أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فؤاد منير خليل - حلال















المزيد.....

حلال


فؤاد منير خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2081 - 2007 / 10 / 27 - 03:16
المحور: كتابات ساخرة
    


إن أهم مايمزنا كدول عربية إسلامية ذوات طابع استبدادي وديني, دول ملأها الكذب والنفاق والخداع والتخلف بشيء من الجهل وتكفير وتحجيم وتقزيم الآخرهو أننا بتنا مكشوفين للعالم أجمع. الكل بات يعلم من دول ,الكفار, و,حفدة القردة والخنازير, بأننا أمة هوجاء ضعيفة مسلوبة لاتحرك ساكنا ابتلاها الله والغرب صاحب الوجه المصلحي الإستعماري (وليس الغرب الحضاري الإنساني) بكل أمراض وعاهات القرن الواحد والعشرون بالإضافة إلى أمراض أخرى مزمنة خلفتها العادات والتقاليد وطبيعة الأرض التي كانت ومازالت خصبة لنمو التخلف والتطرف والحيونة.

لذلك تراهم يضربون هنا وهناك ويحتلون ويتحكمون بكل شيء وبدون وازع خوف لأنهم يعرفون بأن العرب والمسلمون أشداء على بعضهم البعض وهم من يقومون بإخماد مقاومة لصالح المحتل إذا لزم الأمر أم لم يلزم وإذا قامت هناك جهة ما لتقاوم المحتل المغتصب فهناك جهات أخرى وكثيره من نفس الدولة أو الجوار جاهزة لإخماد هكذا عصيان أو إرهاب لايتفق مع ليبرالية هشة أو سلفية وهابية أو فارسية خمينية.

منذ نعومة أظفارنا ونحن نسمع كل يوم كفرض صلاة ـ أغلبنا لايلتزم بها وغير ملزم بالإلتزام بها في دول القمع والإستبداد والتخلف ـ عبر إذاعاتنا الرسمية المدافعة عن عرين العروبة والإسلام والقومية وعن عروش رؤسائنا وساداتنا وأرباب نعمتنا بأن الإنسان العربي عموما والمرأة خصوصا قد حصلا على قدر من الحرية والمساواة تضاهي ماتوصل إليها الغرب بكل تقدمه وحضارته ففي كل جمهورية ومشيخة ومملكة باتت هناك غونديلارايز العربية أو خولة بنت الأزور للقرن الحالي. وإن أهم مايلفت الأنظار هو أن المروجين لأنظمة القهر والقمع وكسر الرؤوس ومتفنني إذاقة الإهانات والتعذيب وهدر الكرامات وكسر الهراوات على أجساد لا ذنب لها إلا أنها أرادت قولة حق أو التنفس بكلمة صدق من مثقفين أو أحرار بالفطرة يحاولون تسويق فكرة أن هذه التجاوزات ماهي إلا مرحلية مؤقتة عمرها بعمر ’استقلال, بلداننا وعبر قوانين طوارئ وحالات استثنائية وسيكولوجية هدفها الذود عن الوطن والعروبة والإسلام وإعادة القدس التي ساهموا في بيعها سرا وعلانية وقلبا ولسانا. هذه الظروف التي أجبرت عليها قوى التطرف والإستبداد والديكتاتورية على أن تضع أطفالا في سجن الراشدين ومثقفين ـ سمحوا لنفسهم أن يتنفسوا ولو لمرة واحدة ـ مع المجرمين والقتلة واللواطيين وتجار الكيف. والغرب بكل حضارته المبنية على ‘حضارتنا، وتقدمه التكنولوجي لا يوازي علكة لينا أو مناديل ديما أوبسكويت كول وخلينا. وأهم ما استطاع الإستبداد تسويقه هو إيجاد أشخاص من طراز الداعية بكر أو المفتي مرداوي أو الشيخ العوضاني الذين يفتون بكل فنون الكذب والرياء لصالح الإجرام والنذالة والسفالة واستعباد المواطن ودهس كرامته ونبش القبور.

