أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - جاسم الحلوائي - قراءة نقدية في كتابعزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي- (18)















المزيد.....

قراءة نقدية في كتابعزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي- (18)


جاسم الحلوائي

الحوار المتمدن-العدد: 2091 - 2007 / 11 / 6 - 09:26
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


التراجع المنظم (الدفاع الذاتي الفعال)

60

يبدو أن الضغوط التي راحت تتواصل وتشتد وتتعدد مصادرها، الداخلية منها والخارجية، لحمل قاسم على تعديل خطه السياسي في الحكم بإتجاه وسطي بين القوميين والشيوعيين، قد شرعت تعطي ثمارها، منذ أن راح عبد الكريم قاسم يجاهر بنفوره من الحياة الحزبية ودعوته الى تجميد الأحزاب. وقد وجد عبد الكريم قاسم في موقف محمد حديد وأنصاره المؤيد لتجميد الحياة الحزبية في فترة الإنتقال ما يدعمه لتطبيق خطه السياسي. ولذلك سارع في إتخاذ إجراءات تستهدف تقليص نفوذ الحزب الشيوعي في جهاز الدولة والجيش والإذاعة. وأطلق سراح مجموعة من القوميين المحكومين والموقوفين، وإعاد المبعدين منهم الى أماكن إقامتهم بهدف إستعادة الموازنة في الشارع السياسي. وشدّ قاسم من أزر جماعة عراك الزكم (من الوطني الديمقراطي) الذين ينشطون في الريف لمناوأة الجمعيات الفلاحية التي يساندها الحزب الشيوعي (1).

وطبق الحزب في هذه الفترة الممتدة من إيقاف حملة التثقيف بشعار إشتراك الحزب في السلطة وحتى الإجتماع الكامل للجنة المركزية في 15 تموز 1959، أي سبعة أسابيع، تكتيك التراجع المنظم الذي دعى اليه سلام عادل في إجتماع المكتب السياسي بعد تجميد الحزب الوطني الديمقراطي لنشاطه، كما مر بنا. لم يؤطر الرفيق سباهي هذه الفترة، رغم أهميتها لمقارنتها بالتراجع غير المنظم الذي إتبعه الحزب، بعد الإجتماع الكامل للجنة المركزية (تموز 1959).

فرداً على خطوات قاسم الإرتدادية والإجهار بنفوره من الحياة الحزبية. رفع الحزب في جريدته المركزية "إتحاد الشعب" في يومي 17 و 19 حزيران شعار "لا للإنحراف، لا للرجعية" وتحوّل هذا الشعار، في المظاهرات الجماهيرية، الى إهزوجة "جبهة جبهة وطنية، لا إنحراف ولا رجعية" وفي نفس تلك الأيام وجهت الجريدة نقداً لاذعاً للحزب الوطني الديمقراطي مستغربة "سر الحماسة المفاجئة ﻠ"فبركة" الوفود الفلاحية وتقديم العرائض وتسسير المظاهرات في أعقاب قرار "تجميد" حزبهم مباشرة" (2) .

وجرى تعديل بنود ميثاق جبهة الإتحاد الوطني، وقدم في 28 حزيران 1959 الى عبد الكريم قاسم مرفقاً بمذكرة إيجابية وموقعة من قبل ممثلين عن الحزب الشيوعي العراقي، والحزب الوطني الديمقراطي، وجلهم من الذين عارضوا تجميد نشاط حزبهم، إضافة الى ممثلين عن الجناح اليساري من الحزب الديمقراطي الكردي الموحد. وهذه الخطوة كانت بمثابة رد على دعوة قاسم لتجميد النشاط الحزبي حتى إنتهاء فترة الإنتقال .

