أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - المنصور جعفر - ثلاثة أخطاء قاتلة















المزيد.....

ثلاثة أخطاء قاتلة


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 2083 - 2007 / 10 / 29 - 12:07
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


تعويم الماركسية اللينينة في التنظير
خلط الإستراتيجية والتكتيك
تقعيد الحزب حسب الوضع السائد
يحاول هذا المقال العناية بإيضاح بعض الأخطاء النظرية والعملية في عملية تجديد الأحزاب الشيوعية ففي خضم الإتقاد بتجديد الأحزاب الشيوعية تحدث بعض الأخطاء التي تكرس أوضاع التملك الرأسمالي الخاص لموارد المجتمع وآليات إنتاجه وجهوده وثمرات كدحه، ومن هذه الأخطاء:
1 - تعويم الماركسية اللينينة في التنظير:
في كثير من طروح التجديد يتم تعويم الماركسية اللينينية ومساواتها مع الماركسيات الأخرى بتواشج مع دعاوى الحياد الموضوعي البرجوازية في البحوث والعلوم وعدم تغليب الباحث لعنصر في الموضوع على عنصر أخر، وهو أمر محمود في تثبيت العناصر لدرس خصائصها دون ميل أو شغف ببعضها، ولكنه امر ضعيف في سياق التناول الحركي للظواهر محل البحث حيث تتفاوت قوة العوامل المختلفة وتأثرها ببعضها وببيئتها وتأثيرها فيها، وإن كانت القوة اللحظية نفسها لا تقطع بصحة عامل معين وخطأ العوامل الأخرى، فهي أيضاً لا تقود إلى ميكانيكية إستواء كل العناصر وعدم إختلافها وتفاوتها في الحقول الطبقية والإقتصادية الإجتماعية السياسية والثقافية للتاريخ. وهناك تنظيرات مهمة في هذا الموضوع لعل أشهرها وأدقها تنظيرات لوكاتش George Lukasفي "الوعي" ومعها تنظيرات ألتوسيرLouie Altosear في "البنية الحاكمة" ومنها بتفاوت تأتي بعض أعمال سمير أمين ومهدي عامل وشومسكي وقد كانت اللغة الأيدولوجية والميز النهجي أو المنطقي لإصطفافات مفاعيلها وأولياتهم من الضروري إجتماعيةً إلى الثانوي فالكمالي هو مما إنتظمت ضده أقلام الفكر المثالي البديع منذ ما بعد الكساد الكبير وأثره وأثرهم معاً في نشوء وتطور ما سمي جملة إفراداً بـ فلسفة اللغة العادية The Ordinary Language Philosophy بمدارسها الثلاث ضد المنطقية الإيجابية المحتشية بالمنطق والرياضيات والتقعيدات والتقعيرات بدءاً بفلسفة الحس العام بقيادة موور George Moore ، ومدرسة الفلسفة الظاهرية في كيمبردج لرائدها فيخنشتاين Wittgenstein ومدرسة أكسفورد للغة المباشرة لروادها رايل Gilbert Ryle، وسترواسن Peter F. Strawson ، وأوستن بنفعيتها تحفهم جماعة وأعاملاً أنوار أستاذ شيكاغو الأعظم ومعلم اليمين الأمريكي بول ريكورPaul Recur..

في تعويم الماركسية- اللينينية تعطي جميع الإحداثات صفة الماركسية، وتهمل صفة اللينينية، بدعوى تقعرها أو محدوديتها بالحال الروسية أو الإستالينية بينما الواقع النظري والعملي غير ذلك: فـبناء "الحزب ذي النوع الجديد" اللاديني واللاقومي واللاعشائري واللاحكومي الحزب الطبقي الجامع إلى مصلحة الطبقة العاملة الصناعية خلاصة عناصر وطلائع الأفكار السياسية والخيرية والتعاونية والنقابية والعسكرية في المجتمع في بوتقة إشتراكية علمية منعقدة بالتكوين الطبقي العمالي والتشكيل الثوري لهذه العناصر والطلائع ضد النظم الطبقية الإستغلالية ليس مسألة روسية ولا هو صناعة إستالينية ثقيلة. بل الكينونة اللينينية للماركسية مسألة منطقية عملية تطلبتها ظروف الصراع الطبقي وضرورة تحرر الطبقات والشعوب المضطهدة ونيلها لحريتها بتناقض وصراع ضد تركز وهيمنة الرأسمالية على مفاصل الإنتاج والتبادل في العالم في حالة إستعمار وإمبريالية باطشة.

