أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تيسير خالد - *** الرئيس يكرم الراحل الكبير بإطلاق اسمه على كلية الطب في جامعة الأزهر**















المزيد.....

*** الرئيس يكرم الراحل الكبير بإطلاق اسمه على كلية الطب في جامعة الأزهر**


تيسير خالد

الحوار المتمدن-العدد: 2092 - 2007 / 11 / 7 - 11:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


كلمة الرئيس محمود عباس /أبو مازن
في حفل ذكرى اليوم الأربعين لرحيل الدكتور حيدر عبد الشافي
*** الرئيس يكرم الراحل الكبير بإطلاق اسمه على كلية الطب في جامعة الأزهر**
ألقاها بالنيابة عنه : تيسير خالد ***
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية **
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين **

نحن اليوم نحيي ذكرى مرور أربعين يوماً على رحيل قائد وطني كبير عندما نذكر اسمه نستحضر معه تاريخ شعب . انه الدكتور حيدر محيي الدين عبد الشافي . وعندما نقول ذلك ، فنحن لا تراودنا صناعة اللغة أو الكلمات ، فالراحل الجليل اكبر من ذلك بكثير . مع الراحل الكبير نستحضر تاريخ شعبنا العظيم . كيف لا وقد ولد الدكتور حيد عبد الشافي مع نهاية الحرب العالمية الأولى ، وفي لحظة من التاريخ كانت فيها بلاد الشام وغيرها من الأقطار العربية وكانت فيها درة بلاد الشام فلسطين تتعرض لمخطط استعماري لازالت شعوب المنطقة تعيش على وقع نتائجه وتداعياته .
الراحل الكبير حيدر عبد الشافي ولد في العام 1919 ، بعد عامين على اتفاقية سايكس – بيكو وعامين على وعد بلفور وقبل عامين من الانتداب البريطاني على فلسطين . ذلك يعني انه عاش طفولته الأولى وعاش سنوات شبابه الأولى في ظروف تركت تطوراتها بصمات واعية على حياته ، ودفعته الى معترك الحياة السياسية ومعترك النضال في وقت مبكر . قلة من شبابنا وشيوخنا يعرفون ان الظروف التي عاشها راحلنا الكبير في طفولته وسنوات شبابه الاولى دفعته للانخراط المبكر في العمل السياسي والنضالي الوطني . قسطنطين زريق كان من جيل العروبة ، الذي الهم الشباب حب الوطن والامة ، وكان من بين هؤلاء الشباب راحلنا الكبير حيدر عبد الشافي ، الذي بدأ حياته النضالية عضواً في جمعية العروة الوثقى وهو في بداية العشرينات من عمره ، يوم كان طالباً يدرس الطب في الجامعة الاميركية في بيروت .
في ظل الانتداب البريطاني وما حمله من مشروع استيطان وتهويد لوطننا الحبيب عاش حيدر عبد الشافي وقدم من موقعه كطبيب ومناضل ما استطاع في خدمة شعبه . وكان صاحب رؤية ، لم تأخذه السياسة بعيدا في البحث عن حلول لقضية شعبه هي اقرب الى الأحلام مهما كانت عظيمة منها الى الواقع مهما كان مؤلماً وقاسياً ، فكان من موقعه الديمقراطي التقدمي من بين أولئك الرواد ، الذين دعوا بعد صدور قرار التقسيم الجائر في التاسع والعشرين من نوفمبر 1947 الى عدم إضاعة الفرصة والى الإقبال على بناء دولة فلسطين وفقاً لذلك القرار ليوفر على شعبه التيه والمعاناة .
وتركت نكبة فلسطين عام 1948 أثرها العميق في فكر ووعي وممارسة الراحل الكبير . كان يتملكه قلق كبير على فقد الشعب لهويته الوطنية ، وتجلى ذلك بمسؤولية عالية في عديد المناسبات ، اذكر منها مناسبتين هامتين : الأولى عندما انتخب الدكتور حيدر عبد الشافي رئيساً للمجلس التشريعي المنتخب في قطاع غزه في عهد الإدارة المصرية في حزيران من العام 1962 . في حينه أعلن راحلنا الكبير :" أن مجلسنا التشريعي ليس من مهمته فقط ان يشكل لجاناً أو يقر قوانين تتعلق بالاعمار او الشؤون الادارية المختلفة ، بل ان مهمتنا تنحصر في الدرجة الاولى بالعمل على ابراز الكيان الفلسطيني حرصاً على وحدة شعبنا وصون هويته الوطنية التي باتت مهددة بالزوال " .