عندما أوقف عبد الكريم قاسم، في 26 حزيران، الدوريات الليلية المسلحة لقوة المقاومة الشعبية، وأحال ستة ضباط شيوعيين بمن فيهم الزعيم الركن داود الجنابي، آمر الفرقة الثانية، في 29 منه على التقاعد، وأشيع في الجو وجود مؤامرة لتوجيه ضربة للحزب ، وضع الحزب جميع منظماته في حالة إنذار، وأصدر المكتب السياسي في 3 تموز نشرة داخلية جاء فيها: "عدم السماح بإغتصاب السلطات أو العصابات الإجرامية لأي من مكاسب الحزب والرد بصلابة، خصوصا في المناطق والمدن التي يتمتع الحزب فيها بنفوذ واسع، على كل إجراء موجه ضد الحزب أو أي من التنظيمات الشعبية، حتى وإن أدى ذلك الى صدامات أو قتال متبادل" ويعلق بطاطو على هذه الفقرة بالقول: " وعلى العموم، كما سنلاحظ فيما بعد، فقد كان الموقف الذي روّج له التعميم الداخلي، في جوهره، مجرد دفاع ذاتي فعال" (3).

وشهدت بغداد مساء 4-5 تموز تطبيقاً لما أسماها الباحث بطاطو "الدفاع الذاتي الفعال" فقد قررت الحكومة إقامة إحتفالات واسعة على الصعيدين الرسمي والشعبي، يتخلله إستعراض عسكري يقوم به اللواء التاسع عشر بجانب قطعات أخرى وذلك بمناسبة الذكرى الأولى للثورة. وحددت ليلة 4 تموز لإجراء تمرين ليلي تقوم به تلك القطعات العسكرية في بغداد. وتسربت في حينه معلومات من مصادر متعددة تؤكد جميعها على وجود خطة لضرب الحزب بإستغلال التمرين العسكري المذكور. وقد إختلفت الآراء حول الجهة التي تقف وراءها، فبعضها يشير الى عبد الكريم قاسم والحاكم العسكري العام، والبعض الآخر يشير الى أنها موّجهة ضد قاسم والحزب الشيوعي. وتسربت معلومات تفيد بأن اللواء التاسع عشر، الذي كان بإمرة قاسم في الثورة، زوِّد بالسلاح والعتاد، خلافاً لما كان معلناً. كل ذلك جاء ليؤكد المعلومات عن المؤامرة.

وعلى أثر ذلك قامت منظمات الحزب المدنية والمنظمات والنقابات الجماهيرية بتعبئة قواها، وخرجت الى الشوارع بمظاهرات صاخبة في بغداد للتصدي للمؤامرة وذلك بعرقلة إجراء ذلك التمرين. وقد أعلنت السلطة، مباشرة عن إلغاء التمرين العسكري ببلاغ أصدره الحاكم العسكري العام حينذاك، وعزى أسباب ذلك الإلغاء الى سوء الأحوال الجوية " الغبار". ونشر الكاتب الساخر (أبو سعيد) مقالا في جريدة "إتحاد الشعب"، تعليقاً على الموضوع، تحت عنوان "عجاج"(4).

هناك ثمة أكثر من رواية حول هذا الحادث، ولا يسع المجال لمناقشتها تفصيلاً. فبعضها يذهب الى أنها محاولة لإستلام السلطة عن طريق مغامرة من وراء ظهر المكتب السياسي واللجنة المركزية قام بها سلام عادل وجمال الحيدري (نقلا عن الفقيد صالح دكله) (5) في حين يشير الفقيد عامر عبد الله، مستنداً إلى تقديرات الرفاق المسؤولين عن الخط العسكري آنذاك، الى أنه " لا توجد في تنظيماتنا قطعة واحدة فعّالة مستعدة للتحرك ضد قاسم. وكان هذا التقدير واقعياً لأن كل عملنا التعبوي والتثقيفي في هذه الفترة خصوصاً، كان يدور حول الدفاع عن حكم قاسم ضد المتآمرين من القوى القومية الرجعية" (6). وبالفعل تؤكد شهادة الفقيد ثابت حبيب العاني مسؤول الخط العسكري آنذاك على ما ذهب اليه عامر عبد الله، ويشير العاني الى أن عطشان الإزيرجاوي عضو اللجنة العسكرية عارض تقديراته في بادئ الأمر، إلا أنه أيدها بعد المداولة، فبلـّغا، الموجودين في مقر لجنة بغداد في ليلة 5 تموز، وهم كل من سلام عادل و جمال الحيدري وعامر عبد الله وصالح دكلة، برأيهما بعدم وجود قطعة عسكرية فعًالة يمكن تحريكها ضد قاسم (7).

