أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - قلعة صالح - شمسٌ وريحٌ ونهرٌ ونخيلْ














المزيد.....

قلعة صالح - شمسٌ وريحٌ ونهرٌ ونخيلْ


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 2092 - 2007 / 11 / 7 - 11:14
المحور: الادب والفن
    


قيل لأطفالٍ بقلعةِ صالح ٍ
أن فيصلَ الثاني سيأتي لرؤيتِهمْ *
فمر غلامٌ بحلةٍ سوداءَ في "قراءتِهمْ"
واقفاً، يَشْخَصُ في البعيد
كأنَّ إبهامه اليسرى تشير الى "النشيد" !
"عِشْ غانما ً عِشْ سالماً
بوجهِكَ الوضّاحْ ."

* * *

لمّا يأتي دجلة ُ قلعة َصالح
يَضلُّ الطريقَ أحيانا ً،
يُحبُّ الرّزَّ كثيرا ً
فقبلَ مجيئهِ
يتجولُ في شمس ِالأهوارْ
تخدعُهُ المنحدراتُ وبعضُ سَواق ٍ
قنواتُ الريِّ تـُغريه
فتهبـِطـُ منه صغارْ
تـُشَمِّمُ لاهثة ً
بمَـشاراتِ خِيارْ
تأتي لشِـباكِ فـُطورْ *
تذوبُ في عطش ِالبذورْ
تنزلُ كل انحدارْ
بغرغرة الرضيع
تتلوى، تبحثُ عن جذورْ
فتنحني كـُتـَيْلاتُ تراب
تنحني
تنحني
وترتمي في الحُضْن ِأخيرا ً
ويمتلئُ الأثيرْ
بعِطـْرِ نـُقوع ْ
وتـَرى سُحَيْباتِ غبارْ
تـُحوِّمُ فوقَ الساقيه
وفي الماءِ تموع .ْ

* * *

هنا، حيث يضيقُ دجلة،ُ
تتسعُ القلوبْ
فالريحُ إذ تأتي في الغروبْ
"بمُهَيْـلةٍ " أو اثنتين، *
تمرُّ ببستان ِحَبيبْ *
وبالغربـيّة، *
وتمضي للسوق ِوصوبَ التلِّ
الى المَجْريّة؛ *
وفي غابات النخل ِعلى الضّفة
تـَهُزُّ نُخَيْلاتٌ في البُعْد سُعَيْـفاتٍ منها
ذ ُرَيْعاتٍ تـُفـْتـَحُ للأحبابْ
وتهزُّ العيطاتُ جميعا ً في الريح ، *
أرؤسَها بالإيجابْ؛
وتمرُّ بأوراق اليوكالبتوس
بالعصافير باشجار المستوصف
وبحقل ِخيارٍ قربَ المندي *

* * *

كانتٌ ريحٌ في صدر ِامرأةٍ أنهكها السَّيْرُ
من سوق ِالقلعةِ والمَعْبَر
حتى غابةِ نخلٍ أخرى
هناك بناتُ آوى
ترصّدتِ الضَّعْفَ في الليل
بين "محطة النفط" و"اللطلاطة" *
وبين غابةِ النـَّخْـلِ وقريةِ الطين مسافاتُ فضاء
وتسيرُ نساءٌ بعباءاتٍ حتى الجُّرْف
وتنحني للماءِ حلفاءٌ
وبَرْدِيّاتٌ خُضْرٌ وبعضُ غَرَبْ *
وتمُدُّ غُصَيْناتُ الصَّـفصافْ
أنفسَها نحو "الخورة" *

* * *

وكان قبرٌ تحرسُه أشواكٌ
وتـَلاطـُمُ الماءِ "الدِّهْـلة" *
يُـثـَقـّبُ هذا الجُّرْفَ العالي
يُسْـقِطُ في أهلـّةِ الماءِ
شظايا طين ٍعالية ً
وبعضا ًمن أقمارِ الكون
وتنحني السماءُ :
هناك أمواتٌ طيّبون
يفصُلُ الناسَ عنهُمُ بابانْ
بينهما الحُمّى وكثيرٌ من اللوعات
تـَبْعُدُ المسافاتُ في الرأس ِوتـَهْوي الذكريات
تأتي الوجوهُ من صوبِ الشمس
وسُعَيْـفاتٍ شاحبةٍ في هاماتِ النخل
فتـَحْضُنُ طـَلـْعا ًمن سُكـَّر
ويأوي الأطفالُ "لسوباطٍ" *
أو لبساتينْ
لحليبِ التين
ويلهث أطفالٌ في الشمس
لدوّاماتِ الخَوْفْ
فأفواهُ الدُّوّاماتِ واسعة ٌ تفتحُ أبواب
فيحتضِنُ الماءُ رؤوسا ًحَنـَّـتـْها الشمسُ
وشقــَّّرَها الصَّيفْ.

* * *

تـَظـَلُّ الريحُ بقلعةِ صالح
حتى بعدَ شواهدِ مرمرْْ
وليس في اللطلاطةِ شاهدة ٌ
ليس غيرُ تـُليْلاتِ تراب
والريحُ حية ٌفي الأرض وفي فجر القيظ
وفي الماءِ وفي السَّبْخةِ و"العاكَول" *
وفي الخرنوب
ولولا الماءُ والريحُ والتينْ
لولا البساتينْ
ما كان حنينٌ
ولولا الحنينُ ما كان وطنْ.
______________________________
*فيصل الثاني : ملك العراق حتى تموز1958.
*شِباك فطور: تشقق الأرض العطشى على شكل شبكة.
*مْهَيْلة : سفينة شراعية.
*بستان حبيب: بستان عامر بالنخيل في قلعة صالح.
*الغربية: اسم محلة فقراء الصابئة في الخمسينات من القرن العشرين.
*المجرية: قرية قريبة من قلعة صالح.
*اللطلاطة : قرية فقيرة ملاصقة لقلعة صالح كان يسكنها فقراء الصابئة.
*المندي : معبد الصابئة.
*الخورة: الدوامة؛ الإشارة هنا الى دوّامة يعرفها السكان عند انحناء دجلة جنوب قلعة صالح.
*الدهلة : الغرين.
*البردي : نبات مائي bulrush(es), papyrus(ri).
*الغَرَب: شجر بري.
*سوباط (أو سيباط): سقيفة تـُبنى من القصب.
*"العاكَول": نوع من الشوك الصحراوي.



#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمم المباركة والأمم المارقة!
- عمى الجهات
- تغيُّر الدِّيلَما
- من يوميات مفتش بسيط
- الخسارة -3- (مقاطع من مطولة بعنوان -تداعيات من العصر الغباري ...
- تعاريف خطيرة لحدود بعض العصور
- الخسارة 2 (مقاطع من مطولة بعنوان -تداعيات من العصر الغباري ا ...
- مِطرقة
- الخسارة 1 (من مطولة بعنوان -تداعيات من العصر الغباري الوسيط- ...
- مطارَد
- جئتُ الى كاوَه (مقاطع من مطوّلةٍ بعنوان -تداعيات من العصر ال ...
- جئتُ الى كاوه (مقاطع من مطولةٍ بعنوان -تداعياتٌ من العصر الغ ...
- محاولة في الخوف
- محاولة في الخوف (مقاطع من مطولة بعنوان -تداعيات من العصر الغ ...
- في الخوف -2- (مقاطع من مطوّلةٍ بعنوان -تداعيات من العصر الغب ...
- ثنائية العلم والدين في فكر الإنسان المعاصر


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - قلعة صالح - شمسٌ وريحٌ ونهرٌ ونخيلْ