صديقها البالغ خمس سنوات من العمر. وفقط قبل اشهر قام طفل بعمر السادسة وفي باحة المدرسة بقتل زميلة في الصف الأول بمسدس شبه أوتوماتيكي عيار 32. إن كل حادثة كهذه لا يمكن التفكير بها لكن ما سيأتي اكثر رعبا.
هناك إشارات أخرى تحرك ضميرنا القومي أيضا. فقوة الأقران تزداد بشكل ثابت،فهناك ما يقدر بـ160000 طفل كل يوم لا يذهبون إلى المدرسة خشية إن يمسك بهم أقرانهم ،وإذا أخذنا بنظر الاعتبار سهولة الوصول إلى الأسلحة يصبح احتمال الأذى الجسدي عاليا. وتشمل مؤشرات مزعجة أخرى سوء استخدام المواد بين الأطفال الصغار، عدم الاحترام المتزايد للوالدين والمدرسين والشخصيات المسؤولة ، ازدياد الفظاظة والسوقية والاحتيال الواسع وعدم النزاهة المألوفة. لقد كشف مسح محلي حديث اجري على 10000 طالب مدرسة ثانوية إن نصفهم اعترفوا بأنهم سرقوا شيئا من مخزن بقالة في السنة السابقة. وقال واحد من أربعة انه يكذب للحصول على عمل ، واعترف سبعة من عشرة بالاحتيال والغش في الامتحان خلال الأشهر الاثنا عشر الماضية. ويزداد تناول الكحول والمخدرات بين أولادنا الصغار، فقد كشفت دراسات حديثة إن 22% من طلبة الصف الخامس قد تناولوا الكحول وسكروا مرة واحدة على الأقل. وان المعدل العمري الذي يستخدم أو يتناول فيه الطفل الماريوانا لاول مرة هو الثانية عشرة. في عقدين من الزمن ارتفع عدد تشخيصات فشل النشاط والانتباه إلى 700%. وفي العقود الأربعة الماضية ازداد معدل الانتحار لدى البالغين في بلدنا الى300% بينما ارتفعت الكآبة إلى نسبة 1000%. إن هذه الإحصائيات مرعبة بشكل خاص عندما ترى انه في مسح واحد ذكر اكثر من نصف المراهقين الأمريكان إن بوسعهم الحصول على سلاح في ساعة ويقول واحد من أربعة طلبة ثانوية انه اخذ سلاحا إلى المدرسة على الأقل مرة واحدة في السنة الماضية.إن أولادنا لديهم مشاكل وأزمات مستمرة.
إن هذه الحوادث والإحصائيات من شانها إن تحزننا بالطبع ونحن كأمة نقوم برد فعل تحسبا لذلك: فلقد أقام مسؤولوا المدارس مجسات معدنية وكاميرات متطورة لزيادة الأمن كما قامت الأمهات بمسيرة في واشنطن طالبن فيها برقابة اشد على الأسلحة، ودعى رئيس الولايات المتحدة إلى اجتماعات قمة طارئة لزعماء الكونغرس ، كما إن بعض الآباء بدأوا بتأجير مدارس بينما اختار آخرون التدريس في البيت. أما رجال القانون فقد شرعوا قوانين تدين الأحداث كبالغين وقامت المحاكم بإصدار الأحكام عليهم بموجب ذلك. لقد جربنا عددا لا يحصى من الاستراتيجيات التربوية كذلك: فقد قام المدرسون بتدريس مهارات احترام الذات وقرارات الصراع بينما خاطب المستشارون المهارات الاجتماعية وإدارة الغضب. وتقوم الولايات المنفردة بتنفيذ سياسات الحجز وقلصت حجم الصفوف وعززت المستويات الأكاديمية. بل حتى إن علماء النفس قد طوروا نظريات كاملة جديدة : فقد قام هوارد غاردنر بتثوير مفهومنا عن القدرات الادراكية لدى الأطفال من خلال نظرته للذكاءات المتعددة ،تماما كما فعل دانيال غولمان في تغيير أو تحويل وعينا للذكاء الانفعالي.
