أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي محيي الدين - القنابل الموقوتة














المزيد.....

القنابل الموقوتة


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2085 - 2007 / 10 / 31 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العراق الكثير من القنابل الموقوتة المهيأة للانفجار بين فترة وأخرى،وهذه القنابل دعائية غوغائية يهدفون من ورائها زعزعة استقرار العراق،وفي كل يوم يطلع علينا أحدهم بإحدى مفرقعاته المدوية ليقيم الدنيا ولا يقعدها لقضية تافهة يريد من وراء أثارتها تسخين الدماء العراقية الفائرة أصلا،والتي لا تحتاج إلى تسخين أو إحماء،لأن العراقيين والحمد لله بطبيعتهم من أصحاب الدماء الحارة ،فيثورون لأتفه الأسباب،ويهدؤون لهز الرقاب،لذلك نرى اللاعبين في العراق قد هيئوا قنابلهم الصوتية لإطلاقها في أي وقت يشاءون.
ومن هذه القنابل الموقوتة قضية العلم العراقي التي تثور وتهدأ ،دون أن يجدوا لهذه المشكلة العويصة حلا،واستعصت فيها الحلول،وكأنها القضية الفلسطينية،أو دارفور أو أيرلندا،فبعد سقوط النظام البائد أقر مجلس الحكم المنحل علم جديد للعراق ،روعي فيه ألوان الطيف العراقي،فثارة ثائرة البعض،ورفعوا الرايات السود رفضا للعلم الجديد،الذي اختير له اللون الأصفر،لأن اللون الصفر إسرائيلي وعلينا أن نرفض كل ما هو أصفر حتى لو كان ذهبا!!!وثارت معركة الألوان بين المتصارعين على(الهريسة) وأصبح لكل لون حسناته وسيئاته، ونبشوا المطامير عن الألوان وجاذبيتها وتأثيراتها السحرية والعقلية والعاطفية ،والغي القرار،وتفتقت ذهنية أباطرة العراق الجديد على تغيير كتابة كلمة(الله أكبر) وجعلها بالخط الكوفي،وتشكيل لجنة على مستوى عال لتصميم علم جديد،ونامت اللجنة ولم تستيقظ حتى اليوم،وهدأت النفوس،وقرعت الكؤوس،وعاد الوئام للأخوة الأعداء.
ثم أثيرت الفرقعة الصوتية الكبرى عندما أقدم رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني على رفض رفع العلم العراقي السابق في الإقليم - مع أنه لم يكن مرفوع أصلا -لأنه يرمز إلى فترة قاتمة في تاريخ العراق،مليئة بالظلم وقتل تحته مئات الألوف من العراقيين،واستبيحت الأعراض منذ شباط الأسود 1963،ولا زالوا يقتلون تحت راية الأمة العربية الواحدة،فتناخا العراقيون لإثارة الفوضى،وهبت عاصفة من المساجلات وصلت حد الاشتباك بالأحذية،فكان الإسلاميون يدافعون عن(الله أكبر) والعروبيون عن النجوم الثلاثة رمز الوحدة العربية التي لا يغلبها غلاب،أو كما يقول العراقيون(عربانه تسحلها كلاب) وآخرين دافعوا عن اللون الأخضر لأنه شعار العلويين،وبعضم عن الأسود شعار العباسيين،فيما كان الأحمر على رأي البعض رمز للدماء القانية التي جرت في حروب القائد الضرورة التي خلدها التاريخ،وغرق السياسيون في حمأة الصراع والتنابز بالألقاب،وحسم النزاع بتشكيل لجنة جديدة لاختيار وتصميم علم جديد،ونامت اللجنة ولا زالت في سباتها مع أصحاب الكهف والرقيم.
