أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف أبو عيشه - -حكاية شعبية- حلها ابن المجنونة !














المزيد.....

-حكاية شعبية- حلها ابن المجنونة !


نايف أبو عيشه

الحوار المتمدن-العدد: 2085 - 2007 / 10 / 31 - 08:39
المحور: الادب والفن
    


في القرن الماضي كانت الحياة مختلفة عما هي عليه الان وخاصة في قرى الريف المعزولة والبعيدة عن المدن . حيث كانت الحيوانات والبهائم هي وسائل التنقل والنقل ايضا , والطرقات غير معبدة , والبيوت تضاء باسرجة الكاز والزيت لساعات محدودة , فلا اجهزة كهربائية ولا ثلاجة او تلفاز, والمياه تجمع في الابار خلال فصل الشتاء فيشربها الناس ويسقون مواشيهم ويغسلون ثيابهم وانفسهم كلما اقتضت الضرورة , وغالبا ما تقوم النساء بمهمة احضار المياه من البئر باوعية يحملنها على رؤوسهن حتى من مكان بعيد .اما طقوس الزواج فكانت مختلفة ايضا , فلا يرى الرجل عروسه الا ليلة الدخلة , وتستمر " التعاليل" للعرس لمدة اسبوع , الرجال يدبكون ويسحجون على البيدر والنساء في بيت اهل العريس , وهذا يعتمد على وضع العريس المادي ومكانته الاجتماعية , فان كان من عائلة غنية وكبيرة وذات صلة وقرابة مع المختار فانه يحظى بكل الاهتمام , وان كان غير ذلك فيكون عرسه " شلفقة" . وان كانت العروس من نفس القرية يركبونها على فرس مسرجة ومزينة غالبا ما يمتطيها العريس في الزفة خلال النهار. وان كانت من قرية اخرى يجلبونها في هودج مزين , وان اثارت الغيرة احد ابناء عمها ويكون اهلا للزواج فانه يتحراها وينزلها عن الفرس , لانه اولى من الغريب , واحيانا يطالب خال العروس او عمها لحظة خروجها ب" هدم الخال او العم " أي قمباز جديد , او ثمنه , ولا تطلع العروس الا بدفع الثمن الذي يقدرونه بانفسهم , وعادة يكون احدهما او كلاهما لا يملك النقوط للعروس فينقذ نفسه من الاحراج امام الاهل والاقارب. في يوم العرس حضر اهل العروسين كالعادة قبل مغيب الشمس ليطلعوا العروس وياخذوها لبيت زوجها . امتطت الفرس بمساعدة اخوتها ووالدها وعلى كتفيها عباءة كحلية ثقيلة, وراسها ووجهها يغطيهما منديل اخضر شفاف عادة يربطنه النسوة الكبار تحت اليانس البيضاء على رؤوسهن ,وقد تزين صدرها بالاوراق النقدية المعلقة بدبابيس صغيرة وضعت يدها اليمنى على راسها . واصلت النسوة الغناء طول الطريق في جوقة متناسقة يمجدن النسب واهل العروس, واما الرجال فكانوا يسبقون النسوة مسافة كافية , واحد اشقائها ممسكا بلجام الفرس لتمشي الهوينا وبتمهل حتى لا تكبو من وعورة الطريق . وصل موكب العروس اخيرا عند بوابة الساحة الكبيرة المحيطة بمنزل اهل العريس . فوجيء الجميع ان شاشة البوابة لم تك مرتفعة كفاية لتدخل العروس ممتطية الفرس وهي رافعة راسها بغرور امام الجميع لانها من عائلة المختار وقريبته . ولم يجرؤ احد من اهل العريس ان يقترح انزالها عن الفرس لان الساحة كبيرة ولا يجوز ان تقطعها العروس ماشية. وثارت عصبية المختار على والد العريس لانه لم يحسب للامر حسابه سلفا . وساد الهرج والمرج بين العائلتين وكادت تحدث طوشة كبيرة بينهم , فاذا البعض منهم يقول نهدم شاشة البوابة , والبعض قال نقطع راس العروس . عندها صاح بهم المجنون الذي كان يرافقهم محدثا نفسه ضاحكا