أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان نوح - تركيا - حزب العمال الازمة المشتعلة والحل المفقود















المزيد.....

تركيا - حزب العمال الازمة المشتعلة والحل المفقود


سامان نوح

الحوار المتمدن-العدد: 2082 - 2007 / 10 / 28 - 07:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- البرلمان التركي وبحجة مطاردة حزب العمال الكردستاني، يفوض الجيش التركي ، بعد تمهيد منظم واحماء غير قصير وسلسلة تهديدات، دخول اراض دولة جارة عبر قرار مثير للاستغراب والقلق.
- البرلمان العراقي الغارق كعادته في مشاكله وتجاذباته، دخل الحلبة متأخراً، واخذ يراوح مكانه وبين اخذ وعطاء وجدال وضوضاء حول "هل يصدر بيان استنكار ام قرار احتجاج" خرج في النهاية بقرار ادانة للتدخل التركي وبدعوة للحكومة العراقية بلعب دور أكبر في أنهاء الأزمة.
- البرلمان الكردستاني كسابقه يحتج وينتقد ويناشد، ثم يترك الميدان بلا اثر، ليظل كعهده جدارا لتعليق الخطب والبيانات.
- الامريكيون المحتلون واصحاب القرار الاول في العراق صامتون وغامضون، يحاولون من تحت الستار التوصل الى حل توافقي وابقاء الاوضاع على ذات الحال.
- الحكومتان الاقليمية الكردية والمركزية العراقية تدوران بين خطب تحذير واستعداد للرد وبيانات توضيح بخطورة الأمر، مع طرح اقتراحات وانتظار وساطات ورحمة رب العباد.
- قادة احزاب عراقية (عربية وغيرعربية) استقبلت الوضع المقلق في الاقليم بالشماتة وان لم تبدي ذلك صراحة، واخرون استغلوه سياسياً او مالياً في عدة اتجاهات، للتقرب من هذا الطرف او ذاك.

على الأرض وبعيداً عن الجبهات
- الصحف ومن ثم القنوات التلفزيونية التركية والمنظمات القومية الاتاتوركية تحشد الشارع لدعم الهجوم باعتباره افضل الحلول لابادة "المتمردين الاكراد" او ابعاد خطرهم، وتحذير الاقليم الفتي بامكانيات التدمير التركية للتطلعات الكردية مع توجيه رسالة تنبيه واحتجاج للصديقة امريكا.
- القنوات التلفزيونية الكردية ومن ثم المنظمات الكردية الحزبية وتوابعها من منظمات شبه حزبية ومنظمات اسمية- ورقية، تُحَشِد الشارع الكردي لمواجهة التحركات التركية وتُخرِج الطلاب من المدارس والموظفين العاطلين من الدوائر الحكومية لتجمعهم في ساحات معدة لالقاء بيانات استنكار وخطب تحذير وتحفيز بلا نتيجة.

تسريبات
تتحدث بعض المعلومات عن طلبات تركية امنية تدعو لنشر قوات عراقية على الحدود ، اضافة الى طلبات سياسية قدمها السفير التركي في بغداد للجنة الثلاثية "العراقية ـ التركية ـ الامريكية".
الطلبات الامنية التي تتركز على سبل التعاون الاستخباري بين انقرة وبغداد لمطاردة أعضاء العمال الكردستاني في الأراضي العراقية وبشرط ان تكون السلطة الامنية فيها للحكومة الاتحادية وليس لحكومة الاقليم الكردي، تبدو مقبولة للحكومة العراقية لكن الطلبات السياسية التي تشير الى التدخل بموضوع الاستفتاء على مسألة ضم كركوك الى اقليم كردستان، من الواضح انها مرفوضة بالنسبة لحكومتي الاقليم والعراق باعتبارها تدخل في الشؤون العراقية الداخلية.
وتطالب تركيا بنشر قوات اتحادية عراقية على الحدود تشرف على المنافذ الحدودية، مع رفع العلم العراقي على هذه المخافر.

