أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مسعود عكو - خمسة عقود ونصف ومازالت المأساة مستمرة














المزيد.....

خمسة عقود ونصف ومازالت المأساة مستمرة


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 2083 - 2007 / 10 / 29 - 11:55
المحور: حقوق الانسان
    


مأساة قاربت نصف قرن من الزمن، تراجيديا أبطالها أكثر من ربع مليون كردي سوري، مشروع عنصري مازالت توابعه مستمرة حتى اللحظة، كرد جردوا من جنسيتهم بسبب عقلية عنصرية شوفينية بغيضة، أناس لا يحملون في الدنيا أية وثيقة تثبت أنهم مواطنون في وطنهم الذي ولدوا فيه، وكبروا على ترابه، واستنشقوا هوائه، وشربوا مائه، ويخشون أن لا تدفن أجسادهم في ثراها، كونهم اعتبروا أجانب ومكتومين عليها.
خمسة وأربعون عاماً مرت على جريمة الإحصاء الاستثنائي الجائر الظالم في محافظة الحسكة، الذي صدر بموجب المرسوم التشريعي رقم /93/ بتاريخ 23/آب/ 1962 وطبقت قراراته في 5/تشرين أول/من العام نفسه، وتم بموجبه تجريد ما يزيد عن /120/ألفاً من الكرد السوريين من هويتهم الوطنية، وتسميتهم بأجانب، ومكتومي محافظة الحسكة، والذي يناهز عددهم اليوم أكثر من ربع مليون كردي، لا يملكون أية وثيقة تثبت انتماءهم إلى أي أرض، أو وطن، أو حتى أي انتماء يثبت هويتهم على أنهم بشر، سوى بطاقات حمراء وبيضاء هي خير شاهد، ودليل على مشروع عنصري هدف ومنذ بدايته إلى حرمان الكرد من هويتهم الوطنية.
على مدى نصف قرن اعتبرت حقوق الأقليات من الحقوق المحمية بموجب مقتضيات بروتوكولات وقوانين دولية، التي تضمن مواثيق ومعاهدات خاصة ، كما حرَمت تلك العهود والصكوك التمييز بين المواطنين في أي دولة على أساس عرقي أو قومي أو ديني، ومن جهة أخرى، أقرت لتلك الأقليات بحقوقها، إن على صعيد الحقوق التي يجب أن يتمتع بها مواطنو الدولة المعنية كافة، أو على صعيد الحقوق المنبثقة من الخصوصية الثقافية، والتاريخية التي تتمتع بها تلك القوميات والأقليات.
كما ضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الحق لكل فرد التمتع بجنسية ما، ولا يجوز حرمان شخص من جنسيته تعسفا أو إنكار حقه في تغييرها، هذا الإعلان الذي يعد ملزما أدبيا وأخلاقيا لجميع دول العالم، ومن الواجب تطبيقه واحترام بنوده. ومع ذلك مازال عشرات الألوف من الكرد السوريين يعتبرون أجانب ومكتومين في وطنهم، رغم سعيهم الدائم لإعادة تجنيسهم بكافة الطرق حتى الملتوية منها، والتي نجح العشرات في الفوز بها. مازلت الحكومة مستمرة في تعسفها ولم تغير ساكناً في سبيل حل أزمة إنسانية لخمسة أجيال.
يعرف الشخص عديم الجنسية "أي شخص لا يعتبر مواطناً لأي دولة وفقاً لقانونها" وفق ميثاق عام /1961/ المتعلق بالحد من حالات عديمي الجنسية ويؤكد على أنه "لا يمكن للدولة أن تجرد شخصاً، أو جماعة من جنسيتهم لأسباب عرقية أو دينية أو سياسية". في حين مازال السجال دائراً حول ما إذا كان الكرد المجردون من الجنسية موجودون في محافظة الحسكة في سوريا منذ مئات السنين، أم أنهم أتوا من تركيا بعد موجات الاضطهاد التي لحقت بهم هناك. فأي منطق عقلاني يقبل هذا الهراء حيث أنه ومن منطق حقوقي وقانوني هذا السجال لا يؤثر على حقوق الكرد في المواطنة والجنسية، حتى وفق قانون الجنسية السوري حيث ينص على أنه يجوز منح الأجنبي الجنسية بمرسوم إذا كان مقيماً في القطر إقامة متتالية مدة خمس سنوات على الأقل، في حين مرت على هؤلاء الكرد خمسة وأربعون سنة. إذاً تحق لهم الجنسية السورية تسع مرات، فلماذا لا يطبق القانون؟؟؟
رغم طرح هذه الأزمة مئات المرات على القيادة السورية بشكل رسمي، كانت إحداها أن التقت الدكتورة نجاح العطار نائبة رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية، بممثلين من الأحزاب الكردية، وتباحثوا معها حول ضرورة حل هذه الأزمة الإنسانية، إلا أن القيادة آثرت نبذ الموضوع، وترك السنين تمضي عليه، بالإضافة كان حل هذه المشكلة في سلسلة توصيات المؤتمر العاشر لحزب البعث التي أقرها في صيف عام /2005/ لكن أيضاً تلك الوعود، والآمال تحطمت على شواطئ الكلمات، ووئدت تلك الأحلام.
وفي زيارة الرئيس الأسد إلى محافظة الحسكة سنة /2002/ والتقى حينها بفعاليات مختلفة، وطرح عليه ضرورة إيجاد حل لهذه المعضلة، وكرر الرئيس الأسد في عدة مناسبات، أبرزها لقاءه مع قناة الجزيرة القطرية، عقب أحداث قامشلو الدامية /2004/ وفي خطاب القسم الثاني أمام مجلس الشعب /2007/ بأنه يجب حل هذه المشكلة، بالرغم من أنه تم التفريق بين مشكلتي الأجانب، والمكتومين رغم أن المكتومين هي حالة انبثقت عن الأجانب، ولكن القائمين على تنفيذ هذه القرارات، والتوصيات؛ قرروا عدم الاكتراث بها وطي ملفها مرة أخرى، وتغلق عليها أدراج المسؤولين. ليستمر بذلك مسلسل مأساة المجردين من الجنسية، والذي قارب اليوم النصف قرن من الزمن، فإلى متى الإحصاء الاستثنائي الجائر؟؟؟ وإلى متى تستمر المأساة؟؟؟







#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصدقاء الأمس أعداء اليوم ... سوريا وتركيا وحزب العمال الكردس ...
- تركية وتحديات المرحلة الجديدة
- مقابلة مع السيد حسن سوادي عبد العزيز القائم بأعمال السفارة ا ...
- هنيئاً لك طاووس ملك
- هل تفعلها السياسة كما فعلتها الرياضة؟؟؟!
- اللاجئون العراقيون في سوريا مأساة يومية متجددة
- معارضون خلف القضبان
- الرقابة على الإعلام الإلكتروني في سوريا
- عندما يغتال الظلام ضياء الشباب
- الحب على طريقة المطران عيسى
- مترجم يخلق شعراً بدلاً من ترجمته بدل رفو المزوري مترجماً
- نهر الفن تصميم وإرادة في زمن الفشل والكآبة
- آذار شاه
- في البحث عن الرّابط الأصيل... شعر يوسف رزوقة
- الإتجار بالبشر أو الرق مرة أخرى
- عندما يلبس الشرف أنين زهرة أخرى
- يتامى الطاغوت
- سوريا والعراق... علاقات جديدة!!!
- اغتيال جديد على مذبح الحقيقة اللبنانية
- فسحة أمل


المزيد.....




- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مسعود عكو - خمسة عقود ونصف ومازالت المأساة مستمرة