أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - تركي البيرماني - القيادة وامن المجتمع















المزيد.....

القيادة وامن المجتمع


تركي البيرماني

الحوار المتمدن-العدد: 2082 - 2007 / 10 / 28 - 11:23
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تحاول القوى المعادية الظلامية والمستغلة والتكفيرية إعادة العراق إلى عهد القهر والاستغلال والاستلاب والتعسف من خلال عمليات الترهيب والإرهاب والقتل والتخويف والسرقة والاغتصاب وسلب إرادة الوطن والمواطن وإدخاله في دوامة من الخوف والقلق والتردد وعدم الثقة بالدولة وبمؤسساتها المختلفة وبالتالي بالمجتمع وبالنفس وصولا إلى شخصية خائرة ومهزومة . وكان للنظام السابق اليد الطولي في خلق نظام تربوي ومؤسسات اجتماعية تساعد على التجهيل والتغريب والترديد دون التفكير والتفكير دون التطبيق والى الطاعة واللامبالاة والى التصديق دون المحاكمة فالهزيمة انتصار والفقر غنى والانكسار قوة وبطولة… الخ وويل لكل من لا يصدق أو حتى يشكك. أيتام ذلك النظام والزمر التكفيرية ومناصريهم من الداخل والخارج تحلم بإعادة العراق إلى ذلك الوضع البائس الحزين أو أن يعيش العراق مهشما أو مقسما أو معزولا عن مجريات الأحداث التي تجري في العالم الحر والمتطور بإرادته أو رغما عنه. أنهم يجهلون أو يتجاهلون انه لا يمكن إعادة عجلت التاريخ إلى الوراء أنهم يتعاملون معه وكأنه قبل عام 2003 أو قبل انتخابات 30 كانون الثاني 2005.لقد تغير العراق شاءوا أم أبوا وهو سائر في الطريق الصحيح رغم الهفوات والكبوات والعثرات لا بل رغم المأساة التي يمر بها. هذه المسيرة الصائبة ليست حتمية تاريخية بل لابد من العمل الجاد من اجل حمايتها وجعلها قادرة على مواصلة السير ومواكبة التجديد والتطوير وفي مقدمة هذه العوامل وعلى رأسها العمل على إيجاد قيادات أمنية قادرة على تحمل مسؤولية التخطيط والتنظيم والتنفيذ والمراقبة والتقويم وان تؤمن إن حجم الولاء للتغيير والتطوير يتناسب طرديا بمقدار حجم التخلف وهنا لابد من التساؤل هل إن القيادات الجديدة وبمختلف مؤسسات المجتمع وخاصة الأمنية منها تعي هذه المسؤولية ؟ وهل هي مؤهلة للقيام بهذه المهمة ؟ وهل تؤمن إن الأمن مسؤولية وعقيدة وهو أساس الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في أي مجتمع وان القيادي وبغض النظر عن الموقع الذي يحتله في سلم الهرم الإداري مطالب بالإيمان بفكر علمي يعتمد أسلوب تحليل النظم في التعامل مع الظواهر في مقدمتها أمن الوطن والمواطن إن هذه المهمة تتطلب تعاون الجميع ولكي يتعاون الجميع على الإداري أن يعمل على تحرير العاملين معه من كل ما يعيق حركة التحرر . التحرر من الخوف على الكرسي والتحرر من سياسة الشلل والعلاقات الشخصية والعشائرية التحرر من النظرة الضيقة لمفهوم الحزب والحزبية التحرر من المظهرية الزائفة واستعراض القوة والتحرر من الاتجاهات القمعية للآراء المعارضة لوجهة نظره داخل المؤسسة. القيادة الإدارية الأمنية الفاعلة قادرة على إخراج العاملين في هذه المؤسسة من سجن الصمت الذي اعتاد عليه العراقيون لسنين طويلة ودفعهم إلى أن يقولوا رأيهم بحرية وصراحة لصالح المؤسسة و أمن المجتمع إضافة إلى هذا على القيادات الأمنية أن تعمل جاهدة على تحرير منتسبيها من التخلف الثقافي المعرفي والتقني لان أمن المجتمع لا يتحقق من خلال السلاح فحسب بل من خلال العقل النير والواعي والناقد والعارف بطبيعة المجتمع وبأعدائه وبفلسفتهم وأهدافهم وتقنياتهم إضافة إلى معرفته بأصدقاء المجتمع واتجاهاتهم وقدراتهم واستعداداتهم للمساعدة .