وثمة "شهادة للتاريخ"، لها أهميتها لأن الشاهد لم يكن طرفا في الصراع الذي كان دائراً آنذاك في قيادة الحزب حول مسألة السلطة، وهي لا تخرج عن نطاق "الدفاع الذاتي الفعّال"، كتبها الرفيق د. عز الدين ملا مصطفى رسول الى الرفيق عبد الرزاق الصافي، تشير الى إستعداد الحزب في تلك الليلة للرد ضد ما يدّبر لمكتب "إتحاد الشعب"، وذلك بتوزيع الاسلحة على نوافذ ومنافذ البناية، وإصدار التعليمات من جمال الحيدري للرد على أية نار توجه ضد المكتب. وقد ظل الأمر سارياً الى ما بعد منتصف الليل. وبعدها نقل رسول السلاح الى مقر لجنة بغداد، فشاهد مجموعة من القياديين جالسين وواقفين وفي حالة غير إعتيادية وكأنهم في ذروة نقاش عصبي حاد . يتذكر منهم الشهيد سلام عادل والشهيد جمال والمرحوم عامر عبد الله وآخرين. ويبدو أن النقاش العصبي الحاد، الذي شهده رسول، هو إمتداد للخلاف الذي أطلعنا عليه زكي خيري في إجتماع المكتب السياسي في 22 أيار والذي عارضت فيه الأغلبية موقف سلام عادل الداعي الى التراجع المنظم "الدفاع الذاتي الفعال".

61

لقد وجدت بأن رواية ثمينة ناجي يوسف ونزار خالد، التي أوجزتها، هي الأقرب الى الواقع ومنسجمة مع ما توّصل اليه بطاطو في تحرياته وبحوثه الواسعة والتي تؤكد عدم وجود أية محاولة لإستلام السلطة من قبل الحزب الشيوعي العراقي في عهد قاسم عندما يقول: " وعلى الرغم من أنه أصبح واضحاً الآن أنه لم يكن هناك أي أساس لأي من هذه القصص يبدو أن قاسم صدّق، لبعض الوقت على الأقل، أن الشيوعيين ينوون الإطاحة به". ولا تتعدى إشارة بطاطو لأحداث الليلة إياها بأكثر مما يلي: " وعلى كل حال، حصلت ليلة 4 تموز ( يوليو) مواجهات دموية في منطقتي الأعظمية والفضل في بغداد بين الشيوعيين وأعضاء المقاومة الشعبية من جهة والبعثيين والعناصر المحافظة من جهة أخرى، وقُتل الشيوعي فهد [فهر] نعمان وجرح 16 آخرون من الجانبين" (8).

من الضروري الإشارة هنا الى أن عدم وجود محاولة أو نيه للإطاحة بقاسم بإنقلاب عسكري، لا تعني بأن الفكرة لم تدرس، فقد درست الفكرة في المكتب السياسي، بعد إرتداد قاسم، حسب حديث الرفيق عزيز محمد ، عضو المكتب السياسي آنذاك، للرفيق عبد الرزاق الصافي، ولم تقر الفكرة "لصعوبة فرز قوانا عمن يتعاطفون مع عبد الكريم قاسم" (9).

ويتطرق سباهي بالتفصيل الى شهادات جميع الشهود الذين مروا بنا (في الصفحة 426 والهامشين 30 و31 من كتابه)، دون أن يبين لنا بشكل واضح هل كانت هناك خطة لإستلام السلطة من وراء ظهر المكتب السياسي واللجنة المركزية، كما جاء في رواية الفقيد صالح دكلة أم لا؟ والجواب الواضح على هذا السؤال ضروري جداً نظراً لخطورة المسألة وأهميتها التاريخية.