على أية حال ،رغم جهودنا المثابرة تبقى الأزمة قائمة ونحن نعرف ذلك لان أطفالنا لا يزالون يتعرضون للأذى. وهذا يعزى إلى إننا قد فوتنا الجزء الأهم إلا وهو الجانب الخلقي لحياة أطفالنا. إنها القوة الأخلاقية التي يحتاجها الأطفال للإبقاء على صلاتهم الخلقية في هذا لعالم المتسمم أخلاقيا. كما لم يتم تجاوز القضايا الخلقية بالكامل :إذ ساعدنا عمل جان بياجيه ولورنس كولبرغ على فهم مراحل العقل الأخلاقي للأطفال. وقدم لنا وليام بنيت موسوعة أدبيات لتهذيب الخيالات الخلقية لدى الأطفال. أما كتاب وليام كيلياتريك الموسوم (لماذا لا يستطع جوني إن يميز ما بين الخطأ والصواب) فقد قدم طرقا لاشغال شبابنا بالتأمل الخلقي. لكن في هذه الأوقات العصيبة يحتاج الآباء والأمهات إلى اكثر من ذلك إن أرادوا النجاح في مساعدة أبنائهم ليس فقط على التفكير بشكل خلقي بل كذلك بالعمل بشكل خلقي أيضا. وما لم يعرف الأطفال كيف يعملوا الصواب يبقى تطورهم الخلقي معابا. وبعد كل شيء فقد عرفنا إن القياس الصحيح للشخصية يستند على أعمالنا – وليس على أفكارنا حسب.
يعتبر تعزيز الذكاء الخلقي لدى أطفالنا افضل أمل لوضع أطفالنا على المسار الصحيح بحيث يتسنى لهم العمل والتفكير بشكل صحيح ، كما انه افضل أمل لنا لتطويرهم سمات الشخصية القوية. وفي كتابه الموسوم (الذكاء الخلقي للأطفال) كتب روبرت كولز عن الحاجة الملحة لمخاطبة هذه القابلية المهمة لدى أطفالنا. وتطوير هذه القابلية المذهلة لدى طفلك هو افضل طريق لحماية حياته الخلقية الآن وفي كل وقت وان كتاب (بناء الذكاء الخلقي) سوف يعلمك كيف يتم ذلك.

الذكاء الخلقي : افضل أمل لإنقاذ الخلقية لأطفالنا

يعتبر الذكاء الخلقي هو القابلية على فهم الصواب من الخطأ. وهو يعني إن تكون لديك قناعات أخلاقية وان تعملي عليها بحيث يتسنى لك أن تتصرفي بالطريقة الصحيحة والشريفة، وتضم هذه القابلية المدهشة السمات الحياتية الجوهرية كالقدرة على إدراك الألم لدى أحدهم وردع نفسك عن القيام ببعض النوايا القاسية والسيطرة على الدوافع والإرضاء المتأخر والإنصات لجميع الأطراف قبل إصدار الحكم وقبول الفروقات وتقديرها تمييز الخيارات غير الأخلاقية والوقوف بوجه الظلم ومعاملة الآخرين بالحب والاحترام . هذه هي السمات الجوهرية التي سوف تساعد الطفل على أن يصبح إنسانا نزيها وطبيا. إنها أساس الشخصية المتماسكة والمواطنة القوية وهي الأمور التي نود إن نراها لدى أطفالنا.
من الواضح إن عددا متزايدا من الأطفال هم في ورطة خطيرة لانهم لم يكسبوا الذكاء الخلقي. فهم مع الضمائر الضعيفة والسيطرة الرديئة على الواقع والحساسية الأخلاقية المتردية والمعتقدات غير الموجهة يعتبرون معاقين. ورغم إن أسباب التدني الأخلاقي معقدة إلا إن حقيقة واحدة لا يمكن نكرانها وهي إن البيئة الخلقية التي ينشأ بها أطفال اليوم هي بيئة مسممة للذكاء الخلقي، وذلك لسببين . الأول هو إن عدد العوامل الاجتماعية المهمة التي ترعى الشخصية الخلقية هي عوامل مفككة بشكل بطئ : إشراف الكبار، نماذج السلوك الخلقي. التدريب الروحي أو الديني، العلاقات المهمة من الكبار ، المدارس الشخصية الطابع ، القيم القومية الواضحة، الدعم الاجتماعي ،الاستقرار والرعاية الكافية . ثانيا يخضع أطفالنا بشكل ثابت لوابل من الرسائل الخارجية التي تعمل ضد القيم التي نحاول زرعها. وكلا العاملان يساهمان بشكل كبير في الموت الخلقي لأطفالنا والى فقدان البراءة لديهم.
