أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - توازن القطاعي في النظام المعرفي العراقي..!!















المزيد.....

توازن القطاعي في النظام المعرفي العراقي..!!


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2094 - 2007 / 11 / 9 - 09:48
المحور: الادب والفن
    



من مظاهر الاشكالية في الحياة الثقافية هو عدم التوازن القطاعي في النشاط المعرفي. أي أن نسبة ما ينتج في مجال معرفي لا يتناسب مع ما ينتج في مجالات المعرفة الأخرى، وإذا كان ذلك – بالمنطق الاقتصادي - يمثل بوادر أزمة اقتصادية هيكلية تقتضي معرفة أبعادها وتجلياتها، فهي في المجال الثقافي لا تقل خطورة في آثارها الراهنية والمستقبلية على مسيرة الثقافة والعقل الوطني. لكن السؤال هنا من الذي يستقرئ ويحدد وجود ومستوى تينك الموازنات من عدمها. والجواب المباشر هو / محدد لمعدل ثقافة أمة وتخلّفها. ان لعبة كرة القدم لا تجوز من غير مراقبي خطوط ومحكمين؛ والعملية السياسية لا تصحّ من غير وجود هيئة رقابة برلمانية وصحافة حرة؛ وسلامة الأداء الاقتصادي تعتمد على مجلس رقابة وتخطيط اقتصادي، والعملية التعليمية تسير في ظل وجود تفتيش ومتابعة وتقييمات دورية؛ فأين هي الثقافة والآداب من كل ذلك. بعبارة أخرى، أننا اليوم في حمأة الحديث عن الدمقراطية والاصلاح السياسي والاجتماعي والديني وزيادة فسحة الحريات، لا تزال ثقافتنا تعيش – من ناحية الادارة والمنظومات – في مرحلة بدائية لا يضاهينا فيها إلا من هو في تخلفنا ومستوى ضياعنا بالمفهوم العام. ان تراجع حركة النقد الأدبي، وفي سياق منسجم مع حركة تراجع الواقع الاجتماعي والانحطاط السياسي وفوضى الاقتصاد، مؤشر على أهم أمراض ثقافتنا. نقول أمراض لتجسيم وتجسيد أثر مغزى وخطورة هذا التراجع أو الغياب على الصعيد العام والخاص، الراهن والمستقبلي. ونحدد الثقافة، لأنها خلاصة النشاط الفكري للأمة وذروتها الابداعية التي تنعكس آثارها على الحركات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وأنه ما من أمة عرفت طريق التقدم بثقافة متخلفة، وما من بلاد ارتفعت في مدرج الحياة الانسانية والعصرنة بدون تراكم ابداعي، لا يقل عن التراكم المادي/ المالي في التطور الاقتصادي وتحقيق المشاريع الطموحة. وعندما ننظر إلى مظاهر التخلف والفوضى والقصور في جوانب حياتنا، فالسبب يكمن في قصور الجهد الفكري والثقافي، سواء في جانب التأسيس المعرفي والتربوي، أو تجلياته الفكرية والابداعية.
