أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - غسان المفلح - أل التعريف و ثابت الوهم! السياسي المستبعد















المزيد.....

أل التعريف و ثابت الوهم! السياسي المستبعد


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2083 - 2007 / 10 / 29 - 12:04
المحور: كتابات ساخرة
    


نحن أمة معرفة منذ دولتها الأولى، بها تعرفنا على أنفسنا ومنها نشتق راهننا، لأننا تعرفنا فيها على ذاتنا ونحن في أوج إمبراطوريتنا-الخلافة الإسلامية، لم نتعرف على أنفسنا قبل دولتنا هذه!كنا قبائل وعشائر وإقطاعيات،منها ما هو خاضع لإمبراطوريات أخرى! نرثها، نلوك لغتها دون أن نضيف طعما جديدا لها، وتعريفنا لم يأتي من حضور في الحاضر، وإنما لازال رهين دولتنا، التي انسحبت من التاريخ بفعل التاريخ نفسه، سواء بلبوس ديني، أو بلبوس وضعي! النتيجة واحدة، هي انسحابنا من هذا التاريخ. و لم يعد لنا تاريخ سوى ما مضى وما لم يأتي بعد. والذي ما لم يأتي بعد هو ما مضى، استعادة ذهنية محمومة حتى درجة الخصاء. ومن له القدرة على الخصاء سوى الله عز وجل أو فعل السياسي فينا، و الخصاء موت التجدد، إيقاف للحياة، دورانها لم يعد مجديا خارج، تصورنا الراسخ رسوخ دولة في التاريخ! ذهبت ولم تعد، ولازالت فينا مستقرة، لغة ابن منظور- لسان العرب- أو مقال ابن رشد-فصل المقال- أو ترسيخا لاستيراد يبوتقه السياسي براهنيته الفاسدة أصلا. فالإسلامي والعلماني، القابضون بمحراب الأصالة و دعاة الحداثة المشروخة بآليات استيرادها بمعزل عن بؤرتها السياسية، فالمستورد يتحول بقدرة قادر إلى منتج من عندنا، كيف وبأية آليات يتم ذلك!؟ هذا نراه بأل التعريف التي عرفتنا وتعرفنا بها على العالم، والتي هي قرآنية بامتياز! والقرآني منذ أن خبا بريقه اللغوي، ولم يعد له حاملا سياسيا على مقاسه، والأمة ضائعة، مطحونة في دوران الوهم عن الذات- هذا ما يقوله دعاة السلف والأصالة. دون أن يتعاملوا مع القرآن بوصفه نصا، فهو تاريخي بامتياز، وابن شرعي لتاريخه الخاص. إنه بقداسته هذه يضج بتفاصيل تاريخه. وهو معرف بذاته! دون أن يكون عصيا على الفهم. ولأنه كذلك، فهو معرف تماما، والمعرف تنتهي صلاحيته عند حدود السياسي، أو يستمر العمل بمقتضاه التعريفي نتيجة لرغبة هذا السياسي نفسه. لهذا السياسي يدور بنا وفينا في نفس المكان. إنه دائرة الاستبداد المغلق، على ما عرفنا به- كخير أمة أخرجت للناس- ولن يصدقنا أحدا أننا غير ذلك، متابعة سريعة خاطفة لما نكتب وندور في فلكه علماني كان أم إسلامي، أصولي أم حداثي؟ إنها نفس المحمولات اللغوية المحتجزة بفعل الأصالة التي يتمتع بها السياسي، السياسي الذي اخترق أصغر خلايانا ولازال، بعد أن قبض على القلب فينا. وأصبح نبضه هو نبض السياسي نفسه. في المنابر الإعلامية الخليجية نحن ديمقراطيون وليبراليون، وفي الإعلام غير الخليجي نحن قوميون سلفيون. والإعلام هو جوهر السياسي الوضاء وليس المنير في هذا الزمن. إننا فيه معرفون بالسياسي لدينا، لا يوجد لدينا ما يعرف بنا خارج دوائر السياسي/ الحكومات، هل يوجد لدينا تضامنات مدنية تتحرك خارج دائرة التعريف السياسي نفسه؟ خصوصا بعد أن التهم الضلع الأمني المخابراتي بقية أضلاع السياسي، بما فيه الضلع المالي الممول لكل نشاطات إعادة إنتاج نفس الدائرة من الدوران في المكان الذي رسمه لنا هذا السياسي، الذي أتى بغفلة من عقلانية غائبة عن رجل مريض! ألم نعترف ولازلنا نعتبر جميعا أن الغرب قد ورث ما لدينا من رجل مريض؟! كان اسمه الإمبراطورية العثمانية؟ وهل لدينا بعد تحلل الرجل المريض إلى أجزاءه المفتتة أصلا؟ هل لدينا "السياسي" أي سياسي غير السلطة، التي تغولت بفعل عدة عوامل أهمها السياسي الدولي على المستوى نفسه وفي سياقاته المتحاربة على الثروة وإعادة إنتاج الحضارة الراهنة بكل منجزاتها و آفاق هذه المنجزات، حيث التحولات فيها لم تعد كمية بل نوعية في قفزاتها المتواصلة نحو نيرفاناها، كما انطلقت مع عصر التنوير الغربي، الذي أصبح عصرا للبشرية كلها، فهل سنبقى نتوارى خلف تجربتنا التي تعرفت وتعرفنا بها على ذاتنا القومية والإسلامية؟