وبعد حوادث ليلة 4/5 تموز مباشرة، وتحديدا يوم 5 تموز، خطب قاسم في حفل إستقبال أقامه قائد المقاومة الشعبية تطرق اليه بطاطو على الوجه التالي: "... وبينما شدّد قاسم على أنه على المقاومة أن لا تأخذ أوامرها، في ظل القانون، إلا من القيادة العسكرية فإنه وصف المقاومة بأنها "الحصن المنيع للبلاد" وبشكل عام، أظهر قاسم في هذا الخطاب إستعدادا للتصالح مع الشيوعيين. ولقد وعد بفترة إنتقالية "قصيرة جداً" وبعده "سأطلب أنا نفسي من الأحزاب أن تدخل ميدان العمل" و" سوف أدعم إقامة جبهة وطنية". وأضاف قائلاً إن كل الأحزاب إخواني...الخ " (10).

ورداً على خطاب قاسم التصالحي، أصدر المكتب السياسي بيانا هاماً في 9 تموز ونشر في اليوم التالي في جريدة "إتحاد الشعب". إتسم محتوى البيان بالصلابة المبدأية وتمسكه بإستقلالية الحزب وبالمهام التي يرى ضرورة تحقيقها ومن منطلق الحرص على النظام الجمهوري وضمان مسيرته نحو التحرير والديمقراطية. فقد ورد في البيان ما يلي:"تماماً كما إحترم حزبنا مواقف الزعيم عبد الكريم قاسم فإنه، وبفضل المنزلة التي يملكها بين قطاعات واسعة من الشعب، عبّر في الماضي وسوف يستمر في التعبير في المستقبل، عن آرائه الخاصة في بعض المسائل السياسية ــ كحاجته الى الحياة الحزبية والى"جبهة الإنحاد الوطني" بين أشياء أخر ــ إذا رأى أن هذه الآراء محسوبة بشكل أفضل لحماية الجمهورية أو المصلحة العامة ... وفي تبنيه لأمثال هذه المواقف المستقلة... لايفعل حزبنا إلا ممارسة أحد حقوقه الديمقراطية المبدأية... ويجب أن لا يؤخذ هذا، بشكل من الأشكال، على أنه يتضمن رغبة من جانبه في معارضة الحكم الوطني ... من الضروري تأكيد حقيقة معروفة، وهي أن الحزب الشيوعي العراقي، القوي بالدعم والثقة التي له بين أوسع جماهير الشعب والمرتبط بصلابة بأوسع الفئات الديمقراطية في جبهة الإتحاد الوطني، يشّكل مع حلفائه القوة السياسية الأساسية في البلاد التي يمكن للحكومة الوطنية أن تعتمد على دعمها الثابت والمخلص للحفاظ على الجمهورية وضمان مسيرتها المنتصرة نحو التحرير والديمقراطية". ويرى بطاطو بأن البيان يعبر "بلهجة لا تقبل التأويل، أن الحزب ليس على إستعداد للركوع أمام رئيس الوزراء (11).

ويعزو بطاطو، دون أن يجانبه الصواب، بأن التعديل الوزاري الذي أجراه قاسم في يومي 13 و14 تموز 1959، وإعلانه شرعية الأحزاب السياسية بعد ستة أشهر جاء "لتهدئة الشيوعيين ووضعهم في موقع دفاعي في الوقت نفسه" وتم في التعديل الوزاري إستيزار نزيهة الدليمي (شيوعية) وفيصل السامر (من يسار الوطنيين الديمقراطيين) وعوني يوسف (صديق الشيوعيين ومسؤول عدلي كبير من الأكراد الديمقراطيين) وكان الثلاثة قد وقعوا، قبل ذلك بإسبوعين، ميثاق جبهة الإتحاد الوطني.

