أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن حاتم المذكور - التمزيق المجحف للهوية العراقية ...















المزيد.....

التمزيق المجحف للهوية العراقية ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2092 - 2007 / 11 / 7 - 11:26
المحور: المجتمع المدني
    


اشرت فـي مقالـة سابقـة بتاريـخ 04 / 11 / 2007 تحت نفس العنوان عـن الأدوار المؤذيـة للسياسي العراقـي كعاهـة ومأزق متواصـل لقوى ومكونات هجينـة طامعـة فـي السلطـة والجاه والمـال ’ كانت ولا تزال على استعداد ان تجنـد تبعيتهـا وعمالتهـا تحت تصرف الأختراقات الأقليميـة والدوليـة ’ وتكون مـن بين الأسباب الرئيسية لتمزيق الهوية الوطنية المشتركـة لأهـل العراق’ وتدمير وحدتهـم وبعثرة صفوفهـم وتشويـه نسيجهـم واضعاف ارادتهـم وردود افعالهـم الوطنيـة وفرض حالـة العجـز والخنوع والأذلال والأستسلام عليهم واقـعـاً ملازمـاً لمسيرتهـم .
مـا يحصـل فـي العراق هـو الكارثـة فـي اعلـى قمتهـا والمآزق فـي اقصـى تعقيداتـه ’ ولـو افترضنـا وكمـا هو حاصـل فعلاً ’ بأن الجنوب والوسط العراقي اقليم او مجموعـة اقاليـم شيعيـة ’ والمناطق الغربيـة اقليـم سنـي وفـي كردستنان اقليم كردي ( مع الأستحقاق ) ’ فأين هـي اذن فـدراليات العـراق الطبيعـي ... ؟
ايـن سيكون موقع مكونات العراق الآخـرى ... اين نضـع التركمان والكرد فيليه والكلدواشوريين والأيزيديين والصابئـة المندائيين والمتبقـي مـن اليهـود ’ والسني فـي فدراليات الجنوب والوسط او الشيعي في الفدراليـة الغربيـة والعراقي الآخر فـي فدراليـة الأكـراد’ والكـردي فـي فدراليات الشيعـي والسنـي ... ؟
هـل سيجبر الجميع على ان ينزعـوا هويتهـم العراقيـة ليرتـدوا مرغمين الهويـة الطارئـة للفدراليات الطائفيـة والمذهبيـة والعرقيـة الجديدة للعراق الجديد ... فتنتف ريش ثقافاتهـم ومذاهبهـم واديانهـم ومعتقداتهـم وتقاليدهـم وعاداتهم الموروثـة ونحشرهـم عـرات فـي الواقـع الجديد لفدراليات المذهب والطوئفة والعـرق والعشيرة’ وهل يقبل ذلك الأنسان العراقي الذي لازالت ملامح وجذور هويتـه السومريـة والبابليـة والأشوريـة وغيرهـا راسخـة فـي وعيـه وثقافتـه وبيئتـه وجغرافيتـه ’ وكذلك عاداتـه وتقاليده وممارساته وسلوكـه وفنـه ومفردات لهجاتـه الشعبيـة ومجمـل ارثـه الأجتماعي ’ ان يقبـل بغيـر العراق هـويــة ... ؟
ايهما الأقدم والأكثر سوخاً وواقعية وديمومة ’هـم الأنسان والأرض والبيئة ’ ام المذهب والطائفـة والعشيرة والحـزب احيانـاً ... ؟
لماذا ولمصلحـة مـن ’ ان يسلـخ الجلـد الطبيعـي للعراق ( هويتـه الوطنيـة التاريخيـة ) ثـم يجبـر على ارتـداء عبـاءة تـم فصالهـا وخياطتهـا طارئـة فـي الأزمنـة العروبيـة المذهبيـة والطائفيـة العنصريـة اللأحقـة ’ لا يمكـن لألوانهـا واحجامهـا ان تنسجـم مـع ذاتهـا يومـاً’ ولا يمكن بأي حال مـن الأحوال ان تكـون بديلـة عـن جمال التكويـن الطبيعـي التاريخـي للعـراق ... ؟
لمـاذا يرفض شعب كردستان ( محقـاً ) ان نطلق عليـه سنــة كردستان ويتمسك بكرديتـه وانتماءه لكردستانيتـة جغرافيـة وبشـر ’ ثـم تساهـم قياداتـه وبعض مثقفيـه فـي لعبـة فـرض الهويـة المذهبيـة والطائفيـة على شعب الجنوب والوسط العراقـي وكذلك غربـه ’ بديلاً عـن هويتـه الوطنيـة التاريخيـة ــ عراقيتـه ــ ... ؟
اكـن عميق الأحترام والتقديـر لأهلنـا فـي جنوب العراق ووسطـه عندمـا يعبروا عـن شـدة ارتباطهـم الروحـي والأنساني بأميـر المؤمنين علي ( ع ) وأأمتهـم العظام ويمسكوا فيهـم عـروة العلـم والعدل والتضحيـة والتجـرد ’ ويجددوا ولائهـم ويقضـة ذاكرتهـم فـي احياء المناسبات التاريخيـة وفـي مقدمتهـا محنـة الأمام الحسين ( ع ) والأبعاد الوطنيـة والأنسانيـة لـذكرى استشهاده والمعنـى التاريخـي لفاجعـة كـربلا ’ شرط ان لا يلحقـوا الأذى فـي الذات والآخريـن .