إضافة إلى هذا كله على قيادات الأجهزة الأمنية أن تعي العديد من المفاهيم التي يتعامل معها العاملون في هذا الحقل وعلى الفكر الفلسفي الذي يقف وراء هذه المفاهيم ويحدد أبعادها ومن المفاهيم التي تتعامل معها القيادات الأمنية الإدارة والأمن والوعي والتوجيه والقانون. ولكي نلقي الضوء على هذه المفاهيم لابد من استعراض رأي العاملين في هذا الحقل وكيف يفهمون هذه المصطلحات وهذه المفاهيم فالعاملون في الحقل الإداري يعرفون الإدارة بأنها مجموع العمليات التي تستخدم لتوفير القوة البشرية والمادية والإشراف عليها وتوجيهها لتحقيق أهداف المنظمة في حين يعرفها آخرون بأنها جهدا مشتركا تعاوني ومستمر يهدف إلى مواجهة المشكلات ألا منيه التي تواجه المؤسسة من هذا يمكن القول إن الإدارة عمل إستراتيجي منظم ينظر إلى المؤسسة الأمنية باعتبارها نظام وجزء من نظام له مدخلاته وجراءته ومخرجاته في حين يعرف الأمن بأنه مجموع العمليات والفعاليات والإجراءات المعتمدة من اجل تحقيق سلامة الفرد والمجتمع ومؤسسات الدولة والمجتمع المختلفة أما القانون فيمكن تعريفه بأنه مجموعة القواعد التي تنظم سلوك الفرد في المجتمع ولها قوة ملزمة إضافة لمعرفته بهذه المفاهيم والمصطلحات التي يتعامل معها على رجل الأمن أن يتصف بسمات وقدرات وإمكانيات تؤهله للقيام بهذه المهمة الحساسة والخطيرة :
أولا: القدرات الذاتية والشخصية
1- أن يمتلك عقل دينامي ناقدا وسريع البداهة وقادر على الاستشراف المستقبلي لان رجل الأمن الجيد ليس ذلك الشخص القادر على مواجه الحدث أثناء وقوعه فحسب بل ذلك الشخص القادر على مهاجمة العدو قبل الشروع بجريمته
2- يمتلك قدرة على تشخيص نقاط الضعف والقوة في الجهاز الذي يتولى مسؤولية إدارته قبل الشروع بإيكال المهام لأفراده
3- التخصص في العمل الذي يؤديه
4- له خبرة في طبيعة المنظمات المعادية وفي الحرب النفسية والعمليات العسكرية
5- مبدأي علمي يضع الواجب الأمني فوق أي اعتبار شخصي أو اجتماعي ويتفنن في تنفيذه من اجل تحقيق أهدافه. علما إن رجل الأمن لايمكن أن يكون ناجحا وشعبيا في نفس الوقت
6- مرن مرهف الحس لردود أفعال الناس قادرا على الاستماع إلى الرأي الآخر يجيد الإصغاء الفعال إلى الآخرين
7- أهدافه واضحة ومحددة وواقعية ويمتلك القدرة على حشد العاملين لتحقيقها ومتمكن من فتح قنوات الاتصال مع مؤسسات المجتمع المختلفة وله اطلاع بتقنيات الاتصال الفاعلة
8- الشجاعة وعدم التخاذل واللياقة البدنية متزن عاطفيا سهل التكيف بعيدا عن التعقيد وحب السيطرة بكلمة أخرى يمتلك شخصية تكاملية ومتوازنة
ثانيا: القدرات المعرفية والتقنية
1- أن يمتلك مهارة بناء إطار تنظيمي مؤسسي يحدد فيه الصلاحيات وطبيعة العمل وحدوده وطبيعة النظام والقوانين واللوائح والحوافز وان يجعل العاملين معه على بينة من ذلك
2- قادر على تطوير هذا النظام المؤسسي من خلال:
أ-تحديد مهام العمل ووصفها وتحليلها وتشخيص الأفراد أو الوحدات القادرة على تنفيذ هذه المهام وتحديد مسؤولية كل فرد منهم
ب- تحديد الأسلوب الكفء لعمل العاملين وخطوط الاتصال وكيفية التواصل
ج- تقسيم العمل بين العاملين أفرادا ومؤسسات وفقا لإمكانياتهم وقدراتهم الذاتية
د- يمتلك القدرة على تقويم عمل المؤسسة من خلال إجابته على الأسئلة التالية:
س1- هل المنظمة قادرة على تحقيق الأهداف المراد إنجازها ؟
س2- هل وزع العمل وفقا لكفاءة العاملين ميدانيا ؟
س3- هل حددت المسؤوليات بصورة دقيقة وواضحة دون أن تؤدي إلى تداخل المهام والمسؤوليات ؟
ويمكن للإداري أن يقوم منظمته من خلال تشخيص كفاءتها علما إن الكفاءة تقاس من خلال ما يمتلكه التنظيم من طاقة وحيوية ونشاط ومن مؤشرات ذلك:
أ‌- وجود التعامل الجاد بين أعضاء المنظمة
ب‌- الرغبة في العمل والمبادرة والحماس
ج- وضوح الأهداف
د- وجود مناخ صحي تسوده الحرية الملتزمة
ه- الاحترام المتبادل
و- الاعتماد المتبادل ر-امتلاك العاملون لمهارة الإصغاء الفعال
إضافة إلى ضرورة تقويم كفاءة المنظمة. على الإداري أن يقوم فاعلية هذه المنظمة من خلال قدرتها على تحقيق الأهداف الموكلة إليها تنفيذها ولكي تتمكن المنظمة من ذلك لابد من توفر جميع متطلبات هذه المنظمة
