أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبلة درويش - لآلئ تتصدر جلسات المحاكم الاخلاقية في رام الله














المزيد.....

لآلئ تتصدر جلسات المحاكم الاخلاقية في رام الله


عبلة درويش

الحوار المتمدن-العدد: 2095 - 2007 / 11 / 10 - 07:23
المحور: الادب والفن
    


تتلألأ على حافات الرصيف وترتسم على الوان الطيف وسط مئات الاسئلة والردود، تلك بيضاء واخرى سمراء واخرى حنطية، بين متدينة محجبة واخرى تطلق العنان لتسريحة شعرها وبنطالها الضيق، تتدافع النساء على بسطة للمناديل "الشالات" على احد شوارع مدينة رام الله.

بصوته الهادئ، كان الشاب معتصم يعلن تنزيلاته الكبرى على الشالات ويصدح مبتسماً: "أحلى شغل هادا، كل البنات الحلوين بيجوا عندي".

بدا الشاب ببشرته التي امتصت كل حرارة النهار منهكاً قليلا يتكأ على وجبة غداء سريعة لعلها تمنحه طاقة الوقوف وقتاً أطول على رصيف البيع.

من بين سيارات تنطلق الى شمال الضفة وعلى رصيفها الايمن حط بمعروضاته في قلب ساحة ضيقة بعض الشيء. اعترف معتصم أنه خرج الى سوق العمل منذ أربع سنوات بعد انهائه الثانوية العامة، لمساعدة والده في اعالة العائلة المكونة من ثمانية افراد، واختصر موقفه بايجاز أن الغلاء وسوء الاوضاع الاقتصادية كسرت حلمه باستكمال التعليم.

" خليهن ينسترن" كان رده الاول على سبب شراء الشالات من قبل النساء مشيرا: "ان بيعها قد ازداد وبصورة كبيرة في السنوات الأربع الاخيرة، بالمقارنة مع ما كنت اسمعه من والدي، اضافة الى انتشار موديلات وانواع مختلفة ومتنوعة الامر الذي اضطرنا الى ملاحقة الموضة ".

على حافة الرصيف المحاذي للبسطة، حيث الضوضاء واصوات العمال والعاملات والحافلات، بين " وين رايح... واخر راكب"، يرتكز العجوز "ابو خليل" على حائط احد المحلات الملاصقة، متابعا حديثنا مع بائع الشالات.

فلم ينتظر كثيرا وأبدى رأيه في الحوار بلغته البسيطة:" الوضع الاقتصادي وغلاء تكاليف الزواج وزيادة العاطلين عن العمل زادت من نسبة "تسكع" الشبان في الشوارع، ما لزم ارتداء الفتيات للملابس الشرعية الاسلامية منعا من زيادة الفتنة وانتشار سوء الاخلاق بينهم وبين الفتيات، فالشباب يلاحقون اكثر الفتيات اللواتي يلبسن الملابس الضيقة وما يتبعها، في ظل غياب كبير للامن واجهزة الامن، وبصراحة لو بدي اجوز ابني بفتشلوا على بنت ترتدي الحجاب والملابس الشرعية" .

أكد ابو خليل ان نظرة المجتمع يجب تحكم على سلوك الفتيات وليس نوع الملابس، هناك من يعادي من لا ترتدي الحجاب علماً ان اللباس لا يحكم على شرف واخلاق الفتيات، أخلاق الفتيات بقيمها وليس بملابسها".

وخلال تجوالنا في شوارع المدينة وقلبها التجاري تتناثر احاسيسك بين تلاوة عطرة للقرآن الكريم من احد المحلات وبين بائع للعطور تقاطرت النساء على بابه، ومقاه احتلها رجال وهم يحتسون قهوة الظهيرة في مقهى يعلو من قلبه صوت المذياع، وفتيات يتسارعن لشراء الخضار، وطبيبة علق مفتاحها في قفل باب العيادة، واخرى تطلب المساعدة وطالبة منزعجة فاتتها حافلة الجامعة.

حقيقة تجد النساء بنسبة اكبر في الشوارع يتراكضن، ولكن كل ساعات العمل وتربية الاطفال والتعليم والنجاح والدخل الجيد لم يشفع لهن في غالبية الحالات من الاحترام من المجتمع ونظراته، او تعليق من نساء ورجال على لبسها او استخفاف بكرامتها، واقوال كثيرة منها " الله يلعن ابو الي رباها، لا ترتدي الحجاب".

هل بات الحجاب هو شرف المرأة ومصدر الحكم عليها بالخلق او عدمه، ام ان النساء في العقود الماضية اللواتي ارتدين التنانير القصيرة والملابس الضيقة كن بلا اخلاق ولكن يبدو اننا نعش في مجتمع غريب الاطوار فقد موازين حكمه، ليتصدر الحجاب جلسة الحكم على شرف المرأة واخلاقها.

فهل ستهييء الايام القادمة ظروفاً أفضل ترتدي فيه النساء ما يحلو لهن دون أحكام مسبقة؟ حتى ذلك الحين هل ستتغير ثقافة المجتمع في النظرة الى الفتاة غير المحجبة؟



#عبلة_درويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف أرسمه يا قلم؟!
- انتظرك هناك يا حبيب
- اليك يا حبيب:عندما يأتي المساء
- الصحافة الالكترونية:
- -الكندرجي- ابو موريس.. حكاية 58 عاما بين المطرقة والسندان .. ...
- -بيت ريا-..عين ماء تملأ الارض خضرة والسماء زقزقة باحلام العص ...
- قصة - الاحتلال يحكم بالسجن مدى الحياة على كنيسة في بيت جالا
- المرأة الفلسطينية مسألة الحقوق
- عرس صوري عن بعد في مخيم الدهيشة .. لمبعد اطفأت -التنفيذية- ف ...


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبلة درويش - لآلئ تتصدر جلسات المحاكم الاخلاقية في رام الله