المركز في النفور من الصيغة الأيديولوجية للنفور من إصطلاح الماركسية اللينينية يرتبط بغباشين: غباش في النظر إلى حقيقة الطبقة العاملة الصناعية في مجتمعاتنا الرعوية والزراعية المتخلفة.
وغباش في فهم الفرق بين دور الحزب ودور المنظمات المواشجة للحزب.

في جهة إستحالة أو صعوبة فاعلية الطبقة العاملة في مواجهة تخلف الإنتاج الرعوي والزراعي في بلادنا مع تعاظم حاجات الإنسان نلمح حقيقة هامة تساعد على فهم الطبيعة الموضوعية لإصطلاح الماركسية اللينينة وهي إن القطاع الأعظم من السكان ينتج حوالى 40 % من الناتج القومي بينما هناك نسبة قدرها حوالى 10 % أو أقل من السكان تمثل الأقلية العاملة في الصناعة الحديثة تضيف بشكل يفوق عددها ما قدره حوالى 60 % من الناتج القومي.

من هذه الأرقام البسيطة قد يمكن الإتفاق على الأهمية الموضوعية والنوعية المائزة للطبقة العاملة في الإقتصاد الحديث على بقية الطبقات والفئات وعلى سبق دورها وريادته الفنية والتقنية والسياسية في تحديث الإقتصاد المتخلف وضرورة قيادتها عملية الخرط والصب والتجهيز والتشكيل السياسي لهيكل المجتمع الجديد المتقدم بتناسق نحو الكفاية الزراعية والصناعية، ومواجهة الحالة الخام والشتات للموارد ونقل المجتمع القديم من حالة النقص والتكالب إلى حال جديد متقدم للكفاية وللتوزيع العادل لموارد المجتمع وجهوده والثمرات المادية والمعنوية لكدح أبناءه وإنتاجهم لخيراته. ووفقاً لهذا الوضع النظري العملي تصير الماركسية اللينينية ضرورة نظرية-عملية في إحداث أي ثورة حقيقية وليست خياراً أو تنظيراً سياسياً إصلاحياً.

في إزالة الغباش المتعلق بالتفريق بين دور الحزب ودور المنظمات المواشجة للحزب يمكن تقدير إنه ليس مطلوباً من الحزب ان يحل محل المنظمات وليس مطلوباً هذه المنظمات تبني أيديولوجية الحزب بالكامل أو حتى في معظمها، بل المطلوب العام منها هو تحريك قواها حيث كل منظمة في سياقها الإجتماعي أو الإقتصادي أو السياسي أو الثقافي تحقق بتفعيلها لتنظيمها ووسائله وأهدافه التي تضعها جمعيتها العمومية جانباً من أيدولوجية المجتمع الجديد وهي أيديولوجية الحزب ضد العنصرية والعشائرية والطائفية والرأسمالية والإستعمار وكثير من الموبقات الإجتماعية المرتبطة بكل هذا وفي هذا السياق إذا كانت االمنظمة أو الجماعة المعنية لا تعرف كيفية التعامل بالماركسية اللينينية في واقعها فيجب إعادة تدريبها على ذلك وتثقيفها بالخبرة النظرية والعملية المناسبة لقوتها وأهدافها الأساسية.




-2- الخطأ الثاني: خلط الإستراتيجية والتكتيك:
يتم هذا الخطأ برسم الحزب بنيانه وإسمه وأيدولوجيته وفق طبيعة (المرحلة) وتحويل هذا الرسم التكتيكي الذي تقوم به جماعات الحزب وبعض المنظمات المواشجة له إلى إستراتيجية عامة شاملة تسم كل وجود الحزب ومستقبله ومستقبل الطبقة العاملة المعتمدة عليه، ومد هذه النظرية يعني إن المرحلة الوطنية الديمقراطية تتطلب حزباً وطنياً ديمقراطياً والمرحلة الإشتراكية تتطلب حزباً إشتراكياً والشيوعية تتطلب حزباً شيوعياً أو إنسانياً. ولكن إن كان الأمر كذلك فلم الإحتفاظ بفكرة المراحل التاريخية، فما دامت اللغة السياسية تصير هي المحدد للتاريخ وضروراته السياسية فكيف يمكن للغة مثل هذي أن تنمط "التاريخ" دعك عن أن تنمط مراحله ومراحل هذه المراحل؟ كيف للغة الحربائية أن تنمط "الطبقة" و"الحزب" والأدهي والأمر كيف تصوغ "الصراع الطبقي"؟