يعتبر التحدي لدينا أقسى لان تلك الرسائل المسممة المتواصلة تأتى من مصادر مختلفة يمكن إن يصل إليها أطفالنا بسهولة جدا. فالتلفزيون والسينما والعاب الفيديو والموسيقى الشعبية والدعاية هي من بين أسوأ التجاوزات الخلقية لانها تبث التهكم وعدم الاحترام والمادية والممارسة الجنسية العارضة والسوقية وتمجيد العنف. كما إن مقدار المواد السيئة في المجال الحاسوبي مذهل حقا: فالأفلام الخلاعية والشيطنة والاعتداء على الأطفال جنسيا وغيرها من الأمور الجديدة التي تبعث على الكراهية والتي لا تستطيع اغلب الرقابة إن تحجبها. بالطبع لا تعتبر وسائل الإعلام الشعبية هي المؤثر المسمم الرئيسي الوحيد. إذ أي شخص أو أي شيء يمكن إن يتحدى القناعات الخلقية لعائلتك يشكل تهديدا محتملا لذا أضيفي إلى قائمتك الأقران والكبار الآخرين وحتى نشرات الأنباء المسائية.
الحقيقة إن التأثيرات المسممة متخندقة في حضارتنا بحيث تصبح حماية طفلنا منها أشبه بالمستحيل. فحتى لو ردعت سبل وصولهم أو منعهم في بيتك فان طفلك حينما يخطو إلى الخارج فإنها تغريه كي يذهب إلى تلك الزاوية. ولهذا السبب فان من المهم أن تبني ذكائه الخلقي بحيث يتسنى له أن يطور إحساسا داخليا بالخطا والصواب ويمكن أن تستخدميه للوقوف بوجه تلك التأثيرات الخارجية. فالذكاء الخلقي سيكون بمثابة العضلة التي يحتاجها الطفل لمواجهة تلك الضغوط السلبية والتي ستعطيه القوة على عمل الصواب مع التوجيه أو بدونه.
إن افضل خبر هو إن الذكاء الخلقي يمكن تعلمه وبوسعك إن تباشري في بنائه حينما لا يزال أطفالك يتعلمون المشي. ورغم انهم في ذلك العمر لا يملكون القدرات الادراكية لمعالجة المنطق الخلقي المعقد، أي حينما يتم اكتساب مكونات العادات الخلقية لأول مرة – مثل السيطرة على النفس، والعدالة وإبداء الاحترام والمشاركة والتعاطف. في الواقع ، يكشف احدث بحث حول النمو الخلقي إن الأطفال الصغار بعمر الستة اشهر يستجيبون لاحزان الآخرين ويكسبون أساس التقمص العاطفي. والأخطاء التي يرتكبها الوالدان تبقى في دائرة الانتظار حتى يصل أطفالنا إلى السادسة أو السابعة – وهو ما ندعوه بعمر المنطق – كي يتسنى لهم تشذيب قدراتهم الخلقية، وتأخر الوالدين بهذه الطريقة سيزيد من إمكانية أطفالهم على تعلم العادات السلبية الهدامة التي تعمل على تآكل النمو الخلقي وتجعل من الصعب عليهم التغير.
ورغم إن الذكاء الخلقي يمكن تعلمه إلا إن تحقيق ذلك غير مضمون . فلا بد من تنشئته بشكل واع وبسبب كونك المعلم الأخلاقي الأول والاهم لطفلك فليس هناك افضل منك في إن تلهميه بالفضائل الخلقية الجوهرية. وكلما بدأت في تشذيب قدرة طفلك على الذكاء الخلقي مبكرا كلما كانت فرص اكتسابه للأساس الذي يحتاجه لتطوير شخصيته المتماسكة ونمو تفكيره ومعتقداته وأعماله الأخلاقية افضل.

