أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - آرام كربيت - ملكة دول الشمال مارغريتا الجزء الأخير















المزيد.....


ملكة دول الشمال مارغريتا الجزء الأخير


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 2093 - 2007 / 11 / 8 - 11:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كنت اعتقد إنني لن أستطيع أن أواصل الحياة بعد وفاة أبني نتيجة الحزن والألم الشديد الذي ألم بي. لم يكن لدي الكثيرمن الأصدقاء. لهذا كنت أكافح من أجل أن يصبح أبني ملكاً على البلاد.
بفضل أولف.. بفضل وجوده على قيد الحياة. كنت املك القوة والشجاعة والطريق الصواب في أتخاذ القرارات المصيرية لصالح بلادنا من أجل أن تعم سائرالنرويج والدانمارك.
الأن أولف مات. لم يعد لي حيلة ولا قوة تسيردوافعي نحوالمستقبل.
لكن يجب أن أفعل شيء.. يجب أن أفعل ذلك بأسرع وقت ممكن.
أرسلت فارساً على الجواد مصطحباً معه رسائل إلى أصدقائي في الدانمارك. إلى الجانب الأخرأرسلت رسائل إلى أصدقاء زوجي القدماء. لقد أحتاج الأمر إلى أسبوع كامل لأن الطرق كانت صعبة للغاية. الكثير من الذين أرسلت لهم الرسائل أستطاعوا يأتوا إلى مدينة لوند في محافظة أسكونا.
كان بين المتواجدين الكثير من الأساقفة الدانماركيون.. رئيس الكهنة في ترودهايم النرويجية. أتفقنا أن نتمم لقاءنا في مدينة كوبنهاغن. كما كان بينهم الكثير من أصدقاء والدي في ما مضى من الزمان. بعض منهم رجال بارزون كانوا بصحبة أبني أولف في رحلته إلى أسكونا.
لقد تكلمت معهم وشرحت لهم. رحت أختار كلماتي بدقة متناهية في محاولة أقناعهم لوجهة نظري.
أخيراً وافق الجميع. لقد أختاروني أن أكون ملكة عليهم أتولى سلطات شاملة على الدانمارك.
كان أول مرة في تأريخ الدانمارك. أول مرة تختارامرأة لكي تصبح ملكة تتولى قيادة البلاد بدلاً عن الملك. هذا لم يحدث على الأطلاق حتى في البلدن الأوروبية الآخرى.
كان ذلك أنتصاراً وفوزاً كبيراً لي.
في اليوم التالي كنت في أوريسوند مع جثمان ولدي أولف. لقد دفن في كنيسة كلوستير في مدينة /سورو/ في الدانمارك.
تعتبرسورو مدينة صغيرة وجميلة. تمتد على بعد خمسة أميال تقريباً إلى الجنوب الغربي من مدينة روخيلد. لقد دفن والدي في نفس الكنيسة. كما دفن جدي كريستوفر أيضاً.
العديد من الناس في أوروبا تسألوا عن السبب الذي حذى بالدانماركيون أن يختاروا ملكة عليها بدلاً عن ملك. لكن مع هذا كنت في ما مضى وصية على العرش.. على ولدي أولف عدة سنوات كنت خلالها أقود البلاد وأحكمها.
لقد قيمني الناس ووثقوا بي سواء كنت في القصرأو في القلعة في أوكرهوس.
كنت امرأة قوية. أعمل وحدي دون وجود رجل إلى جانبي يساعدني أو يشد على زندي في الملمات. لكن من هوالرجل الذي سيتزوجني. لم أحب رجلاً أخربعد زوجي. لم أعد أتجاسر على الثقة بأحد. الأن أنا أكثر وحدة من قبل. لهذا علي أن أناضل كثيراً. لقد رتبت لقاءً مع رئيس الكهنة في ترودهايم. دعوته للحضور في أوسلو.
