أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - جودت التميمي .. شاعرا وانسانا















المزيد.....

جودت التميمي .. شاعرا وانسانا


يعقوب زامل الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2090 - 2007 / 11 / 5 - 09:10
المحور: الادب والفن
    


شذرات غير مؤرخة من حياة
جودت التميمي .. شاعرا وانسانا
عام 1961 كان لقائي به أول مرة . لم يمضي على ذلك اللقاء سوى أيام حتى تحول الى صداقة قوية وعمل مشترك . صحيح ان تلك العلاقة لم تدم سوى خمس سنوات متواصلة الا انها شكلت جزءا هاما من أرشيف حياة شاعر وفنان وخطاط وممثل وصاحب صوت غنائي ، ونموذج لأحد صعاليك الوسط الفني في العراق .
انه جودت حسن التميمي . الذي وافته المنية أخيرا بعد ان شكلت حياته قبلها شخصية موسوعية المواهب والقدرات لم تكن جميعها عونا على تقديم أسباب الحياة اللائقة له ، فمات كما عاش أشبه بأمثاله من صعاليك الفن والأدب والنوادر ، في بيت كان قد حفظ ، الى حد ما ، شيخوخة ومصير
ما ستأول اليه ، أمثالها حتما ، الى أسوء الميتات .
في ذلك العام عرفته في بيت من بيوتات مدينة الوشاش ملتجأ بفي أسرة من أولاد عمومته وأقربائه المعروفين هناك ، بعد هروبه من منطقة " المسيب " نتيجة محاولة سلطة عبد الكريم قاسم اللقاء القبض عليه " لتورطه " في أحداث محاكمة " حسن الركاع " غير الرسمية لبعض المشتبه بهم من البعثيين والقوميين بالتحضير لتحركات عسكرية وحزبية ضد حكومة ثورة 14 تموز 1958 ولتصفية بعض كوادر الحزب الشيوعي هناك . وللايضاح حول هذا أحيـل الأمر الى كتاب " الشيوعيون على السفود " .
في تلك الفترة كان جودت التميمي الذي نشط مع شيوعيي المنطقة في كتابة الشعارات على اللافتات ونظم القصائد السياسية التي كان يشاركون فيها في المسيرات الجماهيرية والتجمعات المهنية خلال فترة حكم عبد الكريم قاسم . ولما كنت وانا الشاب المتحمس في مثل تلك الفعاليات فقد توطدت علاقتي بالشاعر من خلال أحد أبرز الشيوعيين في الوشاش المدعو يوسف الخياط والملقب بابي مصدق ، خال أبناء عمومة الشاعر . ولكون جودت كان ضيفا غيردائـم بين هؤلاء فقد أزدادت ضيافتي له في فترات غير منتظمة ، غير انها أنتظمت بعد حادثة معروفة في حينها .
كان يوما في أواخر عام 1961 ، مشهودا في حياة عائلتي ، ساهم جودت التميمي بصناعته الأمر الذي جعله يصبح فيه أحد افرادها، عندما كتب طلبا بأسم والدتي الى برنامج " صندوق السعادة "
كان مقدمه انذاك فخري الزبيدي للاشتراك فيه ، ولكون البرنامج مخصص لربات البيوت خاصة فقد ظهرت والدتي على الشاشة في البرنامج المبث على الهواء ( يومها لم يكن الفيديو معروفا في تلفزيون العراق ) وبعد أسئلة بسيطة فازت بالأجابة عنها لتخير بين الصناديق لعلها تعثر على صندوق " السعادة " فكان بالفعل فتحا لسعادة غيرمعهودة حين أختارت الصندوق رقم (5) لتحصل على الجائزة الأولى والتي كانت عبارة عن كيس تمن وتنكة دهن مقدمة من وزير الزراعة انذاك . الرقم السعيد الذي فتحته المرأة الريفية بغلفة عن الزمن لم يقفل على تلك الهدية فقط . فعندما تهلل وجه الفائزة بالحبور طلب المقدم من زوجها ان يحضر بسيارة تاكسي ليساعد زوجته في حمل المتاع السعيد ، ولما أخبرته بأنها أرملة تكدر جو البرنامج قليلا لتأتي منحة عبد الكريم