أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - و حملها الإنسان، الرد على مفكر النازية المصرية















المزيد.....

و حملها الإنسان، الرد على مفكر النازية المصرية


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2087 - 2007 / 11 / 2 - 07:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


النازية نظرية مركبة، فلها شق سياسي، و أخر ثقافي، و إجتماعي، و إقتصادي، و ما أعنيه في مقالي هذا هو الشق، أو أقبح وجوه تلك النظرية، إنه الشق العنصري، الذي يقوم على مبدأ تفوق بعض السلالات البشرية على البعض الأخر، و ترتيب البشر، حسب سلالاتهم في جداول، تبدأ بالعناصر المتفوقة و تنتهي بالعناصر الدنيا.
هذا الشق القبيح هو ما أعنيه عندما أقول بأن هناك نازيين مصريين، أو عنصريين مصريين، يؤمنون بتفوق عنصر أو عناصر، و ضعة و حطة عناصر أخرى، و أبرز هؤلاء أحد المفكرين، الذي كتب منذ فترة تعد بالأشهر مقالاً ينضح عنصرية بحق العرب، حين إدعى بأن خاتم المرسلين محمد، صلى الله عليه و سلم، كان يدرك بأن العرب لا يستطيعون حمل رسالة الإسلام.
فلماذا لا يستطيعون ذلك؟؟ و من أين له بتلك الفرية؟؟؟
هل هو واتسون أخر و لكن مصري، و أعني العالم الذي أسهم في إكتشاف الحامض النووي، الدي إن إيه، و الذي صرح منذ فترة قصيرة جداً، بتفوق أجناس على أجناس أخرى في الذكاء، حين إدعى بتفوق ذوي الأصول الأوروبية على ذوي الأصول الأفريقية من جنوب الصحراء في مستويات الذكاء، و عزى ذلك للوراثة ليجعل من ذلك أمر محتوم، لا فكاك منه؟؟؟
المفكر المصري فعل الأمر ذاته حين إدعى بعدم قدرة العرب على حمل رسالة الإسلام.
إذاً لنفند هذا الإفك بالكتب المقدسة الثلاث، التاناخ، و هو التوارة و المزامير، أو الزبور، و كتب مجموعة من أنبياء بني إسرائيل، و هو الكتاب الذي يطلق عليه المسيحيون العهد القديم، ثم العهد الجديد، و أعني الأناجيل الأربعة المعترف بها لدى الكنائس الرئيسية في العالم مع سفر الأعمال و الرسائل و الرؤيا، ثم من القرآن الكريم، الذي نؤمن بعصمته كمسلمين.
أولاً من التوراة، أو التاناخ أو العهد القديم:
في سفر إشعياء، و في الجزء السادس و الستين، نرى بأن هناك إعتقاد راسخ بأن جميع الأمم سوف تعبد الله، و منها الأمم التي تركب الجمال و تستعمل الهوادج، و هم بلا شك العرب.
ثانياً من العهد القديم:
في سفر أعمال الرسل، الجزء الثاني، نعلم بأن بعض العرب كانوا من ضمن أبناء الأمم الأتقياء، بنص الكتاب، الذين توافدوا على بيت المقدس.
و في رسالة غلاطية، الجزء الأول، الآية السابعة عشرة، يعترف بولس بأنه ذهب مبشراً في بلاد العرب، أي أن بولس لم ير في العرب أمة همجية لا تصلح لتلقي تعاليمه.
ثم إن المؤرخين المسلمين، مثل ابن قتيبة، و صاعد البغدادي الأندلسي، و الإمام الفقيه الجليل ابن حزم الأندلسي، رضي الله عنه، و غيرهم من علماء المسلمين، على إختلاف أصولهم و مذاهبهم، ذكروا أن من قبائل العرب قبل الإسلام من كان يدين باليهودية و المسيحية، فضلاً عن الصابئة و المجوسية و المانوية، المعروفة بالزندقة.
فعلى سبيل المثال ذكر أولئك المؤرخين، بأن النصرانية كانت في طيء، و تنوخ، و حسب ابن حزم فإنها كانت في بعض الحارث بن كعب، و في جذام، و غسان، و لخم، و كثير من قبيلة كلب، و عاملة، و ربيعة و بخاصة في تغلب، و بكر، و النمر، و عبد قيس، و أياد، و من سكن الحيرة من تميم، كما ذكر ابن حزم نفر من قريش كانوا يدينون بالنصرانية قبل البعثة، و منهم ورقة بن نوفل، عم السيدة أم المؤمنين، خديجة، رضي الله عنها، و عتبة بن ربيعة، أبو هند بنت عتبة، زوجة أبو سفيان بن حرب، و أم معاوية بن أبو سفيان، الخليفة الأموي الأول.
على إنه من الضروري توضيح عدم وحدة المذهب الذي إعتنقه المسيحيون العرب قبل الإسلام، فكان هناك الخلقدونيين، و الغير خلقدونيين، و النساطرة، و غير ذلك.