اسئلة تنتظر اجوبة
- لماذا سيهاجم ويدخل الاتراك بعض مناطق الاقليم ؟.. وكيف ؟..ولماذا يستسهلون ذلك ؟
- هل يمكن ان يخترقوا المدن؟ ام سيشنون هجمات عبر الجبال؟
لو كانوا سيهاجمون لضرب وسحق حزب العمال الكردستاني ،المتحصن في الجبال الحدودية الوعرة ، فهم يعلمون ان ذلك مستحيل فقد جربوا ذلك طوال 25 سنة دامية ودونما طائل !!
- ثم كيف سيهاجمون ؟ هل بالدبابات والمدرعات ؟
الا يبدو مستحيلا عليها الوصول لمواقع حزب العمال الحصينة واختراق الجبال الوعرة ولو بعمق بضعة مئات من الامتار، والشتاء بثلوجه على الابواب.
- هل سيقحمون الجنود المشاة في تلك الدروب الغريبة التي يصعب حتى على الجن المرور بها؟
وحينها من يضمن ان لا يتحولوا الى اهداف سهلة لهجمات مقاتلي حزب العمال المطالبين بالحقوق القومية للشعب الكردي في تركيا والمتعطشين للقتال بعد سنوات من التخلي عن السلاح وانتظار الحل السلمي من الانظمة التركية والذي لم يأتي ابداً !!!
- هل سيدخل الجنود الاتراك بعض مناطق الاقليم من اجل الضغط على قيادة الاقليم وفرض بعض اجندات تركيا السياسية، وتحقيق مصالح داخلية (اسكات اصوات يمينية واشباع بطون عسكرية) ومصالح خارجية (موضوع كركوك وضمها الى الاقليم الآخذ بالتطور...)، ام سيكتفون بمكاسب اعلامية وينسحبون بعدها.

كيف يمكن منع الهجوم
اية مواجهة واسعة محتملة بين الطرفين ستكون مدمرة النتائج بالنسبة للاقليم ومضرة لتركيا، فماذا يمكن ان يفعل الكرد لمنع وقوع اي هجوم او اجتياح، وماذا يملكون للتحذير من عواقب ذلك؟
ربما، مسيرات ، تظاهرات، احتجاجات، بيانات .. ثم ماذا ؟... ماذا اكثر من ذلك؟
لو كنا في دولة عربية لسمعنا البعض يقول "المقاطعة التجارية" سلاح للضغط ، لكن ذلك السلاح الخرافي سيكون نقمة عليهم وستكون المقاطعة مدمرة لاقليم لم يعتد لغة الارقام ورغم ذلك فانه يعرف انه يستورد قرابة 70% من بضاعته الغذائية والاساسية والمنزلية والكمالية من تركيا. يستورد كل شيء من الماء الى الكهرباء الى النفط الى الاغذية الى الألبسة الى شركات المقاولات الى الخادمات الى عمال البارات الى شركات البناء والى الى الى .... كل شيء تركي هنا السوبرماركتات، المطارات، الحلويات، المعلبات، الادوية، الاثاث، كراسي المسؤولين، طاولات الاجتماعات، الجسور ، الطرق،الفنادق، النوادي، الموسيقى وحتى احلام البعض هنا تركية الطراز.. اقليم كردي باصباغ تركية او ببنية تركية من الباب الى المحراب، ومعظم اصحاب تلك البنية تجار ومسؤولون اكراد شركاء لمسؤولين اتراك.
فهل يمكن لك ان تقاطع دولة تحتلك تجارياً ؟ !!
اذن ماذا يمكن ان يفعل اهالي الاقليم ؟ .. ان يتوجهوا الى الاصدقاء ؟ .. ولكن هل لهم من اصدقاء غير الجبال؟.. فامريكا شبه صامتة، والاوربيون غائبون عن القضية والمشهد برمته... فما الحل؟

حانقون
فيما ينخرط مئات الشباب في تجمعات لتسجيل اسمائهم للدفاع عن الاقليم، يعرب البعض عن عدم اهتمامه بما يحدث معلقاً "الاتراك بشركاتهم يحتلون الاقليم عملياً فلماذا هذه الضجة" ويعلق اخرون "لسنوات طويلة كان الجيش التركي يدخل ويخرج ويضرب ويركل ولم تكن هناك مشكلة فما هو الجديد اليوم"، واخرون وصفوا ما يحدث باستعراض قوة من الجانب التركي، مفيد لأهالي الاقليم، مشيرين الى انهم اكتشفوا حقيقة عدم وجود اي استراتيجية اقتصادية للاقليم الكردي اضافة الى غياب الاستراتيجية السياسية والعسكرية لمواجهة الاعداء التقليديين المتربصين في الجوار.