قاسم بدارلتلك الأرملة مع مائة دينار . الأمر الذي أثار شهية أربع من المشتركات كن يرتدين أردية السواد تحت عباءات وفوط عراقية مازالت لحد اليوم معروفة ، بمطالبة الزعيم بنفس الأكرامية لكونهن أرامل وبدون معيل أو دور سكن خاصة بعوائلهن . أتصل عبد الكريم سريعا مجيبا طلبهن وداعيا اللقاء بهن في اليوم التالي . كان البرنامج قد تواصل رغم أنتهاء مدة عرضه لتنهال هدايا الكرام على والدتي تباعا على شكل نقود او ارض سكنية من مدحت سليمان وعديد من التحف والأجهزة الكهربائية والمنزلية المختلفة حتى تجاوز وقت البرنامج على الهواء لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة لأستقبال الهدايا التي كان يستقبلها البرنامج بحضور مدير الأذاعة والتلفزيون المقدم العسكري الذي دخل على الهواء هو الآخر . وتوثيقا للامر ، كانت دار الزعيم لوالدتي عند أستقباله لهن قد خصصت في منطقة أسكان غربي بغداد لقربها من محل سكنانا في الوشاش ، أستولى عليها البعثيون بعد أنقلاب شباط الأسود تحت حجة ان الدار كانت وكرا شيوعيا ، جاء ذلك بقرار صادر من حردان التكريتي عام 1964 . أما الأربع الأخريات فقد سكن في منطقة الأمين ببغداد في بيوت حكومية مماثلة في منطقة سميت حينها ببيوت الأرامل تيمنا باللواتي حزّن على هدية الزعيم وما زالت لحد اليوم .
لما كان جودت التميمي سببا لهذه المنحة الكبيرة ولكونه صديقا سابق لي ولعائلتي ، فقد تم أضافته لباقي أفرادها . ومن خلاله تعرفت بالعديد من المطربين والشعراء من كتاب الأغنية في مقدمتهم المطرب والملحن الفنان قاسم عبيد الذي غنى للتميمي أغنية "اني عندي كلب مسكين وحنون " التي أشتهرت يومها لما تحمل من فرادة جديدة في عالم النص الغنائي العراقي . ولما كان المطرب يمارس خياطة البدلات الرجالية في محل خاص به يقع في قيصرية تحت نهاية جسر الأحرار " الصالحية " من جهة الرصافة في مواجهة نهاية شارع النهر ، فقد كانا انا والتميمي من زواره الدائميين اللذين تحملهم كرم نفس ذلك الفنان الانسان والمبدع ذو النزعة اليسارية من غيرجزع او سأم .
في ذلك المحل ( المنتدى ) الفني علاوة على مقهيين مشهورين كانا يقعان في الصالحية قريبا من دار الأذاعة العراقية، تعرفت بالمطربين والملحنين والشعراء من كتاب الأغنية علاوةعلى مقدمي البرامج المنوعة الأخرى أذكر ممن كانت لي معهم صلاة صداقة وأعجاب : المطرب عبد الجبار الدراجي وشهيد كريم ومجيد الفراتي ومحمد قاسم الأسمر ، الذي تربطنا به علاقة قديمة يوم كان سائسا لخيول رجل تركي الولادة يسكن قرب دارنا يدعى " رستم " حول جزء من داره مربضا لخيوله . كما بالفنان الملحن المبدع محمد نوشي الذي كان يمتهن نفس مهنة الفنان قاسم عبيد في محل يقع داخل زقاق صغير من أزقة شارع الرشيد في منطقة السنك قرب البريد المركزي مجاورا لمحل الخطاط المعروف انذاك " خالد الخالدي " والذي ربطتني به صداقة حميمة بعد تعرفي عليه في معتقل " الفضيلية " أثناء أحداث مطالبتنا لعبد الكريم قاسم بوقف حربه مع الأكراد تحت شعار " السلم في كردستان " . كما كانت تربطني علاقات صداقة خاصة بمقدم برنامج الشعر الشعبي المعروف بـ " أبو ضاري" المرحوم سالم خالص شقيق الكاتب والسياسي صلاح خالص رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة ، في تلك الأيام