احتـرم عقائدهـم واقدر تقاليدهـم واقـدس ارتباطهـم الروحـي وامارسهـا معهـم ’ لأنهـم اهلـي ولأنـي والحـق اجـد فيهـا ابعاداً انسانيـة ومحتواً وجدانـياً ونوازع وطنيـة ’ هـذا اذا ما انطلقت عفويـة بريئـة مـن صميم قلوبهـم وضمائرهم لا تتجاوز نبل الأرتباط المذهبي بما لـه ومـا عليـه مثلهـم مثـل باقـي مكونات المجتمع العراقي ’التي وجدت العراق وقـد تكون منهـا ومـن اجلهـا وهو الأقدم وان جذورهـا لا يمكن لهـا ان تغادر تربتـه الجغرافيـة والحضاريـة والبيئيـة واجواء التعايش والأنسجام مثلهـم مثـل مجمـل الوجود الطبيعـي الذي نشـاء عفوياً بيـن احضان وعلى اكتاف النهـرين ’ فلا اعتقـد ان اهلنـا في جنوب العراق ووسطـه يسمـح لهـم مذهبهـم او يحق لـه تخويلهـم ان يـرموا مكونات العراق الآخـرى بمذاهبهـم ومعتقداتهـم واديانهـم بعيـداً علـى قارعـة التاريـخ ’ او حتى مجرد الأساءة اليهـم ’ تلك المكونات التي لا يمكن للعـراق ان يبقـى عـراق بدون تواجـدهـم بـوافر الحريـة والكرامـة والأمـن والأستقرار’ ان الأمر فـي تلك الحالـة يصبـح طائفيـة مقيتـة ومذهبيـة مشوهـة وعنصريـة لا علاقة لهـا في الحقيقـة العراقية ’ غريبة ودخيلـة علـى الهويـة الوطنيـة التاريخيـة للعراقيين ’ ترفضهـا المذاهب والأديان والقيم وتصبـح ردحـاً غبيـاً نفعيـاً على طبول المتمذهبين .
العنصريون والمتعنصرون ’ الطائفيون المتمذهبون ’ المتأسلمون ومدعي التدين ’ وقـوى التخلف وقسوة البداوة من بقايـا ثقافات الغزو والسلب والفرهـود وتدميـر الذات التاريخيـة للأخرين ’ تلك اولى الموجلت التـي سحقت بهمجيتهـا ووحشيتهـا الهوية الوطنية التاريخيـة لأهـل العـراق ودمـرت تراثهـم الثقافـي والحضاري وانجازاتهـم الأنسانيـة التي امتدت ولا زالت جذورهـا راسخـة عبـر الآف السنين فـي اعمـاق وادي الرافدين .
لقـد كانت عملية اجتثاث وانفلة مقززة ’لا زالت تمارس همجيتها فـي تمزيق وحرق ما تبقى مـن ملامـح الهويـة المشتركـة للمكونات العراقيـة ’ ونشاهـد الآن حملـة مسعورة تشترك فيهـا القوى الطائفيـة والعنصريـة للجوار العراقـي ’ ومشاريع فـرق تسـد للمحتلين تـريد هـي الآخـرى ان تقتلعـهـا مـن ذاكـرة الأنسان العراقي انتماءً وتاريخاً وكينونـة وانجازات حضاريـة وثقافيـة ’ لتقطـع حبـل السـرة نهاءيـاً بينـه وبيـن تـراث اجداده الذين ابتـداء منهـم وفيهـم معظـم التاريـخ الكونـي للأنسانيـة ’ ليصبـح اخيـراً فقاعات طارئـة علـى هامش امـواج الأطمـاع التاريخيـة للفاتحين والغزات والمحتلين وامتداداتهـم المحليـة .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمزيق المجحف للهوية العراقية ( 1 )
- الوجه الآخر لأزمة العدوان التركي ...
- عود اليه ...
- فدرالية الجنوب والوسط الى اين ... ؟
- هجينية التهديدات والتدخلات التركية ...
- امنيات غير ممكنة ...
- مجزرة الوعي العراقي ...
- يا عيد مية هله ....
- الكرد الفيلية : استغاثة في دموع ام رشدي ...
- اقتسموا العراق ويتباكون على وحدته ...
- الوهابية : مشروع ابادة جماعية ...
- يا هلي ...
- الأستقلالية : موس في بلعوم المستقلين ...
- تكنوقراط خراب البصرة ....
- مغتصبة ....
- كانت يوماً معارضة ... ؟
- راح بوش ... وجانه بوش ...
- ايها القائد شكراً ..
- عنواني الجنوب ...
- هل من نهاية لمظلومية الجنوب ... ؟


المزيد.....




- الأمم المتحدة تعلق على مقتل مراسل حربي روسي على يد الجيش الأ ...
- مسؤولون في الأمم المتحدة يحذرون من مخاطر ظهور جبهة جديدة في ...
- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن حاتم المذكور - التمزيق المجحف للهوية العراقية ...