أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد علي مقلد - حزب الله : انتصار كان يمكن تفاديه















المزيد.....

حزب الله : انتصار كان يمكن تفاديه


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 2085 - 2007 / 10 / 31 - 10:45
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مواقف حزب الله السياسية والاعلامية تشير إلى حقيقة مزدوجة ، فهو من جهة يتصرف أمام إسرائيل والمجتمع الدولي كمهزوم ، وإزاء اللبنانيين كمنتصر ، في مفارقة تحتاج إلى تفسير . وهو ساكت عن كل الانتهاكات الاسرائيلية ولا يحرك ساكنا حيالها ، وهو راض ( من ظاهر تصريحاته على الأقل ) وموافق على تنفيذ قرار الأمم المتحدة ، الخ . هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، يفتعل في الداخل توتيرا إعلاميا ، ويحرص على عدم دفعه التوتر السياسي إلى مستوى الخطر ، وإن حصل وأفلت التصعيد الإعلامي في لحظة معينة ، فهو يحرص حرصا صادقا على لجمه .
يخطىء حزب الله إن اعتقد أن مثل هذه السياسية المتناقضة مربحة . لنفترض أنه حقق انتصارا على إسرائيل، وهذا أمر للنقاش ، فهو لم يقدر أن يجسد هذا الانتصار أو أن يترجمه ، لا في قرار الأمم المتحدة ، ولا في الوقائع على أرض الجنوب . لذلك استسهل تجسيده في الداخل اللبناني ، عبر نوع من التباهي بقدرة عسكرية فاقت كل قدرات كل الجيوش العربية ، وهذا ، بلا شك ، صحيح . لكنه بحد ذاته مأزق أو سبب لمأزق . إنه يقارن بين صموده الرائع ضد جيش العدو وانهيارات الجيوش العربية ، ثم يأتي ليتبارى مع القوى السياسية اللبنانية لا مع الجيوش العربية .
لكنها مباراة دونكيشوتية لأن جميع القوى اللبنانية التي يتهمها حزب الله بالعمالة رفضت سلفا أي دخول في المبارزة معه ، ولأن حزب الله ، وهذا هو الأهم ، إن انتصر في الداخل على كل القوى اللبنانية ، مجتمعة أو منفردة ، فمأزقه يكمن في كونه لا يستطيع أن يجسد أو يترجم انتصاره في مشروع سياسي ، إلا بمواصفات معينة كبناء دولة الحزب الواحد ، دولة غير إسلامية على طريقة الحكم "العلماني" العلوي في سوريا ، تحكم الأقليات الأخرى وتضطهدها ، ولا تلغيها ؛ أو دولة إسلامية على طريقة إيران ، وكلا الاحتمالين في غير صالح ما يعلنه حزب الله من حرص على الطوائف والصيغة اللبنانية والوحدة الوطنية .
المبارزة الداخلية خاضعة إذن لآليات المحاصصة المعتمدة في لبنان بين ممثلي الطوائف ، وبهذا يصبح حزب الله محكوما ، مهما بلغت قوته العسكرية ، بأن يترجم انتصاره على إسرائيل ، في نهاية المطاف ، داخل الطائفة الشيعية ، في منازعة مع حركة أمل ، لأن حصته في السلطة ، ضمن الآليات السلطوية السائدة لن تكون إلا جزءا من حصة الطائفة . وهذا وجه آخر للمأزق ، فهو يشعر أن قوته أكبر من قوة الطائفة ، في حين أن حصته هي بالضرورة ، أصغر منها .
وجه آخر من وجوه المأزق ، هو أن حزب الله يعرف حدود المبارزة داخل الطائفة ، لكنه يبارز خارجها ، هكذا تماما فعل حين واجه إسرائيل ثم جاء ليترجم نتائج المواجهة داخل الوطن ، وها هو الآن يبارز الطوائف الأخرى ، وليس بإمكانه أن يترجم النتائج ، حتى لو انتصر ، إلا داخل طائفته . وهو في هذا المجال مكبل لأن رصيد الرئيس نبيه بري في حماية الوحدة الوطنية كبير جدا .