طول الطريق ,رغم محاولة المختار طرده وابعاده اكثر من مرة:" والله انكم هبل ومجانين جميعكم " صاح به المختار " ولك روح انقلع من هان . مش ظايل علينا الا المجنون ابن المجنونة " واصل المجنون ضحكه وسخريته منهم وقال " طيب انا مجنون وانتم عاقلين . ليش بدكم تهدوا البوابة وتقطعوا راس العاروس ؟" ساله المختار بعصبية ولعابه يتطاير من فمه " والا شو نساوي يا حريق الوالدين . هات اعطينا حل تا نشوف ؟" صفق بيديه وصرخ ضاحكا من اعماقه حتى دمعت عيناه وكاد يسقط على الارض " والله العقل زينة واللي بلاه حزينة يا مختار " هجم عليه المختار ليضربه وصاح به " ولك احكي يا ابن المجنون قبل اقطع راسك عن جثتك " واصل المجنون سخريته وضحكه غير ابه بتهديد المختار وقال " بسيطة يا جماعة . خليها توطي راسها شوية بتمرق من البوابة وهي ع الفرس , هالقد عقولكم صغيرة ؟" . تبادل الجميع نظرات الدهشة والاستغلراب كيف لم يخطر الحل ببال أي منهم ؟ علق المختار بنبرة جدية " والله وحليتها يا ابن المجنونة " ضحك بسخرية ورد " تفكرها عقدة بزرار . ولد صغير تدور له ويحلها . بس انتو مجانين ما عندكم ذرة عقل تفكروا بيها ". علق احدهم " صدقوني يا جماعة هالمجنون اعقل منا , مية زلمة ولا واحد منا دارت له هالشغلة ؟" عندما دخلت العروس من البوابة ولحقت بها النساء , بالغناء والزغاريد , حاول المختار ممازحة المجنون الذي ابتعد عنه بحذر " شو رايك احطك مختار ع البلد بدالي ؟"ضحك المجنون بسخرية وهو يقول " سامعين يا جماعة. المختار بحسبني اهبل او مجنون " تابع يقول بضحكته الصاخبة " المخترة يا مختار كبرة على خازوق . وبهدلة ع الفاضي ,لانه قدام البلد نافخ حاله مثل الديك ,وايده من تحت. يقلب الحق لباطل ويقلب الباطل لحق . وما تزعل مني هه, لانه عند الحكومة ارنب خويف . روح روح تعال تعال . وهان بس شاطر يخوف الاولاد والنسوان بالخيزرانة ".نهره المختار بنبرة غاضبة ولحقه ليضربه بالخيزرانة التي لاتفارقه وهو يمطره بشتى الشتائم, والبعض يحاول تهدئته وان لا يلاحقه او يلوم عليه مهما قال او فعل لان المجنون مجنون والعاقل عاقل, في حين تابع المجنون قوله وهو يصفق بيديه فرحا " قال بده يضربني عشان بحكي كلمة الحق. معلوم اللي بقدرش ع الحمار يتشاطر على البردعة " تابع يغني بصوت عال وهو يبتعد والاولاد يلحقون به :" المختار مخه طار .... يا حلالي يا مالي . المختار مخه طار .....يا حلالي يا مالي "!
بقلم : نايف أبو عيشه
26/10/2007



#نايف_أبو_عيشه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من غير كلمة وداع !
- يا بصير هيك, يا كل شيء بدار اصحابه !
- -حكاية شعبية- الفرارات !
- ..في اليوم العاشر !
- -كل عام وانتم بخير - ...من واقع العيد !
- -حكاية شعبية- عائلة الطرشان !
- مكافأة عيد العمال !
- ضبع النقارة !
- الاسطبل والباشا !
- - حكاية شعبية- الراعي والقطروز !
- عند حاجز الارتباط !
- عند الحاجز !
- وانهزم ابو النبوت !
- الحق على الحمار !
- من طين بلادك ...!
- العدس ولحم الفقراء !
- زوجة الاستاذ !
- الاختيار !
- - خربطيطة مروكية-!
- تحليق في سماء الحرية !


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف أبو عيشه - -حكاية شعبية- حلها ابن المجنونة !