ثالثا :
أن يمتلك الإداري القدرة على استخدام التكنولوجيا الإدارية ويقصد بها علم تطبيق المعرفة في المجال العملي لمواجهة المشكلات الأمنية الميدانية وتشتمل هذه التكنولوجيا على
أ‌- التكنولوجيا الآلية (الآلات الحديثة)
ب‌- التكنولوجيا العقلية (التخطيط بدل الارتجال )
ج- التكنولوجيا الاجتماعية (خدمة المجتمع)
رابعا:
معرفة بطبيعة القوى المعادية كيف تفكر ما أهدافها ما طبيعة تكوينها النفسي ما إمكانياتها ما فلسفتها ما طبيعة البيئة الحاضنة ما طبيعة المرحلة البيولوجية والعمرية التي يمرون بها. من المعلوم إن القوى التكفيرية هم أشخاص غالبا ما يكونون في عمر بين 20-25 سنة وهي فترة عواصف وتغير وضغوط نفسية واجتماعية نتيجة للفشل والإحباط وعدم القدرة على التلاؤم مع العراق الجديد فهم في اغلبهم أفراد غير مؤهلون لمواكبة المستجدات وغير متلائمون مع الوضع الاجتماعي الجديد وان البعض منهم طموحون وغير قادرين على تحقيق طموحاتهم بالطرق المشروعة تلاقفتهم مجموعات منظمة ومدربة لها فلسفتها وأهدافها وتقنياتها وتعمل جاهدة ومنذ أمد ليس بالقصير على تغيير مفاهيمهم ومعتقداتهم الذاتية والاجتماعية لا بل تعمل على غسل أدمغتهم علما إن هذا المصطلح استعمل لأول مرة من قبل إدوارد هنتر Edward hunterفي الحرب العالمية الثانية ويعتمد هذا المفهوم على نظرية بافلوف التي تقول إن تغيير بيئة الإنسان تؤدي إلى تغيير طبيعة تفكيره لذلك حاولت هذه الجماعات غسل عقول المنخرطين تحت صفوفها وقد استخدم ميلرو الهولندي كلمة mentcideللتعبير عن غسل المخ ويعني به قتل العقل من خلال إخضاع الأفراد أو المجاميع الصغيرة لا إراديا ووضعهم تحت ظروف لا تفسح لهم مجال التفكير أو التقويم وتحولهم هذه الأجواء إلى رقيق لتنفيذ أهداف المنظمة وقد عرف أفلاطون الرقيق بأنه الشخص الذي ينفذ أهداف غيره أن هذه المجاميع عبارة عن آلات مؤتمتة لا حيل لها ولاقدرية على التفكير أو الخروج عن الطاعة وقد حققت هذه المنظمة التكفيرية السيطرة على منتسيبيها من خلال :
أ‌- التحكم بجميع الظروف المحيطة بهم العقلية والجسمية والانفعالية والاجتماعية
ب‌- التأكيد على أهمية الولاء والإخلاص المطلق للمنظمة
ج- الإثابة من خلال الوعد بالجنة
د- تحطيم ولاء المنتسب لأي فرد أو جماعة خارج التنظيم وعزله عن الحياة
ه-استخدام التخويف والترهيب والقتل
و- الوعظ الديني وما يرافقه من تراتيل وتواشيح ودق طبول لما لها من تأثير على المتلقي من اجل قبول ما تريد المنظمة تحقيقه
ز- المخدرات بأنواعها
من هذا يمكننا القول إن الظروف التي يعيشها الإرهابي تدفعه إلى التخلي عن التفكير الحر والعقلاني لابل التخلي عن إنسانيته وعن حريته وتؤدي إلى أتمتته لهذا نجد إن هذه الزمر الضالة مستعدة لعمل أي شيء القتل بدم بارد قطع الرؤوس الكراهية والكبت والتعذيب السرقة والاغتصاب وقتل الأطفال دون الشعور بالذنب أو العار أو الندم بل تشعر بالبطولة والتضحية والفداء والجزاء عند الله الجنة .
إن استخدامهم للدين (الطائفي العرقي القبلي دين الشرك كما يسميه شريعتي ) كستار لتغطية إجرامهم يجعل محاربة هذه الزمر التي تتستر بلباس الدين والتقوى والتوحيد أصعب بكثير من محاربة الخارجين عن الدين أو القانون.ويؤيد وجه النظر هذه رادها كر يشنان بقوله( إذا ارتدى الزور والمكر لباس التقوى ستقع اكبر فاجعة في التاريخ) ولكي ننتصر على هذه العصابات المجرمة لابد من تظافر جهود كافة المؤسسات التربوية والدينية والإعلامية من اجل التعريف بهؤلاء المنافقين لتسهيل مهمة رجال الأمن لمحاربتهم والقضاء عليهم



#تركي_البيرماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعلم وتقنيات المواجهة
- الجامعات العراقيه الواقع والطموح
- التعليم غير قابل للمحاصصة
- تصورات لمعالجة هجرة الكفاءات


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - تركي البيرماني - القيادة وامن المجتمع