أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد البابلي - لوحات فلسطينية .. عندما يموت القمر















المزيد.....

لوحات فلسطينية .. عندما يموت القمر


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 2088 - 2007 / 11 / 3 - 04:01
المحور: الادب والفن
    


هنا في أدناه لوحات شعرية تستحق التأمل والوقوف عندها لقرون لا للحظات.. لوحات سريالية تعكس أزمة شعب مذبوح بأسم العروبة وكل الشعارات الرنانة التي تنتمي لعصر العنتريات المفقود .. أنه الشعب الفلسطيني المقتول ، فالكل يعرفه ويعرف تفاصيل حكايته التراجيدية - أكثر مني بالتأكيد- ومن الغباء والحماقة أن أكتب عن معاناته عبر أكثر من سبعين عاما من الحزن والكآبة المميتة في مرثية جوفاء تصلح فقط لأنين العجائز ، لكن هذه اللوحات الشعرية لمجموعة من الشعراء الفلسطينيين الذين رضعوا الهم في مهدهم تصلح أكثر للتعبير أكثر عن تلك المحنة التاريخية ، وليس لي الفضل فيها سوى جمعها من بين كتب شعرية أحتفظ بها في مكتبتي الصغيرة ( المكتبة التي اشتريتها من أديب باعها ليشتري الحليب لأطفاله في سنيين الحصار !! ) .. لكني بعد تأملي لتلك اللوحات أتهم هؤلاء الشعراء بالخيانة ، فهل استطاعوا التعبير عن محنتهم جيدا عبر الشعر ؟؟؟؟
لا أظن هذا طبقا لمعادلة الشاعر نزار قباني التي يقتل فيها هياكل الفراهيدي في الشعر : (( كل لغة ، هي بحد ذاتها خيانة.. والتجربة الشعرية بعد انتقالها إلى الورقة أصغر بكثير من التجربة الداخلية التي يعيشها الشاعر .. ))، وتبقى معاناة الشاعر الفلسطيني مذبوحة بين أزمة الشكل المحدود ونهر الدم الذي يجري إلى ألما لانهاية..لأن القضية أكبر من قضية مواطن وجد نفسه بين ليلة وضحاها بلا وطن ولكنه أزمة كبرى لأمة العرب، أزمة تتكشف فيه الأقنعة والزيف لكي تلبس ثوب العار إلى الأبد، أزمة الخيانة والمساومة والمقاولة بالقضية الفلسطينية ، فكل الحكومات العربية أدعوا جهرا العداوة لدولة إسرائيل ولكنهم سرا يتفقون ويقبضون مقابل امتصاص الحقد العربي بتلك الإستراتيجية ( الدعارة ) ..
المهم اللوحات الشعرية الآتية هي أصدق من أن توصف بالصدق:

لوحة رقم - 1 -
من قصيدة ( عبر حزن عابر ) للشاعر سميح القاسم :
بأسم شعب جعلوه .. ألها في جهنم
بأسم شعبي .. أتكلم

أقوى من كل الجنرالات
وكل النفاثات .. وكل الغواصات
وكل الرادارات
أقوى منها ..
كف الإنسان على مقبض منجل !!
هذا درس الماضي والحاضر
فلنتعلم .. للمستقبل

لوحة رقم - 2 -
يقول أبو الهول دمدم في قصيدته ( الباسمة الغضبى ) :
صار الشعب يرددها ويغنيها
بأسم الأمن .. وحفظ الأمن
يدوس الأمن .. رجال الأمن
بأسم الأمن .. فقدنا الأمن
وصار الأمن
عدو الأمن

لوحة رقم - 3 -
في أحداث عمان السوداء ( حين أغلق الأردن الحدود بوجه اللاجئين الفلسطينيين في حرب عام 67 بحجة المذابح التي ارتكبت في المخيمات.. !! ) يقول توفيق زياد :
يا حادي العيس ، سلم لي على السلط
فأرضها مزروعة ، موتا على موت
وأن مررت على مصلوبة قد عريت
فألق ثوبا يغطيها فذي أختي

لوحة رقم - 4 -
يقول يوسف حمدان من قصيدته ( يا وطني المهاجر ) :
شمسي بلا دفء
وظلي دون فيء
عيني بلا ماء
ارضي بلا عطاء
ولم تعد تليق بي الصلاة
يا وطني الإله

لوحة رقم - 5 -
الآن مع مظفر النواب ذاك الشاعر العراقي المغترب يربط القضية الفلسطينية مع عهر الحكام العرب والعنتريون الذين ضاقت بهم الصحف وأجهزة التلفاز والمقاهي ، لوحته تتكلم بصدق وبوجع كبير لا يرحم أكثر من أن تشرح أو تفسر :

وطني علمني أن أقرأ كل الأشياء
وطني علمني أن حروف التاريخ مزورة
حين تكون بدون دماء
وطني علمني إن التاريخ البشري
بدون الحب
عويلاً ونكاحاً في الصحراء
يا وطني هل أنت بلاد الأعداء؟؟
هل أنت بقية داحس والغبراء؟؟