*
الخلفية الشفاهية
جملة المرجعيات الثقافية ومقوماتها العربية قبل أن تنقسم في المرحلة البلدانية خضعت لآليات بدائية شفاهية غير تدوينية وعقلية غيبية غير مادية وبيئة اجتماعية محصورة ومحكومة بعوامل الكبت والمسخ والتنابز أكثر من أي شيء آخر. وكل هاتيك لا تصلح أساساً ولا تحمل بارقة أمل على الصعيد الفكري الفلسفي والرؤيوي العام. وفي ضوء تخلف المنظومة البنيوية العامة وعدم انسجامها مع الرؤية الابداعية، لا يبقى لنا غير المفردات القليلة التي أمسكت بنار الحقيقة واختارت التمرد على السياقات الفكرية العامة لتضع خطوطاً أساسية يمنح الأجيال اللاحقة فرصة التواصل معها وقيادتها إلى آفاق جديرة بتصحيح المسارات التقليدية السائدة. ان تساؤل عنترة في مطلع معلقته وتساؤل الحسن ابن هانئ (قل لمن يبكي..) وسلسلة طويلة من التجارب التي تقصدت الخروج على النمطية الشعرية التقليدية استغرقت ألفي عام لتتبلور في حركة الشعر الحرّ أواخر الاربعينيات وبداية الخمسينيات، بينما كانت التيارات الأدبية والفكرية تتوالي في أوربا في غضون القرن الواحد لتفرز كل موجة بوادر الموجة التالية وبالشكل الذي أغنى العملية الثقافية الأوربية وانعكس على الثقافة العالمية ليرفعها من سباتها إلى دكة الحضارة. في هذه النقطة، نتذكر أرسطو وأفلاطون، نقدة وفلاسفة أرسوا قواعد الفكر والثقافة والآداب والفنون التي قدمت ثمارها الانسانية لاحقاً. فالمرجعية الأوربية مرجعية فكرية نقدية، بينما مرجعيتنا شعرية نمطية؛ المرجعية الأوربية تدوينية واضحة ومرجعيتنا شفاهية متذبذبة؛ المرجعية الأوربية واقعية مادية موضوعية ومرجعيتنا غيبية مثالية أسيرة المبالغة. هذه هي أبرز المفترقات والعوامل التي تبعد المنجز الثقافي العربي الذي لا يزال ينطنط بمبادئه السلفية عن المنجز الأوربي وتجلياته الانسانية. إذن إشكالية المرجعية هي أبرز معوقات حركة الفكر العربي وقوى سحبها نحو الخلف. ومن غير العمل الجاد على بناء وتطوير منظومة مرجعية تحتكم إلى المغايرة والتعامل الواقعي المباشر مع الحياة سيبقى الانتاج الثقافي العربي مجرد اجترار وتقليد ونمطية جامدة لا تقدم ولا تؤخر، وتفتقد آلية التأثير في الحركة الاجتماعية والسياسية كما كانت دائما ولا تزال.
*
أحادية القطاع.. أحادية التفكير
ليس التنوع ظاهرة ملموسة في الحياة العربية. على صعيد الثياب الرجالية الأبيض هو السائد وبطراز معين، وللنساء الأسود، والطعام متشابه لا يتغير إلا في المناسبات غير الاعتيادية. العلاقات الاجتماعية محددة وثابتة، والناس متشابهون في معظم الأشياء، حتى في الخصائص الموفولوجية في نطاق التعامل داخل القبيلة والعائلة. البرامج اليومية متكررة والصلوات متكررة و لا مجال للاجتهاد أو التغيير. وتؤدي صفة المشاركة الجماعية الخارجة عن الضرورة إلى حالة من الجمود والعبودية في العقل الباطن. الصغير يقلد الكبير، والفقير يتملق الغني، والبنت على سرّ أمها، والولد على سر أبيه، وثلثين الولد عالخال، والشعوب على دين ملوكها، ومقولة (كل من خرج على الأمة وهي جميع لأضربن عنقه)، أفكار ومبادئ ومعتقدات، جمدت الحياة وحصرتها في قوالب وخانات، الالتزام بها طريق للحظوة والقبول الاجتماعي تبوأ الشرف والمكانة.
من أين يأتي الاختلاف ويتولد التغيير؟..
عندما يكون الاستنساخ ثقافة المجتمع، والتغيير بدعة وصبأ، ودين الآباء والأجداد مقدس ومصون، فليست الحياة غير اجترار وتكرار وتشابه يولد السأم والسقم. يم تدريب الطفل - ولد أو بنت- منذ السنوا الأولى على اتقان أدوار المستقبل.
البيئة العربية ذات لون واحد والبيت العربي ذا طراز متشابه، والانفتاح على الخارج والآخر محدود ونادر، واللغة والدين والعمل متشابه داخل الجماعة، العاملون في الصيد جماعة كاملة ويتبعون المذهب الفلاني ويتحدثون لغة كذا وما الى ذلك من ثياب وأطعمة. وفي جماعة الرعي أو القنص أو الزراعة على غرار مشابه. الغريب في هذا المجتمع منبوذ، والاختلاف محتقر. فمن أين يولد الاختلاف، ومن يجرؤ عليه؟..