الفضائل الجوهرية السبعة للذكاء الخلقي

يتكون الذكاء الخلقي من فضائل جوهرية سبعة – التقمص العاطفي، الضمير، الرقابة الذاتية، الاحترام ، العطف، التسامح، العدالة – تساعد طفلك على مواجهة التحديات والضغوط الأخلاقية التي يواجهها حتما خلال حياته. وهذه الفضائل الأساسية هي ما يعطيه الصلات الخلقية التي تجعله يبقى على طريق الصواب وتساعده على التصرف بشكل أخلاقي. أو كما اخبرني طفل ابن السابعة : " إنها الأشياء في داخلي والتي تساعد في أن أكون جيدا ". إن كل هذه الفضائل يمكن تعليمها وإلهامها وتعزيزها بحيث يتسنى لطفلك إن يحققها، وها هي الفضائل الجوهرية السبعة التي سوف ترعى إحساسا بالنزاهة لدى طفلك مدى الحياة:
1- التقمص العاطفي : انه العاطفة الخلقية الجوهرية التي تسمح لطفلك بفهم كيف يشعر الناس الآخرين . إنها تساعده على إن يصبح اكثر حساسية إزاء حاجات ومشاعر الآخرين وان يكون قادرا على مساعدة الذين أصابهم الأذى أو المتاعب وان يعاملوا الآخرين بتعاطف اكثر. كما إنها العاطفة الخلقية القوية التي تحث طفلك على القيام بالصواب لان بوسعه إن يدرك اثر الألم العاطفي على الآخرين وهذا ما يردعه عن معاملة الآخرين بقسوة.
2- الضمير: انه الصوت الداخلي القوي الذي يساعد طفلك على إن يحدد ما هو الصواب من الخطأ ويبقى على الطريق القويم ويشعره بوخز الضمير متى ما اشتط عن ذلك. وتحصن هذه الفضيلة طفلك ضد القوى المناوئة للصواب وتمكنه من عمل الصواب حتى بوجه الأغراء. انه حجر الزاوية لنمو الفضائل الأساسية مثل الشرف والمسؤولية والتكامل.
3- تساعد الرقابة الذاتية طفلك على إعادة توجيه دوافعه والتفكير قبل العمل بحيث يتصرف بشكل صحيح وقلما يقوم باختيارات طائشة ذات نتائج قد تكون خطيرة . إنها الفضيلة التي تساعد طفلك على أن يصبح معتمدا على ذاته لانه يعرف إن بوسعه السيطرة على أعماله. كما إنها الفضيلة التي تحفز الكرم والعطف لأنها تساعد طفلك أن يترك جانبا ما يمكن إن يعطيه الإرضاء المباشر ويحرك ضميره بشيء ما لشخص ما.
4- يشجع الاحترام طفلك على معاملة الآخرين باحترام لانه يعتبرهم جديرين بذلك. وهي الفضيلة التي تقود طفلك على معاملة الآخرين بالطريقة التي يريد هو أن يعامل بها مما يضع أساساً لردع العنف والظلم والكراهية. فحينما يجعل طفلك الاحترام جزءا من حياته اليومية فانه من المحتمل جدا إن يراعي الحقوق ومشاعر الآخرين. ونتيجة لذلك سوف يبدي احتراما اكثر لنفسه أيضا.
5- يساعد العطف طفلك على إبداء اهتمامه بسعادة ومشاعر الآخرين. وبتطور هذه الفضيلة سيصبح طفلك اقل أنانية واكثر عطفا وسوف يفهم إن معاملة الآخرين بشكل عطوف هو الشيء الصواب الذي يجب عمله. فحين يحقق طفلك العطف سيفكر اكثر بحاجات الآخرين ويبدي الاهتمام ويقوم على مساعدة المحتاجين ويبقى قريبا من أولئك الذين أصابهم الأذى.
6- يساعد التسامح طفلك على تقييم الصفات المختلفة لدى الآخرين والانفتاح إزاء الآفاق الجديدة والمعتقدات المختلفة واحترام الآخرين بغض النظر عن الفروقات في الجنس أو النوع الاجتماعي أو المظهر أو الحضارة أو المعتقدات أو القدرات أو التوجه الجنسي. إنها الفضيلة التي تؤثر على طفلك في معاملة الآخرين بعطف وفهم والوقوف بوجه الكراهية والعنف والتعصب واحترام الناس أساسا على أساس شخصيتهم.
