أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - غسان المفلح - دولة بشعبين أم دولتان؟لعنة التاريخ.















المزيد.....

دولة بشعبين أم دولتان؟لعنة التاريخ.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2091 - 2007 / 11 / 6 - 11:54
المحور: ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين
    


-1-
هل مطلوب منا في كل مرة، نتحدث فيها عن القضية الفلسطينية، وحل الصراع العربي الإسرائيلي، أن نعود للتاريخ؟ نعود للتاريخ لكي نتحدث عن المسألة اليهودية في العالم الغربي، التي تفتق عقل الغرب في ذراه الاستعمارية التقليدية، عن حل للمسألة اليهودية في فلسطين، عن التخلص من اليهودية وليس من اليهود فقط! ورميهم خارج الفردوس الغربي، كما يمكن أن يستشف المرء من بعض تيارات السياسة الغربية الآن، في أنهم يريدون إعادة التجربة مع المهاجرين، والبحث عن حلول ووسائل، من أجل إيجاد حل للجاليات الإسلامية في الغرب. إما من خلال إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، أو من خلال إيجاد وطن قومي جديد للمسلمين الأوروبيين!لأن ما يمكن تسميته سياسات الاندماج لازالت موضع خلاف في الغرب نفسه. تبدو المسألة وكأنها طرفة! لكن هذه الطرفة ربما تحيلنا إلى الوقائع الميدانية، إلى تفاصيل التاريخ اليومي للصراع مع قضية الهجرة والإسلام السياسي الذي يخوضه الغرب في عقر داره! ولكن المشكلة أن الغرب لم يعد قادر على إيجاد وطن قومي لهؤلاء لأن العالم كله صار غربا! العقل العربي لازال حتى اللحظة يعيش مرضا، ويبدو أنه لن يبرأ منه! أسمه القضية الفلسطينية. ومن جهة أخرى لازال الغرب بعيدا عن أن يدخل لا وعيه أو وعيه إحساسا بالذنب تجاه ما فعله بالفلسطينيين رغم كل المآسي اليومية التي عاشها ويعيشها الشعب الفلسطيني!؟ لم يعد على ما يبدو أن هنالك مجالا للرهان على تشكل عقدة ذنب لدى الغرب والعالم تجاه الفلسطينيين. السؤال المخزي في الحقيقة هو: لماذا حتى اللحظة لم تستطع القضية الفلسطينية أن تشكل عقدة ذنب لدى الرأي العام العالمي، رغم مرور 60 عاما على النكبة 1948؟ هذا السؤال نضعه الآن أمام حركة حماس. التي لم ترفع بندقيتها في الحقيقة إلا في لحظة من احتدام الوضع في سياق الانتفاضة الأولى 1987 التي بدأت تشكل رأيا عاما دوليا من جهة، وبدا أن النضال الفلسطيني قد دخل حقلا مهما هو أن يجني ثمار عمله من جهة أخرى؟ خرجت حركة انشقاق-1983- أبو موسى عن حركة فتح من النافذة السورية! لتدخل حماس من الباب السوري- الإيراني- الإسرائيلي. لماذا نهتم بتفاصيل التاريخ السياسي اليومي، ونحن نتحدث عن قضية ذات بعد نظري استراتيجي؟ كما طرحها القائمون على الملف في الحوار المتمدن؟ لماذا لم يخطر في بال حركة حماس أن ترفع السلاح إلا بعد أن انتقل الشهيد الراحل أبو عمار إلى مرحلة تكريس وضع فلسطيني مؤسساتي على أرض فلسطين نفسها؟ هذا السؤال أيضا يحيل على ما سبقه في الحقيقة. هل يكفي التهويل الدائم من أن اليهود يسيطرون على القرار الغربي عموما والأمريكي خصوصا، للإجابة عن هذه الأسئلة. لا بد لنا في الحقيقة أن نقول التالي: لم تنشأ في المنطقة منذ بدايات الحرب الباردة وحتى الآن حركة مسلحة ولها هذه الشعبية، دون دعم دولتي! إقليمي أو دولي. دون أن تكون منخرطة في سياق توزع القوى الدولية والإقليمية، توزعها صراعا أو تنافسا أو تشاركا.أين حركة حماس من هذه السياقات؟ إذن نحن أمام إعادة الأمر إلى بداياته، حيث استطاعت حركة حماس بمهارة تامة الإجهاض على ثمرة سنين طويلة من المعاناة والنضال الفلسطيني. ووجدت حركة حماس في التصلب التلمودي اليميني عسكريا وسياسيا صنوا لها أو شبيهها في الحقيقة. وجدت فيه ضالتها التي تبحث عنها لكي تشل العقل الفلسطيني، وتجد مبررا لظهور بنادقها في لحظة من التاريخ كانت مفصلية تماما والتعنت الإسرائيلي محاصر. أذكر والذاكرة لعينة. أن الشهيد أبو عمار بعد نهاية عقد المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر في نهاية الثمانينيات 88-89 سألوه في مؤتمر صحفي عن الحل المستقبلي فأجاب: لا تستغربوا أن يكون مرشحا مع إسحاق رابين في دولة واحدة بشعبين- هذا فحوى إجابة أبو عمار وليس حرفيتها، أبو عمار الذي أقام في كل العواصم، ولكن لم تستطع عاصمة واحدة أن تدخله في أجندتها السلطوية! إذن غزة الآن هي ذروة الانكسار الفلسطيني على يد السياق الحمساوي- نسبة لحركة حماس- كما تحدثنا عنه باختصار في هذه المقدمة السريعة. هل يمكن في ظل هذه الذروة الانكسارية الحديث عن حل بدولتين أم دولة بشعبين؟ علينا النظر من النافذة نحو الغرب أولا ومن ثم نحو النضال السلمي المؤسساتي، مع ما يرافقه من وعي حقيقي بالمأساة الفلسطينية، وعي تاريخي يلتقط كل تفاصيل اللحظة التاريخية، توزع قواها وسلطها، إقليميا ودوليا. وإنني أرى سؤالا أكدنا عليه أكثر من مرة في كتابتنا المتواضعة عن الشأن الفلسطيني وهو: من أين لحركة حماس كل هذا السلاح؟ ليس عدة بنادق، بل هو سلاح استطاع أن يخرج السلاح الشرعي للسلطة الفلسطينية من كل غزة؟ بهذا السؤال نؤكد مرة أخرى بأنه لا يمكن عزل التفاصيل الفلسطينية عما يدور في كل المنطقة.
-2-
إن القول بحل ديمقراطي بدولة علمانية تجمع الشعبين اليهودي والفلسطيني، أو دولتين بشعبين، قول قديم يتجدد في كل مرة وربما في كل يوم. ولكن في كل مرة يجد في التاريخ اليومي وخاصة السياسي منه، ما يجعله يدخل في نفق مظلم. وسنبدأ من حيث ينتهي أتباع وجهة نظر، التآمر الإمبريالي، ووجوب تكريس فعل مقاوم على طريقة الأنظمة العربية. إن النقلة النوعية والذكية التي أحدثتها حماس ومن معها في النضال الفلسطيني! أنها جعلت كل الغرب في ميزان الكفر، لدرجة أنه كانت في لحظات حماس حمساوية تصفق لبن لادن! ولصدام حسين الذي كان يذيق شعبه الأمرين. أيضا عودة للذاكرة اللعينة، إن اليسار الفلسطيني المقاوم والمسلح حتى، كان يجد في الغرب ودول أوروبا من يدعم قضيته، وأعتقد أن تواجد الرفاق في الجبهة الشعبية والديمقراطية في دول أوروبا الغربية، لم يكن يمارس عليه أي نوع من التضييق! بل بالعكس تماما، أما الآن أين هو هذا اليسار؟ ومن هو الذي ابتلعه؟ هل يكفي القول بأن السبب هو سقوط السوفييت. عندما كان هذا اليسار له سمعة مناضلة في الغرب الأوروبي، ألم يكن هذا الغرب الأوروبي عدوا للسوفييت؟ براعة حركة حماس أنها جعلت كل الغرب معاد للقضية الفلسطينية. حتى أن بدايات تشكل رأي عام أوروبي مناصر للقضية الفلسطينية، وكانت بداياته القوية في الانتفاضة الأولى 1987 أما الآن، فقد أصبحت القضية الفلسطينية آخر اهتمامات المواطن الأوربي، بالطبع ليس لأنه مسيحي، كما يريد بعضا من الإسلام السياسي تفسير الأمر، ولكن لأن المقاومة المسلحة وسياقها الدولتي وجدت ضالتها في تحويل العالم كله إلى أعداء. هذا إذا أضفنا بالطبع قدرة المؤسسات الإسرائيلية ولوبياتها في الغرب من الاستفادة القصوى من هذا الانحراف الخطير في القضية