مهدت كثيراً لما أريد. طلبت منه أن يقف إلى جانبي في مسعاي. حاولت أن أقنعه. أن لا نسمح للملك ألبيركت أن يكون ملك النرويج في المستقبل وله حق توريث العرش لأولاده.
لهذا رحت أبحث عن أحد أقربائي أو أحد أقرباء زوجي هوكون من أجل أن يرث العرش.
لقد أخترت أبن بنت أختي لتولي العرش.
كان يقطن في مدينة بوميرن بالقرب من ألمانيا ويدعى بأسم بوكسلاف. لكني غيرت أسمه وسميته بأسم إيريك. أسم ينسجم مع الاسم المطلوب كملك للنرويج.
كان إيريك في السابعة من العمر. لهذا يتوجب علي أن أكون الوصي الشرعي عليه حتى يبلغ السن القانونية. للهذا علي أن أقود الحكم والبلاد حتى يبلغ السابعة عشرة من العمر.
في الثاني من شباط من العام 1388 أخترت في النرويج على أني /السيدة القوية/
بينما الثلج يتطايروالرياح تعصف وتصفرحول أوكرهوس. تضرب الأحجاروالجدران القديمة والسميكة. كنت هناك. أتذكرالأيام التي مضت.. زوجي هوكون. كنت في هذا المكان.. في أوكرهوس من أجل الأهتمام بشؤون النرويج.
الرسائل مسترخية على الطاولة. بعض الأوراق تحتاج أن أرد وأجيب عليها. لكن لدي عمل كثيرتجعل الرد على الرسائل عمل عسير وصعب للغاية. لدرجة أنني لا أستطيع أن أضع أسمي على الكثير من الأوراق المهمة جداً. آه كم أتمنى أن أكون حرة. لا أريد أن أعطي موعداً لكائن من يكون. بعد شهر.. بعد أن مضى آذارإلى شأنه. سافرت إلى دالابوري الواقعة في محافظة دالسلاند السويدية. راكبة على جوادي. محاطة بالناس من كل الجوانب. كل الطرق والمواصلات كانت سيئة. في هذه البلاد ذات التضاريس الوعرة لا يمكن استخدام العربات ابداً. لكن مع هذا كنت أحب ركوب الجواد. كنت دائما في عجلة من أمري. ودائماً لدي أشياء كثيرة يجب علي أن أعملها. أحياناً أتساءل فيما إذا كان والدي راضياً عني. اعتقد إنني شبيه إلى حد كبيربه. كنت مثله. عاقله وذكية وشجاعة ومغامرة. لكن لا أحد يعرف كيف أكون في لحظات العزلة أولحظات الحزن أوالشوق الذي يعتريني. لا يمكن لأي أنسان أن يعرف ما يجول في عقلي من حزن وألم أو فرح وسعادة حتى لو كان واقفاً أمامي أويتحدث معي.
دالابوري تقع على بحيرة فانيرن السويدية المغلقة. من الغريب إنه لم يتواجد هنا قلعة ما. فقط بيوت من الأجرمبنية من طابق واحد وفوقه طابق أخرمن الخشب السميك.
هناك ألتقيت بيركيرأولفسون أخو ماريتي. تلك المرأة التي كانت تساعدني كمربية عندما كنت طفلة في قلعة أوكرهوس.
كان بيركيرأولفسون رجلاً وسيماً. يعود بنسبه إلى العائلات القوية والغنية ذات النفوذ. عائلته تملك مزارع كبيرة.. عزب.. غابات وأراضي في محافظة أوستركوتلاند. كان معه رجلاً أخرمن النبلاء أسمه ستين بينكتسون بيلكي. هذا الرجل هو الأخركان يتمتع بنفوذ واسع.
كانوا عينة أخرى من النبلاء. لديهم رغبة كبيرة أن أكون ملكة السويد لدي سلطة شاملة. لقد وعدوني أن أكون الأمروالناهي لكل شيء في السويد عندما اتولى الحكم ومملكة السويد. بالمقابل قدمت لهم ما يريدون.. وعدتهم أن أقف إلى جانبهم في مسعاهم.. أن أساعدهم في التخلص من الملك ألبيركت.
