أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جاسم الحلفي - حتى يعودو ...














المزيد.....

حتى يعودو ...


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2094 - 2007 / 11 / 9 - 12:38
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


تعتبر أزمة اللاجئين العراقيين (أسرع أزمات اللاجئين تصاعدا في العالم) كما وصفتها المنظمة الدولية للهجرة. وقد أشارت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الى أن العراق (سجل أكبر موجة نزوح في الشرق الأوسط منذ إنشاء دولة إسرائيل عام 1948). وشكل ارتفاع أعداد اللاجئين بنحو 2000 فرد يوميا حسب تأكيدات منظمة العفو الدولية، بما يعكس جسامة المشكلة التي تعد من اكبر المشاكل التي تواجه العراق، سواء كانت بأبعادها الإنسانية والاجتماعية، أم في ما تخلفها من تداعيات خطيرة، تنعكس سلباً على أوضاع البلاد الداخلية والخارجية.

وتنبغي الاشارة إلى أن الأسباب التي أجبرت الملايين على ترك بيوتهم وأعمالهم، هي أسباب معروفة للجميع، تجدها متشابهة إلى حد غير قليل في قصص المهاجرين والمهجرين المؤلمة، لكن في الاستماع إلى التفاصيل المروعة لكل قصة، يكون الألم اشد، وحين تنظر للمعاناة وقساواتها يتلاشى عندك الفرق بين المهاجرين والمهجرين.
وحينما نسمع بان بلدانا عربية تشدد الإجراءات للحيلولة دون دخول اللاجئين العراقيين أراضيها، وتضع عراقيل عديدة أمام إقامتهم، نسمع أيضا ان هناك محافظات عراقية تمنع دخول المهجرين من محافظات أخرى إليها.

والمهجر (سعيد الحظ!) الذي يتمكن من النفاذ مع عائلته إلى تلك المحافظات، سرعان ما يواجه صعوبات حياتية قاسية تبدأ من العراقيل التي توضع أمام دخول الأطفال الى المدارس، مرورا بعدم الحصول على مواد الحصة التموينية، إضافة الى ارتفاع أجور السكن، وغياب فرص العمل، وأخيرا اضطرار أعداد غير قليلة للعيش في مخيمات مؤقتة على هوامش المدن. ويمكن الاشارة على سبيل المثال لا الحصر الى تقرير منظمة تموز للتنمية الاجتماعية حول مخيم قرية خازر الجديدة، الذي أشارت فيه الى (عدم توفر مواد الإغاثة المهمة التي تكفل المتطلبات الأساسية للحياة من مواد غذائية وماء صالح للشرب وباقي المستلزمات الحياتية الأخرى). كذلك مخيم كاردسن الذي هو واحد من عدة مخيمات للاجئين شيد على ارض مهجورة تلتهب صيفا، بينما تنخفض درجة الحرارة فيها تحت الصفر في منتصف الشتاء.

وحينما تشير الأخبار الى ان هناك أعداداً غير قليلة من العوائل المهجرة عادت فعلا الى بيوتها، يتبادر إلى الذهن، ان سبب ذلك يعود الى التحسن النسبي في الوضع الأمني. ربما يكون الامر كذلك، لكن هناك عوامل أخرى، قد تكون أكثر تأثيرا في عودة تلك العوائل الى مناطق سكناها، ويمكن إيجازها بالصعوبات غير القليلة التي تقف حائلا دون ان يجد المهاجرون ابسط مستلزمات الحياة الطبيعية، والإجراءات الإدارية المعقدة التي يصطدمون بها في بلدان اللجوء، وتكون أحيانا أقسى، في لحظة ما، من الظروف التي دفعتهم الى الهجرة!.

ان مشكلة المهاجرين والمهجرين هي مشكلة كبيرة تواجه الدولة العراقية. فالأسباب التي دفعت الملايين الى الهجرة، ومهما اختلفنا في تحديد جذورها وتشخيص المسؤول عنها، وتباينت الآراء بصددها، تبقى خطيرة. لذا يتعين على الحكومة ان تخطو خطوات كبيرة، وبمستوى المشكلة ذاتها، وان لا تترك هذه الملايين الى مشيئة الأقدار، وان تنطلق الخطوات التي ينبغي اتخاذها، من مسؤولياتها وحرصها على هذه الملايين من أبناء شعبنا. فبينهم النساء والأطفال، وهؤلاء أحوج ما يكونون الى المساعدة والدعم، وليس في ذلك منة او فعل خير، بل هو واجب وطني مقدس. كما تنبغي الاشارة الى الكفاءات العملية والإدارية والفنية، المهاجرة وتأمين سبل عودتها بتوفير المستلزمات الممكنة، وهي طاقات لا يمكن بكل الأحول التغاضي عن أهميتها لما تشكل من ثروة وطنية كبيرة.

فهل يكفي صرف مليون دينار عراقي فقط، لعائلة هاجرت بعد ان فقدت الكثير من مدخراتها، كي تعود؟!



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفسدون... في البطاقة التموينة
- الدور المرتقب للعشائر المسلحة
- الحل يكمن بعيدا عن الاجتياح العسكري
- الحكمة تتطلب حشد جهود المخلصين
- الطريق نحو انفراج الازمات
- مقترح قانون التوازن، تجسيد للطائفية
- نحو حوار وطني شامل
- التسامح والمصالحة لا تعني العفو عن القتلة والمجرمين
- حكومة الوحدة الوطنية الى اين؟
- الجيش العراقي وتأخير تسليحة
- اعداد قواتنا المسلحة مهمة وطنية
- المشروع الوطني الديمقراطي ..مشروع لاستقرار ونهضة العراق
- كلمة في المؤتمر الرابع لانصار الحزب الشيوعي العراقي
- ثمة خيار اخر
- المشروع الوطني: نكبر به ام نكابر عليه؟
- السلم الأهلي .. وليس المزيد من السلاح
- نحن والقائمة العراقية الوطنية
- تلوث مياه الشرب...ارهاب اخر!
- قبل فوات الاوان .....!
- حراك سياسي... لتأمين الخبز والعمل!


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جاسم الحلفي - حتى يعودو ...