أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نبّاش الأعشى - ألثورة التي دشّنت حقبة تاريخية جديدة وخصائص الحزب الذي قادها (1- 2)















المزيد.....

ألثورة التي دشّنت حقبة تاريخية جديدة وخصائص الحزب الذي قادها (1- 2)


نبّاش الأعشى

الحوار المتمدن-العدد: 2082 - 2007 / 10 / 28 - 11:28
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أكتب هذه الكلمات لمناسبة الذكرى السنوية التسعين لثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى التي تحل في السابع من تشرين الثاني المقبل. هذه الثورة التي انشأت في عالمنا الدولة الاشتراكية الاولى- دولة الكادحين المتحررين من الاستبداد الطبقي بكافة اشكاله- والتي حملت اسم "اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية" او اسم الاتحاد السوفييتي اختصارا.
وانا اكتب هذه الكلمات بعد انقضاء ستة عشر عاما على انهيار الاتحاد السوفييتي- الابن البكر لتلك الثورة المجيدة، ورغم اطنان واكوام التحريض والتشويه التي قذفها نهابو ثمار كدح العاملين ومصاصو دم الشعوب الى عنواني تلك الثورة وتلك الدولة، خلال الستة عشر عاما التي اعقبت الانهيار وحتى يومنا هذا، حتى يحجبوا عن اعين ووعي ضحايا استبدادهم الرأسمالي ورافضيه حقيقة ما قدمته تلك الثورة وتلك الدولة لصالح تحرر البشرية وتقدمها. ومن تابع ويتابع نشاط حكام اسرائيل وابواق دعايتهم- من اصغر صحافي الى اكبر باحث ومتخصص- يدرك مدى مساهمتهم "الجليلة" في هذا التحريض وهذا التشويه.
ولكن هذا التحريض وهذا التشويه المتواصلين بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وخلال الستة عشر عاما التي اعقبت الانهيار يكشفان ليس حقد الامبرياليين وشركائهم وخدَمهم، فقط، وانما رعبهم ايضا من تأثيرات تلك الثورة وتلك الدولة على مجرى التطورات العالمية اليوم وفي المستقبل. فهذه التأثيرات من المستحيل محوها. وستظل تقضّ مضاجعهم حتى ينتهوا وينتهي نظامهم الاستبدادي من الوجود.
فمأثرة ثورة اكتوبر الاشتراكية، بالفكر الاممي والحزب الثوري اللذين قاداها الى النصر، ستظل تجربة رائدة يعود اليها ويتعلم منها كل القوى المناهضة للامبريالية والطامحة الى انهاء نظامها الوحشي من الوجود، والى اقامة مجتمع خال من الاستبداد الطبقي بكل مظاهره القومية والاجتماعية. ومثلها ستظل ايضا مآثر الاتحاد السوفييتي- ابن تلك الثورة البكر- الذي بسياسته الدولية وبتضحياته ومساعداته الاممية خلال سبعة عقود من القرن العشرين، بنى لهذه القوى قاعدة متينة تنطلق منها اليوم، وفي المستقبل ايضا نحو انجاز اهدافها، وفي مقدمتها كنس الامبريالية من الوجود، وتنظيف المجتمع البشري من اوبئتها، ومما علق فيه من ادران عهود الاستبداد الطبقي التي سبقتها.