ويبدوا أن مشكلة تصميم العلم العراقي من المشاكل العظمى التي يصعب حلها أو الوصول إلى رأي سواء فيها،فلا زال(أصحاب الرايات) كل يرفع علمه الخاص في أمارته،وأصبح للعلم أشكاله المتعددة وندر أن تشابه علم مع آخر،فالمناطق الغربية ترفع العلم المكتوب ب(الله أكبر) الصدامية،والجنوب والوسط يرفعون(الله أكبر) الكوفية،وفي كردستان العراق يرفعون العلم الكردستاني،وربما ترفع في أماكن أخرى رايات أخرى لا ندري لمن تعود،فهذه راية دولة العراق الإسلامية،وأخرى راية دولة المجاهدين،وثالثة للمرابطين،وعاشرة للموحدين،وأخريات لا أدري لمن تكون،فيما ظل العراق الواحد الأحد بدون راية موحدة،لما في النفوس من أهداف ونوايا لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم،ومن يخططون للقادم من السنين.
والآن هل يصعب على البرلمان العراقي الذي شرع ألاف القوانين،وأصدر ملايين البيانات ،وواصل الليل بالنهار في عمل جاد ودءوب لحل مشاكل البلاد،حتى أن الكثيرون من أعضائه النجباء،تركوا عوائلهم وجلبوا أسرتهم للمبيت في دهاليزه وغرفه المغلقة،هل يصعب عليه تصميم علم جديد لقطع الطريق على الخلافات التي ستنشب ذات يوم،أليس بإمكان البرلمان أرضاء الجميع دون الحاجة لتشكيل لجنة،باختيار قطعة قماش بيضاء تكون رمزا للعراق (المسالم) الذي تناهبه الأوغاد من دول الجوار،والصعاليك العابرين من وراء البحار،وها هي قواتهم تسرح وتمرح من شماله إلى جنوبه دون رادع أو وازع،أليس العلم (خرقة) تدل على شيء،والعراق شيء يحتاج إلى ما يدل عليه،أم أنها مشكلة تنفع لإثارة المشاكل في القادم من الأيام؟؟؟
ملاحظة:عندما ارتفعت الأصوات الناعقة ضد العلم الذي أقره مجلس الحكم، أنشدت قصيدة في العديد من المهرجانات، حول العلم العراقي كانت بعنوان (ما أريده) قلت فيها:
كل شي بي ريحة أبو عداي روحي ما تريده
لا فكرهم.. لا هدفهم...
حتى بيرغهم صفه خركة زهيده
لنه راية حرملة اللي ذبحو الآلاف وترفرف فرح فوك الحديده
ما أريده
شيلوا حتى النجمه..حتى (استغفر الله)
لن أبو الشبلين خط الحرف بيده
وهذي عدكم شيلة أمي...
الفرعت بآذار وتهوس بهوستنه الجديدة
لو علم أبيض يرفرف...
بيه حمامات السلام مطرزة وتنشد نشيده
وخل يولي العلم خله
آنه شايل من علمنه هوايه ذله
وخوفي يزعل لة أكله
من أشوفك أذكر أجروحي أشكثر لجموها
وأدري بأسمك هالمباديء بالهرج خلوها
والشعارات الأصيلة بالكذب غطوها
يمته أشوف بديريتي بيرغ جديد
ويمته أغنيله بمحبة وأنشد بأسمه النشيد
وأصرخ بصوتي وأغني وأصرخ وأصرخ وأعيد
عش هكذا في علو أيها العلم
فأننا بك بعد الله نعتصم
رمز العراق ورمز الشعب أجمعه
كرد وعرب وترك فيك تلتحم



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطات في حياة المناضل معن جواد/5
- الصراع الطائفي بين التعليم العالي ووزارة التربية
- محطات في حياة المناضل معن جوادم3
- الاجتياح التركي لكردستان العراق
- لماذا يعدم وزير الدفاع
- محطات في حياة المناضل معن جواد/4
- ظهور نبي جديد
- زواج المتعة هل ينسجم مع حقوق الأنسان
- ناس وناس
- راس الخراب
- أبعد عن الشر وغنيله
- علي ماذا يجب أن نعلم أبناءنا
- الفساد الإداري
- بعدك معيدي
- الوصفات الجاهزة
- المولدات الأهلية ،ومعانات المواطنين
- محطات في حياة المناضل معن جواد (أبو حاتم)2
- مسلم يعرج الى السماء
- محطات في حياة المناضل معن جواد(1)
- ألرحيل على جواد أدهم


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي محيي الدين - القنابل الموقوتة