أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - المخرج الأمريكي ويْس كرافِن يستوحي - موسيقى القلب - من - عجائب صغيرة -















المزيد.....

المخرج الأمريكي ويْس كرافِن يستوحي - موسيقى القلب - من - عجائب صغيرة -


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2093 - 2007 / 11 / 8 - 07:58
المحور: الادب والفن
    


من الإثارة والرعب الى السيرة والموسيقى
يقترن إسم المخرج الأمريكي وَيْس كرّافن بأفلام الإثارة والرعب التي كرّس لها جُلَّ حياته تقريباً منذ أطلالاته الأولى التي ظلت عالقة في الذاكرة مثل " البيت الأخير على اليسار " 1972 الذي حقق شهرة واسعة النطاق عزّزها بفيلمه الثاني " التلال لها أعين " 1977 الذي خطف جائزة النقاد في مهرجان " Stiges " السينمائي. ثم توالت عليه الجوائز، لعل أبرزها جائزة أفضل فيلم حصل عليها في مهرجان أفورياز السينمائي عن فيلمه المشهور " كابوس في شارع شجرة الدردار " 1984. ظل كرافن لصيقاً بأفلام الرعب حتى أنه أنجز أكثر من ثلاثين فيلماً لم تخرج عن هذا الإطار أبرزها " غريب في بيتنا "، " دعوة الى الجحيم "، " رؤى ليلية "، " كابوس في المقهى "، " مصّاص دماء في بروكلاين "، " صرخة "، " الملعون "، " و " العين الحمراء ". أما " موسيقى القلب " الذي أُنجِز عام 1999 فيعَّد إنعطافة حقيقية في التجربة الفنية لويس كرافن، لأنه إنتقل من أفلام الرعب والعنف والإثارة الى أفلام السيرة والدراما والموسيقى، ثم ترسخت هذه الإنتقالة في فيلم لاحق يحمل عنوان " أحبك يا باريس " وهو فيلم رومانسي قلباً وقالباً. ولمناسبة إعادة عرض " موسيقى القلب " في قناة " Film 4 " البريطانية سنتوقف عند أبرز المعطيات الفنية والفكرية التي التي تضافرت في إنجاح هذا الفيلم.
ميريل ستريب . . الأسطورة الحيّة
لا يختلف إثنان على أن ميريل ستريب فنانة موهوبة تستطيع أن تتقمص كل الأدوار التي تُسند إليها. كما تتوفر على قدرة نادرة في التماهي بالشخصية التي تجسدها حتى ليُخيل الى المشاهد أن ميريل ستريب لا بد أن تكون موسيقية، وعازفة كمان متمرسة في فيلم " موسيقى القلب " لشدة تعلقها بهذه الآلة، وإتقانها لطرائق العزف إليها. وربما لا يستغرب المتابعون لتجربتها الفنية تمكنها من أداء مختلف الأدوار التي أسندت إليها طوال مشوارها الفني منذ سبعينات القرن الماضي وحتى الآن. فبسبب حسن أدائها رشحت لنيل جائزة الأوسكار " 14 " مرة، وفازت لمرتين، الأولى بوصفها أفضل ممثلة ثانوية في فيلم " كرامر ضد كرامر " عام 1979، والثانية كأفضل ممثلة رئيسية عن دورها في فيلم " إختيار صوفي " عام 1982. كما حصلت على جائزة " الغولدن غلوب " ست مرات، وجوائز أخر مثل البافتا، والغرامي والأكتورز غيلد. لا شك في أن أي فيلم يعتمد على روح الفريق، فليس بمقدور ستريب لوحدها أن تحمل وزر الفيلم بالكامل حتى ولو كانت النجمة الأكثر موهبة في العالم بشهادة النقاد السينمائيين. فوجود فنانات من طراز الممثلة أنجيلا باسيت، والمطربة الكوبية غلوريا إستيفان، والنجمة البريطانية جين ليفيس قد دفع بالفيلم الى حيِّز النجاح والشهرة والذيوع.
عجائب صغيرة