الفلسطينية، التي استطاع الحامل الديني السلطوي الإقليمي من تحويلها نهائيا وفي سياق صراعه مع عرفات وفي سياق تواطؤ إسرائيلي يخدم مصالحه، استطاع أن يحولها إلى قضية أمنية! تتحدث فقط عن وقف العنف والاعتراف باتفاقيات السلام! بالطبع إذا أضفنا مرة أخرى العامل الإسرائيلي وما يقوم به على الأرض، سواء أمام العقل الأوروبي والغربي عموما، أو على أرض فلسطين، من تفتيت للضفة الغربية، واستيطان لم يتوقف رغم تراجعه كثيرا. في بعض من هذه الأجواء الملبدة باليمين الإسرائيلي المتصلب، وبحركة حماس وسياقات المنطقة الملبدة بالدم أيضا، هل يمكن طرح حل لدولة تكون حماس سيدة الموقف فيها؟ حتى أن فساد السلطة الفلسطينية، لا يفسر لوحده شعبية الحركة الحمساوية، التي استطاعت أن تنشأ مؤسساتها التي حققت لها بعضا من الهيمنة على الشارع الفلسطيني. هل تم ذلك من التبرعات الفلسطينية - الفلسطينيون الذين يأكل الفقر أجسادهم في الداخل! أو أن هذه التبرعات قادرة لوحدها على شراء كل هذا السلاح غير الشرعي! أم هي مساعدات الأخوة في قطر ودمشق. والسياق الإيراني المحموم من أجل إنجاح مشروع الملالي في المنطقة؟السلطة الفلسطينية الفساد يأكلها، وافقدها الكثير مما تركه لها الشهيد عرفات من إرث رمزي لدى الشارع الفلسطيني. والذي شكل غياب عرفات بالنسبة له كغياب الأب! حتى المختلفين معه ومع سياسته. وكي نستجمع التفاصيل هذه عبر سؤال مباشر: هل من مصلحة الأطراف الإقليمية المذكورة أن تنجح مساعي عرفات في قيام مشروع دويلة! فما بالنا بمشروع دولة؟ إن ما قام به عرفات ونضال الشعب الفلسطيني، وتغير السياق الدولي، قد نقل القضية الفلسطينية إلى الداخل، لم تعد قضية صراع عسكري على الحدود مع إسرائيل أو فلسطين.
هذه الميزة على قدر ما كنت تحمله من آفاق حقيقية لقيام تجربة فلسطينية، تتكرس يوما بعد يوم من أجل الوصول إلى مشروع الدولة الفلسطينية المرجوة كحد أدنى. على قدر ما كان التدخل الإقليمي-إيرانيا- سوريا- إسرائيليا- عربيا على حد ما. من أجل الإجهاز على مشروع السلطة الفلسطينية العرفاتي.
-3-
لم يكن أمام النظام في دمشق سوى إجهاض أية نتائج للسلام، ليس لأنه يريد استعادة الجولان في ظل ميزان قوى متوتر لمصلحته، ولكن الأمر الأساس أن السلام يفقده أحد أهم مرتكزات نظامه.
فإن استطاع الحصول على الجولان مجانا كان به! ولكن الأساس هو تأبيد لحالة اللاحرب واللاسلم، هذه الحالة التي بنيت عليها كل استراتيجيات النظام منذ مجيء التصحيح1970وحتى هذه اللحظة. لقد أفلتت من يده الساحة المصرية، ومن ثم الأردنية، واللبنانية فيها تقاسم للنفوذ مريب وغير مستقر، أما الساحة الفلسطينية، فهي التي تجعله، سيدا في خطابه القومي! ومسيرته اللاسلمية واللاحربية. إذن عدم استقرار الوضعية الفلسطينية خارج عباءته أمر غير مسموح به أبدا منذ زمن بعيد، وهذه الإستراتيجية لم تتغير حتى اللحظة، وهاهي حماس ومن معها تقدمها له على طبق من غزة! أقصد من ذهب. من جهة أخرى هذه العلاقة الشقيقة أيضا لحركة حماس مع الأشقاء في مصر، والأشقاء في قطر. إنها أسئلة اللحظة، التي لا يمكن الانفكاك منها دون طرحها. قبل أن نتحدث عن شكل الدولة المرتجى لحل الصراع العربي الإسرائيلي، أو الفلسطيني الإسرائيلي، إنها مسميات تبرز من جانب ومن زاوية النظر للموضوع. أما جارتنا العزيزة طهران بعد أن اتخذت إستراتيجية تحرير القدس الشريف، من إسرائيل ومن عرفات، ومن الشعب الفلسطيني نفسه، واستدراكا لسنا متأكدين منه