يستطرد سباهي في هذا الفصل ويستبق الأحداث في تناوله للإجتماع الكامل (*) للجنة المركزية، الذي رسم سياسة الحزب اللاحقة، بدلا من تناوله أحداث كركوك اولا، نظراً لتأثيرها البالغ على جو الإجتماع ونتائجه بسبب الأجواء السياسية المريعة والمتشنجة التي خلفته. ولم يتعارض ذلك مع الإستشهاد بالتقرير الصادر عن الإجتماع فيما يتعلق الأمر بكركوك فقط، وهذا ما سنتبعه. ويختم سباهي فصل "الحزب ومسألة السلطة في صيف 1959" بإبداء رأيه في هذا الموضوع، بالإنطلاق من دروس إنهيار الإتحاد السوفيتي والبلدان الإشتراكية الأوروبية، مشيراً الى البديل الذي يعتقده ويذكره على الوجه التالي:"ولو أنه، أي الحزب، رمى بكل ثقله يومئذ وراء العمل لضمان الديمقراطية العامة للشعب، لا الإكتفاء بالحديث عن " الديمقراطية الموّجهة" التي إنتهت في كل مكان الى تسلط النخبة الحاكمة، لجنب نفسه والشعب أيضاً كثيراً من الآلام، ولقدم للبلاد قاعدة متينة للتقدم" (12).

غير واضح تماماً ما المقصود بالديمقراطية العامة للشعب، كان المفروض أن يكون الكاتب أكثر تحديداً، نظراً لأهمية وخطورة الموصوع ودفعاً لأي التباس. وسنعالج البديل المطلوب في تلك الفترة ونوع الديمقراطية المطلوبة لاحقاً.

