أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - المسيرة التعليمية سفينة في مهب الريح














المزيد.....

المسيرة التعليمية سفينة في مهب الريح


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 2083 - 2007 / 10 / 29 - 06:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


لعل من أبلغ صور الحث على طلب العلم وبيان مكانته وأهميته في حياة الناس ما جاء بحديث معاذ بن جبل رضى الله عنه الذي قال: تعلموا العلم فإن تعليمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة؛ لأنه معالم الحلال والحرام. ومنار سبيل أهل الجنة وهو الأنس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاء، يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة وأئمة يقتص آثارهم، ويحتذي بأفعالهم، وينتهي إلى رأيهم، ترغب الملائكة في ظلهم، وبأجنحتها تمسحهم، يستغفر لهم كل رطب ويابس، وحيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه، لأن العلم حياة القلوب من الجهل، ومصابيح الأبصار من الظلم، يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، والتفكر فيه يعدل الصيام، ومداومته تعدل القيام، به توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال من الحرام، هو إمام العمل، والعمل تابعه، يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء.
من هنا نتلمس مكانة العلم الذي بوأ العلماء مكان الصدارة بين الناس لما حباهم الله به من فضل، فأهل العلم هم ورثة الأنبياء، وكما يقال إن الجهل داء والعلم شفاء.. ولكن الحكيم حينما سئل عن جدوى تلك الأمثال والحكم قال إن كل الأمثال الجيدة موجودة في العالم ولا ينقص سوى تطبيقها.
ذلك هو الفارق الشاسع بين التمسك بشرف الكلمة والشعار وبين العمل الجاد والتطبيق على أرض الواقع أو إن شئتم فلنقل أرض النكبات إن صحت التسمية.. فبعض الموتورين الذين يتشدقون ليل نهار بالشعارات الدينية ويأخذون من لسان حالهم حصانا لم يصونوه يوما ليصونهم وإنما هانوه فهان عليهم الوطن وأبناؤه حينما أرسلوا ميليشياتهم السوداء لتمنع العلم في بيوت العلم بل وتمنع إقامة تلك البيوت من الأساس، فما أقدمت عليه تلك العصابات بمنعها وضع حجر الأساس لمبنى حرم جامعة الأزهر الجديد في غزة إنما يدل بما لا يدع مجالا للشك على مدى الجهل والحقد اللذين يملاأن قلوب هؤلاء الطغاة المنافقين تجاه أبناء وطنهم أيا كان انتماؤهم الحزبي طالما لم يقدموا فروض الطاعة والولاء.
والمفارقة أن المسيرة التعليمية في الجزء المتاح لنا بعيد الانقسام والتشرذم " الضفة الغربية " يشوبها العديد من الإشكاليات ليس أقلها عدم توفر معلم أو معلمة لغة إنجليزية منذ بداية العام الدراسي الحالي وإلى أسبوع مضى في إحدى مدارس محافظة رام الله، ولا يحسب أخطرها استمرار شاغر كرسي مديري تربية بعض المديريات ومنها مديريتا " رام الله والبيرة قباطيه " أو حالة الإرباك التي تسود سياسة وزارة التربية والتعليم حينما تختلف من مدرسة إلى أخرى.. وكأن مسئولي وزارتنا الشماء يتابعون شؤون المسيرة التعليمية في بلاد الواق واق.
إن التعليم حينما يصبح أداة طيعة في يد التجاذبات الحزبية فإنها تصبح أرجوحة وليست مسيرة، إذ ينبغي إخراج المدارس والمعاهد والجامعات وكل دور العلم من تلك الترهات التي يقودها الساسة لأغراض حزبية ليست فقط مقيتة ولكنها غبية عندما تقامر بحاضر ومستقبل جيل كامل من أبنائنا.
ألا يكفيكم اختطاف القانون وإلغاء التشريع في بلادنا؟؟ ألا تكفيكم المأساة التي طالت أكثر من مئة وستين الف موظف ؟؟ ألا تكفيكم بحور الدم المراق على جانبي الوطن؟؟ ألا يكفيكم ضياع حاضر ومستقبل قضايانا المركزية؟؟ ألا يكفيكم استمرار احتجاز أكثر من عشرة الاف أسير في سجون الاحتلال؟؟ ألا يكفيكم قضم المتحل لأراضينا؟؟ ألا يكفيكم رهن قضيتنا الوطنية بأيادي سماسرة الحرب والسلام؟؟.
فاللغة المشتركة بين بني البشر في هذا العصر أيها السادة، هي الثقافة والعلم، هاتان الوسيلتان اللتان ينتج عنهما التفاهم والتكامل وبناء جسور الحوار بين أبناء الحضارات المختلفة في هذا العالم وليس في ذات الوطن فقط، وأنتم مزقتم هذه اللغة.. فما عاد المجال يتسع لمزيد من التنظير الكاذب والخطاب الخاوي من أي مضمون، فنحن شعب لم تكسره النكبة ولم تهزمه النكسة، ولم ترهبه المجازر، وإنما أنتم من كسرتم وحدته وهزمتم روحه وأرهبتم حاضره ومستقبله، والتاريخ لن ينسى لكم ذلك.. فغدا سيقال إن قادة سياسين مروا في تاريخ هذا الشعب لم يكونوا يوما جديرين بالقيادة.. وذلكم هو الفرق الجوهري بينكم وبين القادة الحكماء إذ يقال :إن الفرق بين الحكيم والجاهل أن الأول يناقش في الرأي والثاني يجادل في الحقائق".
فهل سنصحوا من سباتنا العميق وننقذ سفينة المسيرة التعليمية التي أصبحت في مهب الريح ؟؟ سؤال سيجيب عليه قادم الأيام.



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى إمرأة عابرة
- الأعراس الفلسطينية في الإمارة الإسلامية
- رسالة عتاب من مواطن فلسطيني إلى الشيخ يوسف القرضاوي
- العالقون بين الحرية الفكرية والفبركات الإعلامية
- بين حوار القوة وقوة الحوار
- كنز الوثائق وكَشف المستور
- جدلية الحيادية بين الحزبية والوطنية
- الموظف بين الأسئلة المبصرة والإجابات العمياء
- الخوارج بين المشروع الأمريكي والراية الإسلامية
- نداء .. لماذا لا يرحل هؤلاء فيرتاحوا ويريحوا ؟
- جنة الشيطان
- أمراء الكلام في المشهد الفوضوي
- الحرب الالكترونية
- -أم الهياكل- بين المعيار المهني والأكاديمي
- بين حضانة الموت والفلتان بعض أخبار معروفة
- شركة الكهرباء بين بيارق الأمل والأعباء
- الساكن والمتحرك بين التباعية العربية والقضايا المصيريه
- بسام زكارنه بين جهده النقابي وطواحين الهواء
- العرب وحماس وحتمية التوافق
- الديمقراطية في العالم العربي من الفكر إلى الممارسة 2-2


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - المسيرة التعليمية سفينة في مهب الريح