أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عزيز العرباوي - الكونغريس الأمريكي يرقص على إيقاع النفاق :














المزيد.....

الكونغريس الأمريكي يرقص على إيقاع النفاق :


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2100 - 2007 / 11 / 15 - 11:24
المحور: كتابات ساخرة
    


من الذي أعطى الحق للكونغرس الأمريكي ليشرع لدول أخرى ويفرض عليها أفكاره الشيطانية وهو أكبر تجمع يجيز الإبادة وجيش بلاده يبيد المسلمين في العراق وأفغانستان ؟ وما الذي يمنعه من سن قوانين ملزمة أو غير ملزمة لا فرق ، ضد الإبادة الشعبية للفلسطينيين كل يوم على يد الآلة العسكرية الهمجية لإسرائيل ؟ أم أنه لا يستطيع على الحمار فيتشطر على البردعة ؟ .

القانون الأخير الذي سنه الكونغرس الأمريكي والذي يندد فيه بمجازر الأتراك العثمانيين للأرمن في القرن الماضي وبالضبط ما بين سنتي 1915 و 1917 والتي يزعمون أنه ذهب ضحيتها – الإبادة – حوالي مليون ونصف مليون أرميني جاء في سياق سياسي خطير تمارسه الإدارة الأمريكية بتفويض من الكونغرس للضغط على دول الجوار العراقي لمساندتها على الخروج من ورطتها السياسية والعسكرية التي تعانيها في بلاد الرافدين . هذا القرار أو القانون الجديد لم يكن وقته جزافا ولا جاء اعتباطيا بل وراءه ما وراءه بعد نجاح حزب العدالة والتنمية في تركيا في الانتخابات الرئاسية وبعد اكتساحه للانتخابات التشريعية والبرلمانية وتمكنه من تأسيس الحكومة بنجاح منقطع النظير ، ونحن نعلم خوف أمريكا وحلفاءها من كل ما يمت بصلة إلى الإسلام ، وحزب العدالة والتنمية ذو مرجعية إسلامية محضة وبعيدا عن العلمانية بعده عن أمريكا ذاتها جغرافيا . هذا الخوف الأمريكي من خسارة حليف آخر بالمنطقة بعد زيارة أوردوغان الأخيرة إلى سوريا وتمكنه من الحصول على موافقة سوريا على مواجهة حزب العمال الكردستاني المطالب بالاستقلال وتكوين دولة مستقلة كردية تضم أكراد إيران والعراق وتركيا وسوريا ، يمكن من خلاله أن يخرج الكونغرس من صمته على تركيا وعلى بعض سياساتها بالمنطقة ، وجاء القرار والقانون المذكور كورقة ضغط على تركيا لإرجاعها إلى حظيرة الأمريكان .
التحالف الأمريكي مع الدول الأخرى ينبني على المصالح الاستراتيجية عندها وليس على مصالح الشعوب المستضعفة في العالم النامي والمتخلف كما تدعي دائما . والدليل على ذلك هو صمتها على إبادات تحصل يوميا بفلسطين ولبنان وعلى إبادات أخرى مارستها دول مستعمرة في القرن العشرين كإبادة الشعب الجزائري على يد الفرنسيين خلال الحقبة الاستعمارية التي دامت أكثر من 130 سنة بالتمام لبلد مسلم وعربي . وصمتها عن ما اقترفه الاستعمار الإسباني في حق مغاربة الريف والشمال خلال فترة استعمار إسبانيا للمغرب في القرن العشرين وقام بإبادة ممنهجة استعملت فيها كل الوسائل الممنوعة قانونيا وإنسانيا . ولا ننسى تورطها في إبادة العراقيين بعد احتلال البلاد سنة 2003 ولا زالت تحتله وتحصد المئات والعشرات من الضحايا الذين يسقطون يوميا وجعل العراق بلدا مفكك الأوصال ، بل دفعت كونغريسها الديمقراطي جدا إلى سن قانون لتقسيم العراق إلى ثلاث كانتونات سياسية ضعيفة لاستغلالها اقتصاديا وسياسيا وثقافيا . هذه هي سياسة أمريكا التي تحارب الدول الممانعة لها وتتحالف مع أخرى وذلك من خلال كونغريسها الذي يعطي لنفسه الحق أن يتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان ذات السيادة ويتناسى ما قامت به بلده أمريكا من فظائع في فييتنام حيث لا زال 8 ملايين شخص يعاني من تبعات تلك الحرب القذرة التي استعملت فيها أمريكا سلاحا بيولوجيا فتاكا أدى إلى تشويههم لا هم ميتون فيرتاحون من العذاب ولا هم أحياء طبيعيون يمارسون الحياة بكل تلاوينها .
إن أغلبية الشعوب في العالم الحر أصبحت جد متيقنة أن أمريكا وسياساتها لا يمكنها أن تكون صادقة وذات جدوى بحيث يصعب عليها أن تثق في سياسات ممنهجة من أجل استغلالها اقتصاديا وسياسيا وثقافيا . فلا يعقل أن تثق بدولة تندد بإجراءات وجرائم يكون وراءها مسلمون وتغض الطرف عن أخرى يكون وراءها غربيون وغير مسلمين . أليس في هذا الفعل ما يوضح بجلاء أن هناك سياسة للنفاق والكيل بمكيالين مع الشعوب في العالم كله كل حسب موقعه ؟ .
نستغرب فقط لوجود عرب ومسلمين من يبرر سياسات أمريكا وقراراتها ويمنحها صك الاعتراف بديمقراطيتها الغربية التي لم نر ولم نقرأ عنها من قبل . فهؤلاء إما أنهم يبيعون الوهم للشعوب العربية التي أصبحت لا تثق فيهم مطلقا وأصبحوا ينفخون في قربة مقطوعة بكلامهم المعسول هذا عن ديمقراطية أمريكا وحرية أمريكا وجمال نساء أمريكا ، وإما أنهم يردون الجميل إليها على ما قبضوه منها نقدا وعدا ، وفي الحقيقة فإننا نذهب في الاتجاه الأخير وإلا ماذا يفسر هذا التسارع إلى الدفاع عن أمريكا أكثر مما تفعل هي عن نفسها ؟ [email protected]
http://arbawi.maktoobblog.com



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة ..... : قصة قصيرة :
- هيفاء وهبي تؤمن على جسدها وأغنياء العرب يمولون :
- الشاعر والسماء
- - أول المنفى - مجموعة شعرية لعلي العلوي : استنجاد الموت والم ...
- أشهر حكومة في تاريخ المغرب :
- المثقف والإرهاب :
- التجديد الديني ومستقبل الإسلام :
- - مدين لقاتلتي بالحياة - لسعيد التاشفيني : نقد ... :
- الشبكة العلائقية العائلية وورطة عباس الفاسي : رأي :
- النفاق المشروع عند صاحب العصمة : شعر
- ” بيت لا تفتح نوافذه ” لهشام بن الشاوي :الرثاء المفعم بالألم ...


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عزيز العرباوي - الكونغريس الأمريكي يرقص على إيقاع النفاق :