وأضاف يستبق إعلان الاستقلال الصادر عن مجلس الوطني الفلسطيني ، الذي انعقد في الجزائر عام 1988 : " حق العودة الى الجنسية الفلسطينية والاقامة الدائمة في القطاع حق أساسي من حقوق كل عربي فلسطيني أينما وجد " .
أما الثانية فقد كانت بعد ذلك بعامين ، أي في العام 1964 ، فقد كان راحلنا الكبير في مقدمة الصفوف في الاعلان عن ولادة منظمة التحرير الفلسطينية . ففي الثامن والعشرين من ايار 1964 انعقد المجلس الوطني الفلسطيني الاول في القدس وانتخب المرحوم احمد الشقيري رئيساً للمجلس واحتل حيدر عبد الشافي موقعة الطبيعي نائباً للرئيس . لم يتردد في خوض التجربة ، التي فتحت الآفاق رحبة أمام الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية ووضع حجر الأساس لبناء الكيان السياسي الوطني الفلسطيني ، رغم انه كان يدرك أن خطة النظام الرسمي العربية في حينه لم تكن بناء كيان سياسي سوف يتحول في سنوات معدودة الى ممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني ، يحافظ على هويته ويدافع عن حقوقه ومصالحه .
عاصر الراحل الكبير مختلف مراحل النضال الوطني ومحطاته ، وعاش في ظل الانتداب وفي ظل الإدارة المصرية للقطاع بعد النكبة ، وعاش معاناة شعبه في ظل الاحتلال بعد هزيمة حزيران 1967 وعاش في ظل السلطة الوطنية الفلسطينية . وكان صمام أمان لأهداف نضال شعبه ، لم يتخلى يوماً عن شعبه وقضيته، حتى عندما كان يأخذ دوره كمراقب للحدث ، لان حضوره التاريخي كان يلهم جيلاً بل أجيالاً نظرت اليه باعتباره ضميراً لشعبه . عانى من الاحتلال وممارساته الارهابية ضد ابناء شعبه ولم يفقد يوما الايمان بعدالة قضيته الوطنية وحتمية النصر على الغزاة والمعتدين وانجاز الاستقلال وبناء الدولة الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس وبحق شعبه اللاجيء في العودة الى دياره ، مثلما عانى من الإبعاد عن ارض الوطن ، ولم يكن من هواة او عشاق الغربة والاغتراب ، ما أن يغيب عن وطنه حتى يعود اليه يسهم في نضال أبنائه بالتزام وطني واضح ونزعة انسانية صادقة وفكر ديمقراطي مستنير منفتح على الجميع ، وممارسة رجل دولة يعلي شأن النظام والقانون والنزاهة والشفافية ويحط من شأن الفوضى والعبث بالنظام وسيادة القانون والفساد والفئوية . هذه مزايا نبيلة شهد له فيها الأعداء والأصدقاء ، من اتفق ومن اختلف معه في الرأي . قاد وفد المفاوضات في محطات صعبة ، دافع عن مصالح الشعب وحقوقه وثوابته الوطنية ، وكان يرى في الاستيطان عدوه الرئيسي والحلقة الرئيسية ، التي ينبغي كسرها حتى تصل المفاوضات الى الهدف ، الذي يلبي مطالب وحقوق شعبه وأهداف نضاله الوطنية . اختلف كغيره من المناضلين والوطنيين الفلسطينيين مع اتفاقيات أوسلو وعارضها ، ولم يمنعه ذلك من خوض التجربة في ظل هذه الاتفاقيات فحاز على ثقة مواطنيه في المجلس التشريعي الفلسطيني الأول . مضى يناضل من اجل إصلاح البيت الفلسطيني من الداخل سواء في منظمة التحرير الفلسطينية أم في السلطة الوطنية ومن اجل بناء نظام سياسي فلسطيني ديمقراطي تعددي تسوده العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص ، يحترم التعددية السياسية والحزبية وينبذ الفئوية ، يرنو الى الاعتدال ويرفض التطرف ، يدعو الى النظام وسيادة القانون والشرعية الوطنية ويعارض اخذ القانون باليد وثقافة الانقلابات والممارسات العسكريتارية للانقلابيين التي تضرب وحدة الشعب والوطن والقضية في الصميم ، ويسهم في الحياة السياسية مع عدد من اخوانه بمن فيهم د. مصطفى البرغوثي من خلال تأسيس المبادرة الوطنية الفلسطينية وفي العمل الانساني والاجتماعي من خلال جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني ، التي بناها ورعاها وقادها على امتداد سنوات طويلة . وعلى غير عادة الراحل الكبير ، فقد آثر تحت ضغط المرض الانسحاب بعد سنوات النضال الطويل ، واكتفى بدور المتابع الناصح وكأن الزمن قد نال منه .

