أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باقر الفضلي - أوقفوا قرع طبول الحرب..!!














المزيد.....

أوقفوا قرع طبول الحرب..!!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 2087 - 2007 / 11 / 2 - 07:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


سأقولها مثنى وثلاث ورباع ، وما قدر لي ذلك...

*****

عندما تقرع طبول الحرب، وتعلن نذرها،
عندما يبلغ وجيف القلوب الحناجر، ويخفت بريق العيون البريئة،
عندما يكون الخوف هو الغذاء والدواء،
عندما تحرث جنازير الدبابات الأرض، وتدك خراطيمها بيوت الفلاحين على الرؤوس،
يوم تختلط أشلاء الأطفال والأمهات والشيوخ ويعفر تراب الأرض المقدسة الدماء الزكية،
يوم تعز المسالك، ويفقد الأمل بالنجاة، وتسلم الروح مكرهة الى بارئها..
يومذاك يبدأ العويل ويعلو الصراخ:


أوقفوا الجريمة..أوقفوا الكارثة.. أوقفوا قتل الأبرياء..أوقفوا الحرب الظالمة..أوقفوا..اوقفوا..
أوقفوا الموت ياجنرالات البؤس العباقرة..! ولسان الحال يقول:


أي نصر حققتموه..أي عدو هزمتموه.. وأي سلام صنعتموه..؟؟!!!


إنه الخراب بكل ما في هذه الكلمة من معنى.. وإذا كان مفهوم السياسة يعني الحرب، وإذا كانت الجيوش أسست بقصد القتل والخراب فهي إذن، الكوليرا أو الطاعون.. وليس أمام البشرية والعقل الإنساني، غير درء مثل هذا الخطر الذي قد يدهمها في أي يوم كالح عاصف، وإذا كان حزب العمال الكوردستاني القشة التي ستقصم ظهر البعير، والتي ستعصف بالأخضر واليابس، فإدرؤا الخطر الأكبر بالخطر الأصغر، وأمنحوا السياسة فرصتها ومعناها اللين، فالسياسة ليست الحرب؛ وإذا ما ندمنا فلات حين مندم..!

الكل يدرك بما فيهم السيد أوردغان رئيس وزراء تركيا نفسه، بأن حجم الضغوط التي تمارسها المؤسسة العسكرية عليه، بما فيها تجييش الشارع التركي من أجل الإنتقام، هي أكبر مما يتصوره المراقب؛ فحكومة أوردغان، والحق يقال، مضغوطة بين رحى المطرقة والسندان، بين مناوشات المفارز المسلحة لحزب العمال الكوردستاني وكمائنها الإستفزازية ضد قطعات الجيش التركي من جهة، وبين ردود فعل المؤسسة العسكرية، التي وجدت في هذه الإستفزازات، ما يعطيها زخما جديداّّ بالتمسك بسياستها المتصلبة، ويذكي فيها روح التحدي والتعصب والكبرياء البيروقراطي، ويمنحها مزيداّ من قوة ومبررات التشبث بمقولة "حماية النظام العلماني" من جهة أخرى..!

ومهما بدت تطلعات حكومة السيد أوردغان وحزب العدالة التركي، نحو بناء مجتمع علماني ديمقراطي متحضر، تشده أواصر التقارب مع العولمة الحديثة والإنفتاح على الإتحاد الأوروبي، مهما بدت أكثر قبولاّ، ومهما تقاطعت هذه التطلعات من حيث ما هو معلن، مع منطلقات المؤسسة العسكرية التركية، فإنه رغم كل ذلك، وجدت نفسها، في تقاطع حاد مع ما تفرضه حقائق الواقع القائم على الأرض، ويبدو أن لا مناص أمامها، إلا حني القامة أمام هدير الجحافل العسكرية التي تجوب تخوم البلدين الجارين..!

فما تصبه عوامل الضغط في الشارع التركي من زيت لإذكاء النار، وما يلعبه الإعلام من دور سلبي في تأجيجها، ما يدفع بالمؤسسة العسكرية بالإتجاه المسدود، كل ذلك معزز بما أسفرت وتسفر عنه نتائج تكتيك حزب العمال الكوردستاني، التي تلتقي في خطوطها العامة، وإن تقاطعات النيات وإختلفت الأهداف ، مع ما تصبو اليه مخططات هذه المؤسسة في المحصلة النهائية للأحداث، وبما يجر بإتجاه تأزيم الموقف وتوتير حبال الربط، بإنتظار شرارة التفجير..!

