أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ييلماز جاويد - مِكياجٌ مُستَورَد














المزيد.....

مِكياجٌ مُستَورَد


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 2093 - 2007 / 11 / 8 - 01:39
المحور: كتابات ساخرة
    


حملة دعائية منظمة ومنسّقة بوشر بها بمناسبة مرور سنة على ( إعتلاء ) المالكي كرسي رئاسة الوزارة تحت لافتة برّاقة لفظاّ ومرفوضة من الشعب لفضاً ، إذ اللافتة تقرأ ( إنجازات الحكومة خلال سنة )

جاء الخبر إلى سمعي كرائحة البيض الفاسد أو إن شئت تقول رائحة الباقلاء البايتة ، وتذكرت المثل الشعبي المصري ( يا ما جاب الغراب لأمّه )

إنجازات !!!!

أية إنجازات يا المالكي ، هل المجازر التي ترتكبُ على قدم وساق ، واحدةٌ منها ، أم إستشراء الفساد الإداري والإختلاسات اللامتناهية من كل جانب ، أم تهريب النفط على حساب بعض المحسوبين ، أم غياب الأمن والسلام لأبناء الشعب بحيث لم يبق في العراق رجل : رجل يستطيع السير في أي شارع في العراق بأمان . أية إنجازات والوحدة الوطنية أصبحت في مهب ريح عاتية بسب الإنجرار المتبادل وراء الطائفية والعرقية . أية إنجازات والناس محرومون من الحصول على خبزهم بعد أن بدأت الميليشيات من طرف والعصابات المسلحة الأخرى من طرف آخر بحملة إغتيال الخبازين ، أية إنجازات والناس محرومون من الكهرباء والماء والنفط والغاز والبنزين ، أية إنجازات وشوارع بغداد والمدن الأخرى قد تحوّلت إلى مزابل لعدم تمكن أجهزة البلديات من القيام بواجباتها .

بعد أن قمت بجولاتك ورتبت الأمور مع دول الجوار غدراً للضغط على القوة الرئيسية الحليفة لك ، بدأت إيران بغلق الحدود مع كردستان ، وتشددت تركيا في موضوع الجنود الأتراك الذين قُتلوا في معارك مع حزب العمال الكردستاني ( PKK ) وأخذت تهدد بغزو منطقة شمال كردستان ، ومن ناحيتها قررت سوريا وجوب حصول العراقيين على سمة الدخول للسفر إليها . كلّ ذلك لثني مطالبة القيادة الكردية بكركوك جزءاً من منطقة كردستان . ولا نريد بهذا تأييد ذلك المطلب تجاوزاً على القيم الدستورية و الديمقراطية والأنسانية بل بضرورة تطابقه مع الدستور والقوانين مع ضمانات الحفاظ على كامل حقوق المواطنين في المنطقة بدون تمييز من جميع الإنتماءات العرقية والدينية واللغة .. الخ .

لقد كتبنا مقالة تحت عنوان ( لعبة سياسية قذرة ) في موضوع الفقرة السابقة ، وهنا نريد أن نقول أن قادتنا السياسيين غير ناسين بل متناسين أن الشعب الذي حضر إلى صناديق الإقتراع يوما وإنتخبهم قد أدرك أنه قد وقع في ضلالة دسائس كذابين ليس همهم غير الوصول إلى الكراسي ، وكأن هؤلاء القادة مطمئنون أن وسائلهم تلك ستفيدهم في الجولات القادمة أيضاً .

أذكرُ وأنا طفلٌ ان كانت لنا قدور وأوان نحاسية للمطبخ ، وبسبب الإستعمال يبدأ الصدأ فعله بالنحاس مما يتطلّب جليها ( الجلي هو إكساء النحاس بطبقة من القصدير ) ليعود وجهها أبيضاً ناصعاً . أما في السياسة فعملية الجلي للوجوه التي أصبحت مكروهة مطلوبة أحياناً ، وهذه من دروس أمريكية لتجميل الوجوه السياسيين الذين لم يحن وقت قطاف رؤوسهم بعد حسب متطلبات المصالح الأمريكية ، والأمثلة على ذلك كثيرة سواء في دول الجوار أو في دول نامية أخرى .

عملية المكياج التي يحاول بها المالكي جلي وجهه بعد جميع ( الإنجازات التي ذكرناها أعلاه ) هي إتخاذه حادثة ساحة النسور التي راح ضحيتها عدد من الشهداء الأبرار بالإضافة إلى العديد من الجرحى المصابين الأبرياء ، إتخّذ المالكي هذه الحادثة ليمثل دور البطل الوطني الذي يستطيع أن يقول لقوات الإحتلال ( لا ) * ، وكأنّ حادثة ساحة النسور هي الأولى والوحيدة المرتكبة من قبل منتسبي شركة Black Water ، أين كنت يا المالكي في المرات السابقة لتظهر بطولتك ؟ ألم يكن الضحايا من العراقيين الأبرياء أم أن وسائل الإعلام منعت من الإشارة إليها وكتم الخبر ؟ ولماذا في هذه المرة هذه البطولة الفارغة والشركة بعد تهديداتك بعدة أيام عادت إلى مزاولة عملها بصورة طبيعية كالسابق .

صحيحٌ أن المحاولة هذه ذكية ، لسبب منفرد هو كونها مستوردة ، وقد خدعت ليس البسطاء من الناس بل حتى بعض المثقفين والكتاب الذين أخذوا يدبّجون المقالات لإيهام الناس بأن بطلاً واعداً قد بدا في الأفق ، ليس هذا وحسب بل أخذ بعض الكتاب الأمريكيين يدبّجون مقالاتهم على صوت مزمار مختلف ولكن ليؤدي نفس الغرض ، إذ يكتبون أنّه ما دام المالكي يهدد أمريكا فما الداعي لدعمه والتضحية بأرواح جنودنا وأموال دافعي الضرائب من أجله وقد أصبح عدواً للأمريكان ؟

كم من النصائح راحت هباءً يا المالكي : العودة إلى الشعب بصفاء النية ، والإلتزام بالمواثيق والعهود ، والإبتعاد عن الغدر ، والإقلاع عن الطائفية هي وصفة العلاج الشافي لجراحات الشعب ومدخل للحصول على الأمان من عقاب الشعب يوم تسقط ، فهي بالتأكيد غير دائمة لك إذ لو دامت لغيرك ما وصلت إليك .
_____________________________________________________________

* من دروس تثقيف الشعب من قبل القوى الوطنية العراقية ( أن الوطنيّ هو الذي يعادي الإستعمار وعلى رأسه الإستعمار الأمريكي ) .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكرُللبيع ! !
- لُعبةٌ سياسيةٌ قذِرة
- حذارِ من هذا المجلس
- التخبّط ثمّ الإستحواذ
- التخبّط
- تأسيس فرع المجلس العراقي للثقافة في كندا
- آفةُ الخُنوع
- إلى أينَ ؟
- ألغازُ نِفطِ العراق
- خَبَرٌ وتَعليق
- إلى قادة حزب الدعوة
- رسالةٌ على المكشوف
- آخرُ الدواءِ الكيّ
- دورُ الحركات الدينية بعد الحركات القومية
- الإستعمار بين الديمقراطي والجمهوري
- عقوبةُ الإعدام
- رثاءٌ وعزاءٌ
- كُحلة لعيونكم
- الذكرى الرابعة
- اليوم والبارحة


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ييلماز جاويد - مِكياجٌ مُستَورَد