**

لقد اختمرت شروط انتصار ثورة اكتوبر الاشتراكية، وتحقق هذا الانتصار، في مرحلة صعود الامبريالية ونشوء نظام الاستعمار العالمي- اداتها لاخضاع شعوب العالم واوطانها للنهب والاستبداد الرأسمالي الامبريالي.
ولم يكن ممكنا انتصار هذه الثورة المجيدة في ظروف صعود الامبريالية واداة قمعها العالمية- الاستعمار- تلك، لو لم يستفد ثوريو الامبراطورية القيصرية الروسية من تجارب حركة العمال الثورية في الاقطار التي سبقت وطنهم في التطور الرأسمالي، (اوروبا والولايات المتحدة الامريكية)، ومن الفهم العميق للنظرية الماركسية المعبّرة عن مصالح ومطامح الطبقة العاملة وجميع المتضررين من الاستبداد الرأسمالي والرافضين له.
وفي مقدمة تلك التجارب انتفاضة كادحي باريس (كومونة باريس) التي سيطرت على السلطة في العاصمة الفرنسية في بداية العام 1871 لمدة تزيد عن شهرين، والتي اسقطتها حكومة الرأسماليين بالتعاون مع المحتلين الالمان (الذين احتلوا فرنسا في حرب 1870 بين الدولتين).
وكان كارل ماركس قد درس هذه التجربة وحلل اسباب فشل الكومونة، ومنها ان قيادتها لم تكن موحّدة الفكر والرؤية. ومن هذا استخلص انه ينبغي ان يكون للطبقة العاملة حزبها الخاص. وبهذا الاستخلاص تمسك ثوريو روسيا القيصرية الذين نضجوا ماركسيا بعد ربع قرن من تجربة كومونة باريس.
اما التجربة الثانية التي درسوها واستخلصوا منها ما هو مفيد لحركتهم الثورية، فهي الاحزاب العمالية التي نشأت في معظم اقطار اوروبا بعد سقوط كومونة باريس، والتي كانت تعلن الاشتراكية هدفا لها. ولكنها لم تقم، ولا كان بوسعها ان تقوم بأي نشاط جدي لتغيير الواقع، بسبب البلبلة الفكرية التي سادت في قياداتها، والتكتلات والانقسامات التي سادت في صفوفها، وفقدانها التماسك والانضباط. وكان المسيطر فيها الفكر الاشتراكي الاصلاحي- أي الذي يخدم عمليا ويساند النظام الرأسمالي. ولم يكن من قبيل الصدفة ان تفتح الرأسمالية امام قياديي هذه الاحزاب ابواب المناصب الحكومية وتنصّبهم فيها وزراء ورؤساء وزراء. وتستخدم منظّري هذه الاحزاب في تزييف وتحريف الماركسية من اجل عرقلة نمو واتساع الوعي الطبقي الثوري في صفوف الطبقة العاملة وكل الطبقات والفئات المتضررة من الاستبداد الرأسمالي والرافضة له.
لقد حاول فردريك انجلز، صديق كارل ماركس ورفيقه في وضع نظرية الاشتراكية العلمية ان يقوّم هذه الاحزاب ويضعها على قاعدة الماركسية فكريا. فدعا ممثليها الى مؤتمر في العام 1889. ولكن ما استطاع تحقيقه في هذا المؤتمر هو اعلان الاول من ايار من كل سنة يوم تضامن عالمي للطبقة العاملة وذلك تخليدا لشهداء مظاهرة عمال شيكاغو الامريكية، الذين سقطوا برصاص شرطة الحكم الرأسمالي في بلادهم، عندما تظاهروا في الاول من ايار 1886 مطالبين بيوم عمل من ثماني ساعات! أي ان انجلز استطاع اقناع قادة تلك الاحزاب بالالتزام بالحد الادنى من التضامن العمالي الاممي فقط.
وحملت تلك الاحزاب بعد هذا المؤتمر اسم "احزاب الاممية الثانية". (كانت "الاممية الاولى" هي منظمة الشغّيلة الاممية التي اقامها كارل ماركس وفردريك انجلز مع مجموعة من الثوريين الاوروبيين قبل ربع قرن من المؤتمر المذكور).
بعد مؤتمر 1889 واصلت تلك الاحزاب نفس نهجها السابق المتنكر للاممية وللاشتراكية والداعم للرأسمالية ولاستبدادها.