إن الإستناد إلى نص حزبي أمر بعيد عن روح التجديد فما حددته اللجنة المركزية لأي حزب شيوعي ليس قدساً بل هو وجهة نظر مستوية محل للنقاش والجدل والخلاف في ظروف الصراع الطبقي فقرارات اللجنة المركزية قرارات عليا كثير منها يحتوي أخطاء في الفلسفة والتطبيق بل وحتى في السياسة البسيطة، وكذا فإن تقعيد الحزب الشيوعي على أساس إنه حزب ديمقراطي ليبرالي يتعارض ليس مع كل مبادئه ودستوره فحسب بل يتعارض مع أبجديات علم التاريخ ومع الفهم المادي التاريخي له سواء أكان هذا الفهم واسعاً أو محدداً، وأياً ماكانت حالة جدليته.
3- الخطأ الثالث: جبر الحزب حسب الوضع السائد وتحويله إلى تجمع،والتصور بأن بالإمكان فرز الحزب والمراحل التاريخية والسياسية بعد خلط الأكوام النظرية وتبديل الإستراتيجية وتحويرها إلى تكتيك:

بعد كل هذا الخلط يتصور البعض إن هناك قدرة فريدة في بعض الجماعات والأشخاص تجعلهم أقدر على إستعادة الحزب الشيوعي في الوقت المناسب له، تماماً مثلما كان ستالين يقول بذلك في مواجهة تصلب لينين في شروط الإنضمام إلى الدولية الشيوعية الأولى، وإن أوقفت الحروب الحزب الشيوعي في الإتحاد السوفييتي عن مباشرة كثير من مهام القيادة الأممية الصحيحة في كل زمان حياته فقد قال الواقع إن لينين كان صحيحاً في الشدة على أهمية التأسيس الشيوعي المستقل، والبعد بها مجق الأحزاب الإشتراكية والتقدمية وأطرها الطبقية المترهلة، ووجه الصحة من الواقع لصالح هذا النظر والعمل اللينيني ماثل في إن الأحزاب التي نشأت وترعرعت في أوان سيطرة المناشفة الجدد على أمور الحزب والإتحاد السوفييتي بعد الحرب ووفاة ستالين، وفتح عضويتها هماً بالعدد لا بالنوع والوسيلة، لم تصر تلك الأحزاب الخروتشوفية أحزاباًً شيوعية تماماً ولم تصر أحزاباً ليبرالية، مرتكبة كل أخطاء النوعين من الأحزاب ويزيد، فهل نكرر مآسي التاريخ أم نتجاوزها إلى ما هو أفضل إحكاماً وأحسن عملاً ببناء حزب شيوعي ماركسي لينيني يقود نضالات الريف والمدن بصورة إشتراكية علمية متقدمة؟



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخلف الأحزاب عن طبيعة الصراع الوطني يفاقم العنصرية والإستعما ...
- حُمرة أنغام الخريف
- نقاط في تاريخ الماسونية... من السودان وإليه
- عن أزمة النظام الرأسمالي ودولته السودانية في الجنوب
- التأميم والمصادرة ضرورة للوحدة والتنمية ومكافحة العنصرية
- الكلمات المتقاطعة والطرق الفرعية
- شذرات
- أطلقوا سراح البلد
- نقاط من تاريخ الثقافة الرأسمالية في بريطانيا، بعض تفاعلات ال ...
- دراسة لأحد ملخصات المناقشة العامة
- الأزمة العالمية و الأزمة السودانية في دارفور
- أهمية العملية الثورية في تكريب القيادة وأهمية القيادة في تكر ...
- مشارق الأنوار... نقاط عن الحركة الإسماعيلية وجماعات إخوان ال ...
- ثلاثة أسئلة
- الماركسية الجديدة وصناعة تجميد الإشتراكية في القالب الفطير ل ...
- مشروع دراسة: -نقاط في تاريخ أمريكا الجنوبية وبعض المعالم الس ...
- بعد إعدام صدام، أهناك سبيل لقيام جبهة وطنية بين أحزاب الكورد ...
- الحزب الشيوعي العراقي والنضال المسلح ضد الإحتلال الأمريكي ال ...
- الحوار المسلح
- نقد عقلية -جرِب حظك- في تقويم وجود الحزب وافكاره


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - المنصور جعفر - ثلاثة أخطاء قاتلة