رجال الدين والنبلاء سيسحبوا جميع الامتيازات وكل الصلاحيات التي قدمت للملك ألبيركت.
للحظات طويلة. نسيت حبي للوحدة والعزلة مع نفسي. نسيت كل شيء خاص بي. تملكني الأحساس بالسيطرة. أحساس التمتع بالسلطة والقوة والنفوذ. كنت أحس بالرضا والفخرمن نفسي.
قريباً جداً سأكون ملكة النرويج والدانمارك والسويد. أحكم تلك الدول الثلاث. لم يكن هذا معمولاً به من قبل على الأطلاق. أن تحكم امرأة بهذه القوة التي كنت أتمتع بها. أنا الملكة مارغريتا.
بعد سنوات لاحقة. أرسلت الكثير من الجنود من النرويج من أجل تحريرالسويد من الملك ألبيركت. استطاع الملك ألبيركت أن يؤمن جيش كبير محمل على متن سفنه الحربية ودفعها إلى محافظة كالمار. لكن في الحال رتبت ونظمت الوضع. جهزت جيشاً بالعدة والعدد من الدانماركيون. راحوا يهاجموا جيش الملك ألبيركت.
في منطقة سهلية واسعة. في جنوب مقاطعة فيستركوتلاند. في مدينة فولشوبينك تقابل جيشي وجيش الملك ألبيركت. كانت معركة قصيرة وحاسمة للغاية. تم ذلك في شباط من العام/1390/. خسر فيها جيش الملك ألبيركت. جزء من جيشه حاول أن يهرب فمشى في أرض سبخية موحلة.. في درجة حرارة باردة للغاية. في محاولة هروبهم غرزت أقدامهم بالأرض الموحلة.
في هذه الأوقات هاجم جيشنا المؤلفة من الدانماركيون والنرويج. عند أنتهاء القتال تم إلقاء القبض على الملك ألبيركت وأبنه.
سمحت أن ينقل السجناء إلى قصرليندهولمس في أسكونا. هناك بقوا في السجن مدة ستة أعوام تحت الحراسة المشددة.
لكن يتوجب علي مواصلة الحرب.
لقد رفض التجار الألمان في مدينة استوكهولم أن يتوقفوا.. أن يكفوا أيديهم من السيطرة على المدينة. كانوا قساة جداً. قتلوا كل سويدي وقف إلى جانبي في الصراع الدائربيننا. أرسلت جيشاً من أجل تحريرمدينة أستوكهولم من الألمان. لكن المسألة لم تكن سهلة على الأطلاق. بل كانت صعبة للغاية. طوال الوقت كانت السفن تجوب البحر.. تجلب معها المزيد المؤن والرجال والسلاح والطعام للألمان المتواجدين في المدينة.
لقد استغرق تحريرمدينة استوكهولم الكثيرمن الوقت. في الحقيقة استمرهذا الصراع إلى نهاية أيلول من العام /1398/.
عندها دخلت مدينة أستوكهولم بشكل رسمي من بوابة المدينة.
لكن قبل أن تتحررمدينة أستوكهولم حدثت أشياء كثيرة. ليس من السهل أن يقود المرء ثلاثة دول في تلك الأوقات ويترك أنطباع الرضى عند الجميع. كنت أقول:
يجب أن أقوم بتأمين المال. يجب أن أفكركيف أحصل عليه لتأمين متطلبات الدولة.