*
السهولة والاستسهال
لكل حالة وجهان: توليد أو تقليد. انتاج أو استهلاك، انتاج مادي وانتاج غير مادي. وفي ضوء ذلك يتحدد الطرف الايجابي في الحياة والحضارة والطرف السبي أو الطفيلي الاستهلاكي. والطابع العام في مجتمعاتنا هو أرجحية البداوة على التحضر والاستقرار (الزراعة)، وسيادة العمل الزراعي على العمل الحرفي، والعمل الحرفي اليدوي على الألي، والاستهلاكي على النمط الانتاجي. والقاسم المشترك بين هذه المعادلات هو سهولة العمل أو استهلاله واعتماد التلقين والتكرار على التفكير والاجتهاد، والميل للأمان على المجازفة. و(عدو تعرفه خير من صديق لا تعرفه). الخوف حاضر في تلافيف الحياة العربية، كسمة من سمات الاتصال المباشر مع الطبيعة ومواجهة تقلباتها المفاجئة. خاصية الخوف واحتراز أمام الآخر، أمام الدين، أمام الغريب والجديد، وبالتالي رفض التغيير والاضافة والاختلاف. (إنا وجدنا آباءنا على ملة، وإنا على هديهم لسائرون).
للخوف من الطبيعة وتقلباتها تناصاتها الذاتية مع الشخصية الانسانية، فاتحاد الانسان مع الطبيعة يجعله يتخذ صفاتها وخصائصها، والتقلب المفاجئ لظواهر الطبيعة هو ررديف التقلبات المزاجية (الانفعالية) للنفس البشرية. الانفعال سطحي وسريع ومفاجئ وهو يصدر من العاطفة والشعور غير خاضع للعقل والتأمل والتمحيص، وهو حالة الشعر وصفة القصيدة التي تتفاوت بين التطرف في الحب إلى التطرف في البغض، او المدح والفخر والاستهجان.
وللشعر والانفعال بأثر تينك العوامل والظروف طغيان في حياة العرب، يقابله حرمان ونقصان في فنون النثر والعقل والدراسات. ان فداحة هذه الحالة، لا تكمن في ااطارها الزماني والمكاني وانما، تمكنها من العقل لباطن، بحيث استمر طغيانها رغم تراجع ظروفها وتغير واقع كثير من مجتمعات العرب وبيئاتهم وطرز حياتهم. بل عجزهم عن الانفلات من أسر العقل الباطن وثقافة الصحراء والقبلية رغم وجود جاليات كبيرة منهم في بلاد الغرب. فاستمرت آليات التفكير والانفعال كخصائص سيكولوجية بنيوية عقلية غير منقطعة عن الجذور وبلد المنشأ.
*
ثقافة العراق وعقلية القبيلة
العراق بلد الشعر والشعراء. عراق الفراهيدي وابي نواس والمتنبي والرصافي والجواهري ولبياتي والسياب وسعدي وسركون.. عراق الاحتراق بنيران القبيلة وثارات الطوائف ومقاصات المقايضة والوشايات. هذه الأرجحية أو الأفضلية ليست غير وجه قاتم للتشكيلة القبلية والعشائرية والمذهبية للمجتمع العراقي. وهو مجتمع لم تعمل الكوارث والاحتلالات وحكومات الاستبداد أن تصهره في بوتقة وطنية متماسكة منسجمة مع نفسها، لا تتمكن منها الأغراض الخارجية والثغرات المحلية بسبب الثارات والمصالح الفردية الضيقة. الوضع السياسي غير المستقر، يقابل مجتمع متشظي تحت عناوين متعددة، وثقافة انفعالية يحكمها المزاج والتفاعل اللحظوي. الدراسة الرصينة بحاجة على استقرار ذهني ونفسي والرواية بحاجة طمأنينة المكن والمعشة واستقرار الفكر والحريات. إذا كان الاستبداد يدفع الاتجاه العام للنشاط الثقافي والاجتماعي للنفاق والتملق والتورية أو التقية، فان اسامرار توقع التغيرات السياسية يدفع إلى التراجع أو تجنب نقاط الحساسية أو الجوهريات أو امساك العصا من المنتصف. فيقال أن الجواهري كان يعدل بعض كلمات مديحه القديم ليعيد تقديمه في ظرف جديد، فالأمر لا يتغير كثيرا، ولكنه غير مستقر ألبتة. واليوم يختلف عن أمس.