كانت لقاءتنا انا وجودت التميمي بابو ضاري كثيرة من خلال المقهيين أو في مدرسة خديجة الكبرى الأبتدائية في سوق الصدرية المعروف ، يوم كان ابو ضاري مديرا للمدرسة . ولكرم أستثنائي وروح أريحية كان يتميز بهما الشاعر والمدير الراحل ، خص صاحبي بحبه ، كان الراحل غالبا ما يضيفنا في داره الواقعة انذاك في منطقة أسكان غربي بغداد " دور السود " . ولما كان نصيب نصوص التميمي للمطرب والملحن الفنان رضا علي تشكل حصة الأسد ولكوني انا والشاعر كنا صنوين لا نفترق الا نادرا ، فقد توطدت علاقتي أنا الآخر بالمطرب الراحل الذي كان يزورنا في دارنا في الأسكان في مناسبات خاصة كان يقع في بعضها ضحية مقالب وقصص غيرحقيقية للتميمي للحصول على بعض الأعانات المالية التي تذهب بنا انا والتميمي الى حانة من حانات بغدد او لشراء ما نحتاجه من مشروبات نحتسيها في البيت او بين الأصدقاء .
لم تكن صداقتي بالتميمي وحدها قد توقفت على سكنه معي في البيت ، بل تعدتها الى علاقة حزبية ، فقد كنا انا وصديقي عضوان في خلية شيوعية واحدة تسمى أساسية . أمتدت هذه العلاقة قبل ان ينفرط عقدها بشكل مفاجىء . حين تم أعتقالي في كانون الثاني عام 1963 قبل انقلاب شباط بشهر ، بعد خروجي من أستعلامات مجلس السيادة مع ثلاثة اخرين لم نحضى بلقاء رئيس مجلس السيادة نجيب الربيعي القائم بأعمال رئيس الجمهورية أنذاك لسفره الى بريطانيا ، لنسلمه عرائض جماهيرية تطالب فيها بانهاء القتال وأحلال السلم في كردستان .
في معتقل الفضيلية ، وبعد انقلاب شباط بشهرين وصلتني رسالة من جودت التميمي بواسطة شقيقتي التي أنابت عن والدتي لزيارتي بسبب هروبها الى البصرة خوفا من الأعتقال هي الأخرى ، كتبها بشفرة بسيطة ، كنا قد أتفقنا قبل ذلك على فك رموزها ن وذلك من خلال تجميع الحروف الأولى من بداية كل سطر . كانت الكلمات تقول " الثورة قريبا جدا ... ".
مع ان جودت كان عضوا في الحزب الشيوعي الا انه لم يكن على درجة مرضية من الألتزام الحزبي المطلوب . فقد كان ميالا الى سلوك الصعلكة ، بما تحمله من ثقافة خاصة لم تكن تنسجم كثيرا مع متطلبات الشخصية المتوافقة منهجيا وأخلاقية مع المجتمع وبالتالي المطلوبة حزبيا . اتذكران الشاعر على الرغم من مواهبه الفنية والثقافية المتنوعة وباعه الطويل في نظم القصائد الشعرية والغنائية وقدرته على ادارة دفة اللقاءات السريعة فنيا وسياسيا ، وبما يمتلكه من بديهية الأعداد السريع للبرامج والتي عرف بها عندما كان معدا لبرامج متنوعة في اذاعة القوات المسلحة وبعدها في اذاعة صوت الجماهير التي كان يشكل عمودها الأساسي ، حتى انه ولضرورات قاهرة كان يكتب كل البرنامج من الدفة الى الدفة بما في ذلك برنامج ما يطلبه المستمعون بأسماء طالبين وعناوين وهمية ، أقول ، مع كل هذه المواهب ، كان جودت غالبا ما يلجأ للأستدانة بطرق مختلفة ، تكون مخجلة أحيانا ، وبسبب من رهافة حسه يلجأ الى التذاكي في الكذب للتملص من العلاقات الثقيلة ببعض الأشخاص الذين يسلفونه مالا مقابل ان يكتب لهم اغاني أو قصائد يذيلونها بأسمائهم ، حتى كان الأمر يتعدى كتابة رسائلهم الغرامية أو القيام بخط لافتات او قطع لمحلاتهم . وحتى لا أترفع بنفسي عما كان يدفع التميمي للقيام بذلك ، فقد كانت بعض المبالغ المستدانة تذهب لأكل او شراب لكلينا .