لقد وعدت دون شك. لقد قطعت عهداً لا يراوده أي غبار. وعدت والوعد دين على الأنسان:
أن أسمح للكنيسة والنبلاء أن تراكم الثروة. أن تراكمها دون تدخل من حكومتي أو مضايقة مني. لكن في الغالب كنت مجبرة على النكث بوعدي. أن أنكث كلامي الذي أقطعه على الآخرين. لقد نجحت إلى حد كبيرفي فرض الضرائب اللأزمة على الضيع والمزارع والأراضي الزراعية. لقد حصلت على ما أريد. لكن من الطبيعي أيضاً أن يترتب على هذا العمل رد فعل معاكس أدى إلى صراع مسلح ما بيني وبين المعترضين. لكني بقوة السلطة التي كنت أتمتع بها استطعت أن أفرض ما أريد. لقد تطلب هذا الأمرعدة سنوات من العمل المتواصل حتى أتت الأكل ثمارها والوصول إلى ما أريد وأرغب. عملت كل ذلك من أجل الحصول على المزيد من المال. عملياً حصلت على المال أكثر من أية مملكة في البلدان الآخرى.
كنت أحتاج إلى عدة سنوات من الوصاية على إيريك.
يوم الأحد في السابع عشر من حزيران من العام /1397/ حزت على المزيد من الانتصارات.
كانت كالمارمدينة تجارية مهمة. فيها حصن منيع وكبير. هناك.. مع بداية حزيران. أجتمع الكثيرمن الناس المهمين أو ذوي الشأن.
لقد بلغ إيريك الرابعة عشرة من العمر. يتوجب أن يتوج كملك على السويد والنرويج والدانمارك. إيريك لا يحتاج الدخول في المزيد من الحروب بعد أن توحدت البلاد الثلاثة. سأستمر في الوصاية عليه وقيادة الدول الثلاثة الموحدة.
تم التتويج في كنيسة كالمار في قاعة كبيرمن أجل أن تستوعب الجميع.
الأسقف مسح جبين إيريك بالميرون. ثم كرسه ملكاً في أحتفال رسمي. أخذاً وعداً من إيريك أن يحكم البلاد بالحكمة والفطنة والذكاء والعقل.
لكن هذا الأمرقد يستفرق مدة طويلة قد تصل إلى ثلاثة أعوام.
من الطبيعي أن يتواجد الكثيرمن الناس يسكنهم الحسد والغيرة والغضب من القوة والجأش. من أستلامي لمقاليد السلطة بيد من حديد. لهذا كانوا يطلقون علي بعض الألقاب الساخرة والمزعجة لي. لقد كانوا يلقبوني بالملكة صاحبة السروال. لأنني كنت ألبس البدلة الطويلة. كنت امرأة. لهذا لم يكن بالشيء المألوف والمريح للناس. لم يكن من السهل أن يغفروا لي هذا الأمر. لكوني كنت امرأة عاقلة وذكية.. خبيثة وماكرة. أتمتع بالدهاء والحيلة مثل الرجال وأكثر.
كنت امرأة ناضجة. لقد بلغت الرابعة والأربعين من العمر. لهذا لم أعركلماتهم أي أهتمام. لدي الكثيرمن العمل الذي يتوجب علي القيام به. لدي قلق على الناس في البلدان الثلاثة التي أحكمها.
قبل بضعة أعوام من مجيء إلى الحياة. ضرب وباء الطاعون المرعب النرويج فحصد نصف سكان البلاد. الجزء الباقي بفي بقوة القدر وإرادته. لقد حدث مثله في الدانمارك والسويد.
صار الموت حاضربين الناس بقوة. هذا المرض يستطيع أن يأتي وقت ما يشاء.. ووقت ما يريد. يحصد ما يريد. لا يفرق ما بين غني أو فقير.
لقد مات حبيبي وولدي الغالي أولف في السابعة عشرة من العمر. فقدت زوجي وهوفي ريعان الشباب. مات والدي الذي كان مثلي الأعلى وقدوتي في الحياة.