تماما، ومن سنة المنطقة ومسيحييها. بعد هذه الإستراتيجية التي تريد نفوذا على المنطقة من بوابتها المتوترة، ومن استجابات لمشروع إيراني، لا يمكن فصله عن السياق الديني والمذهبي للسلطة الإيرانية. وقد وجدت ضالتها أيضا في حركة حماس، من جهة، وفي معرفتها للتعنت الإسرائيلي اليمني المتشدد، والذي سنفرد له القسم التالي من هذه الورقة، من جهة أخرى. ملايين من الدولارات ضختها إيران في الداخل الفلسطيني. ستترك نتائجها بالتأكيد، وعلى مسمع ومرأى اليمين الإسرائيلي. إنه زواج المحارم بين الرؤية الإسرائيلية وبين الرؤية الإيرانية. ليس الموضوع تآمر، وكواليس بقدر ما هو نتائج غير مباشرة لاستراتيجيات مباشرة. استراتيجيات مباشرة تحتك ببعضها، في مساحة محددة المعالم. مساحة فلسطينية وإقليمية، لا تحتمل المواربة والصداقات أو التحالفات البريئة، وتحتمل كل التواطؤ المريب. هل هذه اللوحة، مهما دورنا زواياها تحتمل قيام دولة فلسطينية، أو دولة واحدة لشعبين؟
-4-
إسرائيل ربما كمشروع، يقال عنه الكثير، لكن الشعب اليهودي بات جزء من المنطقة. هل إسرائيل اليوم هي كما كانت قبل انهيار السوفييت؟ الحديث الآن يدور عن مأزق الوضعية الإسرائيلية، انطلاق مما حدث بعد انهيار السوفييت. إسرائيل حددت جغرافيا مع كل دول الجوار، وفقا لاتفاقيات سلام وحدود إلا مع الفلسطينيين! وهنا برأيي مأزق الدولة العبرية. وإن كانت قضية الجولان السوري المحتل لازالت عالقة بين براثن العملية البينية الإسرائيلية مع النظام في دمشق. لكن الحدود النهائية لدولة إسرائيل قد رسمتها إرادة دولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. وهذا ضرب مرتكزا مهما في التفكير الديني للمشروع الإسرائيلي الأساس. مأزق إسرائيل يتجلى في السؤال التالي: هل هذا المشروع قادر على أن يتحول إلى دولة طبيعية؟ هذا السؤال حاول شمعون بيرس الإجابة عليه وبطريقته، التي يبدو أنه تخلى عنها، عبر كتابه ومشروعه للشرق الأوسط الجديد. ماذا تستطيع أن تفعل الدولة العبرية بخمسة ملايين فلسطيني، داخل فلسطين وإسرائيل؟ فهي لا تريدهم مواطنين، ولا تريدهم في دولة مستقلة! ما الذي ينتظر في المستقبل إذن؟ أعتقد من باب التخمين المستقبلي: أن إسرائيل ستندم تماما على إفشالها مشروع عرفات للسلام. لأن الدولة العبرية كلما أوغلت في الاستيطان، وفي تقطيع أواصل الأراضي الفلسطينية المحتلة، كلما زاد مأزقها أكثر فأكثر. واليمين الإسرائيلي رهاناته في الحقيقة تنبني على مقولات دينية في غالبها. ولأن الدولة هناك لازالت مبنية على هذا الأساس. إذن لازلنا أمام حائط مسدود سواء في قيام دولتين أو في قيام دولة واحدة. فهذا الأمر يحتاج إلى موازين قوى تدعم كتلة تاريخية في الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني من أجل أنجاز أيا من الحلين. فهل الكتلة التاريخية لليمين الإسرائيلي وحتى لليسار قادرة على تقبل أحد هذين الحلين؟ وهذا أيضا من الجانب الفلسطيني، بعد الانهيار المريع للكتلة التاريخية الفلسطينية التي كانت تحتضن مشروع عرفات. لم يعد هنالك في الشارع الفلسطيني كتلة تاريخية، نخبويا وشعبيا ومؤسساتيا، قادرة على حمل أيا من الحلين أيضا. ذكرنا بعضا من الأسباب التي أوصلت الأمور إلى هذا الحد. لكننا لم نركز في الحقيقة على الجانب الإسرائيلي. فهو في سياق تعنته ومشروعه الديني، سيجد نفسه في مأزق، ففلسطين ليست بورتوريكو الأمريكية. وإسرائيل ليست أمريكا، كما أنها ليست إمبراطورية