وهم وتجهيل وشحن مذهبي
إذن لم يبق أمام حزب الله إلا أن يحافظ على رصيد جماهيري بناه بالوعي المغلوط ، بالوهم والتجهيل والشحن المذهبي . عدة هذا النهج معروفة : عدو خارجي هو الإمبريالية والصهيونية ، وعدو داخلي هو كل عميل لهما ، وليس في قاموسهم محل لعدو داخلي إسمه التخلف والجهل . منطق التحليل والتفسير معروف هو الآخر : إنه المؤامرة . وآلته الإيديولوجية الغيب ورجم الغيب ، وآخر المبتكرات ، كتاب يوزع على الأنترنت ، يشبه كتابا وهميا شيعيا يتحدث عن ظهور المهدي المنتظر . وكل الشروط تصبح جاهزة ليبلغ الشحن المذهبي مداه .
ليس صدفة أن يترافق نشر هذا الكتيب مع نهاية الحرب . أنه جاء ليعضد التصريحات والخطب والمقابلات الإعلامية ، وليقدم وعدا بالانتصار الأكبر : ظهور المهدي . ماذا في هذا الكتيب ؟ وما علاقته بالنهج الانتصاري ؟
يعدد الكتاب حوالي عشرين علامة من علامات ظهور المهدي المنتظر ، وهي على التوالي ، كما وردت عناوينها في الكتيب : اجتماع اليهود على أرض فلسطين ، ظهور رجل من قم ( هو الخميني ) ، ظهور قوة عسكرية وإعلامية(الحرس الثوري الإيراني وحزب الله)،تأسيس الجمهورية الإسلامية، ظهور العمائم السود (مع صور لأصحاب العمائم : الخميني ، باقر الصدر ، مقتدى الصدر ، موسى الصدر ، باقر الحكيم ، محمد حسين فضل الله ، خامنئي )، حزب يقاتل على أبواب بيت المقدس(حزب الله )،دخول قوات غربية إلى العراق ، استشهاد نفس زكية في العراق ( محمد باقر الحكيم ) ، انتقال العلم من النجف إلى قم ، خروج تكفيري يقتل زوار المقامات ، قيام حكم إسلامي في العراق موال لإيران ، آخر حكام الحجاز إسمه عبدالله ، خوف الناس من الأوبئة والزلازل والأعاصير،دخول مذنب إلى مدار الأرض ، خراساني يسلم الراية للمهدي ( خامنئي )، قائد جيش المهدي شعيب بن صالح(أحمدي نجاد)، ظهور اليماني ، وهو سيد هاشمي إسمه حسن ( نصرالله)، نداء جبريل من السماء ، ارتباك إبليس .فضلا عن علامة أخرى وردت من غير ترقيم ، تتحدث عن انقلاب في سوريا ، وعن سفياني يدخل إلى الحجاز ليقمع ثورة في المدينة ، الخ .( مع حفظ ألقاب جميع من وردت أسماؤهم في النص ).
نجزم أن حزب الله ليس مسؤولا قطعا عن هذا الكتيب الذي وضعه واضعوه ، " بتوفيق من المولى صاحب العصر والزمان " . لكننا نعتقد جازمين أن الذين وضعوه أنما وضعوه ليستكملوا فيه منطق انتصار حزب الله في الحرب ،أو كأنهم يقولون فيه ما يخجل حزب الله من قوله علنا ، أو كأنهم يستندون إلى انتصار حزب الله ويرون فيه مقدمة لانتصار الشيعة ، ولكن ، على من ؟
لسنا الآن في صدد نقاش فقهي لاهوتي في قضية المهدي ، إلا أننا نعتقد أن على حزب الله مسؤولية كبيرة في توضيح موقعه وموقفه من هذه التعبئة ، خصوصا وأن أفكار الكتيب هي أكثر انتشارا من خطبه الداعية إلى التهدئة ومن تصريحات مسؤوليه المغلفة بالحكمة ، وأن فكرة المهدي والمهدوية موجودة في معظم الديانات السماوية وغير السماوية ، وهي فكرة تجل عن أن تكون موظفة في طاحونة المصالح السياسية المباشرة واليومية . غيرأن مادة الكتيب تقوم على تعبئة مذهبية ، وتجد سندها في المناخ المحموم الذي نشأ خلال الحرب وبعدها ، والذي جعل الشيعة في مواجهة سائر الطوائف معزولين داخل شحن مذهبي، يتولاه الكتيب، من خلف ظهر التصريحات الهادئة والحكيمة الصادرة بين الحين والآخر . مواقف التهدئة تعيش لحظتها ثم تموت طالما أن الغرائز مهيأة وعقل الخرافة والأسطورة ما زال ينتظر خلف الأبواب .