الخوف من الموت جعل الكثير من الناس تلجأ إلى شرب الكثير من الكحول. عندما يشربون كثيراً يسكرون ويتشاجرون بالسكاكين والمواد الحادة مما يسببوا لبعضهم الكثيرمن الجروح والمأسي. تتحول إلى جرائم. بعضهم يتجمد. الأخريعاني من مصيبة كبيرة بسبب صغر بيته وضيقه. غيرهم يعاني من بساطة الثياب التي يلبسها.. ووساختها. النبلاء وعائلاتهم أيضاً يتجمدون من البرد عندما يكون الشتاء على غير العادة. كما أن الصالات الكبيرة في القصرلم يكن بالأمكان تدفئتها بشكل جيد. لكن بكل الأحوال كان الاغنياء يستطيعون شراء الثياب الجميلة ويحوزون على التدفئة. أغلب الناس كانت تلبس الصوف الخشن وتنتعي الاحذية الممزقة والبالية بينما ثياب النبلاء كانت من الحريروالمخمل ويتقلدوا الحلي الثمينة.
كنت ألبس ثياب طويلة لكنها رائعة بمقاييس عصرنا. كانت الأقمشة تأتي من أيطاليا عبر التجارة. تأتي منسوجة من الحريربألوان مذهبة. من الطبيعي أن يكون السعر عالياً بل يساوي ثروة بحالها. لكن كنت امرأة غنية وشخصية معروفة ومميزة بالإضافة إلى ذلك كنت الوصية على عرش الملك إيريك. كنت أفكر بالسفرإلى مدينة القدس من أجل طلب المغفرة من الله عن الذنوب التي أقترفتها في حياتي. لكن للأسف لم يكن لدي الوقت من أجل السفر إلى القدس. لقد أرسلت العديد من الرهبان إلى ذلك المكان المقدس من أجل الصلاة والتضرع لله بالنيابة عني. كما قدمت الكثير من المساعدات المالية للأديرة الفقيرة. هذه الأديرة قدمت الكثير من الفوائد. في هذه الأديرة توجد المدارس.. الناس التي تعمل على مساعدة الفقراء والمرضى. قمت بالكثير من الأعمال. قدمت الكثيرمن المساعدات الغير معلنة للمعوزين والمتعبين.
كنت أفكرملياً قبا أختياري للمستشارين من أجل مستقبل إيريك.
في العام/1400/ سيبلغ إيريك السابعة عشرة من العمر.
كما كان لدي الكثير من المصاعب والمشاكل التي كانت تعترضني. كان علي حلها بسرعة. كان الألمان ما يزالوا يسيطروا على جزيرة كوتلاندز يجنوا منها الكثير من المال. هذا الشيء لم يكن لأسمح به. كانت الجزيرة ما تزال تابعة للسويد. في إحد الأيام استطاع والدي ينتزعها بصعوبة من اعدائه. لكن الألمان كانوا أقوياء. لم يكن بالسهولة بمكان أن ينتهي المرء منهم. بالرغم من أن سفننا هاجمت سفن التجار الألمان. بالرغم من أرسالي لهم الكثير من الرسائل. لكن كل ذلك لم يفد في هذا الأمر بشيء. في النهاية قررت ببساطة شراء الجزيرة من الملك السويدي السابق ألبيركت.
لقد دفعت الكثير من الذهب كسعر لهذه الجزيرة.
عندها قررنا أنا وإيريك الاحتفاظ بكوتلاند كجزيرة تابعة لنا. لقد حصلنا على الكثير من الضرائب من الأغنياء الموجودين في عاصمتها فيزبي.
القلق الأخرالذي كان ينتابني هو زواج إيريك. من الطبيعي أن يتزوج. يجب أن يكون له زوجة تنجب له أولاد حتى يحكموا دول الشمال من بعده. في البدء فكرت ان يتزوج فتاة فرنسية. لكن الناس الذين أرسلتهم في طلب المسعى لم يجدوا الفتاة التي تناسب أن تكون الملكة. بعدها أرسلت بعض النبلاء إلى إنكلترا من اجل البحث عن امرأة تناسب إيريك.. أن تصبح ملكة.. وتنجب ولي العهد. من خلال هذه المصاهرة كنت أمل أن أكسب الملك الإنكليزي إلى جانبي في الصراع ضد الألمان.