كتب التميمي نصوصا غنائية في غاية الأبداع والشفافية لمطربين ومطربات عراقيين وعرب ، لم يستطع اي من المؤلفين في زمانه كتابتها لا عدديا ولا محتوى . أذكر اان جودت التميمي بعد كتابته لأغنية " نيشان الخطوبة " للمطربة لميعة توفيق والتي تأثرت بها كما تأثر بها جمهور المستمعين، كانت لميعة تستقبله، وأحيانا بحفاوة في بيتها أو في ملهى الكروان التي تمتلكها والتي يديرها انذاك شقيقها غازي . ولما لم يسلم الأثنان من متطلبات حاجة الشاعر في بعض المرات اقترح غازي على التميمي ان يشتغل في الملهى بصفة عريف حفل ، فكانت تلك الوظيفة هي القشة الأكثر سببا في قصم ظهر أرتباط الحزب بجودت التميمي ، ولو الى حين .
بين عام 1964 و 1965 طلب الحزب من التميمي كتابة بعض القصائد الثورية لأذاعة صوت الشعب العراقي التي كانت تبث من براغ . وفعلا كتب لهم قصيدته المشهورة انذاك :

رمدة الشمس
ومعصبات اعيونها بغيم الكدر
رد للسلف خبر زلمنه
الماوصل منهم خبر .
هيمة ومساحي أمعكطة
وجناز مكفوف النظر
..............
..............
لو صادف بدربك نهر
أطفر ولا تمشي شهر
سامع أظن بلي طفر النجوم وتعنه الكمر
هاي الزلم .....
تلك القصيدة التي كانت يومها فتحا جديدا في تاريخ كان الأسلوب المتداول والنمطي في كتابة القصيدة الشعبية سائدا بأستثناء مظفر النواب . حتى نسبها البعض الى الشاعر النواب خطأ .
في تلك الفترة وبعد ان هجر التميمي ملهى الكروان ، وبعد الحاح ، تمت موافقة الحزب على عودة التميمي اليه بأسم "جمهور" الذي اختاره جودت لنفسه ، في نفس الوقت تم اعداده كخط مائل في صفوف " الأتحاد الأشتراكي " الذي تأسس في عهدي العارفين عبد السلام محمد وأخيه عبد الرحمن . وفعلا تم أنتظام التميمي عن طريق المرحوم ابو ضاري لهذا التنظيم الذي أعده النظام الأسبق حزبا قوميا له على غرار الأتحاد الأشتراكي العربي في مصر الذي أسسه جمال عبد الناصر .
بعد أشهر من العمل داخل التنظيم عمل التميمي على شق وحدة التنظيم مع مجموعة كان يقودها اياد سعيد ثابت ، لم يكن الحزب الشيوعي العراقي راضيا عن موقف التميمي ذاك لأسباب غير ذات صلة بموضوعنا هذا .
ومع ان موضوع أستدانات الشاعر للمبالغ الصغيرة كان عاما أحيانا ، وعدم الأيفاء بسدادها غالبا الى جانب كثرة المقالب التي كان يضطر الى القيام بها بالبعض من اللذين أدمنوا على قبولها مكرهين ، او قبول أعذاره الكاذبة المتكررة ، الا انه كان يحظي بكثير من الود والأعجاب من الكثيرين ، خصوصا أولئك الذين كانوا يقدرون ظروفه الخاصة التي تصنعها حاجته وقلة ذات اليد ، او اللذين يخصهم برسائل الأعتذار بما تحمل من جميل الأسلوب ورهافة الحس واناقة خطه ولما كانت علاقاته الفنية قد نوسعت لتتعدى المطربات والمطربين العراقيين لتصل الى أمثالهم من العرب أمثال المطربة سميرة توفيق التي غنت له " وحدك ملكت الروح يابن العشيرة " ودلال شمالي وفهد بلان وغيرهم ، فقد كانت تلك الحاجة تصل أذيالها الى واحد منهم او أكثر، أذكر انه رغم أستلامه لمكافئة سميرة توفيق البالغة ( 25 ) دينار سلمها له ملحن الأغنية الفنان رضا علي باليد اتعابا لأغنيته تلك ، الا ان التميمي الذي كان قد حظي بتقدير الفنانة الكريمة قد تجرأ على شكوى حاله يوما ما برسالة تثير الأعجاب أكثر من الشفقة الى سميرة توفيق التي لم تبخل عليه بما أجادت مرة أخرى .
