أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - تركي البيرماني - تجويد التعليم الجامعي في العراق















المزيد.....

تجويد التعليم الجامعي في العراق


تركي البيرماني

الحوار المتمدن-العدد: 2095 - 2007 / 11 / 10 - 11:29
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لم تعد عملية تجويد التعليم الجامعي شعارا يرفع أو عملا عارضا وانيا بل أصبح ضرورة حياتية لجميع الجامعات في العالم من اجل بقائها واستمرار وجودها وقدرتها على الإيفاء بمتطلبات القرن الحادي والعشرين الذي تقف على أبوابه قرن ما فوق التصنيع قرن المنافسة الحادة في السلع والخدمات والمعارف والتقنيات والأسواق المفتوحة ورؤوس الأموال الجوالة وفي مقدمتها رأس المال البشري قرن تحول العالم فيه إلى قرية صغيرة هيمن عليه الأقوياء في مختلف المجالات المعرفية والتقنية.إن مثل هذا الواقع الحياتي الذي افرزه الانفجار المعرفي في مختلف الحقول والتخصصات وضع جامعاتنا إمام منافسة حادة غير مستعدة لها وهو امتحان شاق وصعب يثقل كاهلها إضافة لما تنوء بحمله من أعباء ثقيلة لا تقدر على تجاوزها.إن الدخول في مثل هذه المنافسة الجادة يتطلب وجود نظام جامعي قادر على تحقيق مخرجات عالية الجودة ذات مواصفات تنسجم مع المعاير والمواصفات التي تعتمدها العديد من الجامعات العالمية وبعكسه فان مخرجات جامعاتنا سيصيبها الكساد سواء في سوق العمل أو في صعوبة حصول الخريج على مقعد دراسي في جامعات تتبنى الجودة . إن جامعاتنا ستجد نفسها في المستقبل القريب إمام كساد بضاعتها( خريجيها وشهاداتهم) ولكي تتجاوز هذه المعضلة لابد لها من تبني سياسة الجودة والتخلي عن السياسة التقليدية السائدة سياسة بنك المعلومات والمدرس الملقن والإداري السلطوي المشخصن للعمل والطالب الإمعة والمؤتمت. إن تحقيق هذه الأهداف يتطلب وجود نظام مؤسساتي يعتمد فلسفة الجودة وقادر على تحقيق أهدافها من خلال النظر إلى الجامعة كنظام وجزء من نظام وان الهدف الأساسي لهذا النظام حفز عناصره ومكوناته على العمل كفريق متعاون من اجل تحقيق الجودة. علما إن الجودة بالمفهوم الحديث لا تعني جودة المخرج ومطابقته للمواصفات المعتمدة فحسب بل هي عملية شاملة تكاملية مستمرة تبد أ بالمدخلات ولا تنتهي أو تقتنع بجودة مخرجاتها بل تعمل على تطويرها وتطوير النظام باستمرار من اجل تحقيق الجودة. إن مفهوم الجودة هذا يضعنا إمام التساؤل التالي: هل العمل على تجويد التعليم الجامعي بالمفهوم الحديث للتجويد ترفا فكريا في المرحلة الراهنة أم ضرورة حياتية لبقاء الجامعات واستمرار وجودها؟ من وجهة نظري إن البحث عن الجودة في وضعنا الراهن ترفا فكريا وعبئا مضافا لا تقدر الجامعات على تحقيقه. إن الحديث عن تجويد التعليم الجامعي وتحت وطأة الظروف الخانقة التي تعيشها الجامعات تنطبق عليه مقولة علي شريعتي من يقدم المهم على الأهم يستحمر مواطنيه هل نحن بحاجة إلى مزيد من الاستحمار؟ لأاعتقد ذلك لدينا ما يكفينا ويزيد ليصل إلى مجاورينا. ليس من الإنصاف بشيء دفع جامعاتنا إلى تبني سياسة تجويد التعليم التي تعتمد معاير ومواصفات عالمية ومنافسة مؤسسات تربوية أرست أسس علمية للعمل المؤسساتي منذ مطلع القرن العشرين في حين تعيش جامعاتنا فكرا وممارسة ما قبل الثورة الصناعة.إن محاولة تقليد الكبار من خلال تبني فلسفتهم للجودة كمن يقتفي مقولة ملكة فرنسة لجياع شعبها المطالب بالخبز _كلوا كيك أفيد لكم وأكثر صحة_ لا احد يجادل بأهمية وفائدة الجودة في مجال التعليم وخاصة في مجال التعليم العالي بل هناك أولويات والمخطط العلمي يقدم الأهم على المهم ولدينا أولويات كثيرة يجب تحقيقها قبل التفكير بتجويد التعليم إن التعليم العالي يواجه مشكلات كثير افرزها نظام دكتاتوري في مقدمتها سياسة التجهيل والتغريب التي يعاني منها التعليم بشكل عام والتعليم العالي بصورة خاصة والتي تتطلب حلولا جذرية قبل التفكير بتجويد التعليم ومنها:
1- سيادة الفلسفة التقليدية في كل محاور العمل الجامعي والتي أفرزت الإداري السلطوي والمدرس الملقن والطالب المؤتمت ومناهج أكل عليها الدهر وشرب وتسهم إسهاما كبيرا في تعميق أزمة التلقين والتبشير وفي تسيج عقول طلبتنا وتسهم في عقمها الفكري مناهج لا تميز بين الجانب المتيافيزقي والعلمي وأبنية ومكاتب ومختبرات متآكلة والعديد من الكليات لا توجد فيها دورات مياه وان وجدت فهي غير صالحة للاستعمال
2- نظام إداري يعتمد نظرية الكل بالواحد ويشخصن العمل ويسيج نفسه بماسحي الأكتاف. ناهيك عن الفساد الإداري والمالي وانتشار الشللية والمحسوبية ويؤمن بإدارة التسيير لا التطوير
3- سيادة ظاهرة المدرس الملقن في حين تتطلب جودة التعليم وجود تدريسي على درجة كبيرة من الكفاءة الأكاديمية والإدارية والمهنية والقيمة
4- اكتظاظ الصفوف بالطلبة حتى يصعب على الجامعة استيعابهم وتوفيرا ابسط مستلزمات التعلم وليس البحث عن جودة التعليم
5- ضعف البنية المعرفية للجامعات المتمثلة بما يلي :
أ‌- قلة المراجع والمصادر العلمية الحديثة وصعوبة الحصول عليها
ب‌- اغلب البحوث والدراسات والرسائل الجامعية وصفية لا تقدم حلول عملية تطبيقية ولا يمكن الإفادة منها في التخطيط والتطوير
ت‌- عدم وجود مراكز حقيقية للتطوير والتدريب وان وجدت فهي دون المستوى المطلوب
ث‌- وجود إعداد كبيرة من التدريسيين الذين يتصفون بالأمية الوظيفية
ج‌- أساليب التقويم المعتمدة تنقصها الموضوعية والشمولية والموثوقية
6- قلة الموارد المتاحة المادية والبشرية وضعف القدرة على توظيفها توظيفا منتجا
7- شخصنة العمل في كل عناصر ومدخلات وإجراءات النظام الجامعي
8- ضعف دافعية الانجاز لدى الإداريين والتدريسيين والطلبة
إن الجودة بمفهومها الشمولي تتطلب في المقام الأول تجاوز المعوقات أعلاه ليس هذا فحسب بل تتطلب أيضا توفير مستلزمات الجودة منها :
1- تبني فلسفة للجودة فكرا وممارسة والتعامل مع مفهوم الجودة كنظام شامل وتكاملي وان جودة المخرج تعتمد أساسا على جودة هذا النظام بكل عناصره ومدخلاته واجراءته
2- وجود أهداف للجودة واضحة ومحددة وقابلة للتطبيق وعلمية في أسس بناءها واختيار مصادرها
3- تبني سياسة تعليمية قادرة على تحقيق الجودة منسجمة مع فلسفتها وأهدافها
4- وجود إدارة للجودة تتصف بعقل دينامي ناقد قادر على تهيئة متطلبات الجودة ويحسن استغلالها وتوجيهها الوجهة المنتجة ويمتلك القدرة على التحفيز وتحسين الأداء من خلال العمل الجمعي التعاوني المؤسساتي وبالتالي قادر على وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وقادر على خلق مناخ يساعد على التجويد المستمر
5- شفافية العمل المؤسساتي ووضوح أهدافه وإجراءاته لكل العاملين في الجامعة
6- وجود مناهج دراسية مبنية على أسس علمية قادرة على تحقيق الجودة
7- وجود هيئة تدريس تتسم بالكفاءة الأكاديمية والمهنية والقيمة
8- وجود مؤسسات للتدريب المستمر قادرة على تطوير كفاءة أداء العاملين في الجامعة
9- إرساء أسس علمية للبحث العلمي وللدراسات العليا قادرة على الإسهام في تجويد التعليم وتطويره وربطه بسوق العمل
10- توفير الأبنية الجامعية القادرة على الإيفاء بمتطلبات الجودة بدأ من غرفة الصف والمختبر والمكتبة وغرفة التدريسيين ...الخ
11- التحرر من المركزية الخانقة من خلال العمل الديمقراطي التعاوني الميداني
12- بناء نظام للتقويم يتسم بالعلمية والموضوعية والموثوقية والشمولية
وأخيرا رحم الله امرئ عرف قدر نفسه



#تركي_البيرماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النتائج الكارثية للمحاصصة على التعليم في العراق
- القيادة وامن المجتمع
- المعلم وتقنيات المواجهة
- الجامعات العراقيه الواقع والطموح
- التعليم غير قابل للمحاصصة
- تصورات لمعالجة هجرة الكفاءات


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - تركي البيرماني - تجويد التعليم الجامعي في العراق