لا شك في أن فيلم " موسيقى القلب " الذي كتبت قصته السينمائية باميلا غراي، وأخرجه ويس كرافن مستوحىً بالأساس من فيلم وثائقي يحمل عنوان " عجائب صغيرة " للمخرج ألان ميللر كان قد رُشح لنيل جائزة الأوسكار عام 1996. وعلى رغمٍ من أن جوهر الثيمة واحدة، إلا أن تشظياتها قد ذهبت الى مناحي ثقافية وتروبوية ونفسية عديدة. تتمحور قصة الفيلم حول عازفة الكمان روبيرتا غواسباري " ميريل ستريب " التي هجرها زوجها، وذهب مع صديقته القديمة، تاركاً ولديه في مواجهة مصير مجهول. لم تُصَب روبيرتا باليأس المطلق على رغم من إحساسها بالإحباط الذي كانت تفاقمه أمها بالمناكدة والإزعاج المتواصلين حيث لا تكّف عن ندب حظ إبنتها العاثر. تأخذ روبيرتا زمام المبادرة حينما تلتقي مصادفة زميل دراستها وصباها برايان تيرنر " آيدان كوين " فينصحها أن تترك عملها في محل تغليف الهدايا، وتذهب مباشرة الى جانيت وليامز، مديرة المدرسة الإبتدائية في حي " شرق هارلم " في نيويورك علّها تجد مكاناً شاغراً تدرِّس فيه التلاميذ على عزف آلة الكمان التي تمحضها حُباً من نوع خاص. وبعد أكثر من محاولة تقنع روبيرتا مديرة المدرسة بأهمية هذه الآلة، وقدرتها على تعليم التلاميذ أصول العزف عليها على رغمٍ من إفتقارها للخبرة التدريسية. تواجه روبيرتا عدد غير قليل من المشاكل والمنغصّات، لكنها تصر على التغلّب عليها وتجاوزها على رغم من أن كل طاقم الهيئة التدريسية يقف ضدها بإستثناء المعلمة إيزابيل فاسكويز " غلوريا إستيفان " التي تصلح أن تكون أنموذجاً للإنسان المتصالح مع نفسه ومع الآخرين. تتعزز مكانة روبيرتا يوماً بعد يوم، وتزداد قدرتها على إقناع الناس البسطاء في حي هارلم بأهمية آلة الكمان خاصة، والموسيقى بشكل عام. فالفنون الراقية لم تُخلَق للناس الأثرياء حسب، بل أن بإمكان أي تلميذ مهما كان فقيراً أن يتعلم العزف على آلة الكمان، ويبدع فيها كما حصل لبعض التلاميذ الذين يعانون من عوق بدني أو ثقافي، كما هو حال الطفلة الصغيرة التي لم تستطع الوقوف على قدميها من دون دعامات، أو حال والدة " نعيم " التي ترى في الموسيقى بطراً أو شيئاً فائضاً عن الحاجة. لم يكن إندفاع روبيرتا لترسيخ برنامجها الموسيقى هو رد فعل سريع على طلاقها، أو خلاصاً من كلام أمها المكرور عن ندب الحظ، وإنما كان بالإساس نابع عن يقين ما في أن لكل إنسان رسالة ما يستطيع أن يحققها إذا ما ثابر وبذل جهداً إسثنائياً، فكيف سيكون الحال إذا كانت هذه الرسالة فنية، وثقافية، وتربوية تفعل فعلها، وتنتقل بأيناء الناس البسطاء من اللعب في الشوارع، والمشاجرات، وإرتكاب المخالفات القانونية الى " كارنيجي هول " الصالة الفخمة التي يعزف فيها كبار الموسيقيين في أمريكا؟ لم يدم هذا النجاح طويلاً من دون مثبطات وإنكسارات أوشكت أن تأتي على المشروع برمته. فقد أعلنت مديرة المدرسة أن الدولة أوقفت دعمها للبرنامج الموسيقي في المدرسة، وأن المعلمة، وعازفة الكمان روبيرتا قد أصبحت مهددة بالطرد من المدرسة. وأن برنامجها الموسيقي الذي أثمر حتى الآن نحو ألف تلميذ تعلموا على يدها العزف على آلة العود قد توقف. هذا ما أعلنته روبيرتا في واحدة من أجمل الحفلات الموسيقية التي أقامتها لعوائل الطلبة الذين أعلنوا عن تذمرهم من هذا الإجراء اللاحضاري الذي إتخذته الدولة من دون أن تتمعن في دراسته، وتبحث في أسبابه ونتائجه الوخيمة. غير أن الناس الأمريكيين الذين يحبون بلدهم، ويتفانون من أجله لم يقفوا مكتوفي الأيدي، فالمصورة الصحفية دوروثيا فان هيفتن " جين ليفيس " و آيدن كوين، وأناس آخرين يؤازرون البرنامج الموسيقي فعلوا كل ما في وسعهم، ليقنعوا في نهاية المطاف كبار العازفين الأمريكيين أمثال إسحق بيرلمن، وأرنولد ستاين هارت، وإساك ستيرن، ومارك أوكونور أن يشتركوا مع التلاميذ الصغار في إحياء حفلة " عيد الكمان " في صالة " كارنيجي " الشهيرة. وقد وافق العازفون الكبار على التبرع بعائدات هذه الحفلة لدعم البرنامج الموسيقي في مدرسة " شرق هارلم " الإبتدائية. وقد حددت إدارة الصالة الشهيرة مدة ستة أسابيع لتدريب التلاميذ على بروفات الكونشيرتو الكبير الذي ستقود فقرات منه العازفة الكبيرة روبيرتا غواسباري، فيما تتناوب