7- تقود العدالة طفلك إلى معاملة الآخرين بطريقة عادلة وغير متحيزة ونزيهة بحيث يتسنى له أن يراعي القواعد ويأخذ دوره وينصت بشكل مفتوح لكل الأطراف قبل إصدار الحكم. ولان هذه الفضيلة تزيد من حساسية طفلك الخلقية فان لديه الشجاعة للبقاء قرب الذين لم يعاملوا بشكل عادل ويطالب أن يعامل جميع الناس – بغض النظر عن الجنس أو الحضارة أو الوضع الاقتصادي أو القدرة أو المعتقدات – بشكل متساو.

بنّاء الذكاء الخلقي
الفضائل الجوهرية السبعة للذكاء الخلقي والشخصية المتماسكة

إن الفضائل الجوهرية السبعة التالية تكّون خطة كاملة لبناء الذكاء الخلقي لدى طفلك والمقدمة في هذا الكتاب. وهذه السمات السبعة هي ما يحتاجه طفلك كي يقوم بما هو صواب ويقاوم أية ضغوط قد تتحدى عادات الشخصية المتماسكة والحياة الأخلاقية الجيدة.
الفضيلة التعريف
التقمص العاطفي هو التماثل والشعور باهتمامات الناس الآخرين.
الضمير هو معرفة الطريقة الصحيحة والنزيهة للعمل بموجبها.
الرقابة الذاتية تنظيم أفكارك واعمالك بحيث توقف أية ضغوط من
داخلك أو خارجك ويعمل بالطريقة التي تعرف وتشعر
إنها صواب.
الاحترام إبداء كونك تقيم الآخرين بمعاملتهم بطريقة ودية
ومحترمة.
العطف كشف الاهتمام حول سعادة ومشاعر الآخرين.
التسامح احترام كرامة وحقوق كل الأشخاص وحتى الذين تختلف
معتقداتهم وتصرفاتهم عن معتقداتك وتصرفاتك.
العدالة اختيار أن تكون بذهنية متفتحة وتعمل بطريقة عادلة.

بناء الذكاء الخلقي خطوة بخطوة

يقدم كتاب (بناء الذكاء الخلقي) دليلا تدريجيا لتعزيز القابلية الخلقية لدى طفلك والقائمة على أساس المبادئ الأخلاقية للفضائل الجوهرية السبعة. ويقدم لك هذا الكتاب الوسائل المناسبة لتدريس هذه المبادئ المهمة لطفلك. ففي كل مرة يحقق فيها طفلك فضيلة أخرى فانه يوسع قابليات الذكاء الخلقي لديه اكثر وهو يرتقي خطوة أخرى في سلم النمو الخلقي.
تشكل ثلاثة فضائل أساس الذكاء الخلقي لطفلك وهي : التقمص العاطفي والضمير والرقابة الذاتية. في الواقع تعتبر هذه الفضائل مهمة للذكاء الخلقي مما يجعلني ادعوها بالجوهر الخلقي. فلو كانت أي واحدة من هذه الفضائل متردية وغير متطورة يصبح الطفل عاجزا من الناحية الخلقية أمام التأثيرات المسممة التي تأتى في طريقه. وحين تكون جميع العناصر الجوهرية الثلاثة ضعيفة يصبح الطفل عبارة عن قنبلة موقوتة للانفجار. فالجوهر المتين مهم لتطور الذكاء الخلقي لدى الأطفال لانه يعطيهم القوة على مواجهة الرذائل الخارجية والداخلية عندئذ يقوموا بما هو صواب.
وحين يقوم أساس النمو الخلقي على ركيزة متينة فان بالإمكان إضافة الفضيلتين التاليتين للذكاء الخلقي وهما الاحترام الذي يعرف على انه التقييم العميق للحياة والعطف الذي يعتبر الحس بالنزاهة والعطف في العلاقات. أما الفضائل الأخيرة وهي التسامح والعدالة فهما حجر الزاوية للتكامل والعدل والمواطنة . وهكذا تصبح هذه الفضائل السبعة المحيط الأخلاقي لطفلك وتقوده نحو الحياة المسؤولة والسلوك الأخلاقي. إنها الوسائل التي يستخدمها لرسم مصيره الخلقي.
