أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سلطان الرفاعي - عندما تتحول النزوة الى قانون في سوريا














المزيد.....

عندما تتحول النزوة الى قانون في سوريا


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2085 - 2007 / 10 / 31 - 10:44
المحور: الصحافة والاعلام
    


عندما تحجب النزوة موقعاً في سوريا
صديقي العزيز : أشكرك كثيرا على عرضك بإستضافة موقع بونجور شام في ألمانيا ، ولكن علينا أن لا نعالج خطأ بخطأ ، فإذا أخطأ وزير واستجاب لنزوة أحد الأشخاص ، وأخطأت جهة أمنية ، واستجابت لنزوة ما ، فهذا لا يعني أن نعالج الخطأ ، بالهروب الى الخارج . هذا وطننا قبل أن يأتوا ، وسيبقى وطننا . وبالتالي لن ننقل الموقع الى الخارج ، مع خالص شكرنا لك ، وسيأتي اليوم ، الذي ينتقلون به هم الى الخارج ، بأموالهم المنهوبة وأفكارهم العفنة (هناك مسطرة في باريس وأخرى في لندن وثالثة في اسبانيا) . عندها نُعيد نشر موقعنا ، وتعود الوردة الدمشفية الى ألقها وزهزهتها ونضارتها .

أنا لا أوافقك الرأي ،تقول : ((لا يستطيع وزير ولا خفير أن يُقدم على حك رأسه دون أمر أمني ، ولكن مثل هذا الوزير لا ينفع الوطن ، الوزير الذي يأتمر بأمر الأمن ، ليس صالحاً لقيادة دولة حضارية عظيمة اسمها سوريا . رئيسها طبيب مثقف علماني اصلاحي )) .

لا يا صديقي ، هناك بعض الوزراء الشرفاء الوطنيين ، وهناك بعض مما قلت .

أما عن استشهادك بالمقولة الماركسية : القانون هو ارادة الطبقات الحاكمة المتحولة الى قانون .

نعم يا صديقي أوافقك على مقولتك هذه وأُضيف :

عندما يتعلق الأمر بحجب المواقع ، فإن المشكلة ليست بوجود اضبارة للمواقع المحجوبة ، وإنما المشكلة تكون عندما لا تتوافر مثل هذه الإضبارة التي تحمل المواصفات المطلوبة ، حيث تصبح جميع المواقع - باستثناء المواقع الأمنية والأصولية - مثيرة للشك أو ممنوعة . وهذا يعني أنه بدلا من اضبارة المواقع المحجوبة يوجد اضبارة للمواقع المسموحة . مما يعني مزيداً من الحجب على المواقع الأخرى . وهذه الوضعية القمعية تُنفذها اليوم في سوريا مؤسسة الاتصالات والفرع الأمني الذي تأتمر بأمره . وهذه الوضعية تماثل الوضعية التي أقامتها الأنظمة الشمولية عبر التاريخ القمعي لها .حيث نلاحظ ابان الثورة الثقافية الصينية أنه تم تشكيل هيئة لمراقبة الغرائب البرجوازية (مؤسسة الاتصالات السورية ) وكانت هذه الغرائب ابتداءً : الكتاب والفنانين . أما في سوريا فكانت ابتداءً وانتهاءً :مواقع المسيحيين والعلمانيين .

في هذا القرن الواحد والعشرين ، وحيث نشعر بالفخر بوطننا وبفكرنا ، تعرفنا على ثقافة تسمى أدب الحجب ، والتي نشأت في زمن مؤسسة الاتصال الأمنية السورية . ويتعايش المثقفون مع هذه الثقافة القمعية بطرق مغايرة ، فالبعض يصمت ويمضي لاعناً الساعة التي ظن فيها أن زمن القمع قد ولى وأن الحرية أطلت أخيرا . وقسم يبقى يقاتل حقاً ، تُريد مؤسسة الاتصالات الأمنية السورية سلبه اياه . حقه في أن ينشر ويكتب ويُصمم موقعه الذي يعبر عن أفكاره وطموحاته ، داخل وطنه . متأثراً أمام وصف لمثل هذا الاضطهاد الإنساني ، في القرن الواحد والعشرين وفي دولة حضارية مثل سوريا ، شاء لها حظها أن تستلم ثلة من الأصولية أهم مرافقها الفكرية والإبداعية .

لماذا أصف هذا الحجب للمواقع بأنه اضطهاد انساني للمواطن السوري ؛ لأنه في أدنى درجات الإذلال نكتشف إنسانيتنا جميعا بإعتبارها غير قابلة للإفناء أي حقيقة فوق طبيعية . فأي إذلال أكثر من هذا ، عندما تقرر جهة ما شطبك ، شطب أعمالك ، قمعك ، قمع أفكارك ، لا لسبب الا كونك لا تنتمي الى طائفة الأكثرية في وطنك .