يا وطني المعروض كنجمة صبح في السوق
في العلب الليلية يبكون عليك
ويستكمل بعض الثوار رجولتهم
ويهزون على الطبلة والبوق
أولئك أعداؤك يا وطني
من باع فلسطين سوى أعداؤك أولئك يا وطني
من باع فلسطين وأثرى بالله
سوى قائمة الشحاذين على عتبات الحكام
ومائدة الدول الكبرى
فإذا أجن الليل تطق الأكواب بأن القدس عروس عروبتنا
من باع فلسطين سوى الثوار الكتبة
أقسمت بأعناق أباريق الخمر
وما في الكأس من السم
وهذا الثوري المتخم بالصدف البحري ببيروت
تكرش حتى عاد بلا رقبة
أقسمت بتاريخ الجوع.. ويوم السغبة
لن يبقى عربي واحد
ما دامت حالتنا هذي الحالة
بين حكومات الكتبة
القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل زنات الليل إلى حجرتها
وسحبتم كل خناجركم
وتنافختم شرفاً
وصرختم فيها إن تسكت صوناً للعرض
فما أشرفكم أولاد القحبة

الآن أعريكم
في كل عواصم هذا الوطن العربي قتلتم فرحي
في كل زقاق أجد الأزلام أمامي
أصبحت أحاذر حتى الهاتف.. حتى الحيطان.. وحتى الأطفال
أقيء لهذا الأسلوب الفج
وفي بلد عربي كان مجرد مكتوب من أمي
يتأخر في أروقة الدولة شهرين قمريين
تعالوا نتحاكم أمام الصحراء العربية
كي تحكم فينا
أعترف الآن أمام الصحراء بأني مبتذل وبذيء
كهزيمتكم
يا شرفاء مهزومين
ويا حكاماً مهزومين
ويا جمهوراً مهزوماً
ما أوسخنا.. ما أوسخنا.. ما أوسخنا..
ونكابر ما أوسخنا
لا أستثني أحداً
هل تعترفون آنا قلت بذيء
رغم بنفسجة الحزن..
وجنوني للضحك بأخلاق الشارع والسكنات
ولحس الفخذ الملصق في باب الملهى
يا جمهوراً في الليل يداوم في قبر مؤسسة الحزن
سنصبح نحن يهود التاريخ
ونأوي في الصحراء بلا مأوى
هل وطن تحكمه الأفخاذ الملكية
هذا وطن أم مبغى؟

أصرخ فيكم
أصرخ أين شهامتكم إن كنتم عرباً.. بشراً.. حيوانات
فالذئبة حتى الذئبة تحرس نطفتها
والكلبة تحرس نطفتها
والنملة تعتز بثقب الأرض
أما انتم فالقدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل السيلانات إلى حجرتها
ووقفتم فيها إن تسكت صوناً للعرض
فأي قرون أنتم ؟؟
أولاد قراد الخيل كفاكم صخباً
خلوها دامية في الشمس بلا قابلة
ستشد ضفائرها.. وتقيء الحمل عليكم
ستقيء الحمل على عزتكم
ستقيء الحمل على أصوات إذاعتكم
ستقيء الحمل عليكم بيتاً.. بيتاً
وستغرز أصبعها في أعينكم
أنتم مغتصبي..
حملتم أسلحة تطلق للخلف
وثرثرتم.. ورقصتم كالدببة
كوني عاقرا أي أرض فلسطين
كوني عاقرا أي أم الشهداء
من الآن فهذا الحمل من الأعداء
ذميم.. ومخيف
لن تتلقح تلك الأرض بغير اللغة العربية
يا أمراء الغزو فموتوا..
سيكون خراباً.. سيكون خراباً.. سيكون خراباً
هذي الأمة لابد لها أن تأخذ درساً في التخريب..



لوحة رقم – 6 -
من قصيدة ( منشورات فدائية على جدران إسرائيل ) للشاعر نزار قباني يقول فيها:
للحزن الطويل أولاد سيكبرون
للوجع الطويل أولاد سيكبرون
للأرض، للحارات، للأبواب أولاد سيكبرون
وهؤلاء كلهم ..
تجمعوا منذ ثلاثين سنة
في غرف التحقيق ، في مراكز البوليس ، في السجون تجمعوا كالدمع في العيون
وهؤلاء كلهم ..
في أي .. أي لحظة
من كل أبواب فلسطين سيدخلون ..

اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
شكرا .. لكم
عماد البابلي ( 5 / تشرين الثاني / 2004 )
الليلة التي غاب فيها القمر !!!



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسماعيل الصفوي .. عبث ودجل و.. هالة نور !!!
- فرانسيس بيكن ومختارات من كتاب ( الأورغانون الجديد ) ..
- الخميني .. شاعرا !! وعاشقا !!!!
- أيران .. لمحات من تاريخها ( موجز أسود لتاريخ أسود )
- ورقة بن نوفل .. حكاية الراهب الشبح
- الفلسفة الروحانية .. المصطلحات الفنية ( الجزء الثاني )
- الفلسفة الروحانية .. المصطلحات الفنية ( الجزء الأول )
- عادل أمام فيلسوف العصر .. تأملات في عالمه الداخلي
- أعجاز جديد في القرآن الكريم .. ( رؤية جديدة )
- مالذي يحدث عند العباس بن علي ؟؟؟؟
- فيورباخ .. سيرة نبي ومجاهد ( الجزء الثاني )
- فيورباخ .. سيرة نبي ومجاهد ( الجزء الأول )
- مقدمة عن توم وجيري .. مقدمة عن الكآبة .. مقدمة عن الطب النفس ...
- بأسم حبة مخدر نبتدأ
- الغزالي في مستفى الأمراض العقلية .. تهافت الكهنة والرعاع
- تمهيد للماركسية .. حلقة رقم 3
- تعريف الماركسية .. حلقة رقم 2
- نحو مفهوم مبسط للماركسية .. حلقة رقم 1
- تناقضات سجينة بين جدران الكعبة
- الدرزية .. صفحة غير واقعية في كتاب العروبة الأسود


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد البابلي - لوحات فلسطينية .. عندما يموت القمر