أما اليهودية فكانت حسبما ذكر ابن قتيبة في بعض الحارث بن كعب، و في حمير، و كثير من كندة، و في بعض الأوس، أحد قبائل الأنصار، و في بعض جذام، و في و بعض غسان، و في نمير، و لعل أشهر اليهود العرب كان السمؤال بن عدياء، صاحب الحصن المعروف بالأبلق الفرد، و صاحب القصيدة الشهيرة، و هو من بني الديان من بني الحارث بن كعب من مذحج اليمانية، و الذي ضرب به العرب المثل في الوفاء بالعهد، و بني الديان دخلوا بعد ذلك في الإسلام و إليهم تنتسب أم الخليفة العباسي الأول السفاح، و أصبح منهم الوزراء و كبار رجال الدولة في العهد العباسي الأول.
فإذا أضفنا إلى ذلك المصادر التي تقول بأن بني النضير و بني قريظة، ليسا إلا بطنين من قبيلة جذام العربية، و أن يهود خيبر ليسوا إلا قبائل عربية تهودت، فإننا نقف على حقيقة تقول بأن العرب كانوا، مثل غيرهم من الأمم، قادرين على التعرف على الرسالات السماوية السابقة على الإسلام، لأن لديهم عقولاً، مثل بقية البشر، قادرة على التمييز و الإختيار.
ثالثا القرآن الكريم:
الإدعاء الأساسي لسيادة المفكر يقوم على القول بأن الرسول محمد، صلى الله عليه و سلم، كان يعرف بأن العرب غير قادرين على حمل رسالته، و شخصياً لم أستطع أن أتوصل إلى المصدر الإسلامي الذي إستقى منه سيادته تلك المعلومة، فالقرآن الكريم، و الذي، و الحمد لله، أداوم على قراءته، لم أستطع أن أجد بين دفتيه ما يدلني على أي تمييز عنصري وراثي.
ما وجدته في القرآن الكريم كله يقوم على تمييز البشر بناء على سلوكهم، أي بناء على الصفات المكتسبة و ليست الموروثة، فحين يعلمنا الله، عز وجل، بأن الأفضل عند الله هو الأتقى، فإن ذلك لا يعني سوى أن الأفضلية بالسلوك لا بالحسب أو السلالة أو لون البشرة أو لغة اللسان، أي بمقدور أي إنسان أن يكون من أفضل البشر عند الله، سبحانه و تعالى، إن كان من المتقين، الحجرات 13.
و حين ميز الله بين البشر، لم يميزهم إلا بصفة مكتسبة، و هي العلم، و الذي يستطيع أي فرد أن يكتسبه إن شاء ذلك، و دوام على طلبه، الزمر 9 .
بل أننا نعلم من القرآن بأن إبراهيم، خليل الرحمن، عليه السلام، حين سأل الله، سبحانه وتعالى، أن يجعل عهده الذي أعطاه إياه سارياً في ذريته، قال له سبحانه و تعالى: لا ينال عهدي الظالمين. أي أن الله سبحانه و تعالى لم يجعل أفضلية لأحد من البشر بالنسب، البقرة 124.
لقد جعل الله، سبحانه و تعالى، العزة بالإيمان، و ليس بشيء أخر، و الإيمان صفة يمكن أن يكتسبها أي فرد، المنافقون 8.
لقد كرم الله سبحانه و تعالى جميع بني آدم، الإسراء 70، و جعل الناس جميعاً قادرين على حمل الأمانة، حيث يقول سبحانه و تعالى: و حملها الإنسان، الأحزاب 72، دون أن يجعل القدرة لحمل الرسالات لذوي البشرة البيضاء، و العيون الزرقاء، و الشعور الصهباء، أو للمصريين دون العرب، هذا إذا إفترضنا - و هذا مخالف للحقيقة العلمية – إن المصريين سلالة نقية قائمة بذاتها.
إنني لا أملك الوصاية على أحد، و لكن أملك، بمشيئة الله و قدرته، أن أعرض الحقيقة، كما تنطق بها الكتب المقدسة، للأديان السماوية الثلاث، و كما تذكرها المصادر العلمية المعتبرة، ثم لكل فرد أن يسير في الطريق الذي يشاء، طريق العنصرية النازية، أو طريق الحب للبشرية، و عدم التفريق بين البشر بسبب سلالاتهم، و ألوانهم، و لغاتهم، و أحسابهم و أنسابهم.
فإلى أين يريد النازيين، أو العنصريين، المصريين الجدد، أن يقودونا؟؟؟
و إلى أين سيصلوا بنا، هل إلى مجتمع كالذي كان يحلم به هتلر في إنجيل النازيين، المعروف بكتاب كفاحي، حيث هناك سلالة الأسياد الآريين النورديين، و الوحوش الشقراء، و سلالات الخدم و العبيد، أم إلى المجتمع الأمريكي الحالي، الذي لازال يصنف مواطنيه بحسب ألوانهم و أصولهم، و يعتبر ذلك من وسائل تحديد الشخصية مثل الإسم و تاريخ و محل الميلاد و إسم الأب و الأم.
شخصياً أختار مجتمعا كالذي بشرت به الكتب السماوية، و نادى به الأنبياء و المرسلين، و عمل من أجله المصلحين و المفكرين التنويريين من كل العصور و الجنسيات.
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسنية



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مش دورك يا أبو جيمي
- قانون الخروف الأسود، هل سيطبق على جرائم الكراهية؟؟؟
- موافقة آل مبارك على الإجتياح التركي، قصة تكرار الخطأ
- من سيقود القطاع المصري المسيحي في الثورة القادمة؟؟؟
- الثورة مسألة وقت فحسب
- سيخرج الأزهريون أيضا
- هذا هو حزب كل مصر
- يد بندر في موسوعة الأرقام القياسية
- لا تسمحوا لهم بإخافتكم من الثورة
- إدعموا الفانوس المصري الأصيل في هذه الحرب الثقافية
- يجب رحيل الإحتلال السعودي أولاً
- نريد مسلمين كالطيور لا السلاحف
- تهانينا لوائل عباس و تضامنا مع إبراهيم عيسى و الدستور
- موسم القتل بدأ، فهل أنتم منتظرين؟؟؟
- إنها تقدير للإبداع و الشجاعة و لفت للإنتباه
- يا سحرة السلطة، الإخوان ليسوا بتلك القوة
- اللهم لا تميته الأن، اللهم دعنا نثأر لأنفسنا أولاً
- نعم تصادميين، و هل كان غاندي إلا تصادمي؟
- الكراهية في الصغر كالنقش على الحجر
- من وراء جريدة الدستور؟؟؟


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - و حملها الإنسان، الرد على مفكر النازية المصرية