أل تعريفنا هي تخصيص، والتخصيص هو معرفة حدود، أو تحديد للمعنى قبل المسمى، لا نقول قرآن في هذا السياق، لأنه لا يوجد قرآن آخر، نقول القرآن الكريم. لا نقول أمة! بل الأمة، يكفي أن نضيف أل التعريف على المفردة هذه حتى يعرف المرء عن أية أمة نتحدث! إننا الأمة..وينتهي بعدها أي أفق. دعاة علمنة أم دعاة دين، لنا نفس اختبار المعنى، الذي لم ينفك عن لغتنا حتى اللحظة. نمارس فيها نوعا غير مختبر بعد من التقية والباطنية! التي اختبرت وتختبر الآن في العراق! وهنا أتحدث سوريا. من خلال توارينا خلف( خلافات معرفية، نظرية ) وجذر خلافنا سياسي، حياتي، معاش. أبدا ليست لدينا سلط مبعثرة في مجتمع ديمقراطي! لدينا هامش لسلطة مركزية واحدة ابتلعت أغلب مساحاتنا وتستمر في ابتلاع هوامشها أيضا- حال الاقتصاد السوري الآن، يتصدرها السياسي بامتياز. والسياسي معرف نفسه بلا حياء ولا خجل، لكننا في مأزقنا الذاتي، نحاول أن نتهجاه من جهات، لا تمسه، ولا تستطيع أن تجعله مبعثرا في سياقاتنا الاجتماعية. من يقرأنا نحن السوريين الآن في الوطن والمهجر، يجد مناظراتنا، أو ما تسمى حواراتنا، تحيل أي قارئ براني، إلى انسداد أفقنا. تبحث خلف هذه الأسطر من المدونات النظرية تجد أن السياسي، مسحوب منا! نحن ليس لنا صوتا! ونحن لا نقرر أي شيء يخص مصيرنا، نحن نبحث فرديا عن أدوات عيشنا. ونعيش على هوامش الحدث، الذي يعيد تجديد دماء سلطته فينا، في لغتنا، في مبارزاتنا اللغوية والمعرفية والإيديولوجية. وهنا يحضر المرء ذكرى جراء شلال الدم العراقي: إن المتابع لحوارات المعارضة العراقية قبل عقد من سقوط صدام حسين، معارك بين علمانيين وبين سلفيين، بين أصوليين و حداثيين، بين ليبراليين وشيوعيين. أين أصبح كل هذا الركام الآن؟ السياسي حولنا إلى ركام. السياسي الذي يصل إلى الأجيال الشابة كما هو بلا تحريف: بالروح بالدم نفديك! وفي هذا الضجيج لا مكان إلا للتلقي. نحن لا نختلف حقيقة حول علمانية أو دينية الدولة! وعن أية دولة نتحدث؟ نحن نختلف حول تهميش السياسي لنا، ويهمشنا باسمنا، وهل أسمنا مواطنين؟ رياض سيف، ياسين الحاج صالح، أكرم البني، لؤي حسين.. والقائمة تطول هم معرفين، ومعروفين في الخارج، لكنهم محددي الحركة! ومن يحدد حركتهم؟ عارف دليلة، ميشيل كيلو، اللبواني،أنور البني، علي برازي، فائق المير، رياض دردار..أيضا القائمة تطول...والزنزانة سيدة للعلمانية والسلفية على حد سواء! فما الذي يجمع ميشيل مع أنور؟ واللبواني مع عارف دليلة؟ ما الذي يجمع هؤلاء غير الزنزانة؟ وماذا تعني الزنزانة؟ لدى العلمانيين والسلفيين؟ ليس تفريط في المعنى أبدا، وليس إعدام لما نقوم به! بل هو من شدة القبضة على أعناقنا. لم نعد نجد غير ثابت الوهم مجالا لنختلف عليه.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب السياسي تأصيل لغياب العقلانية
- رد صريح على السيد زهير سالم نائب المراقب العام للإخوان المسل ...
- عامان والسياسة غائبة إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي.
- المعارضة والهوية...تأملات تجريبية سورية (2-2)
- المعارضة والهوية...تأملات تجريبية سورية (1)
- استقلالية الثقافة!هل هي علاقة قوة أم طيه سلطة؟
- المؤتمر الثاني لجبهة الخلاص الوطني-3-القضية الكوردية
- المؤتمر العام لجبهة الخلاص-2
- المؤتمر الثاني لجبهة الخلاص الوطني-برلين
- العلمانية ضد العلمانية-مساهمة في الحوار السوري
- سويسرا في القلب-3-
- سويسرا في القلب-2-
- سويسرا في القلب-1-
- آخر مشاكل الحكم العراقي- رغد صدام حسين
- إعلان دمشق وجبهة الخلاص والمطلب الديمقراطي السوري.
- اليزيديون والمسيحيون يدفعون الثمن وسنة السلطات وشيعتها يتحار ...
- ضد ودفاعا عن الاخوان المسلمين في سورية
- مؤتمر السلام المرتقب...مصداقية السياسة الأميركية
- منى واصف سوريانا سيدة الحب والانتقام والتاريخ
- الديمقراطية بين عنف الثقافة وعنف السلطة تنويعات 2


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - غسان المفلح - أل التعريف و ثابت الوهم! السياسي المستبعد