كل مؤسسة قمعية تحاول أن تؤدلج زبائنها ، وتفرض نمطاً واحداً من التفكير والاعتقاد ، وهذا يعني عدم وجود نظام للقيم ، فهي تطلب من زبائنها بأن يقبلوا كل يوم ، ويبرهنوا على بعض الحقائق الجديدة وفقاً لحاجات الأفرع الأمنية . فما هو سائد حالياً قد يتعارض مع ما هو في الأمس . وما يقبله هذا الفرع الأمني ، قد لا يقبله ذاك الفرع . وبالتالي على جميع زبائن المؤسسة ، التكيف مع هذه الظروف القمعية . وبعدها يسألونك عن التطور والتقدم ؟؟؟!!!!!!

ما رأيكم في بلد تنتهي فيه الجدالات الفكرية والإنسانية بالحجب ؟

2

شاب فرنسي راح يعتقد في زهو واعتداد ، أن الشهادات هي كل ما في الحياة : تفتح في وجهه كل باب ، وتنوله كل منصب----. بلغه أن جامعة في انكلترا تحتاج الى استاذ في المادة التي هي من اختصاصه فتقدم الى مدير الجامعة بشيء من اللامبالات والخيلاء ، ووضع أمامه الشهادات التي التي يحملها . وإذا بالمدير يحدجه بنظرة إنكليزية فاترة ويقول له بكل جد ورزانة : (( الشهادت حسنة ! لكنها ليست كل شيء بالنسبة لي . وإنما أسألك هل أنت رجال ؟ )) .

هو هذا! فالشهادات مهما كانت عالية ، لا تغني عن الرجولة . الرجولة التي لا تأتمر بأمر رجل أمن أو رجل سلطة . الرجولة التي تعني الحياة الحقة الشريفة الناجحة . كم من حاملي أعلى الشهادات يتحقق فيهم القول : (( كالحمار يحمل أسفاراً )) أي كتباً . إذ يكفي للحصول عليها أن يحشو الإنسان ذاكرته بالمواد المطلوبة . أما الرجولة فتقتضي الإنسان أن يسيطر على أهوائه وأمياله ، وأن يكون سيد قراره ، لا تابعاً ، يمتطيه الغير . وأن يستغل مواهبه لينتزع محبة الناس وتقديرهم ، لا اشمئزازهم وقرفهم . لأن الإنسان الذي لا خُلُق له (رجولة) ، ليس بشراً . بل يمكن أن يكون شيئاً تافهاً ، أو حيواناً بشهادات ، أو مجرماً مثقفاً .

والرجولة في أسمى مظاهرها هي (( الإرادة التي تعمل بحزم ، وبوحي من الأخلاق والمنطق والاستقلالية في الرأي )) .

كم نحتاج الى الرجولة في الحكومة الجديدة ؟؟؟!!!



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الفكر المسيحي؟ الأصولية السورية المتمثلة في بعض القياد ...
- نشودة حجب المواقع السورية على يد أبو حجاب للشاعر العربي احمد ...
- أيها القتلة المجرمون : خطف كاهنين في الموصل
- في انتظار غودو (رفعت الأسد ) .
- معرم بالطقم الطلياني فوق الشروال العثماني : لُحى العلمانية ف ...
- سوريا على خطى مصر في التضييق على المسيحيين
- السيدة فلافل وحكومة العطري
- منظمات حقوق الإنسان في سوريا، دفاع عن قضيتين احداهما باطلة .
- طبخة كبسة بلا أرز
- بماذا كافأ مجلس الشعب السوري ناخبيه ؟
- سوريا في زيارة طبيب نفسي
- المعارضة شرف
- سياسة (شلون ما كان )
- لقاء (حوار متمدن) مع رئيس الوزراء العراقي نوري
- ما للقحطانية عوجلت في صباها دعاها الى اردى داعيان : العرب وا ...
- حضارة بربرية تنتج برابرة متحضرين - قضية تنصر محمد احمد حجازي
- الصراع الطبقي في سوريا 3 مسؤولية الدين ؟
- مهلاً ماغي
- الصراع الطبقي في سوريا 2 دور السلطة
- الصراع الطبقي في سوريا ، ومسؤولية السلطة والدين .


المزيد.....




- كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما ...
- على الخريطة.. حجم قواعد أمريكا بالمنطقة وقربها من الميليشيات ...
- بيسكوف: السلطات الفرنسية تقوض أسس نظامها القانوني
- وزير الداخلية اللبناني يكشف عن تفصيل تشير إلى -بصمات- الموسا ...
- مطرب مصري يرد على منتقدي استعراضه سيارته الفارهة
- خصائص الصاروخ -إر – 500 – إسكندر- الروسي الذي دمّر مركز القي ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على عقوبات جديدة ضد إيران
- سلطنة عمان.. ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 ...
- جنرال أوكراني متقاعد يكشف سبب عجز قوات كييف بمنطقة تشاسوف يا ...
- انطلاق المنتدى العالمي لمدرسي الروسية


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سلطان الرفاعي - عندما تتحول النزوة الى قانون في سوريا