وحينما يحقق طفلك هذه الفضائل السبعة لا تعتبر ثقافته الخلقية كاملة. فالنمو الخلقي هو عملية مستمرة تمضي عبر حياة طفلك وعلى طول هذا الطريق يضيف العشرات من الفضائل الأخرى إلى خزينه الأخلاقي. في الواقع لقد حدد خبراء الأخلاق اكثر من أربعمائة فضيلة. إذ بينما تتسع قدرات الطفل في الذكاء الأخلاقي مع توفر الظروف الصحيحة للنمو الأخلاقي فسوف يكون لديه الإمكانية لبلوغ فضائل خلقية أعلى مثل الضبط الذاتي والتواضع والشجاعة والدماثة والتكامل والتعاطف والإيثار. لكن اصل اختبار الذكاء الخلقي لدى الطفل يتكون دائما من سبعة فضائل جوهرية تساعديه أنت على تحقيقها. وهو سيستخدم هذه الفضائل كقالب لإيحاد شخصيته وتحديد إنسانيته وسوف يشير لها بقية حياته.

كيف تستخدم هذا الكتاب

إن ما بين يديك هو دليل لتدريس سمات الذكاء الخلقي المطلوب من قبل الأطفال والمراهقين في مجتمع اليوم المليء بالمشاكل. وقد قمت عن قصد بوضع الفضائل الجوهرية السبعة في سياق تدريسي منطقي. ولان فضائل التقمص العاطفي والضمير والرقابة الذاتية تضع الأساس للفضائل الأخرى مثل - الاحترام والعطف والتسامح والعدالة – فاني أحثك على التركيز أولاعلى بناء هذه الفضائل الأساسية الثلاثة. وهذا المنهج يعطي طفلك الأساس الأفضل للنمو الخلقي المتين.
ولأجل مساعدتك على بناء هذه الفضائل الجوهرية السبعة يقدم لك كل فصل ثروة من الاستراتيجيات العملية القائمة على أساس البحث وذلك لتعزيز الذكاء الخلقي . أما هدف هذه النشاطات فهو تعليم طفلك العادات الخلقية الجديدة التي يحتاجها كي يحيا حياة خلقية طيبة ولكي تختارين الفضائل التي تشعرين إنها قياس لمزاج وأسلوب التعلم الفريد لدى طفلك. ورغم إن محتوى هذا الكتاب هو محتوى جدي جدا إلا انه النشاطات مصممة كي تكون ممتعة ومريحة. وكلي أمل بان يكون هذا هو اللون الذي تعملين به أنت وطفلك معا. واليك ما ستجديه في كل فصل لمساعدتك على توسيع الذكاء الخلقي لطفلك.
• اختبار ذاتي لتقييم قوة الفضيلة لدى طفلك. وبوسعك استخدام هذه الوسيلة كتقييم مدى تحقيق طفلك الفضيلة وتحديد أي المجالات التي قد تعيق نموه الخلقي.
• الطرق العملية لتعزيز الفضيلة . لقد تم توفير درزينة من المقترحات والنشاطات العملية لتدريس الفضيلة والنموذج المرتبط بها. فخلال كل فصل ستجدين بنائين للذكاء الخلقي- وهم مميزون في مربعات محددة – لمناقشة الطرق البسيطة القائمة على البحث لتعزيز الفضيلة.
• قصة واقعية عن طفل يكشف عن فضيلة : سوف تجدين قصة تخبريها أو ترويها لطفلك عن طفل واقعي أبدى فضيلة مما جعله مختلفا بشكل إيجابي في هذا العالم. إن ذلك سيساعد طفلك على إدراك قوة الفضيلة والتفكير بالطرق التي تؤدي إلى هذا الفرق في العالم.
• أسئلة نقاشية حول الفضيلة : وهناك أسئلة ستطرحيها على طفلك كي تساعديه على التفكير بأهمية استخدام الفضيلة في حياته. ويمكن أن تكون تلك بمثابة البداية لك باستخدامها في الحديث حول أزمات حقيقية كان طفلك قد واجهها أو قد يواجهها في المستقبل إضافة إلى بعض القضايا الخلقية المهمة في الحياة وكيفية القيام بالخيارات الخلقية الحكيمة والأخلاقية.