انتصار كان يمكن تفاديه
إذا كان جمهور واسع من اللبنانيين لا يرى في نتائج الحرب مع إسرائيل انتصارا جليا وواضحا ، فإن على حزب الله ، إكراما لمشاعر هذا الجمهور ، ألا يرغمه على الاقتناع بما ليس مقتنعا به أو بماهو مقتنع بعكسه . إذن علينا أن نناقش بهدوء وإيجابية ، نعطي حزب الله ما له ، وعليه أن يقدم ما يترتب عليه من نقد ، مهما كان قاسيا .
حزب الله حزب شجاع بلا شك . محازبوه وقادته أبطال بكل معاني البطولة . صمد كما لم يصمد جيش وقاتل كما لم تقاتل ميليشيا . استبسل دفاعا عن أرضه وعن سلاحه . كبد العدو خسائر لم يسبق له أن تكبدها ، وجعله يعيد النظر بخططه العسكرية أكثر من مرة ، ويتخبط في تنفيذها تخبطا غير معهود. كل كلام عن الانتصار لا يتعدى هذه الحدود يبقى معقولا وصحيحا وحقيقيا . لأن الجانب الأكبرمن هذه الحقيقة أخلاقي يتعلق بمزايا الأفراد أكثر منه بالبرنامج . أما جانبها السياسي فضئيل جدا ( وقد ذكرناه في مقالة سابقة ).
إذا كانت الضرورات التعبوية لحزب الله تقتضي ألا يتحدث أمام جماهيره عن هزيمة ، فإن ماعرف به من مصداقية يفرض عليه أن يكف عن الكلام عن النصر بهذه الطريقة الاستفزازية والاستعراضية . لقد عرضت أمامه كل الأفكار والحجج وظل على إصراره ، بما يجعل العناد بعيدا عن المعقول والمنطق ويدخله في المحال . فهل يعتبر حزب الله دخول الجيش إلى الجنوب انتصارا لسياسته أم هزيمة لها؟ لقد خرج الجيش اللبناني من الجنوب في أول السبعينات من القرن الماضي . الحرب وحدها هي التي أعادته ، معززا بقوى دولية وأساطيل وإجماع دولي وعربي . كان الشعار : لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ، وصار الشعار ، لا سلاح إلا سلاح الشرعية .
منذ الطائف وقضية دخول الجيش إلى الجنوب مطروحة على بساط البحث ، وقد ظل النظام السوري صامدا مع جوقته اللبنانية على رفض هذا الدخول ، خدمة لستراتيجية الممانعة ، بدل المواجهة . ثمن الاعتراض على النهج السوري لم يكن بسيطا ، فقد طال شخصيات ومواقف واتفاقات ، لم يكن آخرها الاعتراض على الانسحاب الاسرائيلي الأحادي من جزين ، تحت شعار جزين أولا ، ولا الذهول من عملية الانسحاب ، حين تمت ، لأنها تمت من دون رضى جبهة الممانعة اللبنانية السورية .
من شعار رأى أن قوة لبنان في ضعفه ، إلى شعار رأى أن قوة المقاومة من ضعف الدولة ، استمرت المماحكة بين منطق الدولة ومنطق الثورة . وتغييب الجيش هو تغييب للدولة لصالح تعزيز مناخ مؤات للثورة . فضلا عن ذلك ، أفضت نتائج الحرب إلى إقفال خط التماس بين المقاومة والعدو الصهيوني ، ما يعني أن الإصرار على الاحتفاظ بالسلاح ليس إلا وجها من وجوه التقية الشيعية ، أي المناورة المكشوفة التي لا تنطلي على أحد . ومع إقفال هذا الخط بات الكلام عن وصل مزارع شبعا بالقدس والقرى السبع ( التي بها تكتمل مساحة 10452 كلم مربع ) والقضية الفلسطينية والأمة الإسلامية يحتاج إلى صيغة أخرى مختلفة جذريا عن الصيغة التي كان حزب الله يعتمدها وتمنى لو حافظ عليها .