بريطانية لا تغيب عنها الشمس حتى تتعامل مع مستعمراتها على طريقتها وبلا حسيب أو رقيب، بل هي في حالة من تنازع ربما يكون بلا أفق في المدى المنظور: بين إسرائيل المشروع وبين إسرائيل الدولة الطبيعية، والتي لم يعد المجتمع الدولي بقواه الأساسية والمتحركة قادرا على الانتظار طويلا من أجل حل هذا النزاع الداخلي الإسرائيلي، والذي قدمت له حركة حماس ومن معها مادة زمنية لإطالة أمد هذا الصراع. ومن جهة أخرى هل تقبل الكتلة التاريخية لحركة حماس أن تكون كتلة لدولة طبيعية أيضا؟ الطريف بالموضوع، أن هذا النقاش كان يتم قبل عقود ولم يكن هنالك شيء أسمه حركة حماس. ولكننا الآن غير قادرين على نقاش الأمر دون نقاش هذا الوافد الجديد على النضال الفلسطيني! كما أننا وبالعودة للمأزق الإسرائيلي، كلنا يذكر قبل فترة ليست بعيدة بل لا تتعدى عام أو عامين، عندما طرح بعض أركان الحكومة الإسرائيلية مبادرة تبادل بين المستوطنات في الضفة الغربية وبين المدن الفلسطينية في الداخل الإسرائيلي. ترحيل فلسطيني48إلى الضفة الغربية، مقابل ترحيل المستوطنات إلى داخل إسرائيل. في ظل هذه اللوحة: إذا لم تكن هنالك إرادة دولية واضحة فإن السياق الإقليمي والدولي قد أسس لتفتت عنيف لكتلة تاريخية كانت قد بدأت تتشكل مع مؤتمر مدريد للسلام 1991 هذه الكتلة التي كان من الممكن لها أن تنتج مشروعا للحل سواء بدولتين أم بدولة واحدة. الطرفان في مأزق، ولو أن مأزق القوي في المعادلة هو غير مأزق الضعيف والذي هو هنا شعبنا الفلسطيني الذي يبقى أمله الوحيد هو في النضال السلمي الحقيقي من أجل قيام دولة واحدة بشعبين.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سويسرا في القلب-4-
- أل التعريف و ثابت الوهم! السياسي المستبعد
- غياب السياسي تأصيل لغياب العقلانية
- رد صريح على السيد زهير سالم نائب المراقب العام للإخوان المسل ...
- عامان والسياسة غائبة إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي.
- المعارضة والهوية...تأملات تجريبية سورية (2-2)
- المعارضة والهوية...تأملات تجريبية سورية (1)
- استقلالية الثقافة!هل هي علاقة قوة أم طيه سلطة؟
- المؤتمر الثاني لجبهة الخلاص الوطني-3-القضية الكوردية
- المؤتمر العام لجبهة الخلاص-2
- المؤتمر الثاني لجبهة الخلاص الوطني-برلين
- العلمانية ضد العلمانية-مساهمة في الحوار السوري
- سويسرا في القلب-3-
- سويسرا في القلب-2-
- سويسرا في القلب-1-
- آخر مشاكل الحكم العراقي- رغد صدام حسين
- إعلان دمشق وجبهة الخلاص والمطلب الديمقراطي السوري.
- اليزيديون والمسيحيون يدفعون الثمن وسنة السلطات وشيعتها يتحار ...
- ضد ودفاعا عن الاخوان المسلمين في سورية
- مؤتمر السلام المرتقب...مصداقية السياسة الأميركية


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- -دولتان أم دولة واحدة؟- - مناظرة بين إيلان بابه وأوري أفنيري / رجاء زعبي عمري
- رد عادل سمارة ومسعد عربيد على مداخلة سلامة كيلة حول الدولة ا ... / عادل سمارة ومسعد عربيد
- الدولة الديمقراطية العلمانية والحل الاشتراكي - مناقشة الصديق ... / سلامة كيلة
- مناقشة نقدية في حل -الدولة الديمقراطية العلمانية- / عادل سمارة ومسعد عربيد
- ماركس وحده لا يكفي لكنه ضروري - تعقيب على رد الصديقين عادل و ... / سلامة كيلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - غسان المفلح - دولة بشعبين أم دولتان؟لعنة التاريخ.