• مصادر أخرى لتعزيز الفضيلة : في ظهر الكتاب يوجد قسم للمصادر لكل فصل يدرج مختارات أدبية واشرطة فيديو وشبكات دولية ومنظمات مدهشة لمشاركة طفلك فيها. وبوسعك استخدام هذه المصادر لتوسيع فهمك للفضيلة وتشجيع طفلك على دمجها في حياته.

صياغة المصائر الخلقية لأطفالنا
يستغرق تدريس أية عادة جديدة – خصوصا تلك التي بأهمية التصرفات المرتبطة بالفضائل الجوهرية السبعة – وقتا كبيرا والتزاما وصبرا. بالطبع إن الهدف الأفضل هو إن يصبح أطفالنا اقل واقل اتكالا على توجيهنا الخلقي وذلك من خلال دمج هذه المبادئ الخلقية في حياتهم وجعلها مبادئهم. وبوسع ذلك أن يحدث فقط أن قمت بالتأكيد على أهمية الفضائل مرة اثر مرة ومن ثم سيمارس طفلك هذه التصرفات الخلقية بشكل متكرر.وبعد كل شيء هذه هي الطريقة التي يتعلم بها الناس العادات ويستوعبوا المبادئ تماما كما أشار ارسطو قبل مئات السنين حين قال: " نحن هو ما نقوم به تكرارا ". فالدروس المتواصلة والمتكررة والقصيرة عن هذه الفضائل هي ما يحتاج الطفل أن يحققه بشكل دقيق .
كذلك ضعي في ذهنك إن أخبار الطفل عن الفضيلة هو ليس بقوة ما تعرضيه وتريه ما تعنيه هذه الصفة عن طريق كشفها في حياتك. فحاولي أن تجعلي حياتك مثالا حيا لهذه الفضائل السبعة كي يراها طفلك. إن القيام بذلك هو الطريقة المؤكدة لمساعدة طفلك على الإمساك بها ورغبته في القيام بها في حياته الآن وفيما بعد ".
وكمدرسون وأولياء أمور لم يعد بوسعنا الجلوس إلى الخلف وتأمل إن يصبح أطفالنا أناسا طيبين ونزيهين. إن هناك العديد من التأثيرات المجتمعة التي تعرض للخطر النمو الخلقي لأطفالنا. وهناك جواب على مخاوفنا وهو يمكن في كل ما يخبرنا البحث به: بوسعنا أن نضع فرقا في حياة أطفالنا لأن الفضائل الجوهرية السبعة التي تبني الذكاء الخلقي يكمن تعلمها – ويمكن إن ندرسها . إن تدريس هذه الفضائل في البيت وفي المدرسة وفي مجتمعاتنا هو افضل تأكيد لدينا بان أطفالنا سيحيوا حياة خلقية نزيهة.
ربما سيكون بناء قابليات الذكاء الخلقي لدى أطفالنا اعظم اثر لنا. إذ بوسع ذلك إن يؤثر على كل مظهر من مظاهر حياتهم وكذلك على نوعية علاقاتهم المستقبلية ومهنهم وإنتاجيتهم ومهارتهم ومواطنيهم – بل وحتى مساهماتهم في الفن والتجارة والأدب والمجتمع المحلي بل والمجتمع ككل. كما إن هذه الفضائل هي بدون زمن وستبقى حيوية لفترة طويلة بعد أن يغادر أبنائها البيت ويبدءون في بناء حياتهم ويستخدموا هذه الفضائل لتنشئة أطفالهم ، ولان الأساس الخلقي الذي توفره لأطفالنا الآن هو الذي سيحدد بصورة مطلقة سمعتهم كأشخاص فان بناء ذلك الأساس سيكون المهمة الأكثر تحديا والاهم لدينا كأولياء أمور. فليس لدينا وقتا لنبدده لأن المصائر الخلقية لابنائنا وبناتنا في خطر . فهل أنت مستعدة لهذا التحدي؟
Building Moral Intelligence
ميشيل بوربا
ترجمة الدكتور سعد الحسني



#سعد_الحسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعد الحسني - بناء الذكاء الخلقي- الفضائل الجوهرية السبعة