دخول الجيش لم يكن النتيجة الوحيدة . قبل الحرب كانت الطائرات الحربية تنتهك الأجواء اللبنانية فحسب ، بعدها استقرت إسرائيل (حتى الآن ) في أراض كانت قد انسحبت منها يوم التحرير، وفرضت حصارا بريا وبحريا وجويا غير مسبوق ، وأتت أساطيل العالم لتشارك في الرقابة على حدودنا وربما داخل حدودنا .
أما عن الخسائر فحدث ولا حرج . بهذا الانتصار زعزعنا كيان العدو ( استقال ضابط رفيع ، وقد يستقيل آخرون ) ، الذي أمكن له أن يدمر ما دمر جسورا ومنازل وطرقات ومرافق عامة ، الخ . غير أن الحرب دمرت جسور الثقة بين القوى السياسية اللبنانية ، والأخطر أنها دمرت جسور الثقة بين المواطنين اللبنانيين ووطنهم . أفلا ينبغي على حزب الله أن يسأل عن عدد الجوازات التي رغب أصحابها بمغادرة الأراضي اللبنانية ، ليصيروا من المتحدرين من أصل لبناني ؟ أفلا ينبغي عليه أن يحمل نفسه جزءا من المسؤولية عن زرع اليأس في نفوس من نما في نفوسهم أمل ببناء لبنان جديد؟ بضعة انتصارات كهذا قد تؤدي إلى تغيير حكومي في إسرائيل ، ولكنها ستؤدي حكما إلى تدمير ما تبقى من هذا الوطن ، بل من هذه الأمة !
لقد حقق حزب الله في هذه الحرب شعاراته كلها ، ولكن بالمقلوب . دخل الجيش بعد ممانعة ، احتلت إسرائيل أراضي جديدة وصرنا أمام مهمة تحريريها ولكن ، من دون حزب الله هذه المرة ؛ دخلت قوات دولية ، رحم الله العميد ريمون إده الذي طالب بدخولها منذ أكثر من ثلاثين عاما وجرى تخوينه وترويعه ؛حوصر لبنان من بحره وبره وجوه ؛قوات الحلف الأطلسي بقضها وقضيضها ، ومن ورائها منظمة المؤتمر الإسلامي ودول عدم الانحياز والجامعة العربية كلها لحماية الحدود اللبنانية وجعلها آمنة كسائر الجبهات مع الكيان الصهيوني ؛ باختصار ، وضع لبنان تحت الحماية الدولية ، الحماية لا من إسرائيل ، وهذا هو المؤسف ، بل من القوى الوطنية والقومية ، مع ما يترتب على ذلك من تبعات ، من بينها مراقبة الحدود اللبنانية السورية ، وليس اللبنانية الاسرائيلية ، الخ
المغامرة بالطائفة مغامرة بالوطن
المارونية السياسية كانت السباقة في مجال المغامرة ، بل المقامرة ، بالوطن ، عن طريق المغامرة بالطائفة . وقد آن للشيعية السياسية أن تتعلم من سواها . الشحن الطائفي والمذهبي مآله حرب أهلية بين الطوائف . وإذا كان حزب الله لا يريد دفع الأمور إلى شفا الحرب الأهلية ، ونحن نعتقد أنه لا يريد ، فعليه تقع مسؤولية تاريخية ، بالمعنى الإيجابي للكلمة ، عن نقل الوطن من الدويلات إلى الدولة ، من غير أن يجرب الشيعة ما سبق أن جربه الآخرون ، وأن يدفعوا الأثمان التي دفعها الآخرون ، أو أن يفرضوا على الوطن ما فرضه عليه الآخرون .
نعرف أن ما يطلب من حزب الله يشبه المستحيل ، لكنه ليس مستحيلا . لقد جربت كل عمليات البناء التحاصصي بعقول طائفية . لا المحاصصة بنت وطنا ، ولا كونفدراليات المحاصصين باسم الطوائف ، ولا حتى القوى العلمانية التي جعلت نفسها طائفة مضافة وطالبت بحصتها .