في إنكلترا كان الملك هنريك الرابع. كان هنريك يحكم بلاده بالعنف المنفلت من عقاله. دون الشعور بالخوف أو الشفقة على أحد.
كان الملك هنريك على درجة عالية من الأعجاب بي. لكوني أستطعت أن أحكم وأديرثلاثة دول كبيرة في وقت واحد. هذه البلاد كانت أكبر من فرنسا وإنكلترا بوقت واحد.
الملك الإنكليزي وافق على أن تتزوج أبنته فيليبة من إيريك. ستصبح بسرعة ملكة الدانمارك.
في السنة التالية جاءت فيليبة على متن السفينة إلى مدينة بيكين النرويجية من أجل مقابلة إيريك. كانت في الثانية عشرة من العمروكان إيريك في الرابعة والعشرين من العمر.
في السادس والعشرون من تشرين الأول من العام /1406/ جهزت قصراً. أعددت عرساً رائعاً في كاتدرائية مدينة لوند العظيمة. كان عرساً كبيراً لم يحدث مثله من قبل. تخلله اللعب وركوب الخيل والكثيرمن الطعام والشراب. لقد عزمنا الكثير من الشخصيات المهمة من الدول الثلاثة التي أحكمها. كما عزمنا الناس المهمين من الدول الآخرى. أردت أن يتعرفوا على إيريك عن قرب. لقد أحببت فيليبة. كانت ذكية ولطيفة مثل إيريك.
كنت حتى هذا اللحظة أقرروضع البلاد الثلاثة. لم يكن لدي الرغبة في ترك السلطة. كان على إيريك أن يغادرنا ويتجه شطرالنرويج. عندما هم إيريك ركوب جواده في الطريق الطويل إلى الجبال. كان عليه أن يأخذ عروسه معه. كانت هذه فرصة جيدة له أن يتعرف على النرويجيين عن قرب ويستطيعوا أن يتعرفوا عليه.
لقد كتبت له قائمة طويلة من أجل أن تبقى معه ويفكر بها بشكل جيد. في البد يجب عليه أن يكون هادئاً وذكياً في قراراته. ما يجب ان يفعله في طريق ذهابه إلى النرويج. يجب أن يرد على تحيات الناس المرحبين به. يجب أن يعرف الجميع أن إيريك سيكون الملك القادم لهم. يجب أن يعرف بدقة أن لا يضع أسمه على أي أتفاقية أوعقد. يجب ان لا يفعل ذلك على الاطلاق. قلت له:
ـ لم يسبق لي أن أعطيت وعداً لأي أنسان على الاطلاق.
أعرف أن الناس تطلق علي ألقاب كثيرة مثل الخبيثة أو الماكرة والذكية والمنافقة وعديمة الأحترام وعديمة الشفقة. ربما كل هذا الكلام يكون صحيحاً. لكن كيف لي أن أحل وأهتم وأتابع المهمات الصعبة والقضايا المعقدة والمسائل التي تتطلب قرارات صادمة وضرورية إن لم أكن حازمة وقوية وذكية. يجب أن أكون حكيمة وماكرة في مواجهة أعدائنا مثل العاهل الألماني والتجار الذين وقفوا كثير من المرات في مواجهتي.
الأن لدي مشكلة أخرى علي معالجتها هو بلوغ إيريك عامه الثلاثون. لقد بلغ المبلغ الذي يؤهله أن يقررما يراه مناسباً. كما لم يعد بحاجة إلى الوصايا عليه من قبلي. قريباً شئنا أم أبينا سيقرربنفسه ما يراه مناسباً له.
نحن في العام /1412/.
وأخيراً نجحت في ابرام أتفاقية مع مع عاهل جنوب /Jylland/ الواقعة في شمال الدانمارك. كما أنضمت إلينا مملكة /Flensburg/ الواقعة في جنوب الدانمارك. بهذا يكون قد حققت نصركبيراً لما كنت اتطلع إليه.