بعض الشخصيات المؤازرة على قيادة فقرات أخرى من الحفل. ولا بد لحفل من هذا النوع أن ينجح طالما أن وراءه إرادات متعددة تبدأ بروبيرتا، وتنتهي بأصغر تلميذ عازف على آلة الكمان. وحري بنا أن نعرف أن المعلمة والعازفة روبيرتا قد إستدعت جميع التلاميذ الذين كانوا صغاراً، وها هم الآن شباناً يتفجرون موهبة وحيوية، لتشركهم في هذه المناسبة الإستثنائية لتجني ثمرة أتعابها التي توزعت على مدى عشر سنوات لم تذهب سدى. وها هي المعلمة، والمربية، والفنانة تجني ما زرعته خلال عقد من السنوات لتثبت للآخرين أن الموسيقى قادرة على أن توقف الناس المعاقين على أقدامهم، لأنها تثبِّتهم من الداخل، وتثريهم، وتحضرّهم، وتجعلهم أكثر شفافية، وتقتل فيهم الروح العدائية الى الأبد. تعكس قصة الفيلم حجم الأمل الذي تتسلح به روبيرتا، وطبيعة الصراع الذي تخوضه إزاء قناعات الدولة والمجتمع. بقي أن نشير الى القصة العاطفية التي حرّكت مشاعر روبيرتا بعض الشيء وجعلتها تميل الى صديقها القديم برايان تيرنر، لكنه لسوء الحظ لم يكن مؤمناً بالمؤسسة الزوجية الأمر الذي يدفعها لأن تتراجع بعض الشيء، وتنكص الى ذاتها، وعالمها الخاص الذي بدأ يتألق أكثر بنجاحها في الحفل الموسيقي الكبير الذي صنع من أطفال حي هارلم الفقير، والهامشي، نجوماً تفتخر بهم الأمة الأمريكية. تجدر الإشارة الى أن كاتب الأغنية ديان وارن قد رشح لجائزئي الأوسكار والغرامي لأفضل أغنية أصلية عن ثيمة أغنية " موسيقى قلبي " لتوفرها على عناصر الصدق، والشفافية، وملامسة شغاف القلب البشري. لا بد من التنويه في نهاية المطاف الى الجهد الكبير الذي تبذله الفنانة ميريل ستريت في إتقان الأدوار التي تُسند إليها، والإحاطة بالتفاصيل الصغيرة التي قد لا يلتفت إليها أي فنان آخر. فمعروف عنها إتقانها لكل اللهجات الإنكليزية التي تتحدث بها، وهي لا تجد حرجاً في الإعتراف بأن هناك خبراءً لغويين يشرفون على تدريبها قبل الشروع بتصوير أي فيلم من أفلامها المستقرة في ذاكرة المشاهدين.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمجد ناصر وشروط الإستجابة لقصيدة النثر الأوروبية الخالصة
- - غصن مطعّم بشجرة غريبة - مختبر للمقارنة بين ثقافتين وبيئتين
- آن إنرايت . . . ثالث روائية آيرلندية تختطف جائزة البوكر للرو ...
- بيكاسو الرسام الأكثر عرضة للسرقة في العالم
- في معرض كاووش الأخير: نساء فاتنات، وكائنات مُجنَّحة، وأُغنيا ...
- ظلال الليل لناصر بختي: جنيف تُقصي المهاجرين، وتنفي أبناءَها ...
- في مسرحية - ديمقراطية ونص - لأحلام عرب: الرئيس آخر مَنْ يعلم ...
- بعيداً عن بغداد كتاب جديد للفوتوغراف العراقي قتيبة الجنابي
- الفنان جمال بغدادي: أشبِّه الأصوات الجميلة بالورود، ولكل ورد ...
- الفنان جمال بغدادي: أشبِّه الأصوات الجميلة بالورود
- الروائي برهان الخطيب ل - الحوار المتمدن -: لم أخرج بعيدا عن ...
- الدورة السابعة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام
- في - عرس الذيب - لجيلاني السعدني: تنجو الذئاب القوية، فيما ت ...
- المخرج هادي ماهود في فيلمه الجديد ليالي هبوط الغجر
- بيت من لحم فيلم جريء لرامي عبد الجبار ينتهك المحرّم والمحجوب ...
- فيلم - 300 - للمخرج الأمريكي زاك سنايدر
- الروائي الأمريكي كورت فَنَغوت يستعين بالسخرية والكوميديا الس ...
- فاضل العزاوي على غلاف مجلة -بلومسبوري ريفيو-: دعوات ودواوين ...
- كوبنهاغن، مثلث الموت - نص توثيقي، وسيرة مدينة بامتياز
- متابعات صحفية


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - المخرج الأمريكي ويْس كرافِن يستوحي - موسيقى القلب - من - عجائب صغيرة -