السيدات والسادة

نحن اليوم نستحضر تاريخ هذا القائد الكبير ، الذي رحل عنا في أيام الخريف الأولى من هذا العام ، وما أكثر أيام الخريف السياسي في تاريخنا ، رحل عنا في أيام الخريف الأولى ونحن على موعد مؤتمر في الخريف دعت له الإدارة الاميركية من اجل دفع جهود تسوية الصراع على مساره الفلسطيني – الاسرائيلي الى أمام بعد سبع سنوات أدارت فيها هذه الادارة ظهرها لهذا الصراع وقدمت فيها الدعم لسياسة اسرائيلية عدوانية استيطانية بحجة غياب شريك فلسطيني في عملية السلام .
وفي يوم من أيام الخريف كذلك ، وتحديداً في الحادي عشر من تشرين ثاني / نوفمبر من العام 2004 رحل عنا كذلك قائد الثورة الفلسطينية المعاصرة الرئيس الشهيد ياسر عرفات / أبو عمار . ولا يفوتنا ونحن نحيي ذكرى اليوم الأربعين لرحيل شخصية وطنية مميزة بحجم الدكتور حيد عبد الشافي ، إلا أن نحيي بكل التقدير والاحترام والعرفان ذكرى رحيل شخصية بحجم الزعيم الكبير ياسر عرفات ، ونقول : ان الوفاء للزعيم التاريخي الكبير ياسر عرفات والقائد الوطني الكبير حيدر عبد الشافي ولجميع الشهداء يلقي علينا جميعاً مسؤولية وطنية عظيمة عنوانها التحلي بالصبر والثبات على الحق الوطني للانتقال بشعبنا من خريف طال إلى ربيع قادم ينعم فيه شعبنا بالعودة وتقرير المصير وبدولة وطنية مستقلة على جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان حزيران 1967 تحتل فيها القدس مكانتها عاصمة أبدية لفلسطين . وهنا لا يسعنا الا ان نحذر من سلسلة المناورات التي تجري امامنا هذه الايام تحضيراً لمؤتمر الخريف في انابوليس والتي تسعى الى تقليص وظيفته الى مؤتمر يطلق عملية سياسية ستضع اسرائيل في طريقها سلسلة من الحواجز السياسية الامنية ، لتبقيها تدور في اطار تطبيق المرحلة الاولى من خارطة الطريق .
أخيراً أرجو ان تسمحوا لي باسم الأخ الرئيس محمود عباس / أبو مازن ان أعلن عن تكريم الراحل الكبير الدكتور حيدر عبد الشافي بإطلاق اسمه على كلية الطب في جامعة الأزهر في مدينة غزه ، وهو تكريم يضاف الى أخر سبق حين قلده الرئيس وسام نجمة الشرف الفلسطينية تقديراً لدوره النضالي المتميز وعطائه المتصل لوطنه وشعبه .

والسلام عليكم
5/11/2007






#تيسير_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديبلوماسية اللحظات الأخيرة في خريف الإدارة الأمريكية
- حديث في خريف بوش والدولة وثوب الامبراطور
- في الذكرى الخامسة لاعتقال المناضل عبد الرحيم ملوح
- صيف ساخن في أجواء من الحرب الباردة
- اليستر كروك-لم يرفع الكستناء من النار
- افيغدور ليبرمان وازدواجية المعايير السياسية والاخلاقية
- حديث في هموم الوطن والمواطن
- رايس في مهمة إعادة تأهيل الاوضاع في المنطقة
- تيسير خالد في حوار مع سمية درويش : لم نتنازل عن البلاد لقبيل ...
- قراءة سياسية في خيارات صعبة وأخطار داهمة
- النظام السياسي الفلسطيني لم يبدأ بفوز حماس
- تيسير خالد..حكومة الوحدة الوطنية تقوم على المشاركة بالقرار ل ...
- تيسير خالد : مناقصات بناء الوحدات السكنية الجديدة في المستوط ...
- اسرائيل دولة تستسهل الخروج الى الحرب
- دموعك في مآقينا يا دولة الرئيس
- الشرق الاوسط الجديد
- قوات الاحتلال تمنع تيسير خالد من المشاركة في اجتماع اللجنة ا ...
- تيسير خالد : في احتفال جماهيري في بيت عنان / القدس بمناسبة ي ...
- تيسير خالد : يحمل الادارة الامريكية والحكومه البريطانيه المس ...
- تيسير خالد : يحذر من خطورة الاجراءات الاسرائيلية أحادية الجا ...


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تيسير خالد - *** الرئيس يكرم الراحل الكبير بإطلاق اسمه على كلية الطب في جامعة الأزهر**