أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي محيي الدين - تعال باجر














المزيد.....

تعال باجر


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2088 - 2007 / 11 / 3 - 04:02
المحور: كتابات ساخرة
    


حكايات أبي زاهد

ليس فيما أقوله من جديد،فالكثير من المواطنين عانوا ولا زالوا يعانون من الروتين القاتل والبيروقراطية المقيتة لدوائر الدولة بكل قطاعتها،هذا الروتين الموروث المبني على الأسس القديمة لتأسيس الدولة العراقية،عندما كان العالم يمتطي صهوات الجياد،ويقاتل ب(الفالة والمگوار) ويقطع على قدميه المسافات الطويلة للتنقل من مكان إلى آخر،والظاهر أن دوائرنا العتيدة التي تتقيد بآثار السلف الصالح لا تنوي مواكبة العالم،وتفضل البقاء على عقليتها السابقة في أنجاز معاملات المواطنين،لأن اللحاق بالغرب في تطوره الصاروخي والاستعانة بالطرق الحديثة في مختلف المجالات رجس من عمل الشيطان،وعلينا المراوحة في مكاننا،حفاظا على موروث الآباء والأجداد،لأنهم القدوة التي تحتذي،والأسوة الحسنة الواجب أتباعها.
لقد ورث جهازنا الحكومي الكثير من التعليمات البالية التي تجاوزها العالم،ولا زال رهن الأساليب المعقدة في التعامل مع المواطن،فالموظف الكريم الذي وفرت له الدولة الرواتب المجزية،وسمحت له بالتعالي على المواطن،وأخذ الرشوة والفساد،و(دللته) إلى أقصى حدود الدلال،لا يؤدي ما أوكل إليه من مهام،فالدائرة التي يستطيع عشرة موظفين إدارتها،فيها من الموظفين العاطلين ما يزيد على المائة،وهؤلاء إذا حضروا أضروا بالعمل لإلهائهم الآخرين عن أداء أعمالهم،وإذا غابوا زاحموا المواطن المسكين في العمل الحر،وأعرف أحدهم وهو الحاج(جوكر) يتقاضى راتبا تقاعدي،ويعمل في الليل حارسا بعقد،وفي النهار (خردة فروش) ورأيته يراجع للحصول على راتب الرعاية الاجتماعية،(ألف عافية للي يجيب نقش) وهؤلاء الموظفين النجباء أصبحوا يشكلون عبئا على المواطن المسكين،فإذا راجع أحد عباد الله المساكين،الذين ليس لهم(في الخيل خيال)ولا يرتبطون بعضو مجلس محافظة،أو مجلس بلدي،أو مسئول كبير،أو كادر حزبي متقدم في أحزاب هذا الزمان،فعليه الصبر على الدوامة القاتلة للمراجعات،وكلمة(تعال باجر) تصدمه ابتداء من الحمايات الخاصة وانتهاء بفراش السيد المدير،والكل يقول (تعال باجر)،وما فتأ(باجر يأكل باجر)حتى يرحمه الله برحمته الواسعة،وتنفجر به أحدى المفخخات،أو يصاب بضربة شمس،أو مرض الفقرات بسبب الوقوف لساعات،أو (البواسير)لجلوسه القرفصاء بانتظار نهاية الدوام الرسمي،والعودة إلى أهله(أيد من وره وأيد من جدام)أو ترك المعاملة وانتظار (الحكومة الإلكترونية) التي شاهدها في أفلام الكارتون،ومثال بسيط على (الونسة) التي يعانيها المواطن للحصول على بطاقة السكن،هذه البطاقة اللعينة التي لم أستطع الحصول عليها من النظام السابق إلا بعد أشهر من المراجعات والوساطات والرشوات ،واليوم يطالب المواطن بالحصول على أخرى جديدة،ليمر بدوامة من الطرق الملتوية التي سنتها الإدارة الفيدرالية المؤقتة للمحافظة،فعلى المواطن استنساخ البطاقة التموينية،وشهادات الجنسية،وبطاقات الأحوال المدنية لأفراد الأسرة،وتأييد من المختار والاختيارية،واستنساخ عشرة استمارات معلومات،وجلب كتاب صحة صدور البطاقة التموينية من التجارة،وتأييد من الجهات الأمنية بحسن السيرة والسلوك،وثلاث صور شخصية،وهذه المعاملة تتطلب صرف مبلغ لا يقل عن 15 ألف دينار وأسابيع من المراجعات،والمواطن يدور في هذه الدوامة المهلكة ليثبت أنه يسكن في عنوانه الحالي،وبأ مكان الدولة الاستعانة بالمختار فقط الذي يستلم راتبا محترما،وإرباح طائلة من بيع الغاز ولنفط ،لتوفير هذه البيانات بالتعاون مع دائرة الأحوال الشخصية،ودائرة المعلومات،دون أرباك المواطنين الفقراء للركض في الدوائر والوقوف في الطوابير لأيام وأسابيع لإكمال بطاقة يمكن إنجازها بعشر دقائق لو توفرت النية لمساعدة المواطن... قاطعني سوادي الناطور قائلا( بيش بلشت يا بو بشت" والله أتهوه أواجه عزرايين ولا أراجع دائرة بها الأيام،وين ما تروح تعال باجر،والباجر يصير باجر،"وعله هالرنه طحينج ناعم"وأحنه خلص عمرنه بالباجر،يسو لفلي واحد من أولاد أخوك كريم،جان لاجيء سياسي بالسويد،وسوده بوجهي على أهل السويد،شابعين ضيم وقهر،وماكليها معلسه من الروتين،يگول إذا تريد جواز أطلعه بساعة،وإذا تريد تأشيرة تحصلها بالتلفون،وإذا تحجز طياره حسبا لك مأجر تكسي،وأحنه ردينه ليوره،يوم قدمت عريضة المسعول جبير،طلع أضبط من الموظفين،كتب على عريضتي"تعال عگب باجر:....!!!



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنة البحث عن المتاعب
- حكم قراقوش
- القنابل الموقوتة
- محطات في حياة المناضل معن جواد/5
- الصراع الطائفي بين التعليم العالي ووزارة التربية
- محطات في حياة المناضل معن جوادم3
- الاجتياح التركي لكردستان العراق
- لماذا يعدم وزير الدفاع
- محطات في حياة المناضل معن جواد/4
- ظهور نبي جديد
- زواج المتعة هل ينسجم مع حقوق الأنسان
- ناس وناس
- راس الخراب
- أبعد عن الشر وغنيله
- علي ماذا يجب أن نعلم أبناءنا
- الفساد الإداري
- بعدك معيدي
- الوصفات الجاهزة
- المولدات الأهلية ،ومعانات المواطنين
- محطات في حياة المناضل معن جواد (أبو حاتم)2


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي محيي الدين - تعال باجر