ونختتم هذا الموضوع بالإشارة الى رأي سباهي فيما يتعلق الأمر بموقف الدول الإشتراكية من الموضوع إياه، حيث يقول: "إذا كان الإتحاد السوفيتي والبلدان الإشتراكية الأخرى، قد ساندت ثورة 14 تموز بقوة، وتأهبت قواتها العسكرية لحماية النظام الجمهوري الوليد وحالت دون مغامرة الدول الإستعمارية ودول حلف بغداد للتدخل في العراق وضرب ثورة الشعب وهي في أيامها الأولى، فإن أي من هذه الدول الإشتراكية، لن يغامر في دعم تحرك شيوعي يوم ذاك يستهدف إسقاط حكم وطني بكل المقاييس وتقيم معه علاقات صداقة وترتبط وإياها بإتفاقيات تعاون" (13).
ما يقوله الرفيق عزيز سباهي صحيح تماماً، ولكن هذا ينسف "نظرية" نجم محمود "المقايضة: برلين ـ بغداد" التي تبناها سباهي وسوّقها للقراء قبل بضع صفحات، كما مر بنا في الموضوع رقم 59 من هذا المسلسل. فدوافع الإتحاد السوفيتي المذكورة هنا لاعلاقة لها بأية مقايضة مزعومة.
________________________________________
(1) راجع سباهي مصدر سابق، ص418 وما يليها، و424 وما يليها.
(2) بطاطو. مصدر سابق، ص217، هامش رقم 68 و 59.
(3) بطاطو. مصدر سابق، ص218 وما يليها. خط التشديد ليس في الأصل.
(4) راجع ثمينة ونزار. مصدر سابق، ط 2 ج2، ص24 وما يليها.
(5) صالح مهدي دكله، "من الذاكرة". دار المدى للثقافة والنشر، ص59 ـ 60. يحدد دكلة تاريخ الحدث ﺑ (3 ـ 7) حزيران، خلافاً لجميع المصادر الأخرى التي تذكرها بين 3 ـ 5 تموز. ويبدو أن الخطأ زلة قلم أو من أخطاء الذاكرة. وبالمناسبة فقد ورد خطأ في التاريخ وتشوش في نهاية ﺍﻠ"تمهيد" للكتاب عندما يذكر الكاتب دكله ما يلي: " بل فضلت إلتماساً للتركيز على الأهم ثم المهم، أن أبدأ من الفترة التي سهلت ومهدت الطريق لإنقلاب شباط المشؤوم، أي منذ صيف عام 1963 وحتى حلول كارثة رمضان". ويأتي التشوش من كون الذكريات في الكتاب تبدأ، كما يؤكد ذلك فهرس الكتاب، من الولادة والمنشأ حتى الغزو الإسرائيلي لبيروت في عام 1982، مروراً ببدايات التوجه السياسي وكنفرنس 1956 وخط آب 1964 ــ 1965 (ذكر التاريخ 1965 ـ 1966 خطأ في فهرس الكتاب وفي المتن). وهناك أخطاء أخرى في الكتاب على سبيل المثال، فقد جاء في الصفحة 150 من الكتاب ما يلي: " كما أعيد تشكيل لجنة بغداد وانيطت مسؤوليتها بالرفيق الراحل حميد الدجيلي الذي سقط قتلا برصاص رجال الأمن وهم يحاولون كبس الدار التي كان فيها ". لم يكن الشهيد الدجيلي مسؤولاً عن لجنة بغداد عند إستشهاده، فقد كان كاتب هذه السطور هو مسؤول اللجنة المذكورة. والدار كانت مكبوسة وهي دار توفيق أحمد وجاء حميد للبيت للإلتقاء به، وهذه المعلومات مطابقة لما جاء في مذكرات بهاء الدين نوري (ص 322 وما يليها)، وكان آنذاك المسؤول الأول في الداخل، ويكمل بهاء القصة على الوجه التالي: "وعندما دق [الدجيلي] الباب خرج اليه رجال الكمين الموجود هناك فركض ولاحقوه وأطلقوا عليه نيران مسدساتهم. أصيب وأستشهد فوراً".
(6) عامر عبد الله. تقييم سياسة الحزب (1958 ـ 1965). ثمينة ونزار. مصدر سابق، ط 2 ج2، ص28 والهامش رقم 1.
(7) ثابت حبيب العاني. حديث الى جريدة "المجرشة" الصادرة في لندن 5 شباط 1993.
(8) بطاطو. مصدر سابق، ص219 والهامش رقم 82 .
(9) سباهي مصدر سابق، ص428،هامش رفم 33.
(10) بطاطو. مصدر سابق، ص219 والهامش رقم 83.
(11) "إتحاد الشعب" 10 تموز 1959. بطاطو. مصدر سابق، ص220. والهامش 85.
(*) كثيراُ ما يجري الخلط بين الإجتماع الموسع و الإجتماع الكامل للجنة المركزية، وهذا الخلط نجده لدى سباهي وثمينة ونزار ونجم محمود وغيرهم. الإجتماع الموسع للجنة المركزية، ولأية هيئة حزبية أخرى، هو الذي يحضره رفاق ليسوا أعضاءاً في الهيئة، كما هو حال إجتماع ايلول 1958 للجنة المركزبة. أما الإجتماع الكامل، فهو الإجتماع الذي يحضره الأعضاء المرشحون بجانب الأعضاء الأصليين. وبالإرتباط مع إلغاء الترشيح من حيث المبدأ في الحزب في السنوات الأخيرة، فلم يعد هناك إجتماعات كاملة للهيئات الحزبية كافة. ونظراً لإتفاق سباهي معي في هذا التوضيح، فسأذكر الكلمة الصحيحة فيما أستشهد به من نصوص من مؤلفه.
(12) سباهي مصدر سابق، ص430.
(13) سباهي مصدر سابق، ص429.

يتبع



#جاسم_الحلوائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...
- قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ...
- قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ...
- قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ...
- قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ...
- قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ...
- قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ...
- قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ...
- قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ...
- قراءة في كتاب عزيزسباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق- ...
- قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ...
- قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ...
- قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ...
- قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ...
- قراءة في كتاب عزيزسباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق- ...
- تعليق على مقال - كيف عشت الحقيقة -
- هل كانت تحالفات الحزب الشيوعي العراقي كارثية؟
- حسن عوينة مناضل .. يُقتدى


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - جاسم الحلوائي - قراءة نقدية في كتابعزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي- (18)