أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرضا المادح - عاشقة طيور الحب














المزيد.....

عاشقة طيور الحب


عبدالرضا المادح

الحوار المتمدن-العدد: 2089 - 2007 / 11 / 4 - 09:15
المحور: الادب والفن
    


صبيحة يوم معتاد، اقتربت من قفص طيورها في باحة الدار. كان القفص الى جانب جدار مرتفع تحت ظل نخلة شامخة، تبرز بهامتها وسط اغصان كثيفة لشجرة سدر كبيرة. تتسرب من خلال سعف النخلة اشعة الشمس، فترسم بفرشاة نسيجها المتلألئ على الآجر اشكال وريقات السدر المتراقصة بأستمرار.
في القفص كان يسكن قرابة الخمسين من طيور الحب المتعددة الالوان. زقزقة الطيور تملأ الفضاء، حركاتها تعبر عن سعادة وادراك لاقتراب العاشقة. انحنت بقامتها الطويلة وفتحت الباب الصغير في قفصها الكبير، لتسكب الماء وتنثر حبات "الدخن" فتزيد من هيجان الطيور، لتقوم الاخيرة بحركات بهلوانية في مختلف الابعاد المحصورة في الشِباك المعدنية.
في لحظة غفلة وبسرعة فائقة، انزلق احد الطيور هاربا من بين يديها، ليحلق في سماء الدار مرتبكا بين الجدران الحجرية والنخلة وشجرة السدر الوارفة، ليحط على احد اغصانها وهو يتلصص النظر الى الفضاء الواسع.
اغلقت الباب بسرعة ورأسها يرسم حركات دائرية بحثاً عن المتمرد الصغير. لم يكن في الدار من يسعفها من ورطة لم تمرّ بها سابقاً. حاولت بمالديها من حيل لاقناع عصفورها بالعودة فلم تفلح. لفّت جسدها بعباءتها وهرولت نحو الباب الخلفي، أخترقت الزقاق الضيق لتدق باب جارتها وصديقة عمرها مستنجدة بابنها الاصغر، فهب مستفسراً عمـّا جرى وبلمح البصر اصبح فوق السطح الطيني لدارها ، محاولا ان يقترب اكثر من الطير المتعلق بأحد الاغصان.
بدأ الطير يعبر عن خوفه بحركات رأسه السريعة. امتدت يد الصبي قريباً للامساك به. فرش الطير جناحيه الصغيرين ليبتعد عن مصدر الخطر ويحطّ على شجرة سدر كبيرة اخرى عند بيت جارتها الثانية.
ادرك الصبي انه لايستطيع اللحاق به، فهبط الى صحن الدار خائباً.
ـ لا فائدة انه لن يعود.
قالتها والحسرة تعصر كلماتها.
............................................
20 10 2007



#عبدالرضا_المادح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكيم وصلاة الواوية ...!
- الاحزاب الشيعية تقتل الشيعة وتمشي في جنازتهم...!؟
- قرصنة البالتالك وغرفة ينابيع العراق
- زقاق في الحيدرخانة
- عباس الفَوري
- الحجّار
- الخبّز وعبدُالله *
- مَشهدْ
- جرافّة الموتى
- هل فقد الجواز العراقي مصداقيته وشرعيته...!؟
- حقائق إضافية حول - قصة الشيعة في العراق-
- هل سيُسقط صدام حكومة المالكي...؟
- الوهم
- درب التبانه
- مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي والتطبيق
- مشروع النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي ملك الشعب
- بجرّة قلم ألغى العلم
- !... ألقطط ألسمان وألشحمة ألنفطية


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرضا المادح - عاشقة طيور الحب