منذ 1400 سنة أو بالأحرى منذ الأزل لانعرف الحلال من الحرام في بلادنا لأن ماهو حلال لك حرام على غيرك وماهو حلال اليوم هو حرام غدا وماهو حلال في سوريا هو حرام في مصر وهكذا إلى مانهاية في بلاد تفتقر لقاعدة موحدة مبنية على أسس علمية ومنطقية وأخلاقية ووازع ضميري. فقتل الأبرياء هو حلال عند عصابات القتل والتشريد, وتخوين الآخر هو قمة الحلال عند محتكري الدين, واغتصاب الأخلاق, والحق في سجون الإستبداد هو عصب الحلال والديمقراطيه والحفاظ على الوطن والثروة والدين. هذه التناقضات الكثيرة المؤلمة التي ساهمت وتساهم في التخلف أكثر فأكثر هي التي استطاعت قوى السلفية والإستبداد تصديرها كثورة مضادة إلى الغرب الكافر الذي لا يعرف ‘لاأخلاقا ولا دينا’ من منظورهم. كيف ولايوجد في الغرب من يفكر مجرد تفكير بأن يفجر نفسه بين حشد من الناس مهما كان الإختلاف بينه وبينهم ليقتل أبرياء وأطفال ونساء لاذنب لهم في مشكلته المتأصلة فيه منذ الصغر والتي ورثها بعادات وتقاليد ودين يخدم سياسة السلف الطالح. عندما وصلت إلى ألمانيا الحلم للكثيرين من الذين قتلت البسمات على شفاههم قبل أن يسمح لها الإستبداد بأن تحيا, الحلم للممزقين والمستضعفين في بلاد الحلال والحرام والأمر بالمنكر والنهي عن المعروف, بلاد الكذب والضلال التي تتحكم بها شرذمة من الأفاقين السارقين الذين لاوازع لهم ولاضمير.

في هذه البلاد الجديده رأيت صدقا واحتراما وأخلاقا ـ طبعا لاأخلاق هنا إذا اعتبرنا بأن الأخلاق ممثلة بقصر وطول الثياب وووو كما أرادها لنا دعاة الضلال والكذب والتذبذب ـ واحتراما للآخر وللمواطنة والقانون. هذا مارأيته من جانبهم هؤلاء الكفار الذين يريدون بالأمة الإسلامية شرا ويريدون ثنيها عن مطي صهوة حمار من الحضارة القائمة على تعاليم شيوخ الإسلام الداعين إلى قتل الأخر وتكفيره وسحن عظامه والتبول علي أشلاءه لأنه لاينتمي إلى الطائفة التي ضمنت لنفسها الجنة وحور العين وأنهار الخمر. وبما أنه لدينا الكثيرين هنا من العرب والمسلمين والذين يؤمنون بأقوال شيوخهم السلفيين والخلف الصالح هنا من أمثال أغلب شيوخ الجوامع الذين يحجون إلى السعودية معقل الوهابية ليتباركوا منهم بشيء من مال وأفكار قتل وإرهاب وعمالة.