**

بدأت الماركسية تتسرب الى روسيا القيصرية سرا وعن طريق بعض المثقفين الروس المهاجرين الى دول اوروبا والعائدين الى وطنهم منها. وذلك في مطلع عقد الثمانينيات من القرن التاسع عشر. وقامت اول حلقة ماركسية في روسيا في العام 1883، ثم تلاها نشوء حلقات اخرى في العاصمة بيتربورغ والمدن الكبرى الاخرى. وقد تألفت هذه الحلقات من مثقفين وطلاب جامعات وعمال متنورين، كانوا يدرسون في لقاءاتهم الماركسية ويحللون على ضوئها احداثا وظواهر ويبرمجون نشاطهم التوعوي الشفوي المحدود والسري بين العمال والمثقفين.
كان نشر الشيوعية واعتناق فكرها واي نشاط علني متعلق بهما امورا يعاقب عليها القانون. وكان نظام الحكم الملكي المطلق وعلى رأسه القيصر – امبراطور الامبراطورية الروسية القيصرية يقمع كل معارضة تنشأ ضده. وكان هذا النظام يمثل مصالح الاقطاع ورأس المال المتزاوجين اللذين يرزح تحت استبدادهما العمال والفلاحون وكل الفئات الكادحة الاخرى. وحتى يمنع وحدة ضحاياه ضد الاستبداد اللاحق بهم وضد ممارسيه كان هذا النظام- ككل نظام استبداد طبقي- يثير العداوات بين شعوب وقوميات واعراق وطوائف مواطني الامبراطورية، وينظّم عن طريق عملائه الاعتداءات على هذه المجموعة او تلك. وكل ذلك لاشغال جماهير ضحاياه عن رؤية مصدر تعاساتهم الحقيقي والمشترك – نظام الاستبداد الرأسمالي الاقطاعي الذي تمثله وتحميه القيصرية.
كانت الامبراطورية الروسية القيصرية، ورغم تخلف نظامها السياسي والاقتصادي حلقة كبيرة وهامة في سلسلة نظام الاستبداد الطبقي الاستعماري العالمي. وفي نفس الوقت كانت بثرواتها الطبيعية الهائلة وبقواها البشرية الواسعة مرتعا خصبا للنهب الذي تمارسه رؤوس الاموال الاجنبية.
كل ذلك اخذه الماركسيون ابناء شعوب هذه الامبراطورية بحساباتهم وهم يبنون حركة ثورية تكون قادرة على مواجهة هذا النظام وعلى اسقاطه. وفي اواسط عقد التسعينيات من القرن التاسع عشر، ومع اشتداد ازمة نظام الاستبداد القيصري واتساع نقمة جماهير ضحاياه، غدا بناء حزب الطبقة العاملة الخاص ضرورة ملحة.
وتصدى الماركسيون لانجاز هذه المهمة في منتصف تسعينيات القرن التاسع عشر. وكان قد برز بينهم واجمعوا على قيادته لهم الماركسي الفذ فلاديمير ايليتش اوليانوف- الذي حمل الاسم السري "لنين".
وكانت الخطوة الاولى التي اقترحها لينين: توحيد الحلقات الماركسية في كل مدينة ضمن اطار اسموه "اتحاد النضال في سبيل تحرير الطبقة العاملة". كان ذلك في 1895. وبعد ثلاث سنوات عقدت "اتحادات النضال" مؤتمرا سريا لها توحدت فيه واعلنت عن تأسيس حزب الطبقة العاملة الخاص.
ولكن هذا المؤتمر التأسيسي لم يبت بقضايا اساسية تتعلق ببناء وتنظيم هذا الحزب. فجرت خلال السنوات الخمس التي اعقبت المؤتمر نقاشات حادة وجادة داخل "اتحادات النضال" (التي تحولت الى منظمات للحزب). ومن على صفحات الجرائد السرية التي كانت تصدر عنها، حول قضايا تنظيم الحزب، الداخلية والخصائص التي ينبغي ان يتميز بها، وكانت هذه النقاشات تدور بين طروحات ثورية وطروحات انتهازية تتعلق ببناء الحزب التنظيمي. وقد دافع لينين ومؤيدوه عن الطروحات الثورية. وفي العام 1903 عقد المؤتمر الثاني للحزب. فأقرت الاكثرية من مندوبيه طروحات لينين. وانشقت الاقلية التي ساندت الطروحات الانتهازية عن الحزب. وصار الحزب يعرف باسم حزب البلاشفة (أي الاكثرية) وهذا الحزب هو الذي قاد بزعامة لينين ثورة اكتوبر الاشتراكية في العام 1917 الى النصر. وبهذا النصر تم تحطيم اول حلقة هامة من سلسلة نظام الاستبداد الطبقي التي كانت تطوّق كوكبنا. ودشن هذا الانتصار حقبة تاريخية جديدة في مجرى تطور البشرية- حقبة تحرر البشرية من ربقة آخر انظمة الاستبداد الطبقي، نظام الرأسمالية وامبرياليتها.
وعن هذا الحزب الذي قاد الى هذا النصر سأتحدث لاحقا.




#نبّاش_الأعشى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نبّاش الأعشى - ألثورة التي دشّنت حقبة تاريخية جديدة وخصائص الحزب الذي قادها (1- 2)