مفتاح السر في فشل المحاصصين هو الاستقواء بالخارج على خصوم الداخل . ومنه يبدأ التفريط بالوحدة الوطنية . الحرص على الوحدة الوطنية يبدأ إذن من نقيض ذلك : من الكف عن استدراج الخارج ضد بعضنا بعضا ، والكف عن تعامل القوى السياسية اللبنانية انطلاقا من اتهام بعضها بعضا بالعمالة للخارج . العمالة جزء من عدة المؤامرة ، بل من عقلية المؤامرة ، أي من عقلية الانقلاب ، أي من نهج التغيير بالعنف لا بالوسائل الديمقراطية .
غير أنه ينبغي أن يعاد النظر بعلاقات الخارج – الداخل . ذلك أن الحضارة الرأسمالية التي قصرت المسافات ألغت المعيار الجغرافي لهذه الثنائية ، وباتت المصالح هي المعيار . وبناء عليه ليس عيبا أن تتلاقى مصالح قوى منتشرة على سطح الكرة الأرضية ، قوى رأسمالية تكونت منها الأمبريالية ويتشكل منها النظام العالمي الجديد ، وقوى اشتراكية تكونت منها الأممية ، وقوى أخرى تبني جبهاتها على أساس المصالح . ليس عيبا أن تلتقي مصالح حزب الله مع سوريا وإيران ، أو مصالح قوى الرابع عشر من آذار ضدهما ومع جبهة خصومهما ، ولكن ضمن معادلة جديدة يتعلم منها اللبنانيون الدرس المفيد من حرب استدراج القوى الخارجية ، التي تتدخل من أجل مصالحها هي بالدرجة الأولى ، ولا تمانع إن استفاد حليفها الداخلي . لكن مأساة اللبنانيين الذي استجاروا بأصدقاء الخارج على خصوم الداخل ، بدءا بمحاولة الحركة الوطنية اللبنانية القيام بإصلاح النظام اللبناني بقوة المقاومة الفلسطينية ، وانتهاء بمحاولة حزب الله تعديل الموازين الداخلية بقوة الصواريخ الإيرانية والصمت السوري على الجولان وعن شبعا ،أو محاولة قوى 14 آذار الاستقواء بحلف الأطلسي ضد حزب الله ( حسب رواية حزب الله ، وهي صحيحة لكنها غير دقيقة ) ... مأساتهم أنهم يكررون التجارب المرة من غير أن يتعلموا الدرس المفيد من كل الحروب ، حروبنا أو حروب الآخرين على أرضنا . وتتحول المأساة إلى كارثة إذأ كانت الشيعية السياسية تقرأ بالمقلوب أسباب فشل المارونية السياسية . إن هذه الأخيرة لم تفشل بسبب نقص في المهارة أو سوء في الأداء ، أو ضعف في الخبرة أو قلة في التسليح ... بل بسبب بنيوي قائم في أصل كل مشروع طائفي عنصري ، ذلك أن الطائفية معادية لروح العصر ولحرية الانسان ، وإذا كان على الأحزاب الطائفية أن تستدرك أخطاءها وتتفادى تكرار المغامرة – المقامرة ، فإن عليها أن تبحث ، على مهل وبكل التأني اللازم ، كيف تلغي شرنقتها الطائفية وتدخل في رحاب الوطن . هي دعوة إلى حزب الله وإلى سواه لتغيير الإسم والبرنامج والبحث عن " خلطة " جديدة ، يكون فيها الانتماء إلى الوطن هو المعيار ، والموقف من بناء الدولة على أساس الوحدة الوطنية هو المحك .


‏16‏/09‏/2006



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق حزب الله :فائض عسكري وخواء سياسي
- مقدمة كتاب :اغتيال الدولة
- النصر الإلهي : أما آن أوان النقد الذاتي؟عن التسعير المذهبي ف ...
- علي مقلد يقدم لـ-صدى البلد- قراءة شاملة لتقرير المجلس الوطني ...
- جورج حاوي: مقطع من وصية لم تكتب
- الماركسيون بين اضمحلال الدولة وبناء الدولة
- اليسار بين الأنقاض والإنقاذ - قراءة نقدية من أجل تجديد اليسا ...
- تجديد اليسار أم يسار جديد؟
- قراءة سياسية في نتائج مؤتمر الحزب الشيوعي اللبناني
- رسالة من شيوعي إلى السيد هاني فحص


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد علي مقلد - حزب الله : انتصار كان يمكن تفاديه