مستحيلات
- قادة الكرد في العراق يعتبرون مشكلة حزب العمال الكردستاني نتيجة منطقية لترك القضية الكردية دون حل في تركيا، وهم يدعون الاتراك للحوار والبحث عن حل سياسي عادل لها، وهذا امر مستحيل بالنسبة لتركيا الاتاتوركية واحزابها الحاكمة الى اليوم.
- الاتراك من جهتهم يطالبون كرد الاقليم بقتال حزب العمال الكردستاني واعتقال وتسليم 3 من قادتهم على الاقل لتركيا كبادرة حسن نية وبداية لايجاد حل يمنع الهجوم التركي ، وهذا امر مستحيل ايضاً وخارج قدرة وارادة الكرد في الاقليم الذين دخلوا مطلع التسعينات في معارك دامية مع العمال الكردستاني طوال سنوات لم تجلب غير الدمار للاقليم.
- الكثير من العرب العراقيين يتفرجون بشيء من الغبطة، وعدم الفهم الدقيق لما يجري، ويقولون لنرى ماذا سيحدث، وكيف سيدافع الكرد عن الاقليم دون مساعدة الحكومة العراقية؟..لكن أن يتفرجوا فقط فهذا ايضاً مستحيل ويعني انهم يتخلون عن ذلك الجزء من العراق، وهذا امر خطير.

ماذا يريد الاتراك؟
هذا هو السؤال الذي يجب ان يجد قادة الاقليم وقادة العراق اجابة عليه، لمعرفة كيفية التصرف وماذا يمكن العمل؟
- هل يريد الاتراك التدخل في شؤون الاقليم ويستخدمون محاربة وتواجد حزب العمال حجة ؟ هذا احتمال كبير، وهو احتمال مقلق الى حد بعيد.
- ام ان الحكومة التركية تريد فقط تخفيف ضغوط داخلية تفرضها الاحزاب والمنظمات القومية؟ وهنا سيكون الامر سهل التعامل معه.
- ام ان الجنرالات الاتراك يريدون عبر اثارة المسألة اعادة شيء من سيطرتهم ونفوذهم المتراجع في بنية الدولة التركية، بما يحمله ذلك من مكاسب مالية لكبار الضباط؟ وهنا ايضا الحل ممكن.
- هل يستطيع البيشمركة الدفاع عن كردستان، في حال وقوع اختراق واسع لاراضي الاقليم، وكيف؟ .. هل فعلا نجح الاكراد في تحويل البيشمركة من قوة انصار تتقن المقاومة والقتال في الجبال الى قوة دفاع وهجوم لها القدرة على مواجهة جيوش نظامية في جبهات واسعة؟ وان لم يكن كذلك فأين صرفت وتصرف الاموال الكبيرة التي ترصد للبيشمركة الذين لا نعرف عددهم ولا امكاناتهم او مستوى تسليحهم، وكأن ذلك سر من اسرار الحزبين الحاكمين في الاقليم.
هناك سؤال مهم اخر يفرض نفسه وهو "ما المطالب التركية المحتملة في حال حصول حوار جدي مع اكراد الاقليم وبوساطة امريكا؟". هل يمكن ان يتفقوا على هجوم مشترك ومحدود تحت اشراف عراقي – امريكي ضد معاقل حزب العمال لينتهي الموضوع عندها؟ .. وهل يمكن ان يطالبوا بقواعد مراقبة وعمل صغيرة في مناطق قرب معاقل حزب العمال في عمق الاقليم الكردستاني؟.. وهل يمكن ان يصل الامر الى حد اقحام قضية كركوك في الموضوع؟. مع التذكير ان تركيا بجنرالاتها وقياداتها السياسية تدرك استحالة القضاء على حزب العمال الكردستاني لا بهجوم ولا بالف ، وان التهديد بدخول الاقليم له اكثر من دافع مثير، وقد يتكرر الامر في مرات قادمة.

خيبة امل سريعة
نتساءل، ترى كيف هو حال ملايين الكرد الذين صوتوا لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات الاخيرة املا في ان يأتي بالتغيير الديمقراطي والاجتماعي وبالعدالة والمساواة التي لا تبقي الكردي في تركيا مواطنا من الدرجة الثانية، بالتأكيد ان حالهم لا يسر بعد ان اكتشفوا سريعاً خيبتهم، بعد ان خدعتهم مرة اخرى الشعارات الدينية بالعدالة والتغيير، فها هو الحزب الاسلامي التوجه يبدأ عهده الجديد بالحرب على حزب العمال بدل الحوار والبحث عن حل سياسي لقضية قد تشتعل مجدداً وتشعل تركيا كلها وتعيدها 25 سنة اخرى الى الوراء اذا ما قرر العمال الكردستاني، المعتقل زعيمه عبدالله اوجلان منذ 1998 في تركيا، العودة الى السلاح والحرب ولغة التدمير والتفجير ليعود الموت الى ساحات المدن التركية وتهرب الاستثمارات ويهدد الاقتصاد وتحترق الكثير من الاحلام التركية بالرفاه، ويعود الجيش الى الواجهة، في بلد الانقلابات العسكرية، بكل ما يعنيه ذلك.






#سامان_نوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان نوح - تركيا - حزب العمال الازمة المشتعلة والحل المفقود