في فترة الستينيات كانت أجوركلمات الأغنية المذاعة في أذاعة وتلفزيون الجمهورية العراقية لا تتعدى الدينارين مقابل الأربعة للملحن وثمانية للمغني . لذا كان على أكثر الفنانين العراقيين ان يعيشوا العوز والفاقة ان لم يكن لهم مورد آخر . أذكرعلى سبيل المثال أضطرار الفنان الريفي عبد أرويح الى ضبط الأيقاع على زنبورين ، بدل زنبور واحد ، كان يشدهما على خاصرتيه لنيل أستحسان مسؤولي مؤسسة الأذاعة والتلفزيون ، فما كان من أولئك الا ان يقطعوا نصف أجره لعدم أستحسانهم لفذلكة المسكين .
كانت تلك الظروف وغيرها هي من ساقت التميمي الى سلوك سبل غير مرضية اجتماعيا ، وربما الى بيع عرق جبينه او أضطراره بيع مجهود فكره وقلبه على شكل أغاني بأسماء الغير .
التميمي الذي كان قد بلغ يوما محطة عمر لابد ان يفوته قطار الزواج فيها ،ان لم يسرع الخطى ، زارنا بعد غيبة أشهر تصحبه زوجته الممرضة شعلة ، بعد أشهر ليست طويلة طلبا الأثنين تدخلي لفض شراكة عمرهما . لا أذكر ان كانا قد انجبا طفلة او لا .
لم يكن جودت التميمي قد خرج الى الحياة من شق أرض أو حائط مجهول ، فقد أرتبطت بأواصر العلاقة ببقية أسرته التي تنتمي الى عشيرة " الأفضول " المرتبطة ببني لام ، العشيرة الأكبر . كنت أزور والدته الريفية العجوز التي القت برحالها اخيرا في بيت بسيط كانت تسكنه فضيلة شقيقة جودت مع زوج يكبرها سنا يدعى ناموس . هم كل ما تبقى لجودت من أسرة نزحت الى مدينة الثورة من قضاء علي الغربي في ميسان .
رحلة طويلة من المعاناة والأبداع والأحباطات والضياع الدائم ، ختم نهايتها الزمن الجاحد ، بأن يموت التميمي مهجرا من الحياة الحرة الكريمة ، لم يكن في زوادته في تلك الرحلة البائسة والشاقة ، سوى أحلام وأمنيات كان يتلوها على أزميل أبداعه فيخطها بأروع ما يجود ، من غير ان يسعفه القدربرد الجميل المؤمل ، او يسعف غيره من بعض الباذلين من قبل ، ليموت مشردا ووحيدا ميتة غير معقولة أصلا.



#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة المصفدين
- شهادة أخرى
- لكي لا نفاجىءبالموت أيضا
- قصة قصيرة
- بين نازك وأمي سراط لمواصلة الانسان
- الفوضى الخلاقة .. لماذا ؟
- خطوة في الفراغ الجميل
- خطوة في الفراغ الجميل
- خطوة في الفراغ الجميل
- لقاء مع الدكتور ميثم الجنابي
- لقاء مع المناضلة والكاتبة المعروفة سعاد خيري
- السلام العادل.. بين الأصالة والثورية
- لقاء مع الاستاذ سعيد شامايا ـ عضو سكرتارية مجلس كلدوآشور الق ...
- مع عيسى حسن الياسري رفيق الرحلة في منزل الاسرة العالمية


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - جودت التميمي .. شاعرا وانسانا