*
الطرف الثالث بين المنتج والمستهلك
أن تفسير وجود شخص/ هيئة ثالثة سيتعرض للاساءة في طريقة أنماط التفكير التقليدية، وسينسحب كثير من منها إلى صيغة وزارات الثقافة ودورها البوليسي والكليروسي في حراسة مبادئ نظام وقيم مقدسة، وما تنتجه وأنتجته من ركامات ثقافة رسمية صفراء وقوافل مثقفين جنود وتابعين لربّ المال، ومثقفي شتات ومضطهدين. وجود هذه الآلية ارتبط دائماً بوجود فسحة الحريات. ولا يمكن تصور وجودها وفعاليتها خارج إطار الحريات الاساسية والدمقراطية الحقة. العملية النقدية هي عملية تشريح فكري واجتماعي أو تفكيك ثقافي ، تقود إلى حلقات تصادم مع النظام العام، سوف تنقلب وبالاً على صاحبها بدون ضمانات دمقراطية ودستورية. كما يرتكز عمل المؤرخ الأدبي إلى قواعد الاتزان والموضوعية وتنكب المسؤولية التاريخية، وليس الفوضى وتنفيس كبوتات نفسية أو أيديولوجية. من جانب آخر لا يستهان بجانب من أعمال البحث والتأليف عن غيرها. لأن العمل المعرفي كل متكامل ولا ينمو كله بدون اتقان أجزائه وجوانبه. فالتاريخ والأرشفة عملية نقدية ضمنية، مقدمة لعمل الناقد الأدبي المختص. وهي الأخرى تتصادم بمشارط المحاباة والولاءات الضيقة خارج دولة القانون والحريات.
*
العسس و الاقطاع الثقافي
تعرض عدد من أدباء العراق (مثلا)، للاقصاء والتغييب من الدراسات النقدية والمتابعات الصحفية لمجرد وجودهم خارج ولاءات النظام أو خارج العراق. مما أخلّ بالقيمة العلمية والأدبية لتلك الدراسات التي ظهر بعضها في كتب وانضوى غيرها في اطروحات جامعية ترتبت عليها درجات أكادمية علمية. فترة السبعينيات العراقية أنتجت فرقة نقاد دولة يمارسون عملهم الأدبي الانتقائي وفق مشارط النظام ويحصلون على مبتغياتهم المادية والأدبية. ولم يخطر لأحدهم الاعتذار للتاريخ الثقافي أو زملائه الأدباء عن ذلك. وتشخيص هذه الحالة لا تنفصل عن محرري صحافة دولة حريصين على حذف اسم أي أديب مهاجر أو غير موالي للنظام. فلا غرو ان تبلغ العملية النقدية من السماجة والهراء أن تدفع ببعض الممارسين لها إلى الصمت أو الاهتمام بمجالات أخرى غير مباشرة أو الالتحاق بركب المهاجرين.
*
مقاربة في ثقافة العراق ..
ضمن هذه الأجواء نرى توقف جهود عبد الاله احمد في أرخة المدونة السردية العراقية وانكفاء اسماء نقدية عريقة مثل محمد مبارك وشجاع العاني في مجال القصة بينما ترسخت اسماء أخرى كنقدة شعر وقصة أمثال المثلث النقدي طراد الكبيسي ومحمد الجزائري وياسين النصير وأسماء أخرى تحت يافطة خبراء في دائرة الرقابة على المطبوعات ضمت حشداً هائلا ً من أسماء أدبية وأكادمية ونقدية من أجيال مختلفة. ولا يمكن القفز عن أسماء نقدية أخرى اخترقت مجال الصحافة الثقافية وقدمت خطاباً مميزاً أمثال محمد حاتم الصكر ومحمد صابر عبيد وطاهر عبد مسلم وغيرهم. وكما كانت فترة التسعينيات فاصلة نوعية في التاريخ العراقي والثقافة العراقية فقد هاجر عدد كبير من الأدباء والنقاد وأتباع الاعلام الرسمي، وفسح غيابهم المجال أمام تبوّأ طبقة الأدباء الشباب سدّة المراكز الصحافية الاعلامية والثقافية ناهيك عن أسماء جديدة في مجال النقد الأدبي. يبقى أن المدونة النقدية العراقية المتزنة والأرشفة الأدبية الموضوعية عانت غياباً مجحفاً تحت ظل الدكتاتورية. ولك يستفد النقاد العراقيون من ظروف الخارج لسدّ النقص ومعالجة الخلل الراكس خلفهم، واندفع بعضهم لمحاباة البلدان المضيفة ونشر دراسات وكتب نقدية وأدبية عنها مثل اليمن والسعودية والأردن والامارات وليبيا وتونس. مما لا يدخل في صميم المدونة النقدية العراقية وربما مدونة تلك البلدان كذلك. وبذلك أضاف أولئك إلى غياب ثلاثة عقود جهداً مضاعاً استغرق منهم الكثير من الوقت والفكر مما لو خدموا به بلادهم قدّم إضافة وأصلح خللاً.