مازلت أحقق ما أريده وأرغب به.
في ال/24من أوكتوبرـ تشرين الأول /
أبحرنا على متن سفينتي. كنت أريد أن تقلنا إلى ميناء/Flensburg/. بعد أربعة أيام من الأبحارجاء الموت. لقد أصبت بالعدوى.. بعدوى مرض الطاعون. إنه المرض الشنيع الذي يسمى وباء الطاعون. هذا المرض الذي كنت أخاف منه طوال حياتي.
لقد مت ليلة الثامن والعشرون من أوكتوبرمن العام /1412/.
وقتها بلغت التاسعة والخمسين من العمر.
مباشرة نقل جثماني على متن سفينتي إلى مدينة سورو/Sorö/. المدينة الجميلة الصغيرة التي تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة /Roskilde/ القريبة من كوبنهاغن عاصمة الدانمارك.
لم أحس بالأمواج وهي تضرب سفينتي. لم أسمع صوت الرياح وهي تهفهف وتهب حول أشرعة السفينة.
في مدينة /سورو/ سأرقد وأستريح بجانب أبني أولف وأبي وجدي. الثلاثة يرقدون بالقرب مني. لكن حبيبي وزوجي هوكون يرقد في النرويج.. في مدينة ترودهايم.. في المكان الذي مرض فيه ومات ودفن في شمال غرب النرويج.
لكن لم أمكث طويلاً في مدينة /سورو/. بعد عام على وفاتي قررإيريك أن أدفن في مقبرة رائعة.. في كاتدرائية روزخيلديس العظيمة. تحولت مقبرتي بعد نقلها إلى مرقد مشهور. يزروني الناس من كل الأتجاهات. يأتي رجال الدين والملوك والنبلاء. يحيوني ويتشرفوا بي. يتعرفوا على المجد والسؤدد الذي بلغته. لكن الناس كانت تقول أشياء سيئة عني. كانوا يقولون إنني بخيلة وطماعة وغدارة وخائنة. ولكن من هو الأفضل مني. من الذي وحد الدول الثلاثة قبلي.. من قاد وحكم وأدار السويد والنرويج والدانمارك. لقد فعلت ما طلبه مني الله. في دير مدينة /سورو/ يرقد ثلاثة رجال. يدركون ويعرفون مقدار الصعوبات التي عانيت منها. كافحت من أجلها طوال حياتي.
هناك في المقبرة. ينبغي أن أستريح مدة طويلة. أن أخلد للراحة الأبدية.
الكاتب السويدي هانس بيترسون.
نقلها عن السويدية
آرام كربيت



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملكة دول الشمال مارغريتا الجزء الثاني
- ملكة دول الشمال مارغريتا
- الرحيل إلى المجهول تدمر5
- الرحيل إلى المجهول تدمر 4
- الرحيل إلى المجهول تدمر3
- الرحيل إلى المجهول تدمر2
- الرحيل إلى المجهول سجن تدمر1
- الملك السويدي كارل الثاني عشر
- الملكة السويدية كريستينا
- الرحيل إلى المجهول ما بعد النطق بالحكم
- الرحيل إلى المجهول النطق بالحكم
- الرحيل إلى المجهول محكمة أمن الدولة العليا 3
- الرحيل إلى المجهول محكمة أمن الدولة العليا 2
- الرحيل إلى المجهول محكمة أمن الدولة العليا 1
- الرحيل إلى المجهول العفو
- الرحيل إلى المجهول/قبل العفو
- الرحيل إلى المجهول التحول
- الرحيل إلى المجهول الوقت
- الرحيل إلى المجهول في سجن عدرا
- الرحيل إلى المجهول سجن عدرا


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - آرام كربيت - ملكة دول الشمال مارغريتا الجزء الأخير