أغلب الشيوخ الذين يأخذون مساعدات ورواتب من الشعب الغربي ’الكافر’ يخطبون يوم الجمعة ضده وضد أخلاقه وأفكاره وحضارته وينصحون بل يحذرون الشباب القادمين إلى الصلاة من زمرتهم بأن لايقيموا علاقات قوية من أنطون وجورج وأدولف, بل الأفضل مع أسامة وزحافة والضيغم. هذا بالنسبة لأغلب رجال الدين أما بالنسبة لمرتادي الجوامع يوم الجمعة فقط وربما ضمن الأسبوع إذا كانوا بالقرب من المبنى فإن أغلبهم يأتي شكلا لامضمونا وذلك لأن أغلبهم يخاف من القيل والقال وكثرة الأسئلة ونظرات إخوانه بأنه لم يأت إلى صلاة الجمعة وهذا ذنب لايغتفر وعليه بعد فترة إذا كرر غيابه أن يعيد إيمانه ودخوله بالإسلام من جديد. الفرق بينه وبين العسكري الفار من الخدمه في بلادنا هو أنه لايذهب إلى السجن المخصص ولكن يلفظ كما تلفظ الفوارغ من البارودة بعد الإطلاق. مرة قررت أن أتعرف على بعض الأشخاص من المواظبين على صلاة الجمعة والتحدث بالدين والأخلاق على شاكلة شيوخهم وذلك بالإستشعار عن بعد حتى لايفكروا بأن يغيروا في تصرفاتهم أو تكهناتهم وأن يفعلوا كل شيء على السجية. لقد راقبت الكثيرين قبل وبعد الصلاة وبعض مما رأيته ـ والله على ماأقول شهيدـ

كان مايلي: أحدهم رأى صديقة أجنبية قبل صلاة العيد فقام بمصافحتها كما يصافح الكفار بعضهم وبما أنها لاتملك الوقت الكثير لتطق حنك معه ودعها وصافحها بحرارة ودخل صلى صلاة العيد دون أن يجدد وضوءه وإذا جلست معه فإنه يعلمك كيفية الصلاة وشروط الوضوء وحلات إفساد الوضوء وإلى ما هنالك من أشياء وبطريقة مبتذلة وممله. أحدهم دخل إلى أحد المحلات الكبيرة وسرق ـ رغم الكاميرات وهذا مايدل على حنكته وخبرته ـ بعض الجبن والشوكولاده رغم أنه غير مجبر على ذلك فمعه النقود الكافية لشراء ذلك ولكن عمل ذلك للتباهي وربما للتدرب على سرقة أكبر. أحدهم خرج من المسجد وتوجه إلى مركز المدينة وبحث عن إحدى المدمنات اللواتي يتناولن المخدرات وأعطاها شيئا ما من جيبه وتوجه معها إلى المكان الذي يقطن فيه مع أناس من شاكلته حتى يطيب الوقت والسمر وهما في حالة السعادة المطلقه. آخر بلغت به الجرأة لأن يأتي إلي ـ أعرفه من دورة الألماني ـ ويطلب مني باسم الأخوة في الدين وباسم الصداقة أن أعيره مفاتيح غرفتي في السكن الجامعي لأنه تعرف على فتاة من حفيدات القردة ويريد أن يريها كيف أن الشباب العربي والمسلم ملوك وأباطرة في السرير. هذا طبعا غيض من فيض ونقطة من بحر ولاأريد هنا أن أقول بأنني ملاك من الملائكة ولاأريد أن أدعي ذلك وآخر ما أفكر فيه أن أحصل على مكتسبات في الدنيا أم في الآخرة باسم الدين والكذب والنفاق. بعد كل مارأيته وسمعته وعشته من مسائل الحلال والحرام خطرببالي سؤال ألا وهو: ماذا ياترى فيما لو كتب أصحاب دور البغاء والعهر هنا في الغرب على بيوت الدعارة ولعب القماركلمة: ’حلال’. يوجد لدينا عاهرة حلال ويوجد لدينا لعب قمار حلال وعليه فرض زكاة في حال الربح. ماذا سيفتي به شيوخنا هنا والذين يفصلون الفتاوى على قدم وساق وخاصة إذا ماقرر أصحاب الدور المذكورة تخصيص نسبة من هذه الزكاة لهم!!!!



#فؤاد_منير_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق لن يسقط بالتقادم
- معاناة على طريق الألم
- برقية تهنئه واعتذار
- الغزال الشارد
- أذكرك
- ليبراليه أم تطرف
- الذئاب والغزلان


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فؤاد منير خليل - حلال