*
نظرة للأمام
من الأسئلة المحيرة في عراق يعتبر بلد الشعر على مدى التاريخ بلا منازع، غياب الأرشفة والمتابعة الشعرية المنظمة/ على غرار ما قدمه الأساتذة عبد الاله أحمد وعمر الطالب في مجال القصة. ويحضرني في هذا المجال أرشفة محمد المشايخ للنتاج الأدبي والثقافي الأردني واهتمام الدكتور ابراهيم خليل بذلك. مما يمثل نقصاً فظيعاً في فضاء الثقافة العراقية ومكتبة الشعر العراقي. ان زوال الدكتاتورية ووقوف العالم والعراق على مشارف ألفية ومرحلة تاريخية جديدة يقتضي من الأوساط الثقافية العراقية نبش الأسئلة المهملة ومراجعة جوانب الحياة الأدبية والبدء بمشاريع ثقافية جادة وترسيخ تقاليد أدبية ونقدية موضوعية بعيدة عن نعرات الأيديولوجيا والأثنيات والولاءات التاقهة إلى أفق أكثر رحابة وسعة وإلغاء السقوف الفكرية والفنية لتأخذ الأفكار مدياتها البعيدة. وإزاء، تراجع حركة النقد، فقد تضاعف المنتج الثقافي العراقي في مختلف أنماط الابداع الشعر والقصة والمسرحية والمقالة والترجمات؛وظهرت أنماط أدبية جديدة مثل اليوميات وأدب السيرة والرؤى الفلسفية والوجودية. كل ذلك مما يستدعي جيشاً من المؤرخين والمؤرشفين والنقاد والدارسين، تتوفر على مناحي الثقافة العراقية في مواقعها. ناهيك عن العناية بجمع وتوثيق آثار الأدباء والمفكرين والأكادميين العراقيين الذي تعرضوا للغياب بسبب الموت أو القتل أوالاعدام أو الأسرى المفقودين. ان كل حالة عراقية وكل ظاهرة ثقافية تستحق جهداً أرشيفيا شموليا راصداً ومتابعة نقدية مستقلة. يتم الركون فيه إلى المسح الصحفي والالكتروني ودور النشر والطباعة والعلاقات الخاصة والشخصية. ويلعب التخصص الأدبي أهمية فائقة وضرورة عملية لتبويب العمل وتقسيمه منهجيا بالشكل الذي يقود خلال سلسلة بحثية متواصلة إلى جمع شتات الثقافة العراقية وإعادة الاعتبار إلى وجهها الناصع. بعيداً عن سلطة المؤسسة الرسمية وسقوف الايديولوجيا والولاءات السياسية والمشارط الفنية الضيقة، التي تسم الكثير من المنظمات والجمعيات الثقافية في عراق اليوم. ن الحاجة لأرشفة النتاج الثقافي العراقي في الخارج و الداخل، وبدء العمل على جمعه وتوثيقه أرجحية معرفية وطنية، سوف تكون مفتاح التحرر من تبعات التخلف والاطلالة على مشارف عصر جديد، تسوده قيم أخلاقية وتقاليد ثقافية جديرة بتمثيل مرجعية ثقافية قابلة للتطور والبناء المتزن.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة جانبية لأدورد سعيد
- من الشعر النمساوي المعاصر- كلاوديا بتتر
- أوهام الضربة الأميركية لايران
- النوستالجيا.. الطمأنينة والاستقرار
- الفرد والنظام الاجتماعي
- الاغتراب في ظل الإسلام
- من الشعر النمساوي المعاصر- بيرنهارد فيدر
- أحلام مكيسة
- Shadowsظلال
- محمد علي الباني رائد تحرر المرأة العربية
- نكايات
- الجنس والجسد والزواج
- في ذكرى الصديق الشاعر مؤيد سامي!
- لا تحبيني رجاء!..
- دبليو ه. أودن
- سنجار: مجازر جماعية وجرائم ضد الانسانية والبيئة
- اللبرالية والسلفية في بورصة السياسة
- الفرد في مصيدة الإمنترنت والهاتف الخلوي
- قصائد عن الألمانية
- - صفحات من كتاب الأنثى-


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - توازن القطاعي في النظام المعرفي العراقي..!!