فمهما كانت مشروعية الأهداف، فإن لرومانسية التكتيك دورها في تحديد مصيرها ، ونسبية التعاطف والتجاوب معها؛ فرومانسية الكفاح المسلح والتمسك به كتكتيك ، أمر لن تقرره حكمة وقدرة القيادات حسب، بل مدى ملائمة هذا الإسلوب في ظل ظروف معينة للتطبيق، ومدى حدود مسؤولية هذه القيادة في تحمل النتائج..!

فكيف سيقرأ الحزب، ما ستؤول اليه، النتائج الكارثية لإجتياح لا آخر له إن كان له أول، إذا ما سارت الأحداث بهذا الإتجاه، وإحتمالات ذلك أقرب للعين من الحاجب، وأين ستنتهي مسيرة عشرين عام من النضال من أجل قضية عادلة، في ظل ظروف غير عادلة، وبأساليب خاطئة، إن لم تكن غير ملائمة..؟

أما الجانب العراقي، وإن حمل بحق أو بدون حق مسؤولية تواجد PKK على أراضيه ؛ فإن العراقيين ليسوا بحال أفضل مما يرتجى، وما يحيط بهم من مشاكل ما يكفيهم، وليس أمامهم غير طريق واحد ، وهم متمسكون به بإقتناع..!

إنه طريق السلام؛ الطريق، الأكثر وعورة من طريق المغامرة أو الإنجرار ورائها في أضعف الإيمان، لما يشترطه السلام من التضحيات، ما قد يصل حد الثوابت في بعض الأحيان؛ خاصة إذا ما كان الطرف الثاني يبحث عن مبررات وحجج لدعم أهدافه من وراء كل هذا التصعيد..!

ففي الوضع الحالي، يصبح الموقف من طبيعة العلاقة مع حزب العمال الكوردستاني بكل أبعادها القومية والإنسانية وعمق الشعور الإثني للأمة الكوردية، هو المرشح لما قد يصيبه من متغيرات، في وقت ترتبط فيه أية نتائج إيجابية لهذا التغيير على مدي حصافة وواقعية القرار الذي سيقدم عليه هذا الحزب في درء تفجر الواقع المأزوم، وهذا هو بيت الفرس كما يقال، وما يقابله من حنكة سياسية وواقعية من قبل الجانب العراقي...!

فليس من الحكمة بمكان، أن يجري تغليب التكتيك على حساب الهدف، والتفريط بالكل من أجل الجزء، دون إعتبار لما قد تسفر عنه نتائج اللعب بالنار، ومراعاة لما قد تؤول اليه التجربة الفتية في إقليم كوردستان..!

إن مدى تفهم ما عليه الأوضاع في تركيا وعموم المنطقة وطبيعة تشابك العلاقات الإقليمية والدولية، سيكون له أثر كبير في التوصل الى حلول أكثر نجاعة وأقرب الى الواقع..!

إن أي بادرة عربية أو إقليمية أو دولية أو من أي طرف كان، تسهم في نزع فتيل الحرب، إنما هي جهد يصب في خدمة السلم ويجنب آلاف الإبرياء من جحيم الحرب والشقاء..!



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا: هل أزفت الساعة..؟!
- البصرة: الى أين..؟
- الحصافة السياسية عند الأزمات ..!!
- تركيا: عود على بدأ..!؟
- الفدرالية: بين خلط الأوراق ودق الأعناق..!؟
- نزيهة الدليمي.. لك الخلود..!
- العراق: فدرالية للتوحيد أم فدرالية للتقسم..!؟
- العراق/ النفط: مع من نقف..؟!
- إيران: حسن الجوار أم قطف الثمار..؟!
- العراق: محاولة تمرير قانون النفط والغاز بالإيحاء..!!؟
- حمامات الدم في كربلاء: من يقف وراءها..؟!
- العراق: الوطن الباقي..!
- الحزب الشيوعي العراقي: أين يقف..؟!
- العراق: كنوز المعرفة والتراث من يحميها..؟!
- العراق: العملية السياسية.. هل من جديد..؟!
- سنجار قلعة للصمود..!!؟
- العراق: العملية السياسية - الشروط والإلتزامات..!؟
- هنيئاّ للشعب بفتيته الأشاوس..!
- العراق: مسودة قانون النفط والغاز، هل سيرفضها النواب..؟!
- العراق: مجلس النواب والقرار الصعب..!؟


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باقر الفضلي - أوقفوا قرع طبول الحرب..!!