أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يوسف عودة - أبن فلسطين وصديقه القلم














المزيد.....

أبن فلسطين وصديقه القلم


يوسف عودة
(Yousef Odeh)


الحوار المتمدن-العدد: 2096 - 2007 / 11 / 11 - 11:26
المحور: كتابات ساخرة
    


أمسكت بالقلم لكي اخط به كلمات وعبارات تعبر عن واقعي وعالمي المتناقض في كل شيء، وإذا بقلمي يتحول إلى ثائر علي، رافضا لكل شيء، رافضا لواقعي ولعالمي، لحياتي وحتى مماتي، وإذا به يقول لي، إذا كانت الحياة ممرٌ كما تعلم، فلما يحدث ما يحدث، إذا كانت الحياة كعجلة تشبه إلى حدا كبير عجلة السيارة، فلما لا تأخذ الحيطة والحذر، لان من يكون اليوم في الأعلى سيكون غدا وبكل تأكيد في الأسفل.

نعم أيها القلم أنت على صواب، أنت وحدك من يعبر وبطريقة سحرية عما يجول في خاطري، نعم سأتحول وبفضلك إلى ثائر مغامر، رافض لكل القيم والمعايير والمبادئ التي ينادون بها، نعم سأكون مثلك أيها القلم، سآخذ منك أنت وحدك العبر، سوف أكون قادرا على عمل الكثير من الأمور العظيمة ولكن فقط أن أصبحت قلما حقيقا، قادرا على التعبير في مجتمعا يقدر الفكر، ويحترم حرية الرأي، نعم سوف أتعرض كثيراً لقسوة الجهلة وانتقاداتهم مثلك عندما تتعرض لبري مؤلم بين فترة وأخرى، ولكن هذا ضروري لأنه كلما زادت القسوة كلما كان التصميم على السير قدما أقوى، مثلك أيها الصديق الحميم كلما تعرضت لبري كلما كنت قلما أفضل.

واعلم أيها الصديق دائما.. أن الجزء الأهم بك هو ما بداخلك، مثلي تماما، أهم شيء عندي هو ما بداخلي من أفكار ومعتقدات، أفكار تسعى لنشر المحبة والتسامح، وإعطاء الحقوق لأصحابها، لا كالتي يدعون إليها، أفكار قائمة على التضليل والكذب ونشر الفساد بغية تحقيق مطامع ومصالح شخصية، باسم أو تحت غطاء المصلحة العامة، نعم أيها القلم، عندي أفكار تنصر المظلوم وترفع الظلم عنه، وتعطيه حقه في المجتمع، لا أن يأخذ حقه ويعطى لآخر تحت غطاء الواسطة والمحسوبية، تعلم أيها القلم أن هنالك أناس محرومون من حقوقهم، تعلم أيها القلم أن هنالك أناس سلبت منهم فرحتهم، تعلم أيها القلم أن ابن الوزير وزير حتى ولو لم يفقه شيئاً، تعلم أيها القلم أن ابن الغفير غفير حتى ولو ملك العلم بأسره، وتعلم وتعلم وتعلم.....

وهنا أيها القلم، يقولون بان لديك القدرة على تصحيح أي أخطاء قد يرتكبها الآخرون، وبقيت أنا وحدي، أفكر واغوص في أعماق فكري هل لدي القدرة مثلك على تصحيح أخطاء الآخرين؟ هل أملك القدرة على تغيير الواقع ولو بجزء يسير؟ ولكن كيف؟ كيف لإنسان بسيط يخاف على لقمة عيشه أن يقول للظالم انت ظالم بعقر بيته، كيف أكون كما قال رسولنا الكريم، "خير كلمة حق تقال عند سلطانا جائر"، وان قلتها أيها الصديق أتعرف ماذا يحل بي، دلني.. أرشدني، الم اقل لك منذ البداية أنني أعيش عالم متناقض، متناقض بين أنا ونفسي، حاولت كثيرا أيها الصديق العزيز أن أكون مثلك كلما كانت ظروفك صعبه، تستمر بالكتابة. من اجل أن تترك دائما خطا واضحا وراءك مهما كانت قساوة الموقف، وها أنا صديقي أحاول الاستمرار دوما رغم قهري وصعوبة ظروفي، ولكن هل تعتقد بأنني سأنجح؟ كيف؟ كيف وكلما اختلي بك لنسطر أنا وأنت أجمل الكلمات والعبارات عن عالما خاليا من الفساد والرشوة والمحسوبية يتبادر إلى ذهني سريعا ماذا سيقول فلان، وكيف سيتعامل معي فلان، هل يطردني من وظيفتي، هل يحبسني لان صهره وقريبه فلان. أفهمت أيها الصديق لماذا لا يمكنني أن أكون مثلك. ولكن كلمة أخيرة أقولها لك، أعدك بأنني سوف أثور على كل القيم والمبادئ التي لا تأخذ بالحسبان حقوق الإنسان، سوف أثور على من يسمون أنفسهم بدعاة المصلحة العامة، سوف أثور على كل من لم يراعي الله في تصريف أموره، وأخيرا سوف أثور على نفسي أن لم تثور على من سبق...

ولنا لقاءٌ آخر أيها القلم....



#يوسف_عودة (هاشتاغ)       Yousef_Odeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب 1956م من وجهة نظر إسرائيلية
- تعليم العرب في إسرائيل
- حركة شاس ودورها في المجتمع الإسرائيلي
- المرأة العربية في إسرائيل


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يوسف عودة - أبن فلسطين وصديقه القلم